موضوع: رواية الجندي الابيض **جاميان** الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 2:44 pm
السلام عليكم كيفكم ان شاء الله بخير اليوم جبت لكم من اروع واجمل الروايات اللي قريتها في حياتي الصراحه روايه ولا اروع ((رواية الجندي الابيض)) وانا حنزلها على شكل بارتات بس لاتحرموني الردود الحلوة
ونبدأ
الباااااااااااارت لاول ::
- ماذا؟ صرخت في الهاتف مندهشة وأنا أسمع صديقتي إيميلي تخبرني عن رسوبها في اختبار نهاية العام بالجامعة . دهشت لأنها كانت مجتهدة في دراستها ولكنني أنهيت المكالمة بسرعة وذهبت لأرتدي ثيابي حتى أذهب إليها.. خصوصا وأنها منهارة ولم تتوقع تلك النتيجة.. نظرت إلى غرفتي الكبيرة للحظة قبل أن أخرج ثم قلت لخادمتي ميرلا أنني سوف أخرج .. قامت بإيماءة برأسها وهي تحمل بعض الأغراض وصاحت - لا تتأخري يا آنسة فالوقت متأخر.. انصرفت أنا.. دقائق من السير وكنت أمام منزل صديقتي إيميلي.. وعندما دلفت إلى المنزل كان هناك الكثير من الناس والحلويات والكعك والبالونات.. الجميع يبتسم ويضحك وبحثت بغيظ عن إيميلي المخادعة فيبدو أنها لم ترسب وهذا هو مقلب من أحد مقالبها السمجة.. لوهلة رأيت والدتها ولكنها اختفت وسط الحشد فأسرعت خلفها.. - سيدتي، مرحباً - آووه مرحبا لندا.. مبارك نجاحك.. - أنا ؟ نعم شكرا.. لكن .. أين إيميلي؟ - إنها بالأعلى.. - لمن هذه الحفلة إذاً؟؟ - أنها لآرثر وجيمس لقد تخرجا بتفوق .. قالتها بسعادة بالغة وفي خلال لحظات تركت السيدة وورثنجتون واندفعت إلى الأعلى وانا أتفادى جموع الحاضرين المبتهجة.. وطرقت باب غرفة إيميلي.. - أيميلي.. هذه أنا لندا فتحت صديقتنا ميرندا الباب على الفور ورأيت إيميلي تجلس عند شرفتها وترتدي ملابس النوم وهي تدفن رأسها بين ذراعيها.. اندهشت للمنظر ونظرت إلى ميرندا وقلت : - ميرندا.. انت هنا منذ وقت . أليس كذلك؟ - أجل! - هل رسبت حقا..؟ نظرت إليّ ميرندا بحزن وقالت : - لن تكون معنا العام القادم في القسم! توجهت إلى إيميلى وربت على ظهرها بلطف ثم قلت - إيميلي.. هذا يحصل دائما في الجامعة لا تقلقي.. سمعت صوت بكائها وقالت دون أن ترفع رأسها: - لم نفترق منذ المرحلة الابتدائية لما يحصل ذلك لي أنا؟ لما أنا الفاشلة الوحيدة! حاولت أن أجعلها سعيدة وكذلك صديقتنا ميرندا ولكنها لم تكن بخير.. وكان صوت الضحك والسعادة يشع حول غرفتها فكان ذلك جرحا كبيرا لمشاعرها.. خرجت إلى خارج غرفتها كنت مغتاظة جدا مما يفعله أهلها وهي تبكي في الغرفة.. وفي الحال شاهدت شقيقها الأكبر آرثر.. توجهت نحوه وقلت بهدوء: - مبارك التخرج.. ابتسم آرثر وقال: - لا أصدق أنك هنا لتهنئتي.. أليس كذلك لندا، أنا أعرفك جيدا.. كما أنك لم ترتدي فستان سهرة .. نظرت بغيظ وقلت : - جئت من أجل إيميلي كما تعلم.. نظر آرثر حوله وقال بغباء: - أوه .. صحيح أين هي أنا لم أرها لقد اشتريت لها فستانا جميلا بالأمس.. تضايقت منه وقلت بغضب : - في الحقيقة انك غريب.. أنت تعلم أنها رسبت وهي حزينة ثم تقومون بعمل حفلة رائعة وتتجاهلون حزنها.. كان عليكم إعطائها المزيد منن الوقت حتى تخف الصدمة.. نظر إلي آرثر وعلى وجهه ابتسامة غريبة ثم قال ببرود - أليس هذا ما تفعله الأخت العاقلة الارستقراطية دائماً؟؟ - لكن هذا ليس عدلا.. لم يحاول أحدكم حتى أن يذهب إلى غرفتها .. ثم...لقد مضى عهد الارستقراطية أيها السيد.. قلت ذلك بتعصب إيميلي.. نظر آرثر إلى الجماهير وهو يحتسي شرابا ثم عاد بنظره إلى وقال: - حسنا سوف أذهب إليها الآن معك .. لكن ماذا أقول لها؟؟ ثم ضحك بشده وقال: - أعزيها مثلا! تركته وانصرفت فقد كان مستفزا، وعدت إلى غرفة إيميلى وأنا أشعر بالإحباط ، ولم انتبه انه كان يتبعني .. دخلت للحجرة فدخل خلفي وأغلق الباب.. نظرت إليه باستغراب ولكنه سلم على ميرندا وتوجه معها نحو إيميلي ، كانت ميرندا دائما معجبة بآرثر ولقد حاول الاثنان بتعاون شديد مساعدة إيميلي على الضحك وكانت أكثر تقبلا لآرثر فابتسمت أخيرا بعد وقت طويل وقررت ارتداء فستانها لتكمل مابقي من السهرة بجانب أخيها اللطيف جدا والمستفز إلى أبعد الحدود.. كانت وظيفتي في هذه اللحظة قد انتهت وقالت ميرندا أنها ستبقى بصحبة آرثر وإيميلي أما أننا فقد قررت العودة إلى منزلي .. قال لي آرثر ببرود: - هل أنت سعيدة الآن.. - أجل! قلت ذلك باقتضاب وسلمت على إيميلي وميرندا ثم توجهت إلى الطابق السفلي ، حيتني السيدة وورثنجتون ورأيت جيمس شقيق آرثر، لوهلة ابتسم لي من بعيد ورددت الابتسامة ثم انصرفت عائدة إلى منزلي كانت الساعة في العاشرة ليلاً.. وكان الطريق هادئا وموحشا.. شعرت بالخوف ولكنني قلت في نفسي " دقائق وأصل للمنزل".. نظرت إلى الأشجار حول الطريق، ازداد خوفي وشعرت بأن الدقائق أصبحت بطيئة وأسرعت الخطى.. وكأنني سمعت صوت سيارة تقترب من بعيد ، خفت كثيرا ولمحت منزلي الكبير يظهر و أنا أمشي على الطريق المرتفع أسرعت السيارة وتوقفت بجانبي ، نظرت للسائق فشاهدت جيمس المبتسم دائما ...وقال: - كيف تسيرين بمفردك؟ هل تريدين أن يقوم أحد ما باختطافك وطلب فدية..؟؟ ابتسمت وقلت: - لا .. - هيا اركبي إذن.. - ولكن.. هذا هو المنزل .. لقد وصلت تقريبا.. - أنت تحرجينني بالفعل! كان المنزل قريبا جداً ولكنني لم أرد إحراجه، خاصة وأنه قد ترك الحفل وتبعني.. " شخص لطيف جدا" هكذا قلت في نفسي ،، ركبت إلى جواره وبدأ في التحرك وقبل أن ألحظ ما يحدث كان جيمس قد تخطى منزلي بعدة أمتار ولم يبد أنه سوف يتوقف.. حاولت ضبط أعصاب وقلت وأنا أنظر إلى منزلي وهو يبتعد: - توقف يا جيمس ماذا تفعل؟ لقد تخطيت منزلي.. - أعرف! نظرت إليه كان صوته متغيرا وهو يضع قناعا لا أدري متى وضعه..لم تكن عينا جيمس،، أرتعش جسدي وصرخت حاولت أن أفتح الباب ولكنه كان قد أغلق أوتوماتيكيا.. الزجاج كان سميكاً..
شعرت بيأس غريب، خاصة وأنني رأيت شخصا آخر كان يختبئ في الخلف، كان يرتدي قناعاً غبياً ، وأشهر سلاحا ضخماً أزرق اللون في وجهي لم أر مثيلا له... حاولت أن أهدأ ونظرت من خلال زجاج النافذة باندهاش وأنا أرى المناظر تمر بسرعة خيالية وكأن السيارة تمتلك محركاً نفاثاً.. هناك شيء ما غريب جدا يحصل لي فقد بدأت أشعر بالغثيان وكانت السيارة تسير بسرعة حتى سمعت صفير أذني، لم أعد أرى شيئا وأغمضت عينيّ.. كان الإحساس مريعاً جداً.. و...أظن بعدها أنني فقدت وعيي تماماً فلم أتذكر أي شيء..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 2:48 pm
[
size=24]التكمله : [/size] ******************
فتحت عيني وأنا أحاول أن أتذكر أين أنا، كنت لم أنسى ما حصل ونظرت حولي بتشويش فقد كانت الإضاءة عالية.. في البداية لم أستطع تمييز أي شيء، لكن سرعان ما انتبهت على أنني في غرفة مضاءة بها سرير واحد تشبه المشفى ورأيت بعض الأجهزة المتصلة بيدي، ومن ثم رأيت ذلك الرجل.. كان يقف عند الباب ويرتدي زياً غريباً أبيض اللون، أنه يحمل سلاحاً أزرق اللون أيضاً ولا يبدو ممرضاً فهو يرتدي قناعاً مثل المقاتلين القدامى.. باختصار.. كان منظره مفزعا ورهيبا، وعندما حاولت التحرك نظر إلي بسرعة فخفت وبقيت مكاني ثم قلت بقليل من السخرية: - من فضلك أيها الشهم، أين أنا؟ لم يبدوا عليه أنه سمع أصلاً.. فعدت أقول بجدية أكثر: - في الحقيقية سأكون ممتنة جداً لو علمت ماذا يحصل هنا! كان يبدوا أنه أصم.. فهو لم يتحرك حتى! شعرت بالغيظ لأنه لا يعيرني أي اهتمام، فقررت أن أقوم بالخطوة التالية.. بدون أن يلاحظ فككت الأشياء العالقة على ذراعي ببطء شديد.. ثم قمت بسرعة وركضت نحو الباب ... كنت أعلم أنني لا أستطيع الهرب هكذا ولكنني كنت أريد أن أحرك ذلك الغبي.. لم تكن للباب أية قبضة أمسك بها ولكنني حاولت فتحه بأي طريقة... نظرت إليه كان ينظر إلي بهدوء ولم يتحرك من مكانه.. لا أدري لم شعرت أنه يضحك عليّ بسبب الغباء الذي لا جدوى منه.. وكان يبدوا أنه شاهدني بوضوح وأنا أخلع تلك الأشياء الملتصقة على جسدي.. لم يحرك ساكناً بل ابتعد قليلا ليراقبني.. اكتشفت انه يتسلى بمشاهدتي فتوقفت عن تلك التصرفات ونظرت إليه وقلت بعصبية: - ماذا؟ هل أنت أصم؟ لم يجبني وظل واقفاً كالجدار، ونظرت إليه بغيظ شديد، تحرك نظري إلى قناعه أنه لا يظهر أي شيء من وجهه اللعين.. حتى عينيه كان عليهما غطاء أسود داكن.. مثل النظارة الشمسية العاكسة.. عدت إلى السرير وبقيت فوقه.. كان مايزال واقفا في مكانه ينظر إلى الباب .. خمنت أنه رجل آلي.. تسائلت: - هل أنت آله حمقاء؟ لم يلتفت إليّ، ولكنه وقف بمحاذاة الباب لكي يمكنه مراقبتي عن بعد.. عرفت السر.. إنهم يريدون أن يصيبني بالجنون أياً كان من يفعل ذلك بي ،، الذي يفعل ذلك شخص يعرفني جيدا، ويعرف جيمس ..هذا إذا لم يكن جيمس أصلا الذي يفعل ذلك... ولكني لم أظن أن الذي فعل ذلك هو جيمس.. هناك شيء خارق للعادة يحصل، وإذا كان كذلك فأنا أشعر ببعض الإثارة والدهشة واترقب ما سيحصل.. سألت الريبوت الأحمق: - هل أنتم كائنات فضائية؟؟ لا أدري لم أعجبني السؤال فضحكت على نفسي .. تحركت الآله واقتربت نحوي ، كانت حركاته سلسة فعرفت أنه مخلوق حي وليس آله كما ظننت.. اقترب أكثر ثم جلس على السرير بمواجهتي .. كنت مستغربة ولم أقل أي شيء،، فتح الغطاء الداكن فرأيت عينية البنيتين الواسعتين وقال بهدوء: - لندا؟ كانت عينيه واسعتين جداً ولفتت نظري وسألته .. - من أنت؟ وماذا تريد مني؟ قال: - وماذا ستعطينني إذا طلبت منك؟ قلت باستغراب: - ماذا تريد مني ؟ المال؟ - المال؟ قال ذلك بعد أن ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال: - نقودك لا تهمني.. - ماذا تريد إذاً؟ نظر إلي وقال: - أنا مجرد وسيط بينك وبين من يطالبونك.. - وسيط؟ - أجل.. - ماذا تريدون مني؟ عاد بظهره قليلا ثم قال: - لن تفهمي! ابتسمت بسخرية وقلت: - حسناً، بما أنني لن أفهم فهذا يعني أن دوري انتهى.. هيا أعدني إلى منزلي.. - سأعيدك إن رفضت العرض.. لم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ثانياً: أنا لم أر سوى عينيك ولاأعرف حقاً إذا كنت سلحفاة أم رجلاً حقيقيا! - أنت تسخرين مني! - لا - هل أشبه السلحفاة؟ - أنت لا تشبه أي شيء! - هل أنا هلامي؟ - ماذا تقصد؟ - ألا أشبه الإنسان؟ - هل تقصد أنك لست إنسان؟ - نعم! صمت فجأة ونظرت إليه وقلت بعد المناقشة السريعة وكررت بخوف: - أنت لست إنساناً؟ ضحك مرة أخرى وقال: - أنا جندي .. إنسان بالتأكيد ، ولكنني لست أرضيا.. - ما ذا تقصد بكلمة أرضيا؟؟ سألته بخوف ووقفت.. صمت بضع ثوان ثم قال: - آه.. أعني أنني لست من الأرض.. هذا جيد كبداية للتعارف! لم أفهم وقلت بعصبية: - أنت تهزأ بي! وتظن أنني أصدقك لأنك ترتدي جلدا أبيضاً لماعاً؟؟ وقف واتجه نحو الباب ثم فتحه بجهاز صغير في يده وقال: - أنت لم توافقي على أن نصبح أصدقاء حتى أحميك.. أنت حرة في قرارك الأخير.. فكرت بسرعة في أشياء غبية قالها وأظن أنه مجنون ولا أريد أن أعطيه فرصة لإيذائي وصحت: - انتظر.. لقد فكرت.. - بهذه السرعة..؟ - أجل ،، سوف نصبح صديقين ما رأيك لكن أخرجني من هنا وأخبرني بما تفعله أيها الصديق الطيب،.. هيا.. نظر إليّ ثانية وأغلق غطاء عينيه ثم قال ببرود: - أنت تمثلين؟؟ هل تظنين أنك تلعبين مع ولد صغير؟؟ إبقى هنا إذا وفكري بالأمر.. خرج بسرعة وأغلق الباب خلفه .. نظرت إلى الغرفة الفارغة وأنا أكاد أنفجر من الغيظ .. وصحت من خلف الباب .. " أيها المخلوق الفضائي .. لقد قررت صداقتك حقاً.. هيا أخبرني ماذا يحدث وسوف نصبح صديقان حقيقيان ..كن عاقلا، لا يمكنني أن أثق بك إلا إذا كنت صديقاً حقيقيا وجديرا بالثقة!" صحت وأنا أطرق على الباب بلهفة : " هيا دعني أثق بك" علمت أن هذه الطريقة تنجح دائماً مع المعاقين عقلياً.. وبالفعل عاد صديقي الجندي الذي ليس أرضياً وفتح البوابة الالكترونية.. ثم قال: - اتبعيني .. مشيت خلفه فورا،ً كنت حافية القدمين ..ولم أعلم حقيقة أين ذهب حذائي .. كان المكان بالخارج أكثر برودة، وكان مدهشاً إلى حد لم أستطع معه إخفاء دهشتي.. ما زلت لا أستطيع وصفه حتى الآن!! لقد تخيلت أنني سوف أخرج إلى مكان هو أشبه تقريبا بالمشفى، أو .. لا أعرف.. أي مكان رأيته كان يختلف عن هذا الإحساس الذي شعرت به للوهلة الأولى.. كان سقف المكان عبارة عن قبة رائعة مليئة بالنقوش والرسومات وبينها فراغات تسمح بدخول ضوء الشمس.. كان ضوء الشمس قوياً جدا وكان يضيء المكان بأكمله دون أن يؤذي عينيك.. الكثير من الزهور التي لم أر مثيلا لها في حياتي تخرج من شقوق جميلة على الجدران وكانت هناك شموع داخل قوارير من الماء.. كنوع من الديكور المدهش!! .. الأرضيات لا أعرف ماهيتها لكنها ناعمة ومسطحة وباردة أيضاً.. النوافذ طويلة جدا من الأرض للسقف وتشبه الأبواب إلى حد كبير.. كانت مزخرفة وتلتف حولها أعشاب ملونة وورود تمد المكان برائحة جميلة جداً.. و البوابة واسعة و تؤدي للخارج لأن الضوء كان قوياً، وتوقفت أتأمل المكان.. نظر إليّ الجندي وقال بشاعرية تتلائم مع الجو المحيط بي: - هل أعجبك المكان؟ إنه يعجبني أيضا.. فقد ولدت هنا! تسائلت وأنا أحدق بروعة القصر: - هل هو منزلك؟ سمعت ضحكة قصيرة ثم صوته يقول: - نعم .. نظرت إليه أخيرا.. لم يكن ينظر إلي وقلت: - هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟ - حاليا.. نعم.. - ألهذا السبب أنا هنا؟ هل تريدني أن أصبح صديقتك من أجل ذلك؟ تردد كثيرا قبل أن يقول: - في الحقيقية... - ماذا.. - حاليا.. سوف أقول أجل! - ما حكاية "حاليا" هذه؟ ألا تفكر أبعد من اللحظة التي تعيشها؟ نظر إلي وجلس على أحد الأرائك الموجودة وقال : - أنا لا أعيش من أجل نفسي .. أنا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك.. شعرت بالخوف وقلت مستغربة: - ماذا تقصد؟ هل تقـصد أنني مخطوفة؟ - لا.. أنت صديقتي ... مؤقتاً.. بدأ ذلك الشخص يثير أعصابي فصحت بغضب وحيرة : - لقد اقتنعت فعلا أنك مجنون .. هل سمعت ؟؟ ما ذا تريد مني؟ ماذا تريد؟؟ كنت سأبكي ولكنني تمالكت نفسي، ونظرت إليه .. وقف و اقترب مني كثيرا ثم قال بلطف: - لم أنت خائفة .. لقد اقتنعت فعلاً أنك شجاعة في جميع قراراتك التي كنت تتخذينها .. لكنك متهورة ببعض الشيء! نظرت إليه ولا أعرف فيم يفكر ذلك المجنون ولم أرد عليه لكن عيني امتلأت بالدموع.. ولم أكن أريد أن أرمش حتى لا تنزل دمعتي وعاد هو يقول بهدوء: - لقد راقبتك على مدار شهرين.. وقد أعطى رئيسي أوامره لي بتوضيح الأمر لك .. وأنا لم أقصد إزعاجك أبداً.. ربما تصرفت بالطريقة الخطأ تجاهك وأنا أعتذر عما بدر مني.. لا أدري لماذا شعرت أن الأمر حقيقيا أكثر من اللازم .. وسألته وصوتي متأثرا بتلك الدمعة التي أحبسها: - حسناً .. سنتحدث كاثنين عاقلين ، ماهو الأمر الذي جعل رئيسك أيا كان يأمرك بمراقبتي؟؟ ومن أنت؟ أريد أن أرى وجهك.. قال لي : - إرتدي حذائك أولا لندا .. ثم أمسك بيدي واتجه نحو الباب الواسع و قادني إلى الخارج.. -------------------------------------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 3:02 pm
البارت الثالث ****************
كان في الخارج حديقة كبيرة ورائعة.. ومن خلالها يمتد طريق صغير وقال الجندي وهو يفتح غطاء عينيه .. - أنا الجندي الأبيض ..وأدعى جاميان.. نظرت إلى عينيه هي نفسها لكنها كانت أرجوانية اللون .. سرى بعض الخوف في جسدي وقلت بدهشة : - أنت غريب الأطوار فعلاً.. - لماذا؟ - إن لون عينيك غــ ... - أعرف، قلت لك .. أنت الآن لست في الأرض.. أنت في مكان آخر جميل ويشبه الكوكب الأرضي .. قلت ساخرة: - حقاً؟ حسنا .. لماذا لا نطير؟ - قلت إنه يشبه الأرض! - ولماذا أنتم لاتشبهون سكان أهل الأرض؟؟ - ....................................... - آه أظنك تضع عدسات لكي تخيفني! - ........................................... (ظل يسير بصمت).. توقفت عن السير ونظرت إليه وقلت : - حسنا .. لما لا تريني وجهك؟؟ - لا أستطيع.. - لماذا؟؟ هل مخك بارز؟ هل أنت بشع وممل؟ هل أنت تشبهنا أم أن كوكبك الجميل فقط؟ توقف لينظر إلي وصمت للحظات ثم قال: ملك "بانشيبرا" العريقة إنه شاب لطيف جداً وقد ورث الحكم قريبا جدا لكنه لم يتوج بعد.. مازال مستاءا من موت والده الملك الراحل .. لم يستطع أي شخص إزالة ذلك الحزن .. ويخشى رئيسي أن تعم الفوضى في بانشيبرا بسبب انعزال الملك الحالي.. عاد للصمت فقلت ساخرة : - أكمل تبدوا قصة جيدة.. قال الجندي الأبيض بجدية : - عرفت أخيرا شقيقته الأميرة لوليانا حل ذلك الملك .. - وما هو؟ - فتاة من الأرض.. زفرت بضيق ولم أفهم ..تأكدت من أنه مصاب بمرض نفسي عقلي ومتأزم جدا وحالته خطيرة ويجب نقله لمصحة الأمراض العقليه قريبا ،، ويحب تألف القصص الغريبة أيضا.. ولكنني قلت بضيق : - ما علاقتي بالملك وبانشيبرا تلك.. - سأخبرك .. عندما كان الملك صغيرا ، سُمح له بالذهاب إلى الأرض.. وأحب ذلك الكوكب العجيب .. يجب أن نجعله يخرج من عزلته بإعادة الذكريات الجيدة إليه .. أرجوك ساعدينا.. صحت بغضب : - ولماذا أنا..؟؟ قال بهدوء: - لأنك أعجبتني.. أنت الأفضل.. - وما أدراك هل شاهدت كل بنات العالم؟ - لماذا لا تساعدينا؟؟ - من حقي أن أرفض.. صمت قليلا ونظر خلفي .. أنا أيضا شعرت بشيء يقترب من وراء ظهري فالتفت ..
كان هناك رجل يقترب، نظرت له بدقة.. شعر بني وأنف طويل .. كان شكله مخيفا بعض الشيء وتلك.. آه كانت عينيه واسعتين وحمراوين.. يا للهول!! لم أرى لون عينين أحمر من قبل بها الصفاء المرعب.. نظر إلى الجندي ثم قال بصرامة : - جاميان .. لقد انتهت مهمتك .. هيا عد إلى عملك السابق في الحراسة أنت ستأخذ مكان تالتن .. ظهر أشخاص آخرون يتبعون الرجل، كانوا لا يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة ولم يبد أنهم عاديون فقد كانوا طوال القامة ويمتلكون ملامح غريبة ومتجهمة لم أرها من قبل.. نظر إلي جاميان وغطى عينيه ثانية ثم قال وهو يمد يده لمصافحتي : - تشرفت بمعرفتك! صافحته فوضع ورقة مطوية صغيرة في يدي وضغط عليها ، ثم رحل .. وبدون أن يلحظ أحدهم أخفيت الورقة في جيب بنطالي وسرت مع الآخرين وأنا أراقب الجندي الأبيض وهو يبتعد.. لا أدري لماذا شعرت بالخوف وودت لو يعود فيصحبني! أظن أنني كنت قد بدأت أرتاح إلى حديثه الهاديء .. مع أنه كان مجنونا ! لكن يمكن السيطرة عليه .. ************************
كنت أفضل لو ارتدى هؤلاء الأقنعة مثل الجندي الأبيض.. فمناظرهم كانت فظيعة.. سرت خلف الرجل الصارم وسار إلى جواري اثنان ومن خلفي الاثنان الباقـيان.. وقطعنا مسافة طويلة بعض الشيء مررنا بمزارع تحفها الأشجار وشاهدت بعض الأعمدة البعيدة جدا لم أعرف ماهيتها،، وظللنا نسير حتى بدأ قصر جميل في الظهور من بعيد.. كان رائعاً وكانت الأشجار التي تحفه عملاقة وقديمة فهي تضاهيه في الطول والجمال.. دخلت معهم تحت تهديد السلاح وقابلنا ثلاث فتيات فاتنات.. لكنهن صبغن شعورهن بأصباغ غريبة .. أبيض وسماوي والأرجواني أيضا.. كن يبدين مثل شخصيات أفلام الكرتون.. رحبوا بي واصطحبوني إلى مكان آخر.. بعيدا عن هؤلاء الأغبياء.. جلست على أريكة مريحة .. و قالت صاحبة الشعر الأبيض والعينان الزرقاوان: - أنت لندا الأميرة الجديدة أليس كذلك؟ لم أفهم شيئا ورددت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني: - يالها من جميلة تعجبني عيناها إنها خضراء اللون .. إنه اللون الكوني .. وشعرها أنظرن.. أشقر كخيوط الشمس! قالت الثالثة وكان شعرها أزرق فاتح وكذلك عيناها غريبتان تخاطبني: - أتعلمين .. لا يوجد أحد في عالمنا كله يمتلك لون الطبيعة مثلك.. الشمس والشجر.. نظرت إلى بلاغتهن في وصفي وكأنني دمية باربي ..ولكنني بدأت الآن اقتنع أن الأمر حقيقيا وليس من تأليف شخص واحد..مجنون وبدون سابق إنذار بدأت الفتيات بتمشيط شعري .. وإحداهن ذهبت لتحضر شيئا ..فقلت بسرعة : - ماذا تفعلن؟ - نحن نجهزك حتى تقابلي صاحب الجلالة.. قمت واقفة بسرعة وقلت: - ماذا؟ أنا لم أوافق على ذلك هيا دعوني أعود إلى منزلي .. قالت إحدى الفتيات باندهاش غريب : - سوف تكونين أميرة رائعة.. أنت لا يمكنك رفض الملك الشاب التي تتمنى فتيات "بانشيبرا" أن ينظر إليهم نظرة واحدة.. جلست في مكاني وقلت بغضب : - حسنا أنا لم أوافق على خوض المغامرة! - أتقولين عن هذا مغامرة؟؟ إنه لأمر رائع وعظيم جدا.. - لا خرجت إحدى الفتيات وعادت ومعها ذلك الرجل أحمر العينين وقال: - ألم يأخذ جاميان موافقتك؟ نظرت إليه وقلت: - لم أفهم.. - ذلك الجندي الذي أرسلناه إليك ألم يأخذ موافقتك؟ - لا .. أنا لم أوافق.. - لماذا أخرجك إذا، ليست هذه هي الأوامر.. قالها بعصبية ثم فتح جهازا في يده وصاح بغضب : - تالتن ، ذلك الغبي الذي أعطيناه مدة شهران ليحضر لنا فتاة لا تعلم شيئا عن الأمر.. هيا إذهب واقطع رأسه لقد فشل في المهمة.. شهقت الفتيات وصحت : - لا إنتظر.. أنا أعلم كل شيء .. لقد وافقت .. أ .. إنه .. لقد أخذ موافقتي لكنني .. صمت ذلك الغبي ثم صرخ ثانية في الجهاز : - أحضره إلى هنا إريد أن أتفاهم معه.. لم أكن أريد أذيته.. لا أعرف لماذا قلت هذا مع أن رأسه المجنون لايهمني .. وقفت حائرة أفكر في الموقف وذهبت مع الفتيات إلى غرفة واسعة وقالت الفتاة ذات الشعر السماوي : - هيا بدلي ملابسك لأننا سوف نجهزك الآن.. ثم أعطتني قميصا داخليا قصيرا، دخلت إلى الحمام وبدلت ملابسي.. لم أنس بالتأكيد ورقة جاميان ففتحتها بسرعة ونظرت بداخلها.. مكتوب : " لندا.. لا تخذليني .. إن احتجت إلي في أي وقت فيمكنك الاتصال بي ، أشعر بالسوء حيالك ولكن هذه هي المهمة التي أسندت إلي .. إنهم يجعلون الآخرين يكرهونني دائما لقد كتبت هذه الورقة مسبقا وسوف أعيدك إلى وطنك هذا وعد.. رقمي هو ......." كتب أرقاما غريبة لا تشبه أي أرقام رأيتها في حياتي فقد كانت تبدو لي مثل الكتابة الصينية أو الهيروغليفية .. قطعت الرقم بسرعة ورميت الورقة بعد أن قطعتها من النافذة ، ثم خرجت إلى الفتيات ، وجدت معهم امرأة جميلة عينيها بنيتان وشعرها بني أيضا.. ترتدي فستانا رائعا كحلي اللون مطرز بنقوش ذهبية غريبة ومدهشة تذكرني بصور فتيات النبلاء في العصور الوسطى.. وقالت إحدى الفتيات للأميرة: - إنها لندا، جلالتك .. ثم نظرت الفتاة إلي وقالت : - سمو الأميرة لوليانا شقيقة ملك با نشيبرا العظيم.. نظرت إلي الأميرة وخاطبتني قائلة برقة: - أشكرك أيتها الأميرة الجميلة على ما ستقدمينه من مساعدة من أجل شعبنا في بانشيبرا .. ثم اقتربت وقبلتني على جبيني .. شعرت أنا بالخجل وابتسمت ثم قلت بارتباك : - إنه لشرف لي يا سيدتي.. أ.. أن أقوم بذلك العمل من أجلكم.. في تلك اللحظة دفع الباب شخص ما بقوة إلى الصالة الكبيرة،، شاب وسيم جدا نظر إلينا بإحراج وقد اندهش من منظرنا، وقفت بسرعة خلف الفتيات أختبيء لكنني شاهدته .. قال الشاب بارتباك شديد : - آآآ .. آسف.. آسف .. ثم انصرف بعد أن كاد يصطدم بالبوابة.. كان شعره أسودا وناعما وطويلا بعض الشيء .. وسألت لأني لم أسمع ماذا قال من شده الخجل : - ماذا قال؟ أجابت الأميرة : - لقد اعتذر عن دخوله المفاجيء فهو لا يعرف القصر جيدا.. ثم أردفت تسألني: - ألم تعرفينه؟ قلت باستغراب: - وكيف لي أن أعرفه فأنا لم أقابل أي شخص حتى الآن...! ---------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 3:34 pm
[
قالت الأميرة بتلقائية : - إنه أفضل جنودنا في القصر الجديد، ويدعى جاميان .. هل عرفتيه؟ أظنه الشخص الذي كان مكلفا بمراقبتك وإ--------------------------------------------------------------------- حضارك.. صمت قليلا وقلت مستغربة : - أتقصدين الجندي الأبيض ؟؟ ضحكت الأميرة وقالت : - إن روسو رئيس جنودنا يفرض عليه ارتداء القناع لأن الفتيات عادة يغرمن به.. إنه ملفت للنظر ويجيد الحديث وهو شرس و قوي! لكن الرجال الآخرون يغارون منه ... عادت الأميرة للضحك وضحكت الفتيات أيضا بحرارة .. تسائلت: - هل هو الذي اختارني؟ أم إن شخصا فعل ذلك وكلفه بمراقبتي؟ قالت الأميرة باسمة: - هو من اختارك.. لقد أعطيناه مواصفات جميلة وأظن أن ذوقه كان رفيعا جدا.. ثم نظرت للفتيات وقالت بمرح - أليس كذلك يا فتيات؟؟.. تكلمت الفتيات مع بعضهن بمرح .. أما أنا فاستغربت قليلا وودت لو نظرت إليه لفترة أطول لا أدري لماذا راودني ذلك الشعور ولأول مرة في حياتي ... أنني مهتمة بشخص ما وأود مقابلته ثانية.. لقد اتهمته بالجنون لفتره طويلة .. أنتهت الفتيات من تزييني ولبست ثوبا رائعا منسدلاًً .. قالت إحداهن أنني في غاية الجمال وكنت سعيدة بذلك .. في الحقيقة لم أكن أتخيل تجربة رائعة كتلك .. لقد كانت حياتي مملة وغريبة وروتينية ليس عندي سوى صديقتاي ميرندا و إيميلي .. والجامعة .. هكذا أصبحت تسير حياتي منذ موت والداي في تحطم طائرتهما الخاصة منذ خمس سنوات أجتهد في دراستي من أجل الدرجات العالية وأعيش في منزل واسع مخيف مع خادمتين وسائق وطباخة يصاحبني الملل والحزن .. وأحمل ثروة ضخمة ورثتها عن والدي يتحكم بها أعمامي بحكم أنهم يعرفون مصلحتي ولأني مازلت صغيرة وهم في الحقيقة ينهبون مال أبي الذي هو ملكي .. بدأت بالفعل أستعد لمقابلة ملك بانشيبرا المنعزل.. كانت مهمتي سهلة جدا وهو أن أجعله يبتسم.. ولم أر مشكلة في ذلك .. قالت الأميرة لوليانا : - لقد قمنا بدعوة الأمراء والسادة لحفلة الليلة .. أرجو أن تستطيعي إقناعة بالحضور، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا لك .. صحبتني الأميرة في دهاليز القصر الكبير .. ثم طرقت على باب ضخم وفتح أحد الحرس وفورا سمح لها بالدخول .. ثم شاهدنا صورة كبيرة لرجل عجوز له لحية بيضاء طويلة وقالت الأميرة بحزن : - إنه والدي الملك الراحل العظيم.. تطلعت إلى الصورة مرة ثانية ثم سرت خلفها حتى وصلنا إلى باب كبير منقوش بالذهب.. دخلت الأميرة ودخلت خلفها ورأيت شابا يعطينا ظهره ويتطلع من الشرفة الواسعة وحوله زهور جميلة.. نظرت إلي الأميرة نظرة ذات مغزى فعلمت أنه الملك الشاب ثم تنحنحت وقالت ..: - كيف حالك الآن يا شقيقي سمو الملك ؟ رد عليها الملك ولم يلتفت إليها.. - بخير.. قالت شيئا آخر كانت تبدو مترددة وهادئة في نفس الوقت.. - سموك! لقد حضرت لك مفاجأة بسيطة .. فتاة من كوكب الأرض ،، في الحقيقة لقد وصلت منذ ساعات فقط.. عندها التفت الملك الشاب بهدوء ونظر إلي بشك فقالت الأميرة: - إنها لندا يا سيدي وقد جائت من أجلك خصيصا، وتكبدت مخاطر الرحلة إلى هنا.. نظرت إليه .. كان شابا وسيما أيضا.. لكنه يبدو حزينا ومرهقا.. كان شعره بنيا وعيناه كانت عسلية فاتحة جدا.. ويشبه اخته إلى حد كبير وقف واقترب مني ثم قال باندهاش وهو ينظر إلى عيني الخضراوين : - حقا؟ قلت بتوتر: - بالتأكيد يا سيدي.. عاد ينظر إلى أخته ثم قال بهدوء: - لم لا نجلس؟ فرحت الأميرة لوليانا وقالت والفرحة تبدو على صوتها : - نعم .. هيا لنجلس.. أمسك الملك بيدي وأجلسني على أريكة وثيرة وجلس إلى جانبي وجلست شقيقته على الأريكة المقابلة لنا ثم بدأ الحديث قائلا: - عرفت أنك من الأرض.. لكنني لم أعرف لماذا جئت من أجلي؟ نظرتُ إلى الأميرة بارتباك فلم أعرف ماذا أقول ولكنني ابتسمت وأجبت: - تريدني أن أرحل؟ اندهش الملك وقال بسرعة : - لا.. أنا لم أقصد بذلك السؤال.. صمت قليلا فقلت : - لقد جئت من أجل زيارتك، فأنا أحببت بانشيبرا مؤخرا رغم أني لم أبق فيها إلا بعض الوقت.. كنت أحاول أن أكون سياسية قدر الامكان....وشعرت أني منافقة .. ابتسم الملك قائلا: - هذا لطف منك .. اعتبرت تلك الابتسامة نجاحا لصالحي وقالت شقيقته: - لقد أقمنا حفلة على شرف الآنسة لندا الليلة.. صمتت، فقلت أنا مبتسمة : - سوف تحضر.. أليس كذلك؟ - بالتأكيد.. قالها الملك الشاب بعد القليل من التفكير وبقينا معه لبعض الوقت حدثني فيها الملك عن مناظر بانشيبرا وتراثها.. عرفت عن تلك الأعمدة التي شاهدتها أنها من آثار بانشيبرا وأن طول العمود الواحد يبلغ مئات الأمتار ولكنه يبعد عنا مئات الأميال فنراه صغيرا .. أمضينا وقتا رائعا ثم خرجنا .. قالت الأميرة لوليانا بسعادة غامرة : - أشكرك يا آنسة لندا.. لقد فعلت الكثير.. أتمنى أن تواصلي هكذا حتى يوم تتويج الملك .. متأكدة من قدراتك في أنك ستجعليه يفعل ذلك.. قلت وأنا أسير إلى جوارها : - يبدو أن الأمر سيطول.. - ليس كثيرا.. وسوف نعطيك ما تريدين.. - أنا لا أريد شيئا.. توقفت لوليانا عن السير وقالت بدهشة: - لماذا تفعلين ذلك وأنت لن تحصلي على مقابل؟ قلت بلامبالاة: - أفعل ذلك من أجل الشخص الذي طلب مني فعله، فقد كان طيبا معي.. - أهذا كل شيء.. فقط من أجل شخص واحد؟ - نعم.. - هل هو روسو؟ - لا - من؟ - الشخص الذي طلب مني فعل الأمر.. - أهو أحد الجنود.. نظرت إليها وقلت مبتسمة : - الجندي الأبيض... - جاميان ؟ ذلك الــ ؟؟ سألت ذلك باندهاش كأنما تخاطب نفسها .. ثم تابعنا السير.. .................................................. ....... البقية:
رأيت غرفتي الجديدة المؤقته وقالت لي وصيفتي الجديدة "راجوي" أنني يجب أن أرتاح حتى حفلة الليلة.. لم أستطع النوم،، كنت أفكر تلقائيا في كل ماحدث وفكرت طويلا فيه.. جاميان.. لا أعرف لماذا أفكر فيه؟ لقد أعجبت به ولا أعرف لماذا .. لم يكن الملك نفسه على قدر من الجمال والذكاء مثل ذلك الجندي العادي .. قمت واقفة وفتحت الباب فحضرت وصيفتي راجوي وسألتها: - هل أطلب منك خدمة؟ - تفضلي يا سيدتي.. - هل تعرفين الجندي الأبيض .. جاميان ؟ - نعم ياسيدتي.. - أنا أريد أن أحدثه.. استدعيه بسرعة.. هزت راجوي رأسها وذهبت .. لم تتأخر كثيرا ولكنها عادت بمفردها وقالت: - لم أجده ياسيدتي عند الجند وقالوا لي أنه ربما ذهب إلى الخارج مع السيد روسو.. بالقليل من الإحباط عدت إلى غرفتي وجلست في الشرفة .. كان الجو جميلا والمنظر رائعا.. كان ذلك المكان كأنه جنة خيالية كان الوقت غروبا،، الشمس تنزل رويدا و السماء يشع منها لونا أرجوانيا كلون عيني جاميان.. سألت نفسي لماذا عدت إلى التفكير فيه .. تذكرت رقم هاتفه العجيب الذي وضعته في قفازي الرقيقين ولكني لم أعثر عليه.. يبدوا أنه سقط مني، أرجو أن لا يجده أحدهم وتحدث له مشاكل.. سمعت فجأة طرقا على باب غرفتي وفتحت راجوي الباب ثم اقتربت من الشرفة وقالت : - عفوا يا سيدتي الشخص الذي طلبته قد حضر.. شعرت بسعادة غريبة وقلت : - دعيه يدخل.. بالفعل دخل جاميان وكان يضع القناع على وجهه فضحكت عليه.. قال من تحت القناع : - لماذا تضحكين؟ قلت وأنا مازلت أضحك : - تبدوا مضحكاً .. هيا اخلع ذلك الشيء من على وجهك .. قال جاميان: - لا أستطيع .. - لماذا؟ - شكلي مرعب !! أممم مخي بارز.. ضحكت ثانية لأنه تذكر حوارنا الأخير وقلت: - لا فائدة من أكاذيبك .. هيا لقد رأيتك.. قال باندهاش : - حقا؟ أين؟؟ تركته وعدت إلى الشرفة وجلست ثم نظرت إليه .. خلعه ببطء ونزلت خصلات شعره الأسود واقترب من الشرفة ثم وقف .. نظرت إليه لبعض الوقت.. كان رائعا .. وقال مبتسما: - خطة جيدة منك لكي أخلعه.. - لقد رأيتك بالفعل .. قام بعمل حركة بوجهه مستغربا ورفع حاجبييه ثم قال : - لماذا استدعيتني؟ - كنت أود أن أشكرك .. وأشاهدك قلتها ثم ضحكت.. نظر إلى نفسه بطريقة كوميدية ثم قال ضاحكا: - الناس يستدعوني دائما لمشاهدتي .. سوف أصبح لاعب سيرك يوما ما.. قلت وانا أضحك على كلامه : - حقا؟ ولماذا فرض عليك روسو أن ترتدي القناع؟ ابتسم اتسامة رائعة وقال: - قال روسو أنه لن يسمح لي برؤية والدتي إلا بعد أن أرتدي القناع لمدة عامين وأن لا أحضر أي حفلة بدونه أو به.. قلت مندهشة: - تعني أنك لم تر والدتك منذ عامين.. - لا.. أنا لم أكمل سوى عام واحد لقد اشتقت إليها فعلا.. قلت مازحة: - سأطلب إليه أن يمد فترة عقوبتك.. نظر إلي باندهاش فقلت : - أنا أمزح معك.. ابتسم جاميان وقال: - إذن سيكون أمر أنك رأيتني سرا بيننا .. قلت : - موافقة .. ولكنك تعني أنك لن تحضر الحفل المقام الليلة على شرفي؟ - أنا آسف،، كنت أود ذلك.. - لم أسألك لماذا جعلك روسو ترتدي القناع؟ تردد قليلا ثم قال: - لا أستطيع ان أخبرك .. أرجوك .. سامحيني إنه أمر حساس بالنسبة لي.. ابتسمت ووقفت ثم اقتربت منه قليلا وقلت: - كيف راقبتني ولم أشاهدك أبدا أو أشعر بك؟ - لم آخذ لقب الجندي الأول بسهوله.. قالها ضاحكا ثم دق جرس صغير في جهاز معلق على جيبه فقال وهو يرتدي قناعه بسرعة وارتباك : - إنه روسو يستدعيني .. أرجوك ما حصل كان سرا بيننا .. أنت لم تريني أبدا قلت وأنا أراه ينصرف : - ألن أراك ثانية.. نظر لي من تحت قناعه وقال بهدوء: - في الأغلب .. لا ثم فتح الباب وخرج بسرعة .. واشتعلت غضبا .. ماذا يقصد ذلك الجاميان .. ألم قل لي أنه سيعيدني إلى الأرض؟ هدأت قليلا وقلت في نفسي أنه يقصد : لن يخلع قناعه .. هكذا تسير الأمور حتى يشاهد والدته.. ثوان ودخلت وصيفتي راجوي ثم قالت بلطف: - سيدتي لقد جئن بنات التجميل في القصر ليعدوك لحفل الليلة.. وبالفعل كان موعد الحفل قد اقترب.....
*************** انتهت الفتيات من تزييني ولبست فستانا جديدا .. لم أكن سعيدة بالأمر ولكنني لم أعرف ماذا افعل...... ولكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما حضرت الأميرة لوليانا إلى غرفتي .. في الحقيقة فرحت لاهتمامها بي ولحضورها شخصيا وأخبرتني أن الملك المعظم ( الرائد إمرجيز) ينتظرني ... كان اسمه غريبا بعض الشيء لكنه أعطى لسمعي بعض الصدى .. صحبتني في الممر الكبير .. الكثير من اللوحات الجميلة لفتت انتباهي ولكن كانت هناك لوحة مكررة رأيتها كثيرا بالكثير من التصاميم المختلفة الصورة تعبر عن جندي قديم يرتدي خوذه ويحمل شيئا ضخما أشبه بالسيف .. فالحقيقة كانت صوره مرعبة قليلا.. بعد دقائق قصيرة من السير رأيت الملك يقترب وحوله بعض الحرس الذين يرتدون زيا عسكريا موحدا... ابتسم الملك لي وقال: - إنها حفلتي الأولى منذ شهور.. قلت أصطنع السعادة الغامرة: - شكرا لك سمو الملك على حضور الحفلة المقامة على شرفي .. هز الملك رأسه بامتنان موافقا .. سار الملك إلى جانبي وكانت لوليانا تمشي خلفنا وهي في غاية الفرح.. واقتربنا من بوابة المكان الذي تقام فيه الحفلة ... وكان........ لا أروع منه أبدا...... ولم أره حتى في أحلامي .. ولا يوجد مثل ذلك المكان على الأرض مهما حاولت إجاده.. السقف مرتفع جدا يتدلى منه أشياء تشبه الثريات المتلألأة.. وكأنها عناقيد من الماس المضيء.. الأرضيات فرشت بالسجاد الفخم .. والأرائك المريحة منتشرة في كل مكان.. هناك موائد ضخمة عليها صنوف من الطعام والحلويات الغريبة ،،و كان هناك الكثير من المدعوين ولكنهم عندما شاهدو الملك عم الصمت والتفوا حولنا ، لا أدري لم شعرت بالخجل الشديد والجميع يحدق بي .. وعندما جلس الملك جلست في الكرسي الملكي الذي عن يساره وجلست لوليانا عن يمينه.. لحظات وعاد الحفل مرة أخرى إلى طبيعته وقال الملك لي بالهمس : - لقد أصريت أن يكون حفلك يا لندا في نفس القاعة التي يتوج فيها ملوك بانشيبرا على مر الأزمان .. والتي سأتوج فيها بعد الغد.. قلت بامتنان: - إن هذا لشرف عظيم لي سيدي.. كان الوقت الجميل يمر بسرعة وأنا بصحبة الأميرة لوليانا والملك أيضا .. كانا لطيفين جدا معي ويتحدثان عن حفل التتويج .. وكنت أحدثهم عن حفلات تتويج الملوك في الأرض ومن قرآتي لكتب التاريخ القديمه حيث عصور الملوك والنبلاء..
اقترب موعد انتهاء الحفل ولكن حدث شيء غريب .. الحاضرون تململوا وسمعنا بعض شهقات الحاضرات والأميرات ،، كما أن أصوات الحديث ارتفعت وبدا الموقف متوترا بعض الشيء.. وقف الملك بتوتر ونظر حوله ليحاول فهم الأمر.. وقبل أن يحدث أي شيء .. إنشقت جموع الحاضرين واقترب أحد الجنود يرتدي زيا عسكريا أسود اللون والذعر باد على وجهه ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأربعاء نوفمبر 30, 2011 4:12 pm
--------------------------------------------------------------- قال الملك محاولا عدم إظهار خوفه : - مالأمر أيها الجندي؟ نظر الجندي حوله يتأمل النظرات المتوجسة وقال وصوته يهتز: - سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم .. أنا الجندي الأسود تالتن حارس (أيموكيا).. لقد تم عزلي ولكنني اكتشفت أن (أيموكيا) ليست موجودة في مكانها القديم .. أظن أنها سرقت..ولقد بحثت عن قائد الجند ولم أجده ... علت الشهقات والصيحات وبدأ الجمع بالتحدث بصوت مرتفع بعض الشيء والدهشة والخوف تعلوا وجوه الجميع.. لم أفهم بالطبع ماهي ( أيموكيا) تلك.. ولماذا هي مهمة جدا بالنسبة لهم بهذه الدرجة.. قال الملك بصرامة: - أين حارس أيموكيا الجديد ؟ أين جاميان؟؟ نظر الجميع فجأة إلى البوابة ودخل منها رجلين كان الأول هو روسو قائد الجند صاحب العينين الدمويتين ويتبعه جاميان بزيه الأبيض ولم يكن يرتدي قناعه وكان الهدوء باديا على وجهه الوسيم ... حدق الجميع بوجه جاميان طوال الوقت.. نظر روسو إلى الملك ثم قال باحترام والصرامة بادية على وجهه : - سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم، لا داعي للقلق.. الأمر تحت تصرفي ..تحكم الجندي الأبيض جاميان في مكان أيموكيا لسبب لم أعلمه بعد.. تظرت إلى جاميان كان التوتر قد بدأ يظهر على ملامحه وقال وهو يتقدم روسو: - سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز.. أرجوا أن تعطيني حسن إصغائك لبعض الوقت.. سار الملك بعصبية تجاه البوابه وقال بغضب يشعله الشرار - اتبعني أيها الجندي الأبيض .. نظر إليّ جاميان نظرة خاطفة سريعة لكنها مليئة بالتعبيرات ثم ألتف و سار بسرعة خلف الملك تبعه حرس الملك وروسو والجندي الأسود.. كان التوتر يسري في عروق الحاضرين ولكن الأميرة لوليانا قالت بصوت مرتفع تحدث الحاضرين: - ضيوفنا الكرام: أرجو منكم عدم القلق فتلك الأمور تحصل كثيرا.. إعذروني على انصراف الملك بتلك الطريقة ولكنكم تعلمون أن الأمر حساس وأتفهم مشاعركم ... أسعدتمونا بحضوركم.. نظرت إلي لوليانا وقالت باسمة: - يجب أن تقولي للضيوف شيئا في نهاية حفلتك.. نظرت للضيوف وقلت بارتباك أنا نفسي لاحظته: - شكرا لحضوركم .. وأتمنى لكم جميعا الهناء والسعادة.. بقينا بعد أن انصرف الضيوف جميعا وودعناهم كلهم .. كما عرفتني الأميرة لبعض الحضور من الأمراء وكنت محط اهتمام الجميع.. .. كنت أفكر طوال الوقت في جاميان .. أنا لا أفهم بالضبط ما الذي جرى هناك! وسألت الأميرة لوليانا أخيرا: - سيدتي الأميرة، أنا لم أفهم ماهي هذه الــ أماكويانا؟ أمكويكانا؟؟ آسفة ... لا اتذكر اسمها جيدا.. - تقصدين (أيموكيا؟) - نعم بالتأكيد.. - إنها قلادة ملكية سحرية ورثتها عائلتنا الملكية جيلا بعد جيل .. إنها تعني الكثير لأسرتنا .. ولذلك نحفظها بدمائنا.. وكل غال علينا .. وسرقتها تعني أن من سرقها سيمتلك قوى خارقة تؤهله ليأخذ حكم بانشيبرا.. أظن أنك الآن تفهمين الوضع .. صمتت لبعض الوقت وأنا أفكر.. ثم قلت: - هل تعقدين أنها سرقت بالفعل؟ - لا.. لا يجب أن نستهين بحارس أيموكيا .. إنه من أقوى جنودنا .. لقد اقترب من الحصول على لقب الجندي الذهبي الأسطورة! لكن روسو مغتاظ منه ولا يريد جاميان الحصول عليه خاصة وأن روسو لم يحصل عليه بعد.. لكنني أظن جاميان مؤهل للحصول عليه .. قلت باندهاش: - غريب .. لم يبد عليه أبدا ذلك! يبدو وديعا جدا؟ ابتسمت الأميرة لوليانا ثم قالت كلمة غريبة: - لا تغرك المناظر يا عزيزتي، إنه قاس القلب وأنت لا تعلمين عنه شيئا .. كنت أفكر في كلامها وسألت: - وماذا يعني لقب الجندي الذهبي ؟ أهو شيء مهم جدا؟؟ هل هو وسام ما؟ - الجندي الأسطورة كان موجودا منذ مئة عام وكان يدعى (( باركس)) .. لكنه لم يتكرر مرة ثانية والذي أعطاه اللقب هو جدي الأول الملك أليفندو .. إن صور مجد الجندي الذهبي تنتشر في أرجاء عالمنا الصغير .. وهناك منافسة كبيرة للحصول على اللقب للمرة الثانية بين وجاميان وتالتن.. إنهم من أفضل الجنود على الإطلاق..ولذلك أخذا لقب الجندي الأبيض والأسود.. من أجل التحدي .. أحدهما سيطرد الآخر من الملعب .. لم أعلق .. وبقيت أفكر بصمت .. إنها كرقعة الشطرنج تماما .. ياله من شطرنج غريب لا يوجد به سوى الجنود .. لاملوك لاقلاع ولا حتى خيول .. وودعت الأميرة ثم عدت بصحبة وصيفتي راجوي إلى غرفتي وسرت في الممر وأنا أعيد النظر إلى لوحات الجندي الذهبي ودخلت غرفتي ثم سألت راجوي بعد أن بدلت ملابسي : - راجوي .. لماذا تقول الأميرة لوليانا عن جاميان أنه قاس القلب ،، هل تعرفين عنه شيئا؟؟ نظرت راجوي إلي ثم قالت بانفعال: - جاميان .. إنه إنسان قاس فعلا .. هو حقا جندي قوي لا يقهر، ويقولون عنه أن لديه بديهة وذاكرة لا يمتلكها أحد بسهولة ،، كما أنه يعرف أماكن الأشياء المسروقة و الأشخاص المخطوفين بإحساس مرهف لديه... لكن.. قلت متلهفة لسماع المزيد عنه: - لكن ماذا؟ جلست راجوي بقربي وقالت بالهمس: - عندما اشتعلت الحرب بين المملكتين (بانشيبرا) و(تيمالاسيا) منذ عدة أعوام قتل والد جاميان في الحرب ،،ولكن جاميان انتقاما لما حصل لوالده، ذبح الكثير من جنود تيمالاسيا وصنع برؤوسهم جسرا معلقا بعد أن أدخل الحبال في تجاويف عيوونهم لعبور جيش بانشيبرا إلى ضفة تيمالاسيا .. وعندها بدأ الجميع في الانتباه لقدرات جاميان الغريبة .. شعرت بالاشمئزاز وسرت قشعريرة في جسدي ثم قلت : - أكملي أرجوك .. ماذا فعل؟ - بعد انتهاء الحرب ماتت والدته .. فــ هتفت بدهشة مقاطعة راجوي : - ماذا؟ هل توفيت؟ نظرت راجوي إلي وقالت : - نعم .. ولكنه قام بتحنيطها وخلع أحشائها ثم وضعها في محلول صنعه بنفسه في صندوق زجاجي عمودي .. قام بفتح عينيها وأبقاها أمامه طوال الوقت وأصبح يكلمها كل يوم ويحكي لها عن انجازاته.. قلت باندهاش وأنا أشعر بالغثيان: - هل هو معقد نفسيا؟؟ كيف يفعل ذلك بوالدته .. أمسكت برأسي بعدما أصابه الصداع وقلت غير مصدقة : - لا مستحيل .. لا يبدو عليه أنه من ذلك النوع من المعقدين السفاحين .. يا للأسف لقد كنت قد بدأت أحبه بالفعل!! قالت راجوي : - هذا فقط بداية لتاريخه الأسود ،، فأنت لم تعرفي بعد لماذا فرض عليه روسو ارتداء القناع .. لقد حصل حادث مريع بسبب وجهه الجميل اللعين.. تعجبت من التضاد .. جميل – لعين و قلت متشوقة : - ماذا .. قصي علي قصته بسرعة ..------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأربعاء نوفمبر 30, 2011 4:14 pm
التكمله
طلبت من راجوي أن تقص علي قصة جاميان عندما فرض عليه روسو ارتداء القناع .. قالت راجوي بقلق : - لكنه موعد نومك يا سيدتي .. قلت وأنا أريد أن أضربها : - ماذا .. تشوقينني ثم تقولين .. نومك .. لاااااااااااااااا لن أستطيع النوم .. أمسكت راجوي بكتفي وقالت بسرعة : - حسنا حسنا .. لكن أخشى أن تعاقبني الأميرة إن علمت أنني قصصت عليكي تلك القصص .. قلت بعجلة : - لن أخبر أحدا بالأمر .. هيا تكلمي وحسب .. - حسنا .. سأكمل .. جاميان عُين بعد الحرب رئيسا للحرس في قصر الأمير (نيروتا)،، وكانت شقيقته الأميرة قد أعجبت بوسامة جاميان وقوته .. إلى حد الحب .. صمتت راجوي فقلت بلهفة : - هيا أكملي .. تابعت راجوي : - تطور الأمر معها فأصبحت تطارده وتحدثه عن حبها له،، وعندها طلب جاميان من الأمير (نيروتا) أن ينقله من القصر ولم يذكر السبب .. بالفعل تم ذلك فقامت الأميرة الشابة بشنق نفسها في غرفتها . أكتشف الجميع الأمر وحضر جاميان العزاء بصدر رحب... ومن ذلك اليوم جاء جاميان لقصر الملك هنا في العاصمة ... ثم رشح لحراسة أيموكيا .. وفرض عليه روسو ارتداء القناع حتى لا تتعرض فتاة أخرى لشنق نفسها بسبب منظره المعسول ... القاتل..
لم أسألها المزيد من الأسئلة لأنها شعرت بالقلق لتأخري في النوم وتركتني لوحدي مع الكوابيس ... كوابيس جاميان بالطبع .. تذكرته عندما قال أنه يشتاق لرؤية والدته .. لا أصدق أنه كان يتكلم عن جثة محنطة خلع أحشائها بيديه ... شعرت بالخوف ودخلت تحت البطانية وأنا أتذكر القصص التي حكتها لي راجوي .. لمت نفسي كثيرا على حسن ظني به ،، لا أدري لماذا لم أستطع أن أكرهه مع كل هذا . . وحاولت ان لا اتذكر وجهه حتى لا أختلق له الأعذار.. . ولم أستطع النوم طوال الليل .. تذكرت الشخص الذي مثل جيمس .. لقد استطاع تغيير شكله بسهوله ،، هل هو جاميان يا ترى ؟؟ نظرت حولي بخوف ، لما أنا في هذا المكان الغريب على كوكب غريب ، مع أشخاص مجانين وغرباء لوحدي .. نزلت دمعة من عيني وتذكرت منزلي وخادمتي اللطيفة ميرلا .. تذكرت صديقتاي ميرندا وإيميلي .. يبدو أنني سوف أدفع ثمن تلك المغامرة غاليا جدا .. وأظن أنني لن أرى موطني مجددا ....... ولا في الأحلام حتى !! أخذني النوم ....... في الصباح أيقظتني راجوي وتناولت فطوري معها .. كان الفطور غريبا كالعاده وتوجد الكثير من الأشياء التي لا أعرفها ولكنني تذوقت بعضها ،، لم أتكلم كثيرا وكنت أنظر إليها ، كانت راجوي شابة جميلة .. تمتلك عينين واسعتين وشعر وردي ناعم .. كان لونه غريبا لكنني بدأت أعتاد على تلك الألوان .. وبادرت قائلة : - ألم تعرفي ما حصل بالأمس ؟؟ لقد نقل جاميان قلادة إيموكيا إلى مكان آخر وقال للملك أنه فعل ذلك لأنه أحس بأن أشخاصا منظمون للشر سيحاولون سرقتها ! والعجيب أن الملك صدقه وتركه يذهب .. ياللعار! شربت بعض الماء ثم تسائلت : - ألم يخبر جاميان الملك عن مكانها الجديد؟؟ أخشى أن يفكر في السيطرة على العالم كما يفكر الأشرار دائما.. نظرت إلي راجوي ثم قالت بقلق : - لا أعلم أكثر مما قلته لك .. فقد سمعته من بعض وصيفات الملك منذ قليل.. لكن ملكنا ذكي .. أظن انه بالتأكيد عرف مكانها .. تسائلت : - راجوي .. هل الأرض بعيدة عنكم؟؟ تعجبت راجوي من السؤال وقالت : - أووووووه بعيدة جدا ،، وليست هناك سوى مركبة واحدة تدعى "هينوا" فقط هيا التي يمكنها الوصول للأرض في غضون تسعة أو عشرة أيام ربما.. شهقت من الصدمة وصحت : - هل تقصدين أنني غفوت عشرة أيام حتى وصلت إلى هنا؟؟؟ - هذا إذا كنت لا تتذكرين شيئا عن الرحلة .. أظن أن جاميان حقنك بمادة مخدرة حتى لا تسببي المشاكل له .. لم أصدق ما يحصل وتأكدت في ضعف املي للعودة إلى الأرض .. يبدو أن قلبي قد لم يعد يخاف .. و نويت أن أبدأ تحد جديد ......... وعلى هذ الكوكب الجديد أيضا ![/-------------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأربعاء نوفمبر 30, 2011 4:31 pm
البقية:
-
مضى يومان عاديان،، أمضي بعض الوقت مع راجوي وبعض الوقت أتجول في القصر بصحبه الأميرة فتعرفني على بعض الأماكن الجديدة .. وأشخاص جدد.. ومرة التقيت بالملك الذي صحبني وشقيقته الأميرة في جوله إلى متحف غريب جدده الملك حديثا وذهب لافتتاحه ولا أخبركم عن حشود الناس والحرس التي كانت هناك.... واليوم .... كان هذا هو يوم تتويج الملك .. الاحتفالات تملأ الشوارع والساحات منذ يومين الكثيرمن رسائل التهنئة والهدايا التي توجهت إلى القصر صحبتني الأميرة لوليانا ونحن متوجهتان إلى القاعة التي يوجد بها الملك .. لكي نصحب الملك في جولة بانشيبرا لتحيه القسم ثم يتوجه إلى قاعة الملوك ليتوج و يحلف قسم الملك.. دخلنا الى القاعة الكبيرة .. الجميع ملتف حول الملك وزراء ومستشارين و مئات الحرس الخاص والجنود .. قالت الأميرة وأنا أبحاث بعيني عن إناث غيرنا : - سنبقى هنا بعض الوقت... لم أجد أي أناث غيري أنا والأميرة إلا بعض وصيفات الملك اللاتي جلسن بالقرب منه يتحدثن، ولكن الملك كان يتحدث مع مستشاره ... قلت بضيق : - لم لا نخرج من هذا المكان؟؟ هل هو مكان الجنود ؟؟ هناك الكثير منهم هنا ... أجابت لوليانا بلطف : - لا تقلقي ياعزيزتي سوف نخرج عندما تشائين ذلك .. فجأة سمعنا صوتا يقول من خلفنا يقول : - آه مرحبا بالضيفات الجميلات.. عرفت الصوت فلم ألتفت ووقفت في مكاني متجمدة وسمعت الأميرة: - مرحبا جاميان، كيف تسير الأمور معك؟؟ - إنها أفضل بكثير.. التفت ببطء ونظرت .. كان يضع قناعه الغبي كالعادة ونظر إلي وقال : - أهلا آنسة بيرتون ... - كيف عرفت اسمي .. - لا عجب فقد راقبتك طوال شهرين وثلاثة أيام و تسع ساعات ... هههههههه لم أجد الأمر مضحكا ولكن لوليانا ضحكت فقلت بسخرية : - أممممم .. كيف حال والدتك هل حدثتها بالهاتف؟؟ انصرفت الأميرة بعد عن استأذنت في دقيقة .... صمت جاميان لبعض الوقت ثم نظر إلي بعينيه الارجوانيتان التي ظهرت من تحت قناعه وقال بهدوء : - لا .. لا أستطيع الحديث إليها بالهاتف .. - لماذا؟ - إنها لا تستطيع الكلام.. نظرت له باشمئزاز شديد حاولت أن أخفيه فقال بصوت منخفض : - من أخبرك؟ ذهلت لجزء من الثانية ولكنني تمالكت نفسي وقلت : - أخبرني ماذا؟ - عن أمي ... أحدهم قص عليكي قصة سيئة عني .. لم أرد عليه ولكني اكتفيت بهز رأسي نفيا .. فنظر إلي مرة ثانية ثم قال : - مضطر للذهاب آنسة لندا ولكنني سأجد من أخبرك ذلك وأشقه لنصفين ... قلت بسرعة: - جامي .. جاميان .. التفت إلي وقال بمرح : - يعجبني اسم الدلع الذي نطقتيه في البدايه .. كنت أود أصفعه وحاولت أن أقول بهدوء : - لم يكن مقصودا ... ولكن ألن تعيدني إلى الأرض.؟؟ لقد وعدتني .. لا أدري لم كأنه تفاجأ من السؤال ولم يرد .. سمعنا الموسيقا في الخارج تعلن عن بدأ تجهيز الملك للذهاب .. وبدأ الجميع في التحرك .. أقترب جاميان مني وانخفض قليلا لمستوى أذني قال بصوت منخفض يحمل رومنسية غريبة : - لندا .. لا تخافي لن أتركك أبدا لهذا الذئب .. انطلق بسرعة واختفى وسط الحشود .. من يقصد بالذئب؟؟ زاد من خوفي وحيرتي .. هل كان يقصد الملك أمرجيز؟؟ بدأت أقلق من كل التضادات التي تحوم حولي .. وقفت بضع دقائق أفكر في ما يحصل .... كان الجميع يتحرك ويحاول أن لا يصطدم بي .. أقبلت لوليانا وقالت والسعادة تملأ صوتها : - هيا ... الجميع بانتظارنا .. قلت بهدوء : - المفروض ألا أذهب معكم.. كانت الضوضاء حولنا كبيرة والرجال في حالة حركة دائمة .. ومن بعيد صوت الموسيقى العسكرية .. ونظرت لي لوليانا باستغراب لا حظته وقالت وقد تلاشت تلك السعادة من صوتها : - لندا .. ما الأمر، هناك شيء ما يضايقك بالتأكيد .. أليس كذلك ؟؟ - لا.. ولكنني لن أذهب معك أنت والملك سأذهب مع احدهم وأحضر التتويج كواحدة من الجمهور .. أنا لست ملكة ولست أخته .. قلتها كما قلتها لا أعرف كيف خرجت .. ولا حظت الاندهاش والاستياء على وجه لوليانا التي قالت بصوت منخفض : - هل أخبرك جاميان بشيء سيء عن الملك؟؟ نظرت لها وانا أحاول أن أستشف من كلامها أي شيء ولم أتحدث فقالت : - هيا مهما قال جاميان فإنك لن تصدقيه أليس كذلك .. إنه معقد نفسيا.. قلت بغضب : - جاميان لم يقل لي شيئا .. وأنا لن أذهب إلى حفل التتويج برفقتكم .. لا أدري لماذا كنت أشعر بالحيرة والاشمئزاز من كل شيء وقالت الأميرة بلطف أحرجني : - كما تشائين .. ولكن يجب أن يصحبك أحد جنودنا المتمرسين ... أنت بالطبع لا تريدين جاميان ؟ أليس كذلك؟ أم أنه الوحيد الذي تعرفينه؟؟ أطرقت .. ولم أجب .. فتركتني وذهبت ... بعد قليل سمعت صوتا يقول من خلفي : - ما رأيك آنسة لندا في نزهة قبل حفل التتوييج؟؟ نظرت خلفي ورأيت جاميان ... مستحيل .. هل سيصحبني حقا؟؟! -------------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأربعاء نوفمبر 30, 2011 4:46 pm
التكمله
مستحيل .. هل سيصحبني حقا!؟؟! ------------------------------------------------------------------------------- قال بمرح غبي : - ما رأيك .. الا تحبين أن تخرجي بصحبة جندي مجهول .. هههههههه نظرت له بخوف وقلت : - أنا لن أذهب معك في أي مكان.. هل سمعت.. اقترب مني وقال بصوت منخفض : - ماذا قالت لك راجوي؟ هل تريدينني أن أشقها إلى نصفين؟؟ شهقت من دون وعي مني وقلت بخوف : - مستحيل .. لا راجوي لم تقل شيئــ ..... - أعرف أنها أخبرتك.. لا تدافعين عنها ... كنت خائفة جدا وبدأ الجنود حولنا بالانتظام والانصراف خلف موكب الملك واقتربت لوليانا وقالت : - أنت بخيرأليس كذلك لقد دعوت جنديا تعرفينه حتى تكوني مطمئنة... ثم نظرت إلى الجندي الأبيض وقالت : - اهتم بها يا جاميان.. هز جاميان رأسه وانصرفت الأميرة بسرعة لتلحق بموكب شقيقها .. نظرت إلى جاميان الذي سحبني بسرعة من يدي وهتف بمرح : - أنت لا تملكين خيارا آخر، أنا قضاء عليك اليوم .. دعينا نخرج من الباب الخلفي .. ستصلين إلى مكان التتويج أسرع من الملك نفسه.. - اتركني يا جاميا ااااااااااان ن ن ... صرخت وهو يسحبني عكس الناس ولكنه لم يتوقف وظل يمشي بسرعة و فستاني يضايقني ولا أستطيع الركض به .. خطوتين بساقي جاميان الطويلتان بعشر خطوات مني .. لم يكن هناك تكافؤ قدرات .. ركضت وركضت وخرجنا من الباب الخلفي حيث الأشجار والغابات ولم يكن يوجد أي مخلوق حي سوى العصافير .. قلت بخوف : - ماهذا يا جاميان.. لا يوجد أحد هنا..؟؟ ضحك جاميان ثم خلع قناعه وقال باسما : - لم لا تستمتعين بوقتك وتدعيني أخبرك بعض الأشياء عن الحوادث التي أخبرتك بها راجوي .. قلت بعصبية وأنا أحاول أن لا أنظر لوجهه: - لن أبقى معك وحدنا .. أنت لست مضمونا.. هل سمعت.. قال ببرود وهو يرفع حاجبيه كنوع من التحدي : - لقد بقيتي نائمة أمامي بمفردك طوال أسبوع وأربعة أيام ... لو كنت أود أذيتك لفعلت .. لكنني تأملتك طوال الوقت .. احتشدت دموعي وقلت بخوف: - لكنني الآن لا أريد البقاء معك .. ألا تفهم يا إنسان؟؟!! نظر إلي بصمت طويل .. أنا أيضا لم أقل شيئا .. ظللنا هكذا لمدة خمس دقائق.. ربما أكثر أو أقل لا أعلم لكنه قال بهدوء وهو يسير ببطء : - ماذا قالت لك راجوي وجعلتك تكرهينني إلى هذا الحد .. هل أخبرتك عن الحرب؟؟ هؤلاء الجنود الذين قتلتهم خدعوني وهاجموني وكنت وحيدا .. كان علي قتلهم وتعليقهم حتى يكونون عبرة لمن اعتبر.. أنت لا دخل لك بأعمال الرجال .. إنها الحرب يا عزيزتي .. الحرب .. نظرت له ولم أقل شيئا.. كنت أفكر في قوة رجل يقتل مئات الرجال المسلحين بمفرده .. وتابع : - أنا لا أخمن حقيقة ماذا قالت لك راجوي أيضا.. ماذا أخبرتك؟؟ هل أخبرتك بحادثة الرجل الذي قذفته من على الجسر؟؟ كيـ ... - لا أريد سماع المزيد عنك .. أريد أن أذهب الآن.. ابتسم وقال : - حسنا .. اذهبي .. قلت بغضب : - هيا خذني .. أنا لا أعرف الطريق .. - حسنا.. إما أن تسيري معي أو تذهبي وحدك .. لم يكن لدي خيار .. سار امامي وأنا خلفه وبدأ يتحدث قائلا : - ذلك الملك أمرجيز الخبيث .. أحذري منه .. ولوح لي بقناعه إلى مكان ما فنظرت لأجد مركبة صغيرة بيضاء اللون وعليها رسومات سوداء تقف وسط الأشجار فقلت : - لماذا تقول ذلك ؟؟ - تفضلي في سيارتي ( كما يقول أهل الأرض) وسوف أخبرك .. ركبت بالداخل كانت تشبه السيارت إلى حد كبير ولكنه مختلفة قليلا .. فهي أكبر حجما ولا أدري هناك مقود غريب ولوحة مفاتيح كما في أجهزة الحاسوب .. هناك أشياء كثيرة مختلفة كشكل النوافذ.. والشكل العام .. ماذا كان يريد أن يخبرني جاميان؟؟
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الجمعة ديسمبر 02, 2011 3:30 pm
-------------------------- عفوا امس ماقدرت ادخل لذا اليوم حعوضكم بدل امس
------------------------------ ركب إلى جواري وقال وهو يحرك المركبة ويضع قناعه جانبه : - سيطلب منك ( أمرجيز) طلبا .. وعليك أن ترفضي .. - وماهو ذلك الطلب؟؟ - لا .. أنت ستعرفين قريبا .. صمتت لثانية ثم قلت بسخرية : - هل أنت عرّاف؟؟ أنت تتكههن بأمور حصلت أو لم تحصل ويكون رأيك صحيحا؟؟ - المهم أن ترفضي طلبه.. - إذا طلب مني شيء أقدر عليه فسوف ألبيه.. نظر إلي للحظة ثم تابع القيادة وهو يسير داخل الغابة ثم قال بهدوء: - انا أعرفك جيدا جدا .. لن توافقي .. - ماذا .. ماذا تريد مني .. لا تتدخل بحياتي .. هل سمعت.. ظل يقود بهدوء ونظرت إليه لبعض الوقت .. كان وجهه وديعا وهادئا وجميلا ملامحة وكأنها مرسومة بقلم ..كان ينظر إلى الطريق ويفكر بشيء ما فقد كان حاجبيه الجميلان متقاربان وكأنه يفكر .. شعره ناعم أسود حالك يصل إلى كتفه .. وبشرته بيضاء ناصعة.. سحبت نظري بعيدا عنه .. يالـخداع ذلك الشيطان الجميل.. لماذا أحبه؟؟ لا أعلم أحبه وأكرهه ... تناقض في مشاعري نحوه كتضاد شخصيته الغريبة .. كنت أفكر وانا أنظر إلى الأشجار وشعرت أنه نظر إلي بضع مرات .. ثم توقفت السيارة فجأة .. نظرت له بخوف فابتسم وقال وهو يلتقط قناعه: - لا تخبري أحدا بتلك النزهه .. ثم وضع قناعه على رأسه وشد رقبة رداءه لتغطي أطراف شعره الأسود .. لحظات وانطلق يشق الطريق المليء بالأشجار .. وبدأت أسمع أصوات الأغاني الملكية ثم رأيت الجمهور يلوح من بعيد لموكب الملك المار وسط الحرس والحشود .. ضرب بآلة التنبية وعندما رأى الناس العربة قاموا بفتح طريق لمرورها وهم يهتفون " جاميان .. جاميان ،الذهبي" قلت بسخرية : - يببدو أن لك شعبية كبيرة هنا! إنهم يشجعونك لتحصل على اللقب .. شعرت أنه استغرب لانني اعرف الأمر ثم ضحك وقال ببساطة : - إنهم شرذمة من المنافقين .. تعجبت من رده .. بعض دقائق من السير وسط الزحام اقتربنا من موكب الملك و رآنا الحرس ففتحوا لعربة جاميان طريقا ودخلنا أخيرا إلى موكب الملك وابتعدنا قليلا عن الزحام .. أصوات الهتاف والأغاني والضجة تملأ المكان.. صور للملك يحملها الناس و شرائط ملونة وبخاخات في الهواء والكثير من الفقاعات الكبيرة الملونة التي تطير في الهواء لفتت نظري وشعرت أنني أبتسم رغما عني .. كانت حشود الناس رائعة .. لم أشعر بذلك الشعور من قبل .. نسيت أمر جاميان الذي يجلس إلى جواري واندمجت مع المنظر الجميل .. لم أكن أعلم أنني اجتماعية فالجميع كان يصفني بالانطوائية والهدوء الزائد وعدم فرحتي بالحفلات .. حتى والداي كانا يقولان ذلك قبل أن يرحلا عن عالمي .. ويتركونني وحيدة..
توقفت السيارة فجأة وركب أحدهم في الخلف .. لم أعلم من هو لأنني كنت مندمجة مع الحفلة الكبيرة .. ولكنني نظرت إلى الخلف والعربة تبدأ في التحرك من جديد فرأيت الجندي الذي يرتدي الزي الأسود ولا يرتدي قناعا .. وقال بحماس يخاطب جاميان: - كيف حالك روكش العنيد .. ضحك جاميان وقال مازحا : - بخير يا ليليان الأحمر .. نظر تالتن إلي وهو يبتسم وقال يخاطبني : - لا بأس إنها أسماء حركية .. مرحبا أيتها الآنسة اللطيفة .. تسعدني مقابلتك ورؤية اللون الأخضر الذي ينام داخل عينيك .. ابتسمت وقال جاميان بأسلوب تهديد يمزح : - لا تغازل وإلا فقعت عينيك .. قال تالتن: - حسنا يا صديقي لا أفكر بأخذ حبيبتك .. قلت أنا بغضب : - من قال أنني حبيبته .. أنا أكرهه عدد نجوم الفضاء .. ضحك تالتن وقال وهو يدق بأصبعه على كتف جاميان بسخرية يمزح : - هاهاها .. فرصتي كبيرة أيها الوسيم .. قال جاميان ضاحكا وهو يراقب الطريق خلف موكب الملك بحذر : - لا تحاول .... ضحك الإثنان وشعرت بالخجل .. كان تالتن شابا لطيفا يعتاد عليه الشخص أول ما يراه، له شعر أحمر داكن وعينان سوداوان .. وكان يرتدي زيا أسودا ودرعا رماديا مثل الذي يضعه جاميان أيضا..مكتوب عليه بلغة غريبة .. هيراطيقية ؟؟ يابانية؟؟ لا أعلم ... بعد دقائق توقف موكب الملك ونزل الملك وبجواره شقيقته لوليانا وهناك امرأة أخرى تسير خلفهما .. كثير من الحرس حولهم ودخلوا إلى القاعة .. توقفت عربة جاميان أيضا ونزل تالتن بسرعة ليفتح الباب لي وخلع جاميان قناعه وهو يقول بسعادة: - سمح لي روسو اليوم بخلع ذلك الشيء الغبي ... فقط في أثناء التتويج. ثم رافقاني الإثنان إلى الداخل .. وأنا في غاية الحرج .. لم أفعل شيئا ولكن تالتن جلس على الكراسي المخصصة للحضور المهمين وجلست إلى يساره ثم جلس جاميان عن يساري .. يالسخرية القدر أنا بين الجندي الأسود والجندي الأبيض .... يالها من ألقاب غريبة لو كنا على الأرض لضحك علينا الناس..
جلس الكثير من الأمراء والوزراء وكانت هناك آلات التصوير غريبة الشكل، لكنها كانت صغيرة وفعالة جدا .. وقف الملك وأدى قسم الملوك الذي تؤديه ملوك بانشيبرا منذ قديم الأزل .. علا التصفيق وكان الناس الذين يشاهدون ذلك في الخارج يهتفون والحماس زائدا جدا .. نظرت إلي لوليانا من بعيد وابتسمت لي بسعادة.. فابتسمت لها ثم حولت نظرها إلى جاميان ونظرت له لثوان .. لاحظت ذلك .. كانت الأصوات مرتفعة جدا واقترب كاهن بانشيبرا ليلبس الملك التاج الملكي .. ومضى وقت سعيد بعد أن عين (أمرجيز) الشاب ملكا عظيما لبانشيبرا التي لم يحكمها شاب في مثل سنه منذ مئات السنين فقد كان يتوارث حكمها الرجال المسنون تقريبا .. بدأ الحفل ينتهي وعاد الناس إلى عرباتهم وبدأت أمسية الملك في القصر كان الجميع يقف حول الملك ليتبعوا موكب الملك إلى القصر .. وقال جاميان مازحا وهو يميل علينا أنا وتالتن: - يبدوا أن عهده سيكون طويلا إلى حد الملل .. وأراهن أن بانشيبرا سوف تسقط في عهده .. ضحك تالتن وضرب كف جاميان مؤيدا كلامه ونظرت خلفي فرأيت الأمراء والمستشارين خلفنا ينظرون إلى جاميان بغيظ .. خمنت أنهم بالتأكيد أنهم سمعوا ماذا قال .. ووقف نائب الملك وقال فجأة : - أيها الجندي الأبيض .. أريدك بعض الوقت .. نظر جاميان إلى نائب الملك نظرة لا مبالاه ثم وقف وقال : - هناك إذا .. لم أعرف ماذا يريد الرجل من جاميان وسألت تالتن : - هل سيكون بخير؟؟
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الجمعة ديسمبر 02, 2011 3:32 pm
--------------------------------------------------------------------------- بقينا في أماكننا نراقب جاميان من بعيد وهو يتحدث مع نائب الملك ورأيت جاميان والنائب يضحكان فجأة.. فقال تالتن يحدث نفسه بصوت منخفض ولكنني سمعته : - يالك من ذكي .. تجعل أي شخص يحبك لأنك الأجمل والأقوى .. نظرت إلى وجهه .. كان ينظر بإعجاب إلى صديقه الجندي الأبيض وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة غير مقصودة .. يبدو انهما صديقان حقيقيان ..لماذا وضعوهما في موقف منافسة بتلك الطريقة .. اتعجب من هذه الحياة الغريبة .. تحولت نظرة تالتن فجأة نحوي فابتسمت بارتباك وحولت نظري بعيدا ... شعرت بالخجل لأنه رآني وانا أحدق بوجهه .... ولمحت جاميان يقترب وهو يبتسم لي ... لم أستطع ألا أرد الابتسامة ، فابتسمت له فأسرع الخطى وقال لكلينا أنا وتالتن : - هيا سأوصلكم إلى حفل السهرة ... - لا ... أنا من سيأخذ الآنسة .. كان ذلك صوت الأميرة لوليانا والتفت جاميان إليها وقال باعتراض: - أرجو من سموك أن تدعيني أوصلها .. أنا وتالتن قمنا بذلك من قبل .. وقف تالتن وقال : - أوه .. نعم دعينا نوصلها .. ابتسمت لي الأميرة وقالت : - يبدو اننا سنتشاجر عليها .. مارأيك أن تختاري يا آنسة ؟؟ نظرت إلى الأميرة لوليانا بخجل وصاح تالتن وهو يضرب جبهته بكفه : - لاااا ... سوف تختارك أيتها الأميرة بالتأكيد .. نظر جاميان إلي في عيني وجعلني أشعر بالإحراج فقلت له : - أنا آسفة .. سأذهب بصحبة الأميرة ، هذا سيشعرني بتحسن .. تبادل جاميان نظرة مع تالتن ومدت الأميرة يدها إليّ فذهبت معها وألقيت نظرة خاطفة خلفي فلوح لي تالتن بيده مودعا بينما وقف جاميان مبتسما وهو يقول شيئا لتالتن لم أسمعه ..
لم أشعر بالحزن لمفارقتهما فقد كنت محرجة جدا جدا ... وسرت بصحبة الأميرة التي ركبت جوار الملك ومن ثم ركبت جوارها في العربة الملكية .. نظرت للملك وقلت بهدوء: - مبارك التتويج يا صاحب الجلالة.. ابتسم الملك وقال مازحا : - أنا غاضب منك لأنك رفضت الحضور بالعربة الملكية وذهبت مع ذلك السفاح .. قلت : - لم أقصد ذلك،، وأنا لم أخطط للذهاب مع أي شخص في الحقيقة .. لقد تولت ذلك الأميرة لوليانا .. مضت الليلة الطويلة ورأيت تالتن وجاميان عدة مرات في الحفل ولكنني كنت مع الملك والأميرة طوال الوقت .. عدت إلى غرفتي وانا منهكة من التعب ولكنني لم أجد وصيفتي راجوي .. لذلك قمت بتغيير ملابسي وارتميت على السير افكرفي كل ماحصل اليوم .. وشعرت ببعض القلق على راجوي وانا اتذكر جاميان وهو يحدثني عن ما اخبرتني به ..سحبت البطانية فوقي وانا انظر حولي بخوف ، ذلك الشاب مازال يراقبني .. وإلا .. فكيف سيعرف؟؟ إنه شبح .. نعم شبح!! نظرت حولي ثانية وقلبي يدق بسرعة .. تخيلت انني سأراه في أي لحظة يقف أمامي .. لماذا أنا خائفة منه؟ هكذا قلت لنفسي وانا لا استطيع ان أغمض عيني .. وقف بسرعة وفتحت باب غرفتي ثم نظرت إلى الخارج .. كان المكان هادئا جدا إلى درجة الجنون .. صممممممت !! صمت .. صمت.... ثم.. سمعت صرخة مغتاله ... آآآآآهممممممممممم ماهذا ؟؟ هناك شخص ما يصرخ .. قلت لنفسي " ربما لا .. أنت تتخيلين بسبب خوفك؟؟" آه نعم .. أين هي الصرخة ؟ لقد كنت أتخيل بالتأكيد،، ولذلك عدت إلى غرفتي لكن الشك ظل يراودني ، فارتديت معطفي وخرجت إلى الممر .. سرت قليلا حتى نهاية جناحي .. ولم أجد شيئاا ، فعدت أدراجي بسرعة ثم حاولت النوم مرة أخرى .. وهكذا غلبني النوم في النهاية ...
* في الصباح فتحت عيني ثم جلست في سريري وأنا أسمع في الخارج صوت صراخ وكلام كثير .. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة بعد الظهيرة ..استغربت لأن راجوي لم توقظني لتناول الفطور معها كالعادة ،، وبسرعة ... وقفت مفزوعة وارتديت معطفي ثم خرجت لأعلم مالذي حدث بالخارج .. ركضت بسرعة في الممر وكلما اقتربت من نهاية جناحي اسمع أصوات الصراخ والهتاف بصوت أوضح . فتحت الباب بسرعة فوجدت وصيفات القصر .. وعندما رأتني إحداهن صرخت : - سيدة لندا ... راجوي .... قلت بخوف: - مالذي حصل ؟؟ هل حصل لها مكروه...؟؟ نظرت إلي الوصيفة وأنا أشعر بخوف لا مثيل له وتذكرت الصرخة التي سمعتها وقالت الوصيفة وهي تبكي .. - سيدتي ... لقد قتلت راجوي!! -------------------------------------------------------------------------------
كنت واقفة مثل الذي سكب عليه دلو من المياه الباردة في الشتاء .. وعادت تصرخ الوصيفة وتبكي وهي تقول : - لقد وجدناها صباح اليوم أمام جناحك .. وقد ذبحت و .. و .... لم تستطع الوصيفة الكلام ... رأسي يدور يدور .. أصبحت فجأة لا أى أمامي ولم أشعر بأي صوت سوى صوت جاميان أتذكره وهو يتردد في أذني - " ماذا قالت لك راجوي؟ هل تريدينني أن أشقها إلى نصفين؟؟ ... " بعدها لم أشعر بشيء ...... مضى بعد الوقت ربما في نظري دقيقتان أو ثلاثة ولكن المدة الحقيقية كانت ساعات كما عرفت فيما بعد ...وسمعت صوتا يناديني : - آنسة لندا . آنسة لندا .. هل أنت بخير ؟؟ حاولت فتح عيني .. وتذكرت راجوي فبكيت .. وعندها ضمتني الأميرة لوليانا وهي تقول : - لا بأس ستكونين بخير لا تقلقي .. سوف نكتشف من فعل ذلك.. نظرت فرأيت الملك أمرجيز ينظر إلي باسما وقال: - لقد عينت أفضل جنودنا ليقوم بالتحقيق ... في مقتلها .. قلت بخوف وصوتي يتحشرج رغما عني : - من؟؟ من هو الذي سيحقق في قضيتها؟؟ قال الملك : - لا تخافي انت بأمان هنا.. لم يرد على سؤال فقلت أخمن : - هل سيتولى جاميان التحقيق؟؟ - نعم .. انت ذكية.. " قال ذلك ليحاول تهدئتي يظن انني أرتاح له" لم استطع تحمل الصدمة وقلت بغضب ودموعي تحتشد ثانية: - لماذا؟؟ لا تجعلون جاميان يحقق في القضية ، أنا أعرف أنه القاتل ... هو الذي قتل راجوي .. ذلك الشرير .. انفعلت وبكيت وحاولت الأميرة لوليانا تهدئتي وهي تقول : - جاميان لا يعرف راجوي يا عزيزتي ..وليس له مصلحة في قتلها .. كما أنه شاب عاقل،، المجرم الذي فعل ذلك لم يترك أي أثر خلفه .... إنه مجرم محترف.. قلت بانفعال ودموعي لا تكف عن السقوط : - أريد مواجهة ذلك اللعين السفاح الــ ... أريده أين هو ذلك القاتل، المعقد .. كنت أحاول القيام من سريري ولكن الأميرة منعتني وضمتني ثانية تحاول تهدئتي .. وسمعت طرقا على الباب ، قام أحد الخدم الموجودين معنا بالغرفة بفتح الباب .. دخل تالتن إلى الغرفة يتبعه ال******************************** جاميان .. الإثنان قاما بتحية الملك ثم الأميرة .. لم يكن جاميان يرتدي قناعه كان يمسكة بيده وكان تالتن مبتسما وقال: - مرحبا يا آنسة .. هل أنت بخير الآن؟ نظرت إلى جاميان بغيظ ولم أجب عن سؤال تالتن فقال الملك مازحا يحدث جاميان : - ان الآنسة لندا تتهمك بقتل راجوي .. ماذا فعلت حتى سحبت ثقتها منك؟؟ ألقى جاميان نظرة علي ثم قال : - لا أعلم ... قلت بغضب : - أنت أيها ال******************************** الكاذب .. لا تعلم ؟؟ ياللبرآءة .. هيا اخبرهم ماذا قلت لي بالأمس .. كان الجميع مستغربا ومذهولا حتى جاميان نفسه فقد انفرجت شفتاه وحدق بي لبعض الوقت بذهول قبل أن يقول : - قلت لك أنني سأشق راجوي إلى نصفين؟؟ أهذا هو الشيء الذي قلته ؟؟ قلت برضا : - نعم .... نظر جاميان باسما إلى تالتن وعندها قال تالتن : - في الحقيقة .. جامي صديقي يقول هذا دائما لأي شخص .. وهذا ليس معناه أنه قتل راجوي .. فكري .. لماذا سيقتلها ؟؟ اختنق صوتي بالبكاء وتذكرت منزلنا والحياة التي كنت أعيشها بعيدا عن ذلك الخوف .. تذكرت إيميلي و ميرندا ... شعرت برغبة في الانتحار .. كنت أود أن يكون هذا مجرد حلم طويل وكابوس لا يعود مرة أخرى.. ظلت دموعي تنزل وأنا أفكر فاستأذن الملك وخرج بصحبة الحرس وبقيت معي الأميرة وتالتن وجاميان .. فقلت وصوتي متأثر بالبكاء: - أريد العودة إلى الأرض ولا أريد البقاء هنا، لقد جئت لمهمة وقد أنجزتها .. هيا دعوني أرحل .. ثم نظرت إلى جاميان الذي ظل واقفا مكانه وصحت بغضب : - وأنت أيها الشبح .. أخرج من حياتي .. أنا أكرهك .. أكرهك ..أكرهك.. صرخت وصرخت حتى كأن عرقا انفجر في رأسي .. وفقدت الإحساس بكل من حولي ... لا أدري كم بقيت هكذا من الوقت .. يبدوا أنني نمت طووويلا .. وعندما فتحت عيني أحسست أنني ارتحت قليلا .. قبل أن اكتشف اين أنا تدفق هواء بارد ومنعش لتتحرك خصلات شعري .. ونظرت حولي وانا مازلت مستلقية ..كنت في حديقة جميلة وكان الوقت عند الشروق .. هناك ظل شجرة جميل يظلل فوقي .. كان هناك شخص ما يمسح على شعري بلطف .. أشعر أنني كالمخدرة.. ذلك الشخص يضمني برفق وأنا أنام على صدره .. كان الشعور جميلا .. من هذا الشخص الحنوووون .. يداه .. إنها دافئتان .. كل شيء هنا دافيء عدا النسيم البارد .. أمسكت بقميصه ... ظلت عيناي نصف مفتوحة ... إنه يرتدي قميصا أبيض .. امممم بدأت أفيق من التخدير ورفعت رأسي قليلا لأعرف من هو .. . .صحت بفزع وفتحت عيني جيدا .. جاميان؟؟ .. كان يبتسم لي .. وتحول الحلم الجميل إلى كابوس ... فزعت وابعدت يده من فوق شعري ووقفت ابتعد عنه وأنا أصرخ .. لا لاااااااااااااااااااااااااااا .. ركضت بعيدا .. كان يطاردني .. .وينادي : لندا .. ------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الجمعة ديسمبر 02, 2011 3:54 pm
------------------------------------------------------------------------ قمت فزعة ووجدت أنني مازلت في فراشي .. قالت فتاة لا أعرفها كانت تجلس إلى جوار سريري : - هل انت بخير يا سيدتي .. هل أحضر الطبيب ؟؟ كان صدري يعلوا ويهبط وضربات قلبي تتسارع وأنا أتذكر ذلك الكابوس .. لقد أصبح يطاردني حتى في الكوابيس .. حمدت الله أنه كان مجرد حلم لا أكثر .. خرجت الفتاة المسكينة مسرعة تنادي الطبيب ... يبدوا أنها خافت عندما لم أرد عليها .... دخل الطبيب مسرعا .. لم يبد أنه طبيب كان رجلا عاديا .. قام بسؤالي عن صحتي فقلت أنني أصبحت بخير وأن ذلك مجرد كابوس .. وضع جهازا على يدي وطلب مني أن ارتاح بعض الوقت ووقفت الفتاة إلى جانب سريري .. قالت الفتاة بتردد: - آنستي .. أرجوا أن لا تغضبي مني، فأنا لا أقصد أخذ مكان راجوي .. لكنني عينت من قبل الحاكم وصيفة لك .. أرجوكي نادني بـ " أوليسي" إن احتجتي إلى أي شيء .. نظرت لها وحاولت أن ابتسم وقلت : - شكرا لك أوليسي .. أنا لست غاضبة منك فأنت لا ذنب لكِ في شيء.. انصرفت الفتاة وجلست بالقرب من الشرفة .. كنت أراها ..الوقت كان ظلاما فلون السماء الأسود يوحي بذلك .. بعد قليل خرجت الفتاة ثم عادت ومعها طاولة الطعام .. سحبت الجهاز المزعج من فوق ذراعي وقالت بلطف: - سيدتي .. يجب أن تتناولي شيئا .. أنت لم تأكلي منذ الصباح .. لم أشعر برغبة في تناول أي شيء .. ثم بقيت فترة مستيقظة أفكر في الحلم حتى غفوت من تلقاء نفسي أخيرا .. في الصباح قامت أوليسي بإيقاظي وجائت لوليانا لتطمئن علي ... وقالت: - تبدين بحال أفضل ؟؟ - نعم .. شكرا لك .. - كان أخي سمو الملك يود زيارتك ..ليطمئن عليك .. - لا داعي لذلك، أنا بخير .. - حسنا مارأيك أن نذهب إليه إنه يجلس وحيدا في حديقة القصر ... قمت بارتداء ثيابي تلبية لطلب لوليانا وخرجت بصحبتها إلى حديقة القصر .. بينما نسير سألتني الأميرة باستغراب : - لماذا تكرهين جاميان إلى هذا الحد .. في حياتي لم أر احدا كرهه على الرغم من كل مافعله ؟؟ نظرت للزهور في الحديقة وتذكرت الحلم ثم قلت : - لا أعلم .. روحي لا توافق روحه .. ضحكت الأميرة وقد أعجبتها جملتي الأخيرة ..وفي خلال لحظات رأيت الملك يجلس على أريكة نريحة لوحدة تحت ظلة جميلة صنعت خصيصا له.. وعندما اقتربنا شعر باقترابنا فالتفت ينظر .. في الحال ابتسم عندما رآنا قادمتان ..وعندما جلسنا أمامه قال سعيدا والهواء يحرك شعره البني : - كيف حالك الآن يا أجمل البنات؟؟ كان يخاطبني فابتسمت لوليانا وشعرت بالخجل ولم أستطع الرد ... ابتسمت فعاد الملك يقول : - ما كل هذا الخجل .. ؟؟ هل تخجلين مني ... لا لقد أصبحنا أكثر من مجرد صديقين أليس كذلك .. قلت وأنا أرخي نظري إلى الأرض : - هذا أكبر شرف لي سيدي .. ضحك الملك وهو يتبادل النظرات مع لوليانا التي كانت تضحك أيضا .. ومن بعيد اقترب أحد الحرس الخاص وقال شيئا بالهمس وهو يقترب من الملك .. قال الملك : - لا بأس لكن بسرعة .. انصرف الحارس وقام الملك واقفا ثم قال : - سأستذنكم لدقيقة فقد وعدت الجند بأن أرى مخططهم الجديد هنا ولكني لن أستطع ادخالهم لأن جاميان معهم أنت تعرفين القضية .. ثم ضحك وقال مازحا : - أخشى أنك ستمرضين بسببه في النهاية .. قلت بهدوء : - هذا الشخص لا يؤثر في أبدا سيدي .. قال الملك .. وهو يجلس : - هذا رائع إذا .. أتمنى ذلك لأنه مجرد جندي .. ورأيت روسو الغاضب دائما يقترب وخلفه جنديان يرتديان الزي العسكري الكحلي مثل روسو ويتبعهما تالتن وجاميان .. كان تالتن قد رآني ولكن جاميان كان ينظر حوله إلى الأشجار .. نظرت إلي الأميرة لوليانا فقلت : - لم لا نتمشى في الحديقة حتى ينتهون من خططهم .. هزت لوليانا رأسها موافقة ووقفنا ومررت بجانب تالتن ، لم أنظر خلفي لكن الأميرة لوليانا ضحكت بعد فترة قصيرة وقالت ونحن نسير: - مسكين جاميان .. لقد حطمتي قلبه .. لم ترينه كيف كان ينظر إليك بألم وانت تمرين متجاهلته .. قلت بغيظ : - ماذا يظن نفسه .. إنه لا شيء!! ضحكت الأميرة لوليانا وقالت : - يجب أن تغيري فكرتك عنه فهو الوحيد القادر على إعادتك إلى الأرض، توقعي أن تبقي أمامه أكثر من عشرة أيام .. قلت باستغراب : - هل هو من يقود المركبة ؟؟ - لا.. معه طيار واحد يدعى " سبيرسو" وهو أمهر الطيارين .. لكن جاميان هو الذي يقوم بباقي الأشياء .. ويقود مركبة هينوا عندما يغيب الطيار أو ينام لبعض الوقت ، إنه متمرس جدا .. قلت : - لن أعطيه اهتمام ولن أصدق أنه بريء من تهمة قتل راجوي .. قالت الأميرة لوليانا بباندهاش : - انت مصرة .. لا يمكن لجاميان أن يهز مركزه بجريمة قتل مجرد وصيفة لايعرفها حق المعرفة ...لا تنسي انه يسعى للقب الجندي الذهبي .. - لقد أفشت اسراره .. قلت ذلك بسرعة وانفعال .. فقالت الأميرة : - أي أسرار تقصدين ؟؟ حكيت للأميرة ماقالته لي راجوي قبل موتها .. ردت الأميرة بكل بساطة: - عزيزتي .. راجوي لم تقل لك أي شيء سيء عن جاميان حتى الآن.. انت لاتعرفين ماذا فعل جاميان في السنوات الماضية.. ذهلت ... ووقفت انظر حولي ثم قلت: - أرجوك... أحكي لي عنه..-------------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الجمعة ديسمبر 02, 2011 3:56 pm
------------------------------------------------------------------------------- قالت الأميرة ونحن نجلس على كرسي كبير في مكان بعيد : - جاميان ظل لغزا لا يستطيع أي شخص حله .. ولازال،، منذ ان بدأ جاميان عمله في سلك الجيش، كان والده ضابطا كبيرا .. وعندما رأوه رؤساء العمل ظنو انه مدللا ولا ينفع للعمل كجندي ،، بدأت أسطورة جاميان عندما قام في الحرب بقتل مئات الرجال من مملكة (تيمالاسيا) كان جاميان أصغر ولكنه كان الأقوى .. وكان فعله ذلك من الأمور التي أدت إلى انتصار بانشيبرا العظيم ...
صمتت الأميرة لوهلة ثم تابعت : - بعدما قتل والده في لحرب .. ماتت أمه لسبب مجهول وانت بالطبع تعرفين ماذا فعل وكان يبرر فعلته بقوله " لن أخسر ابي وامي في وقت واحد ".. بعد ذلك .. لفت نظر والدي الملك الراحل فعينه في الحرس الخاص .. اكتشفنا بعد ذلك أن هناك لعنة ما تلاحق الجندي الجديد .. فقد كان كلما يغضب من شخص ما ... يموت ذلك الشخص بطريقة مفزعة ولا يترك قاتله أي اثر خلفه .. اتهم الناس جاميان بالقتل ولكنه أخذ براءات متتابعة من المحكمة فلم يكن هناك أي دليل على أنه من قتل هؤلاء الأشخاص ..
سكتت الأميرة فقلت بعجلة : - ماذا حصل ؟؟ قالت الأميرة : - أصبح الجميع يتحاشى غضبه المفزع .. كان جاميان يحل الجرائم والألغاز بطريقة تنم عن ذكاء خرافي .. يشعر بوجود الأشياء المسروقة .. وبالفعل يتم ايجادها.. كان الأمراء يستدعونه ليحل الجرائم المعقدة وكان ينجح في ذلك .. انه ماهر جدا في التنكر .. حتى انني متأكده انه ليس طبيعيا .. ظهر في ذلك الوقت الجندي تالتن .. كان منافسا قويا.. تالتن ذكي أيضا وقوي لكنه لا يضاهي جاميان في ذلك الآن أصبحا صديقين ولم يعودا يتنافسان مثل الماضي ولكن أخي ينوي القيام بمسابقة بينهما .. سألت الأميرة بفضول : - هل جاميان غضب من راجوي فماتت؟؟ هل تعتقدين ذلك؟؟ نظرت لي الأميرة بخوف وقالت: - لقد قلت لوالدي كثيرا بأن يتخلص منه.. قلت له بصراحة .. اقتله .. كان والدي معجب بقوة جاميان واعطاه لقب الجندي الأبيض تأهلا له ليحصل في المستقبل على اللقب الذهبي .... أخي معجب به أيضا .. لكنه أحيانا يغتاظ منه .. هناك مشجعون لتالتن وآخرون يؤيدون جاميان ... صمتت الأميرة وعادت برأسها للوراء وهي تضع يديها على جبينها وكأنها تشعر بالصداع .. ترددت في قول ما أفكر به ..في الحقيقة كانت الأميرة محل ثقتي فقلت : - لقد أخبرني جاميان بشيء غريب .. رفعت الأميرة رأسها وسألت بفضول: - وماهو؟ - ققال إن الملك سيطلب مني شيئا ؟؟ فتحت الأميرة عينيها مندهشة وقالت : - ماذا ؟ - أنا أسألك .. لم يرد اخباري بذلك الشيء.. فكرت الأميرة باستغراب ثم قالت بغضب: - إنه يريد أن يشعرك بالخوف فحسب .. ذلك الجاميان الخبيث !! لا أدري لم شعرت بإحساس لم ينتتابني من قبل ... إحساس أن الكل يتلاعب بي .. لا أدري ما أفعل .. كانت لوليانا محل ثقتي ولم تهتز تلك الثقة حتى الآن .. جاميان أكرهه .. الملك لا أحبه .. تالتن لا أعرفه .. روسو يخيفني منظره .. وصيفتي الجديدة خائفة وخجولة .. يا اللهي ماذا أفعل .. سكتنا لفترة قصيرة ثم قالت لوليانا : - مارأيك يا انسة لندا ان نعود للملك؟ سنراقب ماذا يفعلون من بعيد .. ابتسمت وقمنا نركض بمرح وقطفنا زهرتين .. وصلنا إلى المكان ولم نجد أحدا سوى جاميان وتالتن .. كان جاميان يضع السيف على رقبه تالتن الذي كان يمسك أيضا بسيفه .. وشهقت الأميرة بصوت خافت وقالت : - ماذا هل ينوي جاميان قتل تالتن؟؟؟؟
------------------------------------------------------------------------------ نظر جاميان نحو الشجر الذي نختبيء خلفه ورفع السيف عن رقبة تالتن وهو يصيح : - من هناك .. ركضت الأميرة بخوف واختبأت خلفي <<< لم أكن اعرف انها جبانة لهذه الدرجة .. اقترب جاميان وسار خلفه تالتن بعد ان أدخل سيفه ... قلت بهدوء: - يبدو انها كانت مجرد مبارزة عادية .. يبدوان متصالحان .. كانت الأميرة ماتزال تمسك بثوبي وقالت بصوت خافت وهستيريا واضحة : - الآن سيغضب مني وسأموت .. اقترب جاميان من الأشجار فرآني .. نظرت له نظرة حقد واحتقار .. كان ينظر إلى بهدوووء .. وقال تالتن بمرح : - لقد قطعتم مبارزتنا ..لكن لا بأس، هل كنتما تشاهدانني وانا أخسر ؟ ابتسم جاميان وهو ينظر لتالتن، ورفعت الأميرة رأسها ونظرت إلى جاميان فقال جاميان للأميرة بسرعة : - ماذا قلتي لها؟؟ شهقتت الأميرة بخوف وعادت خلفي مرة ثانية .. فلت بغضب متحفزة ضده : - أنت ايها القاتل .. هذا يكفي .. لقد مللت منك ومن ألاعيبك السخيفة .. ماذا تظن نفسك ؟؟ هاه؟؟ هل تظن نفسك أنك الشخص الذي يحاسب الناس .. رفع تالتن حاجبيه مذهولا وأدخل جاميان سيفه وظل خافضا بصره لثانية، ثم رفع رأسه وقال بصرامة بعد ان اختفت الابتسامة من وجه : - لندا .. أرجوك أنا لا أكرهك .. , ولم أؤذيك .. فلماذا تقولين ذلك؟؟ قلت بغضب : - انت بشع جدا .. وتخدع .. أنا لم اتخيلك هكذا عندما رأيتك .. نظر لي جاميان ثم انصرف بسرعة يركض بعيدا .. ابتسم تالتن بارتباك وهو يراقب جاميان وهو يختفي بين الأشجار وقال : - لا بأس .. لقد كان جاميان يمزح مع الأميرة إنه لم يقصد شيئا .. آه .. أنا مضطر للذهاب .. انصرف تالتن يركض بعيدا يود اللحاق بجاميان .. وقالت الأميرة وهي تقف إلى جواري أخيرا: - لندا .. أنا مرتعبة من ذلك المدعو جاميان .. قلت بحماس: - لاتهتمي له .. إنه أقل من أن يؤذيكي ..
التكمله : ************* عدنا إلى القصر وكان الملك هناك .. ظل يعتذر لي لفترة بأنه تركنا كان السبب هو روسو، ولكنني قبلت اعتذاره وطلب مني الملك ان يصطحبني في نزهة بالحديقة وقال : - أريد أن احدثك في موضوع مهم .. - وماهو.. - ستأتين معي أولا.. - موافقة سيدي .. كنت ولأول مرة أخرج مع الملك بمفردي .. وذهبنا وحيدين إلى الحديقة وسرننا قليلا بدون أي كلام .. كان الملك يسترق النظر إليّ ولكنني لم أنظر إليه فبدأ الحديث قائلا : - لندا .. هل أنت متضايقة من البقاء هنا .. وأرجوك، لا أريد مجاملات.. نظرت إليه وتوقفت عن السير فتوقف أيضا وقلت وأنا متفاجأة من السؤال: - أنا..؟ في الحقيقة .. لست متضايقة ولكنني أفضل العودة إلى الأرض .. هذا المكان لا يناسبني .. ابتسم الملك وقال : - هذا كله بسبب جاميان ؟؟ هو الذي جعلك تكرهين البقاء هنا ..لكن أليس هناك شخص آخر يجعلك تشتاقين إليه .. كان الملك يحدق بوجهي وكنت أشعر بالخجل ولم أعرف ماذا أقول ، بقيت صامتة وأنا أنظر إلى الأرض وأظن وقتها أن وجهي كان أحمر من الخجل .. اقترب مني ورفع وجهي برفق لأنظر إليه ... << كانت دموعي ستنزل من الإحراج وابتعدت عنه قليلا .. ونظرت بعيدا .. فقال : - لندا .. أنا أحبك .. أنا أريدك لي ، أريدك أن تبقي معي مدى الحياة .. لماذا لا تشعرين بي .. لا أريدك أن تعاملينني كملك ..أريدك أن تعاملينني كحبيب .. أرجوكي.... تفاجأت من الكلام ونظرت للملك بذهول .. تذكرت رغما عني كلام جاميان ... كان يرن كالصدى .. " سيطلب منك ( أمرجيز) طلبا .. وعليك أن ترفضي .. وماهو ذلك الطلب؟؟ لا .. أنت ستعرفين قريبا .. هل أنت عرّاف؟؟ أنت تتكهن بأمور حصلت أو لم تحصل ويكون رأيك صحيحا؟؟ المهم أن ترفضي طلبه.."
شعرت فجأة بالغضب لأنني تذكرت ذلك المعقد .. فقال الملك بلطف : - هل أزعجتك ؟ نظرت له وأحسست أن على وجهي كل علامات الكره فحاولت أن أغير تلك الصورة وابتسمت قائلة : - لا .. لست منزعجة بالعكس .. أنا مصدومة بعض الشيء .. أريد أن أذهب .. هل تسمح لي ؟ قال الملك وهو يمسك بيدي : - هل أوصلك .. قلت بهدوء : - لا لاتزعج نفسك .. ليس من المفترض أن يوصلني الملك بنفسه .. انطلقت بسرعة أسرع في مشيي .. لم أنظر خلفي ..لم أتوقف عن المشي بسرعة حتى وصلت للقصر، دخلت بسرعة إلى غرفتي ولحقت بي " أوليسي" وهي تقول بخوف : - سيدتي .. ما الأمر هل من خطب ما ؟؟ قلت بضيق وأنا ارتمي على الكرسي : - لا شيء يا اوليسي لا شيء أبدا .. نظرت لي بنوع من الشفقة ثم تركتني وخرجت .. وبقيت أفكر .. ------------------------------------------------------------------------------ مضى الليل وقمت في الصباح وتناولت فطوري مع اوليسي .. تذكرت راجوي وشعرت ببعض الضيق .. ولذلك فقد خرجت اتنزه وحدي في الحديقة ربما استلهم بعض الهدوء .. وكأنني سمعت أقدام شخص ما تسير خلفي .. شعرت بالاكتئاب الشديد وانا اتخيل ان ذلك الشخص أحد اثنين .. إما انه جاميان أو انه الملك .. لم ألتفت خلفي وبقيت صامتة ورحل فزعا كل الهدوء الذي بدأ يتسلل إلى قلبي ... سرت بسرعة ودخلت في الطريق المؤدي للحديقة الخلفية .. ثوان واختفى صوت الخطوات الذي كان يلاحقني ولذلك عندما نظرت خلفي لم أر أي شخص .. شعرت بالهدوء ولكنني تجمدت فجأة .. كانت هناك صدمة قوية بانتظاري، وانا اسير بالحديقة الخلفية .. اشاهد نهرا صغيرا من الدم يتدفق من خلف شجرة ضخمة توجد وسط الحديقة الخلفية .. اقتربت بخوف وانا انظر ... وبسرعة ركضت محاولة اكتساب بعض الشجاعة لرؤية الشخص المصاب .. وكان الفزع سيطر على قلبي وصرخت وانا لا أصدق ماتراه عيني ..
صرخت وصرخت وأمسكت بالأميرة لوليانا وهي تنزف .. أمسكت بيديها التي تقطعت شرايينها أحاول وقف النزف ولكن لا فائدة .. لقد كانت مطعونة في قلبها وفارقت الحياة منذ فترة .. صحت بفزع وهستيريا وأنا أرى الدماء في كل مكان " لا .. لاااااااااااا ... لوي .. لويانا .. لا .. " اقترب أهم بعد أن سمع صوت صراخي .. هناك المزيد من الجنود قدموا لم أرهم جيدا فقد ملأت الدموع عيني .. أحدهم حملني ليبعدني عن المكان وكنت ابكي .. كانت ملابسي مغطاة بدماء لوليانا وحاولت أن افلت فقال : - لا تخافي يا آنسة أنا تالتن .. أعطاني منديلا وأجلسني على كرسي بعيد في الحديقة فمسحت دموعي وقلت وصوتي يرتعش من البكاء : - ماذا .. مالذي حصل لها ؟؟ جاميان قتلها .. جلس تالتن القرفصاء أمامي وقال : - مستحيل .. جاميان كان معي منذ عدة ساعات .. يجب أن تتوقفي عن الشك فيه إنه شاب لطيف ولن يقتل الأميرة بالتأكيد .. نظرت حولي .. كان الرجال يركضون ويبدوا ان الخبر انتشر .. ورأيت جاميان يقترب من بعيد .. توقف على بعد خطوات مني وسأل قائلا: - تالتن .. هل الآنسة هي من اكتشفت الجثة ؟؟؟ نظر لي تالتن وهز راسه موافقا .. فقلت وأنا أبكي بانفعال : - ألا تلاحظ أنك تقتل ثم يكلفوك بالتحقيق لكي ترمي التهم على الآخرين ... لماذا أنت ذكي وتتكهن بالأمور وتعرف كل شيء ومع ذلك .. ياللمسكين .. لم تكتشف من قتل راجوي .. أتعرف لماذا؟؟ لأنه انت .. أنت من فعل ذلك .. نظر لي جاميان بهدوء ثم نزل إلى مستوى رأسي وقال بصوت خافت : - انا اعرف القاتل .. وقف جاميان وهم بالذهاب فصحت : - توقف .. ومن هو؟؟ كان تالتن يراقب الموقف بصمت والتفت جاميان وقال ببرود أعصاب : - أحزري .. قمت وواقفة و صرخت وأعصابي تفلت مني : - أنت كاذب وقاتل ومغرور و .. و .. أحسست بأن صوتي لا يكاد يخرج الدنيا بدأت تظلم في عيني ورأسي يدور .. سمعت صوت جاميان : - هل أنت بخير ؟؟ رأسي يدور .. ولم أعد أسمع شيئا ....------------------------------------------------------------------------------
لم أفقد وعيي لكنني جلست على الكرسي وحاولت ان أهدأ ..مر دقائق طويلة أشعر أنني غائبة عن العالم .. وبعد قليل بدأت أسمع صوت تالتن يقول : - أنت السبب .. لقد جعلتها تفقد أعصابها .. لقد كرهتك حتى الموت .. لم تعد تسمع كلامنا الآن .. مالذي حدث لها .. رد عليه جاميان : - أنا .. لم أقصد .. - أنت تزيد الطين بلة .. سوف تموت بين يديك وبعدها افرح جيدا .. فتحت عيني ولكنني لم أر شيئا .. كان اللون الأسود حليفي فأغمضتها ثانية وسمعت الكلام بين جاميان وتالتن : قال تالتن : - هيا نحملها إلى القصر .. - لكن لا .. أقصد .. حسنا .. - ماذا ستفعل الآن أيها الذكي .. انها متأكدة منك ، تكفي تلك القصص التي تسمعها عنك! - إن سمعتي سيئة جدا يا تالتن .. أحسست أنهما يقتربا مني فقلت : - لا .. فتحت عيني مرة ثانية .. كانت الرؤية مشوشة جدا ولكن تالتن قال : - آنسة لندا هل يمكنك رؤيتي ؟ هل تسمعينني .. حاولت الوقوف واستندت على الشجرة، بدأت الرؤية تتضح فقلت : - سأعود بمفردي .. لا أريد أن أمشي مع قتلة .. ضحك جاميان فاستغربت .. حتى تالتن نظر إلى جاميان باندهاش .. جاميان يضحك من قلبه وقال أخيرا: - قتله ؟؟ هل أدخلتي تالتن في شكوكك؟ قلت بغضب وأنا انظر للطريق : - أنت لا تتدخل .. تالتن أفضل منك ألف مرة .. وتركتهما وأسرعت الخطى وأنا اتنفس بصعوبة .. كنت اترنح في سيري وكان فستاني طويلا جدا ويعيق حركتي ..كنت سأسقط ولكنني تماسكت .. نظرت أمامي ورأيت الملك يسرع الخطى وخلفه الجنود أمسك بي وكنت في الحقيقة على وشك السقوط .. وقال فزعا : - لندا هل انت بخير .. لقد كنت ابحث عنك .. قلت .. بتعب : - نعم .. لكن .. يجب ان تمسك بقاتل لوليانا .. كانت عيناه مليئتان بالدموع وقال بحزن : - لن يحدث ذلك مجددا في قصر الملك .. أعدك .. قبل أن أعد نفسي .. والقاتل ستنزل به أشد عقوبة .. ركبنا عربة صغيرة لتعيدنا إلى القصر وأسندت راسي بتعب على النافذه ... كانت أعصابي مشدودة وعندما تذكرت لوليانا بكيت مرة ثانية فقال الملك : - أرجوكي لا تجعليني ابكي .. سيكون هذا ضعفا كبيرا .. نظرت له .. كانت وجنتاه قد صبغت بلون أحمر من كبت البكاء فقلت : - لا تحزن يا سيدي .. ليتني أموت وارتاح مثلها ... تفاجأ الملك وقال بسرعة : - سوف أحميك .. لا تخافي .. لم أكن أظن أن قاتلا يتجول بحرية ويقتل هكذا.. قلت : - جاميان هو القاتل.. فكر الملك لدقيقة ثم قال : - مستحيل .. لكن لماذا تشكين فيه دائما ... أول مرة في حياتي أرى شخصا يكره جاميان .. قلت بغيظ : - انا أكرهه .. ومتأكدة انه هو الذي قتل راجوي ولوليانا .. قال الملك : - لا يمكن .. لقد كان معي هو وروسو وتالتن في اجتماع منذ ساعات وحتى وصلنا الخبر وافترقنا .. سكتت افكر .. هل يمكن ان اكون كل هذا الوقت اتهم جاميان واسبه وهو بريء؟؟؟ شعرت بالخجل من نفسي إن كان ماأظنه عن جاميان ليس حقيقيا .. ماذا ؟ سألت نفسي .. لماذا افكر فيه الآن .. طردت الأفكار الغبية من رأسي .. هدأت قليلا عندما عدت إلى غرفتي ، وصممت أوليسي أن اتناول الغداء ..ولكنني كلما تذكرت منظر لوليانا شعرت بالغيظ والغضب ... جلست مع اوليس نتناول الغداء وفي الحقيقة لم أشعر بأي شهيه ولكنني ظللت أنظر إلى الغداء وانا اشعر بالقيء والحزن . قالت أوليسي بتردد وهي تتناول معي الغداء : - آنستي ... هل يمكنني أن أخبرك شيئا .. قلت باستغراب فقد نطق أبو الهول : - وماهو؟؟ - الوصيفات في القصر يتحدثن عنك بسوء .. ولا استطيع ان ادافع عنك .. - وماذا يقلن؟ - إنهم يقلن أنك مذ دخلت القصر واي شخص يبقى معك وتحبينه يجب أن يموت ,, إنهن يقصدن راجوي والأميرة .. ضحكت أخيراوقلت : - هذا غريب جدا .. وليس صحيحا أبدا ..أنا لست متعجبه فأنا من كوكب آخر وبالتأكيد ستلقون اللوم علي .. لكن لا .. نظرت أوليسي إلى الشرفة ثم قالت أخيرا : - أحدهم قال لي انني سأقتل إذا بقيت جوارك فتره أطول واحببتك .. تعجبت كثيرا من حديثها وقلت باندهاش : - ماذا؟؟ ومن الذي اخبرك ذلك ، أهن الوصيفات أيضا؟؟ ترددت أوليسي .. تحركت عينيها بخوف ولكنها نظرت لي في النهاية وقالت : - أخبرني بذلك الــ ... انــ .. أنه .. الـجندي الــ .... أبيض ..
------------------------------------------------------------------------------ صحت باستغراب: - ماذا ؟؟ جاميان قال لك ذلك .. وقفت اوليسي بفزع وقالت متوسلة : - أرجوك يا سيدتي أخفضي صوتك .. سوف يسمعك .. إنه في كل مكان .. وقفت أيضا ونظرت بحولي ثم قلت بفزع : - ماهذا الذي هو .... في كل مكان؟؟ شعرت بارتباك اوليسي وقالت أوليسي بسرعة : - هل انادي الخدم ليحملوا الطعام ؟؟ تهربت أوليسي من الموضوع فقد كانت خائفة .. لم أرد أن أضغط عليها أكثر وقلت: - نعم ... لكن الحقيقة تقال .. لقد ارعبني كلامها .. ***** في صباح اليوم التالي لم أخرج إلى الحديقة ... لم استطع فعل ذلك مجددا فقد كانت حالتي النفسية صعبة جدا.. فضلت البقاء في غرفتي واغلقت الشرفة وجلست وحدي في الظلام .. قليلا من الوقت مضى وانا على سريري أحاول ان اتذكر بعض اشياء عن الأرض .. الازدحام في شارعنا .. عندما كنت استيقظ في الصباح واتمشى إلى منزل صديقتي إيميلي فهو قريب ثم نذهب معا إلى الجامعة ..نستنشق نسيم الصباح العليل ثم نلتقي بميرندا فنصبح الثلاثي المرح، تذكرت "فريد" صديقنا المجنون والذي يحب رياضة القفز من فوق الجبال المجنونة مثله .. كنا مشاكسات جدا ... تخيلت انني كنت اذاكر للاختبارات وكانت ميرندا وايميلي تستذكران بعض دروسهما معي ونعيد المحاضرات ثم نرتبها .. لم أتخيل ان جاميان كان يراقبني لمدة شهرين ... يعني قبل الاختبارات .. كيف لم الحظه ؟؟؟ كيف؟؟؟ هل كان ينتظر يوم ظهور النتيجة ثم يفعل فعلته؟
فجأة .. سمعت طرقا على باب غرفتي .. قطعت سلسلة ذكرياتي لم أرد .. كنت اريدهم ان يظنوني نائمة.. سمعت صوت اوليسي : - آنستي إذا كنت مستيقظة يريد جلالة الملك مقابلتك ... زفرت بضيق ولكنني لم استطع تجاهل الأمر .. ارتديت ثوبا جميلا اختارته لي اوليسي ونزلت إلى الحديقة ، رأيت الملك يجلس على طاولة جميلة وأمامه كرسي واحد فارغ، من الواضح انه ينتظرني ... عندما رآني الملك وانا اقترب وقف مشى بسرعة نحوي ثم ابتسم قائلا: - أحببت أن اتناول الفطور معك .. أشعر انني لا أرغب بأي شيء قلت ربما نروح عن انفسنا ونزيل الحزن ان بقينا معا بعض الوقت .. ابتسمت فأمسك بيدي وأجلسني على الكرسي ثم جلس أمامي .. نظر إلي ولكنني شعرت بالخجل ونظرت إلى يدي .. قال الملك برومانسية: - كانت لوليانا تحبك، ولطالما تمنت ان نصبح زوجين .. أنا ايضا أحبك .. واريدك أن تكوني ملكة بانشيبرا العظيمة.. أريدك ان تفكري، ستكونين اجمل ملكة في الكون.. تنفست بصعوبة وأحمر وجهي ولكنني ظللت أنظر إلى يدي ولم ارفع وجهي إلى الملك .. كنت اتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعني .. فعاد الملك يقول وهو يضحك : - ياه ! انت خجولة جدا ... من يرى جرأتك وأنت تصيحين وتهددين أعتى مقاتلينا لا يعلم انك بهذه الرقة .. لم أستطع قول شيء ونظرت نظرة خاطفة للملك فرايته ينظر لي مبتسما ... فقلت: - سـ ... سأفكر، مع ان الأمر لا يحتاج إلى تفكير ..فلن أحظى بملك مثلك في حياتي .. لكن امنحني فرصة ... يبدو ان الملك كان سعيدا جدا، وبعد الفطور الذي لم استطع تناول شيء منه من شدة الارتباك عدت إلى غرفتي وفكرت ...... زوجة ملك شاب ولطيف ... ملكة ... حياتك ستكون بانشيبرا .. سيظل جاميان مدى الحياة كالشوكة في الحلق... الملك ... يحبني جدا ... أنا ... لا أعرف ... هل أوافق؟؟؟ ليس لدي خيار .. لكن لن أعود للأرض إلا وانا عجوز هرمة ... هههههه ضحكت ...
لم أعرف ماذا أقول وخرجت لوحدي أمشي في ممر جناحي، كان ذلك الممر يعجبني فقد كانت نوافذه كبيرة وتطل على الحديقة كان وقتا طويلاا قد مضى وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب ،، مشيت بهدوء وأنا أسترسل في افكاري ثم اصطدمت باحدهم .. نظرت أمامي بخوف ... كان جاميان ينظر إلي وهو يضع يده على غمد سيفه .. بفزع ظللت أنظر إليه وتسائلت .. كيف لم أشعر به عندما دخل إلى هنا ؟؟؟----------------------------------------------------------------------
شعرت بالخوف .. ونظرت وانا في حالة فزع ودهشة وتحجر وهدوء ... فابتسم .. لحظات وانا مازلت على وضعي تحولت ابتسامته إلى ضحكة ... ثم قهقهة مجلجلة .. شعرت بالغضب والخوف فقلت : - من الذي سمح لك بالدخول إلى جناحي الخاص ؟؟ هدأت الضحكة وظل مبتسما وقال بخفوت : - أنا دخلت .. هل هناك مانع ؟؟؟ كنت اريد أن أصفعه ولكنني قلت : - ماذا تريد .. الذي يتسلل مثلك إلى غرف الآخرين لا يفعل ذلك إلا ليقتل .. تلاشت ابتسامة جاميان وقال : - لا توافقي على الزواج .... أرجوكي ... نظرت إلى الحديقة وخفت أن يرانا أحدهم من النوافذ الكبيرة فقلت وأنا أسير إلى غرفتي : - تعال وإلا ستفضحني في القصر ... دخلت وجلست على طاولة الفطور .. تبعني جاميان وسحب كرسيا آخر وجلس إلى جواري، نظرت له بعصبية ولكنه ابتسم ابتسامة كوميدية وقال : - لا أصدق انكي ستتزوجين بـ أمرجيز .. لماذا؟؟؟ قلت باشمئزاز : - وما شأنك أنت ... هل أنت والدي مثلا ؟؟ أخي ؟؟ قريبي ؟؟؟ أنت لاشيء رفع جاميان حاجبيه وقال مكررا كلامي : - لا شيئ؟؟ قلت بإصرار : - نعم .. وكلامنا انتهى ... صمت جاميان ... فنظرت إليه كان يفكر وقد تقارب حاجيه .. كان يبدو منزعجا جدا ، ورفع عينيه وقال : - انت لا تعرفينه .. لكن لا ترفضي .. أقبلي لأنك إذا رفضتي سوف ينقلب عليك ومن الممكن أن يؤذيك .. أمممم صمت ثانية وقال يحدث نفسه .. " امرجيز .. أه ... سوف تقولين موا ... لا .. يمكن أن ..." عاد ينظر إلي وأنا لم أفهم شيئا وقال وهو يقف : - أنا ذاهب ... آسف لأنني ضايقتك لكن سأسلك سؤالا أخيرا.. قلت وانا متعجبة من تصرفاته الغريبة: - وماهو ؟؟ تنهد بقوة ثم قال بألم وهو يقترب مني : - هل تظنين فعلا أنني قاتل؟ وانني من قتل راجوي ولوليانا .. لا أدري لم عجزت عن الرد .. كان وجهه الملائكي ينظر إلي ويتوسل لي ألا أخذله.. عيناه تشعرني بسحر ما .. سحر يجعلني أصدق أنه بريء ... وحساس ...و ... لم أعرف ماذا أقول ولكنني جاوبت بغير وعي مني كنت عاجزة عن أي شيء : - لا ...أنا أشعر بأنك بريء ... سألني وانا تحت تأثير سحره : - هل تكرهينني ؟؟؟ لندا ... أجيبي أرجوك .. أغمضت عيني محاولة عدم النظر إلى وجهه وقلت : - أنا لا ... أكرهك ... بقيت فترة قصيرة وكأنني أشعر ان جاميان لم يعد موجودا ... فتحت عيني بهدوء فلم أجده أمامي .. كان الباب مفتوحا ويبدو ان جاميان خرج بسرعة ... الغريب انني لم أشعر به أبدا وكأنني أغلقت عيني لمدة سنة ... هذا الشاب يحيرني و يجعلني أحبه ... أحبه بشدة و أفكر فيه ... واخاف منه .. ذلك الشاب يجعلني ... اصاب بالجنون.. لم استطع ان أهدأ.. بقيت افكر.. اوجعني رأسي من كثرة التفكير في لا شيء .. كنت مغتاظة من نفسي ... لماذا قلت له انني اعتقد انه بريء وانني لا أكرهه.. هل هذه الحقيقة في داخلي ؟؟؟ هل قام بتنويمي مغناطيسيا؟؟ اشعر بالغيظ ... واشعر بـ ...؟؟ لا أعلم انا أحاول أن اعارض مشاعري الحقيقية... صرخت داخل نفسي ... " اعترفي أنت تحبين جاميان ... هيا ... انت تحبينه أليس كذلك .." لم أرد التفكير بالأمر ولكنني ذهبت بعد العشاء إلى فراشي ونمت... حلمت حلما غريبا بأمي وأبي وكانا يوصلانني إلى المدرسة وأنا سعيدة بذلك .. استيقظت فجأة ولم أستطع النوم .. شعرت بقلق غريب جدا .. وكأن أحدا ما اوقظني ، كان الوقت قد تعدى منتصف الليل بقليل .. واحسست بقلق شديد جدا على اوليسي .. لا أدري لما انتابني هذا الشعور مجددا ... ذلك الشعور المرعب الذي شعرت به قبل موت راجوي ولوليانا ... ارتديت ثوبا لطيفا أبيض اللون لأستطيع التحرك به .. وليس مليئا بالتطريزات والأقمشة المتراكمة .. كان طوله يصل إلى نصف ساقي .. وبسرعة خرجت من جناحي وتوجهت إلى جناح الوصيفات .. كان الجو صامتا وعندما اقتربت سمعت أصوات الوصيفات يتكلمن في داخل جناحهن ... طرقت الباب .. فتحت أحدى الوصيفات واصيبت بالذهول عندما رأتني فقلت مبتسمة: - أنا آسفة و .. ولكن أين أوليسي ؟ أريدها لثوان فقط .. نظرت الوصيفة خلفي ثم قالت باستغراب : - لقد ظننتك هي ... لأن الملك استدعاها منذ عشرون دقيقة أو أكثر بقليل .. تركت الوصيفة وعدت .. كنت افكر متعجبة كيف يستدعي الملك أوليسي بعد منتصف الليل؟؟ لماذا؟؟ الساعة كانت تشير إلى الواحدة والنصف ، قبل أن أصل إلى جناحي التفت عائدة إلى الجناح الملكي الخاص بالطابق الأعلى .. شعور غريب يجعلني فضولية جدا واريد ان ارى اوليسي .. وقفت أمام صورة الملك الراحل والد لوليانا وتذكرتها عندما أخذتني إلى هنا للمرة الأولى .. عندما اقتربت من غرفة الملك رأيت الحرس يقفون على البوابة ولكنني اقتربت بقدر المستطاع بحيث أرى الغرفة ولا يشعر بي الحرس، كان باب الغرفة موصدا ولكن الأضاءة كانت عالية بالداخل ،، ثوان وفتح الباب فجأة .. رأيت أحد الحرس وهو يخرج من الغرفة ويحمل جوالا قماشيا كبيرا خرجت الدماء على سطحه ... وسمعت الملك يقول : - علق رأسها أمام غرفة الوصيفات حتى يتعظن ...
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 03, 2011 9:07 pm
------------------------------------------------------------------------------ ارتعش جسدي وأحدهم يخرج بسيف الملك وهو مليء بالدماء لينظفه ... نزلت دموعي ساخنة وأنا أرتعد، لقد كانت هذه أوليسي، نعم ... الملك هو الذي كان يفعل ذلك .. ولكن لماذا ؟؟ لماذا يقتل الملك شقيقته ؟ وراجوي ؟؟ هل يحاول إخافتي ؟ هل هو من فعل كل ذلك فعلا أ أن أوليسي فعلت شيئا استثنائيا ؟؟ هل هو معقد أم أنه يثأر لشخص ما؟؟ لقد كانت لوليانا تتمنى دائما اسعاده .. بكيت وجلست إلى جوار الحائط وانا في غاية الرعب والحزن والصدمة ... لا يجب أن ابقى هنا ... أنا لم أعد أثق بأي شخص،، جميع من أحببتهن مؤخرا قتلن والملك ... كان هو قاتلهم بكل برود وشر ... كان الحرس يتجولون وخشيت أن يراني أحدهم أو يسمع صوت بكائي المكتوم .. حاولت مسح دموعي ولكنها ظلت تذرف رغما عني ..كان قلبي محطما ... مشيت بحذر أحاول الخروج من الجناح الملكي قبل أن يراني أحدهم ونزلت بسرعة على الدرج إلى الجناح السفلي .. ولكنني فوجئت بعشرات الجنود وكان احدهم يمسك برأس أوليسي الآخر يحمل الجوال الذي يرقد فيه جسدها ... نظروا إلي بشراسة وكنت ابكي .. وشعرت أنني في مأزق، لقد علم كل هؤلاء الجنود أنني تجسست على الملك ! وبدأو يتحفزون ضدي .. لم يكن أمامي حل آخر .. حل غير متوقع .. نعم..
انطلقت بكل سرعتي وألقيت بنفسي من شرفة الطابق الثاني ... وقعت بقوة على الأعشاب وتدحرجت لم أشعر وقتها بأي شيء رغم الآم والجروح التي أصابتني .. وقفت بصعوبة وبدأت أجري وتوقفت انفاسي عن الدخول والخروج وأنا أراهم يقفزون خلفي وهم يحملون أسلحتهم الزرقاء التي تصيبني بالرعب ... ركضت بكل قوتي وكان حذائي خفيفا جدا فآلمتي الصخور بعض الشيء .. كنت متقدمة عليهم بمسافة جيدة ... دخلت إلى الحديقة المشجرة وحاولت تضليلهم بين الأشجار، كان صدري يعلو ويهبط بسرعة .. لم يتخيل أحدهم أنني سأتوقف خلف أحدى الأشجار أراقبهم وهم يركضون كالمجانين إلى الأمام .. بعد ما ركض معظمهم بعيدا عدت أركض نحو بوابة القصر الخلفية ... وعندما وصلت إلى هناك وجدت حراس البوابة الأربعة مقتولين .. تعجبت وفرحت وانطلقت اركض خارج القصر بكل قوتي .. كان شعري المنسدل يضايق وجهي ويلتصق بدموعي .. كان الخوف يعتصر قلبي وركضت بسرعة صاروخية بين الأشجار حتى لا يجدوني .. لم أعرف إلى أين اتجه وماذا سيكون مصيري !! ركضت وركضت وفوجئت بذلك البناء .. ذلك البناء الجميل الذي كان أول محطاتي إلى هنا .. والذي أخبرني جاميان أنه ولد فيه .. لم أقف طويلا أمامه واسرعت بالركض وانا اتركه خلفي ودموعي تذرف بغزارة ..... تعثرت ووقعت على الأرض الموحلة .. واتسخ ثوبي .. جلست التقط انفاسي وشعرت بالوحدة الشديدة والخوف والألم ، كانت يدي تؤلمني من أثر السقطة وكان هناك جرحا كبيرا في يدي ينزف .. لم استطع ايقاف النزف فشققت طرفا من ثوبي القطني الأبيض الذي اتسخ وأصبح بني اللون .. ربطت يدي بقوة مع انها آلمتني جدا ولكن وقت الخوف لا يعي الانسان ماذا يفعل .. وتظهر الشجاعة والتحمل .. كان منزل جاميان خلفي وسمعت أصواتا تتحدث معا ... ميزت صوت تالتن كان يقول : - الملك يستدعينا .. ألن تذهب ؟؟؟ - سأبحث عنها مع الجنود هنا أشعر انها بقرب القصر إذهب انت .. قال ذلك أحدهم لم أعرف أهو صوت جاميان أم لا فقد كان منخفضا ودب الرعب في قلبي من جديد وقمت أركض بعيدا ... وركضت ركضت حتى تعبت ولكن ليس لي أي خيار .. اما ان أموت أو ان اهرب.. شعرت بيأس عجيب جدا .. لست على كوكب الأرض ، ليس هناك مركز شرطة التجيء إليه... ملك لديه سلطة يريد قتلي .. ليس لي أي شخص أثق به .. او يهتم لأمري .. ليست هناك سوى مركبة واحدة تدعى "هينوا" ولا يستطيع قيادتها سوى طيار واحد ومعه جاميان ... إذن .. ليس هناك أي أمل .. ولكنني لن أسلم نفسي سأصعد إلى قمة ذلك الجبل وألقي بنفسي من فوقه ، لن يستغلني الملك ولن يقتلني ولن يهددني ... نعم ... قلت لنفسي : " لندا ... الموت أشرف لك من هذه المهزلة التي تعيشينها ... أمي، أبي سأزوركما قريبا .. لقد اشتقت اليكما فعلا " كان هذا قراري الأخير .. للأسف لم يكن معي دفتر مذكراتي حتى أكتب نهاية تلك القصة التي بدأتها والتي لن يصدقها أي شخص كان على الأرض... ولكن ربما يتسلى بها أي شخص في بانشيبرا .. كنت بالفعل أتسلق الجبل بروح رياضية وتوقفت عن البكاء وتحليت ببعض الشجاعة .. كان ثوبي وشعري متسخان ووجهي أيضا رجلي كانتا مجروحتان ويدي تؤلمني جدا ... ولكنني لم أستسلم واصلت الصعود رغم شعوري بالعطش .. ولماذا أشرب وأنا سأموت بعد قليل ..؟؟ عندما وصلت إلى نصف الجبل .. كانت الشمس قد بدأت تشرق .. لقد مر الوقت بسرعة .. كانت بانشيبرا قد بدأت تظهر أمامي ورايت القصر .. كان بعيدا .. ولكن المنظر رائعا ودمعت عيناي لأنه آخر منظر سأراه في حياتي ... جلست استرح قليلا .. وشعرت ان الحياة لا تساوي شيئا أمام دوافع الإنسان .. ولكنها غالية جدا في نفس الوقت ... كيف أقتل نفسي ؟؟ نعم لن أتردد سأقتل نفسي قبل أن يقتلوني .. لا أريد ذلك الملك أن يمس شرفي أو كرامتي .. سأموت عزيزة مستقلة بذاتي .. نعم ... بكيت رغما عني .. وعندما ارتفعت الشمس قليلا أكملت صعودي فوق الجبل بإصرار وانا اشعربالانهاك والعطش .. ولكنني عندما وصلت للقمة.. كان بانتظاري شخص ما ... ----------------------------------------------------------------------------
كنت أصعد وأصعد واقتربت قمة الجبل أخيرا ... ولكنني قبل أن أصل رأيت تالتن يقف على القمة وينظر إلي باسما .. هل هذه بسمة الانتصار؟؟ كان يفصل بيني وبينه متر واحد فقط .. فكرت أن اترك يدي وأسقط وبالفعل تركت يدي ولكنه أمسكني بسرعة .. صرخت : - دعني يا تالتن .. دعني .. هتف تالتن بصعوبة وهو يسحبني: - لا مستحيل... أنا لن أخذل جاميان .. بدأت أبكي وأنازع حتى يتركني ولكنه كان قويا جدا وسحبني رغما عني مع ان الهواء كان شديدا بالأعلى وصاح تالتن وهو يهزني : - انت أيتها الغبية هل تريدين قتل نفسك ؟ صرخت وأنا أحاول أن أتملص منه: - الموت أفضل لي من البقاء معكم ... عاد يصرخ تالتن وهو يحكم قبضته علي : - لا ... سيعيدك جاميان إلى الأرض لقد وعدك .. لا أحد يعرف إنني وجدتك ، جاميان قتل الجنود على البوابة حتى يعطيك فرصة للهروب .. اسمعي ... التقط تالتن أنفاسه ثم عاد يقول : - عودي معي سوف نجعلك تهربين أنا وجاميان اتفقنا إننا لن نعيدك إلى الملك مرة ثانية، لا تخافي .. توقفت عن الحراك فتركني تالتن ..ونظرت إليه بشك .. هل يقول الحقيقة؟؟ أم انه...؟ ابتعد قليلا ثم أخرج جهازا من جيبه وهو يراقبني بحذر ثم ضغط أزرارا وقال: - جامي .. لقد وجدتها تعال بسرعة نحن على قمة افريدوتيا ... سمعت صوت جاميان من خلال الجهاز : - ماذا ؟؟ وماذا تفعلان بالأعلى؟؟ كيف صعدتما ؟؟ - جاميان ... تعال خذنا وكف عن الكلام .. لقد أقنعتها بصعوبة ألا ترمي نفسها هيا بسرعة وإلا سأنتحر معها .. شهق جاميان مفزوعا وأغلق الخط .. ونظر لي تالتن مبتسما وقال : - كنت أصعد إلى خلفك طوال الوقت .. ولكنك عندما توقفت للراحة سبقتك إلى هنا .. نظرت بخوف وقلت : - كيف لم أشعر بك؟؟ - كنت بعيدا عنك .. وحاولت إلا تريني لكنك كنت تبكين طوال الوقت.. لم استطع ان احدثك لأن جاميان لم يكن مستعدا لاصطحابك بعد .. هدأت قليلا وجلست على أحدى الصخور المسطحة، ظل تالتن واقفا ينظر إلى كل مكان يبحث بعينيه عن جاميان .. مرت عشر دقائق ورأيت مركبة طائرة تقترب فقال تالتن : - هيا تمسكي بي .. إنه جاميان لقد جاء أخيرا .. اقتربت وأمسكت بسترة تالتن .. كان الهواء شديدا بسبب المروحة الموجودة بالطائرة، كانت تشبه المروحية (الهيلوكوبتر) .. أدخلني تالتن أولا وجلست في الخلف .. ثم جلس إلى جوار جاميان .. أغلقت الأبواب مرة ثانية اتوماتيكيا .. وألقى جاميان نظرة خاطفة علي ثم قال بسعادة: - هل كنت تودين الانتحار حقا؟؟ هل نسيتي الوعد الذي قطعته لك؟؟ شعرت بالراحة وقلت : - لا ولكنني وصلت إلى مرحلة لم أعد أثق فيها بأي شخص .. التفت تالتن لينظر إليّ وعلى وجهه نظرة شريرة ثم قال : - في الحقيقة ... لقد استدرجناك حتى نعيدك إلى الملك، هل تظنين أننا نضحي بألقابنا ومراكزنا من أجلك !
انخلع قلبي ونظرت بخوف .. يأسا عجيبا احتل كياني وتمتمت بألم: - خونة!! نظر جاميان إلي ثم عاد ينظر أمامه وقال : - هل صدقتي حقا أننا سنسلمك للملك .. لقد كان تالتن يمزح معك ، ولو كان يتكلم حقا لشققته إلى نصفين ونتبرع بكبده للمحتاجين .. وقلبه لي !! ضحك جاميان وتالتن بشدة وشعرت بالغيظ فقلت وانا انزل دمعة مكبوتة : - أقسم أني سأضربك يا تالتن... قال جاميان : - هل أغضبك؟؟ حسنا سأريه .. فتح جاميان باب تالتن ثم رفسه رفسة أطاحت به في الهواء، فعل ذلك في لحظة غير متوقعه وصرخت بخوف واندهاش وأنا أرى تالتن يطوح بعيدا في الهواء حتى اختفى عن المركبة السريعة .. وقفت وصحت بذهول وأنا انظر إلى وجه جاميان: - ماذا فعلت أيها المجنون !! لقد قتلته .. لماذا فعلت ذلك ... كان جاميان مبتسما وقال : - لا تخافي عليه إنه قوى كسور في بعض عظامه وينتهي الأمر.. ارتميت على مقعدي وأنا لا أصدق ما فعله جاميان .. لقد فقد عقله .. ظللت صامته لفترة طويلة وهو أيضا .. شعرت بنعاس شديد ولكنني تمالكت نفسي حتى بدأت المركبة بالهبوط .. شعرت أننا سافرنا إلى مدينة أخرى فقد جلست قرابة الساعة داخل الطائرة الصغيرة.. توقفنا في النهاية أمام منزل صغير وجميل وقال جاميان لي أن أنزل .. كان المكان يذكرني بالريف .. نزلت وكان الهواء عليلا ولكنه بارد بعض الشيء .. رن جرس جهازه الذي يشبه الهاتف وضغط عيه ثم قال: - هل وصلت؟ سمعت صوت تالتن يقول بمرح كعادته: - أجل لقد نزلت في المكان المناسب تماما ،، لم تكن مظلتي تريد أن تعمل ولكنها فتحت في اللحظة الحاسمة ... جاميان لقد ذهبتما في الوقت المناسب جنود الملك قلبوا كل شبر في العاصمة ولم يجدو لندا .. هيا تعال بسرعة لقد استدعاك الملك أكثر من مرة.. نظر جاميان إلي مبتسما ثم قال : - حسنا أنا قادم .. اقترب مني جاميان وأخذ نفسا عميقا ثم قال : - خطة هروب جيدة من العاصمة ولكنها مؤقتة .. هيا تعالي معي .. أمسك جاميان بيدي وسحبني إلى المنزل الصغير .. ثم قال: - مار أيك سوف تبقين هنا مع أمي لبعض الوقت حتى تهدأ الأمور .. لن يتوقع أحد وجودك .. توقفت وسحبت يدي بقوة .. شعرت بخوف لا مثيل له وقلت: - لا .. لا أريد أن أبقى هنا.. تخيلت الجثة المحنطة داخل صندوق زجاجي و4هي تحدق بي .. ابتسم جاميان وقال وهو يسبقني إلى المنزل : - ليس لديك خيار آخر .. أم أنك لا تريدين العودة إلى صديقاتك وموطنك؟؟ طرق جاميان الباب وأنا لم أتزحزح شبرا من مكاني .. تسائلت ... لماذا يطرق الباب؟؟ هل هناك شخص ما بالمنزل ؟؟ ففتحت امرأة جميلة لديها شعر أحمر داكن وعينان زرقاوان ولكنها كبيرة بالسن بعض الشيء وعندما رأت جاميان صاحت بفرحة وضمت جاميان بقوة وهي تقول : - جامي يا حبيبي .. أين كنت لماذا لم تتصل بي؟؟ هل انتهت فترة عقوبتك ... ابتسم جاميان وقال وهو يمسك بيدها : - أنا آسف ..... - ولماذا لم يأتي أخوك معك؟؟ انتبهت المرأة إلى وجودي فنظرت لجاميان باستغراب ... بالطبع كان منظري مزريا .. شعري متسخ ومتشاجر مع بعضه .. ملابسي مقطعة وثوبي أسودا بمعنى الكلمة ماعدا بعض اللون البني عند الأطراف ، كنت أنظر بذهول وأنا أتساءل هل هي والدة جاميان حقا؟؟ اقترب جاميان مني ثم دار خلفي ودفعني برفق من كتفي ناحية المنزل وهو يقول : - أمي.. هذه الفتاة الجميلة أهتم لأمرها.. أريدك أن تضعينها داخل عينيك حتى أعود، إنها غالية جدا على قلبي .. لا أريد ان يعلم أحد بوجودها هنا حتى جارتك تلك العجوز الشمطاء التي تحكين لها كل اسرارك .. نظرت المرأة إلي مبتسمة وقالت : - يالها من فتاة جميلة .. تعالي يا حبيبتي ما هو اسمك؟؟ قلت بتردد: - أ .. أدعى لندا.. - ياللاسم الجميل كصاحبته .. تركني جاميان واقتربت مسافة كافية من المرأة اللطيفة فعانقتني .. تركنا جاميان عائدا إلى المركبة فقالت المرأة: - جاميان .. ألن تبقى بعض الوقت تبدو منهكا.. التفت جاميان وقال باسما بصوت مجهد : - لا يا أمي .. ليس لدي وقت لا يجب أن اترك أخي لوحده.. وقبل أن يركب جاميان قالت والدته : - دع أخيك يتصل بي بين الحين والآخر ليطمئنني على أحوالك .. - حاضر يا أمي .. كنت أراقب الوضع باستغراب .. جاميان لديه أم وهي على قيد الحياة وليست محنطة ولديه شقيق أيضا ؟؟؟ ما قصة هذه العائلة الغريبة ؟؟؟ ------------------------------------------------------------------------