موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 03, 2011 9:20 pm
------------------------------------------------------------------------ دخلت مع والدة جاميان بعد ان راقبنا المركبة وهي تبتعد .. أعطتني ثوبا وردي اللون يناسب مقاسي وبعد أن أخذت حماما دافئا ضمدت لي جرح ذاعي الذي تلوث بما فيه الكفاية .. كانت والدة جاميان رائعة وتبتسم طوال الوقت وأصرت على تمشيط شعري بنفسها ثم ربطـته بربطة بيضاء اللون .. كنت قد بدأت أرتاح ثم تناولت معها طعاما لذيذا وقلت لها: - إنه لذيذ جدا وأفضل من طعام القصر في نظري ... نظرت لي والدة جاميان وقالت : - هل انت الفتاة التي ذهب جامي للأرض ليحضرها؟؟ - نعم .. صمتنا للحظة ثم سألتها: - من هو شقيق جاميان .. لم يخبرني أن لديه أخا.. ضحكت أم جاميان وقالت بمرح - أخشى أن أخبرك فيقول لي جامي " انت تفشي أسرارنا كالعادة ".. كانت تمثل اسلوب جاميان وهي تقول الكلمة الأخيرة وضحكنا كثيرا ... فعادت تقول: - لا أعرف اذا كنت تعرفينه ام لا انه يدعى تالتن ماكنزي ... واسمه الحقيقي هو جيرودا .. ويكبر جاميان بعام واحد فقط .. وقف الطعام في حلقي من هول المفاجأة وشربت بعض المياه .. قالت والدة جاميان بسرعة: - هل انت بخير؟ - نعم .. لكنني لم أصدق بعد أن تالتن أخوه .. كانا يبدوان كصديقين، حتى أنهما لا يشبهان بعضهما أبدا .. قالت أم جاميان وهي تهز راسها : - انت لا تعرفين ماذا حدث .. ولكنني سأقص لك قصة عائلتنا عندما تستيقظين ، أما الآن فأنت تحتاجين إلى الراحة ... شعرت بالغيظ فقد أصبحت فضولية جدا بشأن جاميان في الآونة الأخيرة ولكنني استسلمت قائلة : - حسنا.. أوصلتني أم جاميان إلى فراشي وقالت باسمة: - أنا الآن أمك ..أرجوك أريدك أن تعتبرينني كذلك وإذا احتجتي إلى أي شيء فقط نادني .. ابتسمت وقلت : - شكرا لك .. سأفعل بالتأكيد .. كانت الغرفة جميلة جدا وتنم عن ذوق رفيع، تلك الغرفة مزينة بالزهور حتى لوحاتها، وهذا يدل على انها غرفة فتاة .. ماذا؟؟ إنها لم تكن على علم بقدومي ؟! أم ان تالتن أخبرها بذلك؟؟ لا أعلم .. وتلك الثياب التي أحضرتها لي .. أممم يبدو انها كانت تعلم بقدومي .. ظللت أفكر هكذا حتى غفوت ..
نمت نوما عميقا لا مثيل له فقد كنت أشعر بتعب شديد خاصة وان كل شبر في جسدي يؤلمني بسبب ذلك الركض الذي ركضته.. وعندما دقت الساعة جرس الرابعة عصرا بدأت أفيق من النوم .. فزعت عندما رأيت الساعة فيبدو أنني نمت طويلا ..
****** جلست أتناول الغداء مع والدة جاميان ... تلك السيدة الجميلة كانت تبث في نفسي اطمئنانا لا مثيل له .. بعد ان انتهينا قلت لها : - لقد وعدتني أنك ستقصين علي قصة عائلتكم، أعني تالتن وجاميان.. صمتت أم جاميان للحظة وكأنها تسترجع الماضي ثم قالت مبتسمة: - كان الماضي جميلا ... رائعا ... كنا عائلة صغيرة مكونة من خمسة أفراد أنا و ديوفري والد جيرودا وجاميان وابنتنا تانوها ... ذهب ديوفري في رحلة إلى مملكة تيمالاسيا ووقتها كنا شابين ممتلئين بحب الحياة، لم تكن هناك خلافات بين المملكتين بانشيبرا وتيمالاسيا والتقيت به إن جاميان يشبهه كثيرا عدا لون العين ... أحببته وأعجبت به وهو كذلك وعندما تقدم لخطبتي كان يومها جنديا في جيش بانشيبرا وقد اعترض والدي على زواجنا وفضل أن اتزوج شخصا من تيمالاسيا مثلي .. ومع مرور الوقت، تمسكنا ببعضنا أجبر أهلي وأهله على الموافقة على ارتباطنا وبذلك تزوجنا، عشنا في سعادة ورزقنا بفتاة جميلة واسميناها " تانوها " عندما بلغت العام الثالث كان معنا جيرودا وكنا نعيش في بانشيبرا العاصمة ونذهب إلى تيمالاسيا بعض الوقت ..
كنت استمع لوالدة جاميان بهدوء وانصات وعندما توقفت قلت بسرعة: - أكملي أرجوك ... - كان ديوفري مثاليا جدا ولطيفا، لم نكن نتشاجر مثل بقية الأزواج فقد كنا متفاهمين وكنت حاملا في أصغر ابنائي جاميان، لكن في ذلك الوقت ساءت الأحوال السياسية بين مملكتي بانشيبرا وتيمالاسيا مما دفع الجميع للتأهب لحرب غبية .. وكان ذلك بسبب مقاطعة تتشاجر عليها المملكتين منذ قديم الأزل ، وبالطبع لقلادة إيموكيا التي دفعت ملك تيمالاسيا الجديد بالقول إنها كانت ملكا لجده الأول ... كنت خائفة جدا على أهلي في تيمالاسيا وبدأ الناس في بانشيبرا يبلغون عن أي شخص ينتسب إلى تيمالاسيا فيسجن أو يوضع أسيرا ولذلك خاف علي ديوفري لأنني كنت على وشك الوضع، وكانت قريباته يكرهنني بسبب زواجي به لتمنيهن غير ذلك،، وفي ذلك الوقت ... بدأت الأزمة وشعرت بتعب الوضع وكانت المستشفيات البانشيرية تمنع معالجة أي شخص تيمالي .. تساءلت متشوقة : - وماذا فعلتم ؟؟
كانت آيريس والدة جاميان في ذلك الوقت على وشك الولادة وعندما شعرت بآلام الولادة، أخذها ديوفري إلى المشفى محطما كل القوانين وكان مركزه في الجيش معرضا للانهيار ولكنه أخذ أخيرا التصريح بمعالجة آيريس لأنها زوجة رجل من خيرة جنود بانشيبرا ...
بعد أن ولد (جاميان) عادوا به إلى المنزل ليكتشفوا أن الحرب الحقيقية قد بدأت فعلاً وأن والد جاميان الشاب استدعي لكي يقود كتائبه في جيوش بانشيبرا وضد جيوش تيمالاسيا بالفعل .. كان الحل الوحيد هو أن يأخذ زوجته وأطفاله ابنة في الرابعة وابن لم يتم العامين وطفل حديث الولادة، إلى أهلهم في تيمالاسيا حيث سيلقون الرعاية الكاملة أثناء غيابه ...
في تلك الأثناء لم يستطع ديوفري أن يوصلهم بنفسه بأمان حتى أبواب تيمالاسيا بسبب عمله المتواصل في سلك الجيش، ولذلك كلف أمهر جنود كتيبته بالمهمة المستحيلة .. ذلك الجندي الشاب كان هو نفسه روسو، الرجل الصارم صاحب العينين الحمراوين .. وكان معه أيضا خمسة من جنوده التابعين بزي مدني ... وكانت هي رحلة العذاب الأخيره ..
عربة مصفحة تقتحم الطريق المؤدي إلى " برودجيا " وهي منطقة حدودية بين بانشيبرا وتيمالاسيا لكنها تابعة لتيمالاسيا ..
لم تكن المشكلة في بانشيبرا ولكن المشكلة كانت تكمن في تيمالاسيا، وحصل مالم يكن متوقعا فقد أمسك جنود تيمالاسيا بروسو قبل المنطقة الحدودية وانهالوا عليه ضربا بالأسلحة الثقيلة، وكان على آيريس أن تحمي أطفالها الثلاثة ولكن أحد الجنود أمسكها بعنف وأخذ الجنود بقية الأطفال ..
كانت آيريس تصرخ، (أنا من تيمالاسيا) ولكن أحدا لم يعرها اهتماما، في تلك اللحظة قام روسو بشجارهم بقوة مرة أخرى رغم إصاباته هو وجنوده واستطاع استعادة جاميان و تانوها وهرب بهما بعيدا تاركا الأم والطفل جيرودا بعد ان عجز عن إعادتهما .. وفقد كل جنوده الخمسة في تلك الحرب الصغيرة الطاحنة ..
لم يستطع روسو مواجهة قائدة بالأمر ولكنه كان مضطرا إلى ذلك... دخل روسو بصحبة الطفلين ووقف بصمت أمام رئيسه .. في تلك اللحظة انهار الأب ظنا منه أن زوجته وحبيبته آيريس قد قتلت وكذلك ابنه جيرودا ..
لم يستطع روسو تأكيد أي شيء أو نفيه ولم يحاول أن يقول أي شيء، واعتبر نفسه قد فشل في أول مهمة صعبة في تلك الحرب... ضم ديوفري طفليه ليبللهما بدموعه الحارة ولم يكن يعلم أين سيبقيا بالفعل لكنه أراد أن يحافظ عليهما بروحه فهما كل الذكريات التي بقيت من حبيبته الراحلة ..
لم يستطع ديوفري لوم روسو أبدا فقد حاول كل ما باستطاعته حتى إنه حمل جاميان الرضيع وشقيقته ذات الأعوام الأربع وهرب بهما مسافة طويلة وكانت ذراعه مكسورة والدماء تغطي جسده، لقد كان روسو مخلصا واستحق الشكر الجزيل ..
شعر ديوفري انه ارتكب اكبر خطأ في حياته وابقى جاميان وشقيقته عند زوجة روسو الشابة والتي قبلتهما بفرح فلم يكن ديوفري يمتلك أي عائلة بعد رحيل والديه العجوزان .. وزوجته آيريس ..
ودع روسو و ديوفري عائلتهما الصغيرة وذهبا إلى الحرب لا يعلمان مصيرهما وبقيت زوجة روسو الشابة إليزيا مع أهلها تعتني بالطفلين تانوها وجاميان..
الحرب كانت مدمرة ولم يكن أحد راض عنها أبدا، بانشيبرا تضرب في صميم تيمالاسيا وتيمالاسيا تدمر كل شيء في بانشيبرا ...
مدينة سكولز، تلك المدينة البعيدة التي توجهت إليها عائلة إليزيا هربا من الموت، ولكن الحرب لا حقتهم إلى هناك وتعرض المنزل للقصف مخلفا ورآءه ضحيتان .. تانوها .... وإليزيا نفسها ..
وهربت عائلة إليزيا الصغيرة ولم ينسوا أن يأخذوا معهم ذلك الطفل البريء... جاميان ديوفري .. الأسطورة ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 9:51 pm
------------------------------------------------------------------------ عفوا على التأخير
شهور مرت وآيريس الحزينة لا تعلم شيئا عن مصير طفلتها ورضيعها، إنها الآن في منزل والدها بصحبة صغيرها جيرودا بعد أن تأكد الجيش المحلي أنهما من أهل تيمالاسيا .. كل ليلة تذرف آيريس الدموع وهي في شوق لعائلتها الصغيرة كانت تنادي بحرقة... ديوفري أين أنت؟ وأين طفلاي؟؟ هل قتلا بالفعل؟؟ جيرودا هو كل مابقي لها من عائلتها ... أخبرها والدها أن جيرودا لن يستطيع العيش في تيمالاسيا باسم والده الجندي الأبرز في جيش بانشيبرا ... مضطرة لذلك وافقت الأم على تغيير اسم طفلها حفاظا على حياته وأصبح اسمه جيرودا بنكوبر منسوبا لعائلة والدته آيريس بنكوبر..
******
في تلك الأثناء مضت شهور أخرى وعاد روسو من الحرب ليبحث عن عائلته ، كان ديوفري في عداد المفقودين وأقسم روسو على رعاية طفليه... ولكنه أصيب بالصدمة الأشد عنفا عندما سمع خبر وفاة إليزيا وتانوها ... مرت الحرب في ذلك الوقت بفترة هدنة قصيرة امتدت لعامين ... في خلالها استطاع روسو أن يتغلب على حزنه الشديد بسبب وفاة زوجته وأن يعتني بجاميان الذي اقترب من إكمال عامه الثالث.. كان ديوفري أسيرا في سجون تيمالاسيا، وفي نهاية الهدنة حصل تبادل بين الأسرى فكان ديوفري من بينهم ... بعد خروج ديوفري من السجن استقبله روسو الذي كان يصطحب جاميان الصغير معه، ظل ديوفري حزينا جدا وساءت حالته النفسية بعد علمه بوفاة تانوها الذي كان يحلم أنه سيخرج من السجن ليدخلها إلى المدرسة .. ويجلب لها الأدوات والحقائب مثل كل الآباء .. كان جاميان هو كل ما تبقى له في هذه الحياة وكان عليه شكر روسو الذي كبر جميله عند ديوفري ،
وهكذا عادت الحرب مرة أخرى ، كانت الحرب شعواء وتربى جاميان وسط هذه الأحداث بصحبة والده المحارب القوي ..
مرت عشر سنوات كانت نار الحرب تخبو وتشتد من حين لآخر .. بحث ديوفري عن أي أمل لإيجاد آيريس وجيرودا، ولكن ذلك كان مستحيلا في مملكتين تحتلان كوكبا كاملا ..
تعلم جاميان فنون القتال وتفوق على الرجال رغم أنه لم يتم الثالثة عشرة من عمره، إنه لا يتذكر والدته آيريس، ولا أخته تانوها ولا يعرف جيرودا ... ولكن والده لم يكن يكف عن سرد الذكريات الجميلة له ..
وكانت هناك صورة قديمة يحتفظ ديوفري بنسخة منها وهي لـ آيريس وديوفري وتانوها ويبدو جيرودا رضيعا في الصورة .. مرت خمس سنوات وأصبح جاميان جنديا مبتدئا في الجيش بعد أن أتم الثامنة عشرة كان روسو هو الرئيس الأعلى له ولكنه ساعده كثيرا في التأقلم على العمل الجديد .. واقتربت اللحظة الحاسمة ...
فقد أرسل جاميان مع خمسة جنود آخرين وقائدهم روسو إلى مملكة تيمالاسيا لإعطاء مشروع الهدنة الجديدة بين قوات بانشيبرا وقوات تيمالاسيا ... دخل جاميان بصحبة مجموعته إلى المدينة الحدودية حيث تقابلا مع جنود تيمالاسيا المشهورين بالزي البني عندما رأي جنود تيمالاسيا جاميان وهو يتقدم صفوف أصدقائة ليسلم مشروع الهدنة ضحكوا كثيرا ..
قال قائدهم : - لا أصدق أيها "البين" روسو أنكم تجندون أطفالا في جيوشكم .. كانت البين تعني رتبة عسكرية ... رد جاميان وقد ثارت ثائرته : - أنا لست طفلا أيها القائد ... أنا جندي مخلص أقوم بأداء واجبي فلا داعي للسخرية من فضلك ! كان رد جاميان قويا وأحرج القائد التيمالي وعندها قال روسو: - إنه جاميان ديوفري، من أفضل جنودنا الصغار على الإطلاق.. كان هناك جنود تيماليون يستلمون الهدنة خلف قائدهم .. وأحدهم ظل يحدق في وجهه جاميان بشك وشوق ... وهو يقول لنفسه: " جاميان ديوفري؟؟ هل يكون هو فعلا؟؟ شقيقي الذي أبحث عنه؟؟ أم انه مجرد تشابه في الأسماء؟؟ --------------------------------------------------------------------------
كان جيرودا يعرف حقيقة أنه "جيرودا ديوفري" وليس "جيرودا بنكوبر" جيدا... لم تتركه آيريس يعيش هكذا بل ظلت تحدثه عن والده القوي، وشقيقته وبالتاكيد جاميان..
ظل جيرودا ينظر إلى شقيقه الذي يرتدي زي جيش العدو الكحلي ... لم يكن أي شخص يعلم هذه الحقيقة سوى جيرودا ... وعندما ذهب جنود بانشيبرا إلى المعسكر طلب الجندي جيرودا الإذن بالسماح له بالتحدث مع أحد جنود بانشيبرا ، كان الأمر صعبا وخاصة أن جيرودا لم يجد سببا يقنع رئيسه بأهمية الحوار مع العدو .. وعاد جيرودا خائب الأمل إلى معسكره .. فكر جيرودا بأن يخرق القانون ويقفز إلى معسكر البنشيريون ولكنه خاف أن تصاب والدته بخيبة أمل كبيرة إذا علمت ان ابنها الوحيد الذي فعلت المستحيل ليصبح قويا هكذا قد طرد من الجيش لخرق القوانين ...
في الصباح عاد القائدان ليناقشا مشروع الهدنة بين المملكتين على أساس موافقة كلا الطرفين على شروط الآخر.. كانت تلك مناوبة جيرودا في الحراسة ومن بعيد لمح جاميان يسير متوجها إلى معسكر بانشيبرا .. كان الألم يعتصره وهو يرى شقيقه يبتعد ولا يستطيع التأكد منه أبدا ، وكتب جيرودا ورقة صغيرة : " أنا جيرودا ... شقيق جاميان ديوفري ، إنني أعمل برتبه جندي أول في جيش تيمالاسيا .. أمي آيريس على قيد الحياة وهي بخير وتعيش في مدينة لوكايا .. أريد ان أرى والدي وشقيقاي أنا من بانشيبرا مثل والدي ولكن الظروف الصعبة قادتني إلى هنا "
طوى الورقة الصغيرة حتى أصبحت بالكاد لا ترى بالعين المجردة .. وظل يكمل مناوبته .. عندما خرج روسو وقف جيرودا أمامه ليقوم بالتحية العسكرية وقبل أن يبتعد من جانبه أعطاه الورقة المطوية ثم انصرف .. عاد روسو إلى المعسكر وهو مندهش من تصرف ذلك الجندي البارز في جيش تيمالاسيا ، وفتح الورقة وكانت الصدمة الأعنف والأجمل بانتظاره ..
لم يستطع روسو تمالك أعصابه من الفرحة فذرف دمعة وحيدة زلزلت كيانه وفي الحال استدعى جاميان .. جلس امام جاميان المندهش برؤية روسو سعيدا هكذا لأول مرة في حياته، وقال: - جاميان يا صغيري، لقد عثرت على شقيقك، إنه على قيد الحياة .. ولكنني لا أعرف ما علي فعله .. قال جاميان باندهاش وهو يجلس إلى جوار روسو: - حقا .. شقيقي مازال حيا؟؟ سيفرح والدي كثيرا وأمي ؟؟ هل هي على قيد الحياة ؟؟ - انتظر يابني ، أمك بخير أيضا، لكن تلزمنا خطة لكي نعيدهما سالمين إلى بانشيبرا .. أخوك الجندي الأول في الكتيبة السابعة وهذا يصعب من مهمتنا كثيرا .. - أنا لم أره؟؟ هل هو صاحب الشعر البني؟؟ لقد حفظت وجوههم جميعا.. - لديه شعر أحمر داكن وقصير .. - آآآآه ... عرفته لقد كان يحدق بي طوال الوقت .. وقف روسو وسار متجولا في المكان يفكر بعصبية .. وفي اليوم التالي تم الاتفاق على الشروط المتاحة وبذلك اتيحت هدنة لمدة غير محددة بين المملكتين العالميتين .. عندما عاد جاميان وروسو وأخبرا ديوفري بالأمر لم يصدق ... كان سيموت من الفرحة حتى انه أصيب بتوتر شديد وأرق ليلي لمدة يومين حتى استطاع إيجاد حل وسط ... واقترح ديوفري هذا الأمر على روسو سيقوم جاميان بالذهاب في زيارة ودية إلى تيمالاسيا ... وهناك سوف يحضر والدته ويعيدها إلى بانشيبرا باسم مستعار .. تساءل روسو عن مصير جيرودا ولكنه لم يستطع ايجاد أي حل حتى انتهاء الحرب التي استمرت لمدة طويلة جدا ... قال جاميان: - ماذا عن جيرودا؟؟ ألا يمكن أن يغير اسمه باسم جندي قتل حديثا و يعود جنديا إلى صفوف بانشيبرا؟ وأيضا .. لا تنسو ان مسجل هنا باسم جيرودا ديوفري .. كانت فكرة جاميان جيدة ولكنها كان صعبة التنفيذ جدا .. فأنت ستستبدل الهوية أو انك ستخترع هوية جديدة لم تسجل بسجلات مملكة بانشيبرا.. وقرر ديوفري تأجيل موضوع ابنه جيرودا حتى تأخذ الهدنة المسار الأكثر استقرار... وعندها ارسل جاميان مع بعثة من السفراء إلى تيمالاسيا ... لكنه ترك الركب وانسل إلى داخل تيمالاسيا بالفعل ... كانت مدينة لوكايا هي هدفه الأول .. ---------------------------------------------------------------------------
كان جاميان يرتدي زي رجل عادي، قميص سماوي وبنطالا أسود .. وعندما وصل إلى لوكايا كانت بالفعل مدينة رائعة وتستحق أن تكون العاصمة ... سار جاميان بهدوء وهو يتأمل سكان المدينة واقترب من أحد الأكشاك التي تبيع الكتب وقال: - المعذرة .. هل تعرف أين أجد منزل عائلة بنكوبر؟؟ حدق الرجل بجاميان وقال بحدة: - أنت لست من هنا أليس كذلك؟؟ لم يرتبك جاميان ورد بقوة : - نعم أنا جندي من برودجيا .. وقد جئت لزيارة صديق لي يدعى جيرودا قال الرجل بهدوء وهو يبتسم ابتساة لها مغزى: - آه .. فهمت لقد جئت بعد أن اعطو الجنود إجازة اثناء الهدنة .. - أممممم ... هذا صحيح، هل لك أن تدلني على المنزل؟ - نعم انه منزل كبير يقع على بداية طريق آيد .. يمكنك أن تسلك الطريق الموازي لذلك الشارع كبداية لك .. - شكرا .. توجه جاميان بمركبته الصغيرة إلى طريق آيد متتبعا إشارات توضيح الطرق .. وعندما وصل بالفعل شاهد ذلك المنزل الكبير المكتوب على بوابته " عائلة بنكوبر" كانت الحرب قد تركت طابعا سيئا على جمال المدينة ويبدو ان الجزء الخلفي من المنزل الضخم قد تعرض للقصف .. فقد كان متهدما ومخيفا ..
بهدوء خارجي ،، وتوتر وفيضانات داخلية طرق جاميان على البوابة الكبيرة.. بجهاز على الباب سمع الرد .. عائلة بنكوبر من أنت؟ نظر بدقة فلاحظ جهاز كاميرا صغير لمراقبة الباب فقال جاميان : - أنا جندي، صديق جيرودا هل يمكنني مقابلة السيدة آيريس؟ في الحال فتحت البوابة اتوماتيكيا ودخل جاميان إلى الحديقة ومنه سار حتى البهو الكبير وهناك ظهرت والدته تمشي بسرعة وعلى وجهها آثار الخوف الشديد .. وقالت : - أهلا بكك أيها الجندي .. هل تتفضل لبعض الوقت؟ - شكرا لك.. سارت آيريس بجوار جاميان وعندما دخلا إلى غرفة الجلوس قالت آيريس بقلق : - هل حدث شيء لابني؟؟ لقد أخذ كل الجنود إجازة عدا هو.. ولم يتصل منذ اسبوع .. أرجوك هل حصل له أي مكروه؟؟ كان جاميان يراقب أمه الجميلة بإعجاب كبير ثم قال برقة : - في الحقيقة انا أظن انه بخير .. ولكنني لم آتي من أجل جيرودا في الواقع .. ذهلت آيريس وقالت بارتياب: - أنا لم أفهم قصدك بعد ... صمت جاميان كأنه لا يعرف كيف يبدأ الموضوع ثم قال بتردد يشوبه بعض القلق: - كنت أظن أنك تبحثين عن ... زوجك؟؟ البين - كاج \ ديوفري؟؟ وقفت آيريس في دهشة وقالت بصوت مبحوح وهي غير مصدقة: - هل تعرفه؟؟ هل هو بخير؟؟ أين هو ؟؟ ابتسم جاميان ابتسامته الرائعة وقال وهو يضع يده على صدره : - يسعدني أن أراك أخيرا .. أدعى جاميان ديوفري .. راقب جاميان وقع الكلمة الأخيرة على مسمع والدته .. لم تصدق أمه ماتسمعه أذنها وتمتمت باندهاش: - جاميان ؟؟ جاميـ ... ديوفـ ؟؟ قبل أن يستوعب جاميان مايحص كانت أمه تسقط مغشيا عليها بين ذراعيه ... ................. " أمي ؟؟ هل أنت بخير؟؟ " سمعت آيريس تلك الكلمة وهي تفيق وأثناء غياب والدته عن الوعي تعرف جاميان إلى جدته وخالته اللتان غمرتهما الفرحة، قالت خالته بيريزا : - انت تشبه والدك كثيرا ولذلك صدقناك من فورنا ... ابتسم جامي وعاد ينظر إلى والدته التي فتحت عينيها ببطء فقالت الجدة العجوز وهي تمسح على شعر ابنتها في حب : - آيريس يا عزيزتي أخيرا سوف يلتم شملك بعد كل هذه السنوات .. لم تصدق عينيها وانتفضت من فراشها لتعانق صغيرها الذي أصبح رجلا قويا .. أخذت تمسح على وجهه وتنظر في عينيه غير مصدقة أنه ذلك الرضيع الذي تعتقد انه مات منذ تسعة عشر عاما .. - جامي يا قلب أمك .. هل انت بخير؟؟ ووالدك هل أصبح عجوزا مثلي ؟؟ واختك تانوها ؟؟ هل أصبحت في العشرينات؟؟ هل تزوجت؟ كانت تسأل بفرحة ولكن جاميان صمت قليلا ثم قال : - لقد فقدنا تانوها منذ أعوام كثيرة .. حتى انا لم أعرفها يوما .. أصيبت الأم بخيبة الأمل .. ولكنها لم تكف عن الابتسام في وجهه وسألت : - ووالدك؟ لقد اشتقت إليه كثيرا .. - إن أبي كاد يصاب بنوبة قلبية عندما أرسل جيرودا الرسالة التي تخبرنا فيها بانك بخير .. - جيرودا ؟؟ هل قابلته ؟؟ كيف التقيتما ؟؟ قص جاميان عليهم كل ماحصل وانه بالفعل لم يقابل جيرودا فعليا، وقال جاميان : - إن اخي ذكي جدا لأنه عرفني وتصرف بتلك الطريقة .. أنا سعيد جدا لأنه شقيقي الأكبر ..
كان على جاميان الرحيل في ذلك اليوم ليلحق بموكب السفراء العائد إلى بانشيبرا وكان قد أخذ كل أوراق الهوية المزيفة لوالدته ولكن ردها احبط جاميان : - جاميان الوقت ليس مناسبا لكي أعود على بانشيبرا .. أخوك كيف سيعود ولن يجدني ؟ رد جاميان بعصبية : - لا يا أمي ستأتين معي وجيرودا سيلحق بنا فيما بعد! نظر جاميان إلى خالته وجدته متستغيثا، فقالت جدته تكلم آيريس : - آيريس ماهذا السلوك .. هل ترفضين الذهاب إلى عائلتك ، وديوفري الذي لم نكن ننام الليل بسبب بكاؤك عليه .. ألا تودين رؤيته .. أجابت آيريس وهي تنظر إليهن بحزن : - ولكن هل سأترككن في الحرب هكذا ؟ - أنت ستعودين إلى منزلك يا آيريس ونحن لا تخافي علينا تعلمين أن أخوك إلى جانبنا دائما ... صمتت آيريس في استسلام وقفز جاميان يعانق جدته وخالته ويصيح : - شكرا لكن، صدقاني سأعود مجددا لزيارتكن وسأصطحب معي عائلتنا الجديدة.. فرحت الجدة ومسحت على شعره ثم تساءلت : - لكن يابني، رغم أن أخوك يكبرك بعام وحد إلا أنني أراه أكبر منك بكثير وانت تبدو لطيفا ووديعا كقط صغير ! أنا خائفة فعلا عليك! ضحك جاميان وقالت آيريس : - يا أمي الشكل ليس مهما أبدا .. وأظن ان جامي قوي مثل أخيه ..
وبعد أن ودعت آيريس والدتها وشقيقتها وذرفت الدموع انطلقت مع ابنها الصغير عائدة إلى بانشيبرا مع موكب السفراء .. وبالفعل كانت الخطة محكمة جدا ودخلوا مع الموكب إلى حدود بانشيبرا بسلام وعندها قال جاميان : - الآن سوف نرى والدي أكيد أنه سيستقبلنا.. وضعت آيريس يدها على قلبها وقالت بسعادة: - أنا خائفة أن أموت قبل هذا اللقاء .. قال جاميان مازحا: - سأرى مراهقين يلتقيان بعد غياب .. هههههههههه - ولد ! ضحك جاميان وهو يمضي بصحبة أمه وقتا ممتعا وعندما وصلوا إلى العاصمة بانشيبرا ورأت آيريس ديوفري ينظر بشوق إلى مركبة جاميان .. فتح ديوفري باب آيريس وظل يحدق بعض الوقت بآيريس بنظرات لا مثيل لها تحمل الحب والشوق واللهفة والانتظار .. حتى إن آيريس أغلقت عينيها الدامعتين .. نظر جاميان بفرح إلى والديه ثم فتح باب مركبته وانطلق بعيدا ... قالت آيريس تحرك الجو المشحون : - لقد أصبحت رائعا يا ديوفري، تعجبني تلك الخصلات الفضية التي ظهرت في شعرك .. التف ديوفري حول المركبة وجلس مكان جاميان ثم قال باسما : - وانت ، رائعة كما كنت لم تتغيري أبدا .. شعرت آيريس بالفرح .. وكأنها عروس صغيرة في ليلة زفافها ... ومن بعيد ألقى جاميان نظرة خاطفة على مركبته .. وابتسم لأن تلك المهمة كانت الأفضل والأخطر على الإطلاق ..
مضى بعض الوقت .. كان جاميان لا يعلم أي شيء عن أخيه جيرودا ، ولكن بعض الجنود من بانشيبرا تشاجروا مع جنود تيمالاسيا مما أدى إلى مقتل بعض الجنود فعادت الحرب مجددا، سئم الكل من وضع الحرب ... حتى جاميان نفسه .. صار الأمر معضلة حقيقية وقال جاميان لوالده ان على الجنود الا يتحاربوا ويقتلوا انفسهم من اجل الملوك .. كان حلم توقف الحرب قد استمر قرابة العشرين عاما ... وظل الحلم يتلاشى حتى قرر ملك تيمالاسيا العجوز احتلال بانشيبرا ... المظاهرات تملأ الشوارع سكان بانشيبرا ينددون بالحرب التي طالت والقرارات الغير مسؤولة ، سكان تيمالاسيا لا يستطيعون الاحتجاج خوفا من حرب أهلية داخل المملكة الكبيرة بين مؤيدين ومعارضين .. صار الموقف بين الجيشين سيء جدا ... مات الكثير من الشباب هدرا.. وكان ذلك اليوم الذي ذهب فيه ديوفري لقيادة الجيش الرئيس المتوجه إلى حدود برودجيا .. عين جاميان جنديا مساعدا في الجيش الثاني ، كان تواقا لأن يذهب إلى الحرب مع والده لكن الحظ لم يحالفه .. بعد أن ودع ديوفري عائلته الصغيرة، إنطلق ... وشعرت آيريس أنها بشعور سيء جدا .. بعد القليل من الوقت كان جاميان يتجهز للذهاب مع الجيش الثاني، قال قائد الجيش بصرامة لجاميان: - ايها الجندي .. هناك أوامر ببقاءك مع المهندسين في غرفة الاتصال، لقد عينت مساعدا غيرك .. بكل الغيظ والحقد والانفعال والغضب كان على جاميان أن يطيع الأوامر، هكذا هو الجيش ، وعاد جاميان إلى غرفة الاتصالات ضيفا عليها وجلس وهو على وشك البكاء فقد كان يعتبر تنحيته من القتال تشبيها له بالأطفال .. قال رئيس الإتصالات يحدث جاميان الذي احتقن وجهه من الغيظ : - لا تقسو على نفسك ايها الشاب ، لقد خاف عليك والدك من المعركة الأخيرة. نظر جاميان بذهول إلى مهندس الاتصالات الذي عاد إلى عمله .. وفي الحال كان شعور جاميان خوف يعتصر قلبه على والده، هل هذا بسبب كلمة المعركة الأخيرة؟؟ وفي خلال دقائق كان جاميان قد هرب خارج الثكنة العسكرية المغلقة ، لم يجد جاميان أي مركبة تقله إلى أرض المعركة ولذلك فضل الركض السريع حتى يصل إلى موقف مركبات الجيش .. لم يهتم بأنه خالف القوانين فقد كانت روح والده بين عينيه .. وعندما وصل إلى أرض المعركة .. كان الأوان قد فات بالفعل .. أشلاء جيش بانشيبرا تنتشر في كل مكان، كان هناك الكثير من قتلى تيمالاسيا لكن البانشيريون ماتوا بالجملة .. صرخ جاميان : - لاااااااا ... لاااااااااااااااا لم يكد يصدق عينيه وهو يرى الجند قد طحنوا بعضهم بتلك الطريقة .. وظل يبحث بين الجثث .. - أبي ... أين أنت ؟؟ أعلم أنك لست هنا اليس كذلك ؟؟؟ كان صدى المدافع يضرب بعيدا .. نعم الجيش الثاني .. أين هو؟؟ ربما انضم لفلول الجيش الأول .. أبي هناك .. أسرع يا جاميان .. هكذا قال جاميان في نفسه .. ولكنه تعثر في الجثث وسقط وكانت المفاجأة الأعنف في حياته بانتظاره.. كلم نفسه بهستريا مسموعة وهو يرى أحدى الجثث : - هذا ليس أبي .. لا إنه لايشبهه .. اتحشدت الدموع في عينيه على الرغم منه وصرخ بأعلى صوته وهو يضم والده بقوة .. أبــــــــي .. لااااااااا أمسك جاميان بوجه والده ودموعه تغسل وجهه .. - لماذا يا أبي ؟؟ لماذا لم تجعلني أموت معك .. سقطت دمعات حارة على وجه ديوفري الذي ودع الحياة فأسالت بعض الدماء الجافة ورأى جاميان والده يمسك بالصورة القديمة التي طالما نظر إليها ،، لقد امتلأت بالدماء واختلفت معالمها ... صرخ جاميان بحرقة ... و بقي وهو يضم والده ويبكي وقتا طويلا .. بكى مثل الأطفال وكانت الريح جافة شديدة كصفعات متتالية على وجهه .. وبكل الحقد والحزن الذي حمله جاميان توجه إلى أرض المعركة وقبل ان يصل هناك حدث أمر رهيب جدا ... لم يكن في الحسبان .. جنود تيمالاسيا يقفون على الحدود محاولين حراسة أراضيهم وهذا الولد النحيل جاميان يقترب من بعيد .. ودارت رحى المعركة الأعنف في تاريخ جاميان وحوله تجمع عشرات الرجال الذين لم يستطيعوا النيل منه .. لم يتخيل أحدهم أن القوة الداخلية تفوق أي شيء .. بعد ساعات من القتال لم يتعب جاميان وتوقف في الوسط حيث تنتشر الأشلاء حوله لم يشفى غيظه بعد وفعل مافعل .. كان مصابا ولكنه لم يعد يرى أمامه فقد أعمى الغضب بصيرته ليكتشف قوته الحقيقية .. في تلك الأثناء كان الجيش الثاني قد نال من التيماليين .. وكان جيرودا يقف على حدود برودجيا عندما تلقى رسالة نجدة لا سلكية من أحدهم .. وعندما توجه إلى هناك حيث صنع جاميان جسرا مفزعا من رؤوس التيماليين .. شهق جيرودا غير مصدق لما يراه من الأجساد التي لا تحمل رؤوسها وعندها رأى جاميان يقف بتعب على ضفة جسر الرؤوس الأخرى .. لم يستطع جيرودا تجميع أي فكرة عما يحصل لكن برأيه أن الأمر كان مروعا وكأن جيشا بانشيريا كان هنا .. صرخ جيرودا بكل قوته : - هل أنت جاميان ديوفري؟؟ حدق جاميان بتعب ومر من فوق جسر الرؤوس الذي صنعه .. وعنما رأي جيرودا لم يعرفه وأخذ سيفه وهو يقول بغيظ : - أقسمت أنني لن أترك أي تيمالي .. كان جيرودا يحاول قول أي شيء ولكن جاميان انقض عليه كالنمر المفترس ...
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:00 pm
البقيه قالت آيريس تخاطبني بعد أن قصت لي تلك القصة المحزنة : - بموت ملك تيمالاسيا بعد الحرب الأخيرة انتهت الحرب تماما وعادت الحياة كما كانت ، ليس تماما ولكنها صبحت أفضل بكثير بعد حلول السلام .. انضم جيرودا باسم " تالتن ماكنزي " إلى صفوف جيش بانشيبرا ليبقى إلى جواري وإلى جوار جاميان .. وهكذا ظلا يتنافسان ويحثان بعضهما بدون أن يكتشف أي شخص أنهما شقيقان وقد ساعد على ذلك اختلافهما فجيرودا يشبهني وجاميان يشبه والده .. بذلا أقصا قوتهما خلال العام الأخير وحصلا على أفضل جنديين على الإطلاق في مملكة بانشيبرا ، وهذا بالطبع بفضل روسو والدهما البديل .. كانت دموعي على وشك النزول فالقصة كانت مؤثرة جدا وقلت باستغراب : - لكن لماذا قالوا لي ان جاميان حنط والدته ؟؟ ضحكت والدة جاميان كثيرا .. ضحكت من قلبها ثم قالت: - بالطبع أنت تعلمين أن بعد حادثة جسر الجماجم تلك ظهرت الكثير من القصص حول جاميان وإشاعات تقول أنه قتل والدته وحنطها .. وأن هناك ساحرة وضعت له لعنة وما إلى ذلك .. انتشرت لأن جاميان لم ينفيها .. قلت بحماس : - نعم هذا غير صحيح .. لقد قلت من البداية أن جاميان ليس من هذا النوع .. ابتسمت والده جاميان وقالت: - إن جاميان شاب رقيق المشاعر ولكنه يحاول أن يبدو صلبا دائما .. إنني الآن السيدة ماكنزي والدة الجندي تالتن لذلك فجاميان لا يتصل بي ابدا ولكن جيرودا يفعل ذلك ويطمئنني على آخر أخباره .. قلت باهتمام : - هذا سر كبير جدا .. - لا أحد يعرف أن جاميان وجيرودا شقيقان، سوى جارتي العجوز الطيبة " لويبا " ..
عندها لم يتمكن جيرودا إلا أن يدافع عن نفسه.. لأن جاميان لم يعطه أي فرصة للكلام .. كان جيرودا قويا جدا ولم يسمح لجاميان بأن ينال منه .. وعندها تعثر جاميان في حجر وسقط وبسرعة فأخذ جيرودا سيفه ورماه بعيدا .. وصاح قائلا : - إنه أنا أخوك ، أنا جيرودا .. نظر جاميان حوله وكأنه أفاق فجأة من حلم غريب وعندما نظر إلى شقيقه احتشدت الدموع في عينيه وقال وصوته يرتعش : - لقد قتلوه ... قتلوا والدنا يا جيرودا .. اعتلت الصدمة جيرودا الذي آمل أن يرى والده ويعيش معه كان يتمنى أن يشعر أن له أب أخيرا يضمه ويفتخر به بعد ان تربى يتيما .. انعقد لسان جيرودا وفقط نزل إلى أخيه المنهار وضمه بقوة محاولا منع دموعه من النزول ... *******
قالت آيريس تخاطبني بعد أن قصت لي تلك القصة المحزنة : - بموت ملك تيمالاسيا بعد الحرب الأخيرة انتهت الحرب تماما وعادت الحياة كما كانت ، ليس تماما ولكنها صبحت أفضل بكثير بعد حلول السلام .. انضم جيرودا باسم " تالتن ماكنزي " إلى صفوف جيش بانشيبرا ليبقى إلى جواري وإلى جوار جاميان .. وهكذا ظلا يتنافسان ويحثان بعضهما بدون أن يكتشف أي شخص أنهما شقيقان وقد ساعد على ذلك اختلافهما فجيرودا يشبهني وجاميان يشبه والده .. بذلا أقصا قوتهما خلال العام الأخير وحصلا على أفضل جنديين على الإطلاق في مملكة بانشيبرا ، وهذا بالطبع بفضل روسو والدهما البديل ..
ابتسمت آيريس والدة جاميان وهي تقول ذلك .. تذكرت جاميان عندما قال جارتك العجوز الشمطاء فابتسمت .. ثم نظرت إلي وقالت : - وأنت ؟؟ أنت لم تحكي لي أي شيء عنك .. مثلا كيف هو كوكب الأرض .. قيل لي أن في الليل يظهر قمر أبيض في السماء هل هذا صحيح ؟؟ - نعم صحيح .. كوكبكم لا يتبعه أقمار أليس كذلك .. - نعم إنه مظلم جدا في الليل لولا بعض النجوم القريبة .. هكذا مضى الليل ونحن نتحدث وحكيت لها عن أمي وأبي وعندما ماتا بحادث الطائرة الخاصة، وكيف أنني لم أذهب معهم في اللحظة الأخيرة .. قصصت لها ما يفعله أعمامي بي وبورث والدي، وحكيت لها عن صديقتاي إيميلي وميرندا .. كان الحديث معها ممتعا جدا وشعرت بأنني كنت اتحدث مع أمي كما في الماضي .. وبينما نحكي بعض الحكايات طرق الباب بقوة شخص ما .. وضعت يدي على صدري بفزع ووقفت آيريس لتفتح الباب .. وعندها وقفت بسرعة ونظرت من النافذه .. وفي الخارج رأيت سبعة أو ثمانية من الجنود البانشيريون .. وسقط قلبي في يدي وكأن جسدي يرتجف من الخوف ، كيف عرفوا مكاني؟؟ --------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:02 pm
-------------------------------------------------------------------- البقية : . المفاجأة الأكبر هي عندما سمحت لهم آيريس بالدخول ونظرت من خلف الباب بدون أن يروني ورأيت أنهم منهكون ومصابون وقال أحدهم : - سيدة ماكنزي ، ألم تشاهدي فتاة غريبة بالقرب من هنا ؟ وتابع آخر وآيريس تناوله كوبا من الماء: - هناك شخص مجهول يرتدي زيا غريبا ويحاربنا ، إنه يدافع عن الفتاة ونحن لا نعرف من هو.. لقد قتل أربعة من حراس بوابة القصر حتى تهرب .. صمتت آيريس كأنها لن تجيب ولكنا قالت بعد وقت قصير : - أممم ربما هو شخص من كوكبها .. - مستحيل!ّ - يا سيدتي ذلك مستحيل كما قال فريز .. لأن الجندي الأبيض قد أحضر الفتاة وحدها .. قبل أن يتكلم أي شخص آخر طرق الباب ثانية ودخل تالتن – جيرودا – ثم قال بحزم : - هيا ايها الجنود لم أتوقع أنكم هنا .. قال أحد الجنود : - سيدي ماكنزي فكرنا أن نسلم على والدتك فهي كما تعلم أمنا جميعا .. ابتسم جيرودا ونظر حوله بارتياح ثم قال : - إذن هيا بنا علينا ان نعثر على الفتاة ... خرج الجنود بصحبة الجندي الأسود وقالت والدة جاميان وهي تنظر إلي بعد أن وجدتني : - لا تخافي يا عزيزتي لقد اعتاد الجنود على المرور هنا حيث السيدة ماكنزي .. والدة كل الجنود .. أنا أقدم لهم المساعدة في كثير من الأحيان ، وهم الآن هنا ليسألوا عنك لا أعرف هل هم مجانين ليعتقدوا انك قد وصلت إلى هنا بالفعل ؟؟ أم انهم يشكون في ذلك الشخص الذي يدافع عنك؟؟ قلت باستغراب : - هل تعتقدين أنه جاميان؟؟ - بكل تأكيد .. إنه الآن يقوم بدورين البحث عنك ومساعدتك في نفس الوقت. قلت باندهاش : - ياله من شاب! كيف يستطيع فعل ذلك .. - كان يعرف أنك ستأتين إلى هنا منذ فترة، وقبل حفل تتويج الملك أخبرني أن علي تجهيز غرفة لفتاة في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمرها .. تأملت في غرفتي للحظة ثم قلت : - يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت .. - هذا الأمر يسعدني جدا .. قالت ذلك آيريس والدة جاميان وهي تمسح على شعري بلطف .. وتبتسم .. وعدنا معا إلى غرفة الجلوس، كان الأثاث على ذلك الكوكب يتسم بطابع الابتكار والرفاهة .. فهذه أريكة مثلثة رائعة لم أر مثلها على الأرض وهي معلقة بثلاث حبال وتهتز كلما هبت نسمة هواء ، إنها تعجبني جدا .. وعندها قلت وانا أجلس جوار آيريس : - هل تسمون كوكبكم الأرض ؟؟ أيضا ؟ - لا .. إنه الكوكب الأخضر.. - ولماذا الأخضر ... - لأن مساحات الغابات تمثل ستين بالمائة من مساحة الكوكب ككل .. ليس لدينا بحار شاسعة ورائعة مثل التي في كوكبكم ... كنت متعجبة ووقفت والدة جاميان وتوجهت إلى غرفة أخرى وهي تقول : - انتظريني لحظة واحدة .. بعد دقائق عادت والدة جاميان " آيريس" وبيدها كتاب كبير وكان مكتوبا بلغة لا أعرفها وقالت : - هذا الكتاب النادر كان بحوزة جدي ، ولكنني أخذته من والدي واسمه ( الكواكب الثلاثة ، النظام المثلثي الكوني ) نظرت إلى الكتاب باندهاش وعندما فتحته رأيت فيه خرائط ومناظر كثيرة ومدهشة .. وأمسكت آيريس الكتاب وفتحت لي صفحات في منتصف الكتاب فرأيت فيها خريطة العالم .. عالمي آسيا ، أمريكا ، أفريقيا .. شعرت بانشراح كبير وقلت بسعادة : - أرجوك ما قصة هذا الكتاب ؟ - أنظري إلى خريطة الأرض الخضراء .. كانت خريطة كوكب جاميان غريبة فهي عبارة عن قارتين كبيرتين يفصل بينهما بحر واحد يشبه البحر الأحمر ولكنه طويل جدا ولم تكن توجد بحار أخرى فقلت باندهاش : - ماهذا هل هاتان بانشيبرا وتيمالاسيا ؟ ألا توجد دول أخرى غيركم ؟؟ - نعم هذا صحيح والحرب هنا كانت طاحنة .. - حتى على كوكبي، هناك الكثير من الحروب الغريبة .. - انتم لديكم الكثير من الدول واللغات والديانات والاختلافات أما نحن فلا كوكبنا يزيد عن كوكبكم في المساحة وليس لدينا بحار ومع ذلك ننقسم إلى شعبين وحسب تيماليون وبانشيريون ونقتل أنفسنا من أجل قلادة سحرية تدعى ايموكيا .. تذكرت فجأة الأميرة لوليانا عندما حكت لي تلك الحكاية وتسائلت : - وماهو الكوكب الثالث ؟؟ - إنه كوكب متطور جدا وهو رأس المثلث الفضائي ولم نستطع الوصول إليه فلا أملك عنه أي معلومات عنه سوى من الكتاب .. لأن الكثير من المجازفات قد حدثت .. - لم أفهم .. أي مجازفات .. - لقد صنعت مركبتان على أساس هذا الكتاب .. ومن خلال الثقب الأسود الفضائي المحدد، استطعنا الوصول إلى الأرض الزرقاء أرضكم ، بينما المركبة التي ذهبت إلى كوكب (بلامنيت الفضي ) لم ترجع حتى الآن .. ظللت صامتة باندهاش وتمتمت .. - ياله من عالم كبير ! ولكن .. ماذا عن بقية الكواكب ؟؟ النظام الشمسي؟؟ - هذا الكتاب يصور الكواكب الحية فقط .. ربما هناك المزيد من الكواكب .. نظرت إلى الأريكة المثلثة وقلت : - ربما هذه الأريكة نظام مصغر .. ضحكت والدة جاميان وضحكت أنا أيضا .. و في تلك اللحظة سمعنا طرقا آخر على الباب وركضت بسرعة متوجة إلى الغرفة .. ونظرت بسرعة من النافذة وأنا مختفية .. فتحت آيريس ورأيت حرس الملك الخاص وقال أحدهم بصرامة: - لا داعي لإخفائها يا سيدة ماكنزي ... سلمي الفتاة فورا .. لقد راقبنا المنزل ونعلم أنها هنا !!! -----------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:04 pm
----------------------------------------------------------------------- شعرت بالهلع وأنا أسمع تلك الكلمات .. وبسرعة حاولت الهرب فتحت النافذة الخلفية وقفزت على الأرض وركضت بأقوى سرعتي في الحديقة الخلفية لم يرني أي حارس من حراس الملك .. ولكن .. فجأة خرج أحدهم من وسط الأشجار وأمسك بي بقوة وسحبني .. صرخت ولكنه وضع يده على فمي وسمعت صوته : - أهدأي يا لندا .. إنه انا تالتن .. هدأت قليلا وكففت عن الرفص والعض والضرب ونظرت إليه .. وقلت بوجل: - ماذا ستفعل الآن .. نظر لي جيرودا وهز رأسه قائلا بتوتر ملحوظ : - لا فائدة، لقد كشف أمري والآن علي أن أساعد أمي وإلا أخذوها رهينة حتى أعيدك .. ابقي هنا وإياك أن تصدري أي صوت ... أغلقت فمي وبقيت مكاني بلا حراك وأنا أفكر في الذي حصل ؟؟ أنا متعجبة مما حصل !! لقد كان الجنود عند آيريس من فترة قصيرة ولم يشكوا بأي شيء ، كيف انقلبت الموازين بتلك السرعة .. تذكرت جيرودا وجاميان .. لقد دمرت مستقبلهما على أرضهما ... كان علي أن أكون الآن ميته من فوق قمة الجبل ولكن جيرودا أوقفني .. الآن ماذا سأفعل ؟؟ بقيت مكاني مثل ما امرني جيرودا .. وبعد وقت قصير عاد جيرودا وجلس إلى جانبي وهو يتنفس بسرعة.. كان حائرا وسألته : - جيرودا .. مالذي حصل لوالدتك ؟؟ ألم تستطع انقاذها؟؟ نظر لي جيرودا باستغراب وقال: - انت تعرفين اسمي الحقيقي؟؟ - لقد حكت لي أمي قصتك أنت وجاميان .. ابتسم جيرودا وقال : - يجب أن أجد جاميان الآن .. ذلك الغبي لا أعرف أين هو ... لقد أخذوا أمي وسوف يهددونني بها لكي أسلمك لكن لا بأس جاميان خارج الصورة .. نظرت بصمت وحزن إلى جيرودا ثم قلت : - اتركني يا جيرودا وانقذ والدتك .. سلمني وقل أنه لا علاقة لك فيما حصل ، أرجوك لا تضيع مستقبلك أنت وجاميان .. أرجوك عاد جيرودا ينظر إلي وقال بعصبية : - ماذا تقولين ، أسلمك ؟؟ هل أنت مجنونة .. لك الحق فالمجانين يعرفون بعضهم، ذلك الجاميان مجنون أيضا .. بعد تلك الكلمات أخرج جيرودا رأسه ونظر بخفة في الخارج ثم عاد وقال : - لقد أخذوا مركبتي وهم يبحثون عنا .. ثم وقف منخفضا وأمسك بيدي وهو يقول : - علينا أن نصل إلى مخبأ جاميان بسرعة .. وقفت أنا أيضا منحنية وركضنا بسرعة وسط الأشجار الكثيفة، كان الجو باردا ولم نتكلم .. ركضنا كثيرا وشعرت بالتعب ولم يعطيني جيرودا أي فرصة للراحة .. وهو يركض لم يتعب ، ولذلك تركت يده وبطأت حركتي ثم قلت بتعب : - لقد ركضنا كثيرا .. أرجوك دعنا نرتاح ولو لثوان ٍ .. قال جيرودا باستسلام : - حسننا دقائق فقط .. لا يمكننا البقاء أكثر .. ظل جيرودا واقفا يراقب المكان بحذر وتطلعت إلى زيه الأسود ودرعه الرمادي بحزن!! وعندما ارتحت قليلا بدأنا في الركض ثانية .. وفي النهاية وصلنا إلى منزل صغير ومرعب .. قبل أن نصل إلي الباب فتح جيرودا بوابة في الأرض كانت الرمال والأشجار تغطيها وقال بحزم : - هيا انزلي .. نظرت للظلام الحالك بالداخل وشعرت بخوف شديد .. ----------------------------------------------------------------------- قلت : - ألن تأتي معي ؟؟ - لا .. سوف يأتي جاميان بعد قليل .. - متى؟؟ - لا أعلم .. سلمت بالأمر الواقع ووضعت رجلي داخل الحجرة المظلمة ثم نزلت على سلم معلق مخيف وعندما وصلت للأرض لم تكن عيناي قد اعتادت على النور بعد .. وسمعت صوت جيرودا يقول : - ابقي هنا ولا تصدري أي صوت سيعود جاميان لأخذك حالما يتدبر الأمر .. أغلق جيرودا البوابة علي .. وسمعته يضع بعض الحشائش والأتربة فوقها.. ثم صوت خطواته تبتعد من المكان .. بقيت في المكان بعض الوقت حتى اعتادت عيناي على الرؤية في الظلام، كان المكان عبارة عن سرداب تحت البيت .. هناك الكثير من الأتربة ويبدو المكان مهجورا والكثير من الصناديق والحقائب الملقاة بإهمال .. كان هناك ضوء أزرق خافت يأتي من أعلى سلم معلق .. توجهت نحوه ونظرت للأعلى .. كانت هناك فتحة ربما تقود للخارج ولكنني لم أقم بأية مغامرات وعدت إلى المكان ثانية وبدأت بتنظيف موقع للجلوس فيه .. فكرت في تسليم نفسي للملك حتى أضع جاميان وجيرودا في الأمر الواقع لكنني خفت من غضب جاميان .. لقد فعلا كل ذلك وانا في النهاية لم أقدر ذلك ورميت بنفسي في النار من جديد . . عدت إلى العمل وأزحت بعض الصناديق ثم رتبتها .. عندما انتهيت من ترتيب مكان صغير جلست فيه وأنا أحاول التأقلم مع المكان الجديد، بعد قليل وضعت يدي تحت رأسي وذهبت في نوم قلق مليء بالكوابيس .. ******** استيقظت فجأة على صوت أقدام كثيرة تسير بسرعة فوق المخبأ، وسمعت أصوات الجند .. كانوا يبحثون عني .. تسمرت في مكاني وانا أشعر بخوف شديد ، وركضت بهدوء واختبأت خلف صندوق كبير، ومن خلف الصندوق نظرت إلى الفتحة الأخرى وكانت المفاجأه عندما كسر الجنود الفتحة ونزل أحدهم وصاح قائلا : - أنظروا .. لقد وجدت سردابا .. نزل جنود آخرون وسمعت آخر يقول بصوت خشن: - لا أظن أن أي شخص دخل ذلك المنزل إنه مليء بالغبار.. - دعنا نبحث هناك .. - صحيح انه يصلح أن يكون مخبأ جيداً ... اقترب الجندي كثيرا من الصندوق وقال آخر : - دعونا نبحث داخل الصناديق ... وخلفها .. ارتج قلبي بين ضلوعي وعرفت أنه سيكشف أمري .. مضت دقائق وهم يحومون حولي وأنا أغمض عيني وادعي الله أن يخرجني من هذا المأزق .. وبدون وعي مني صرخت وأنا أشعر بيدين تمسك بي بقوة .. فتحت عيني ونظرت في وجهه ، كان جنديا بانشيريا قويا وابتسم بانتصار قائلا : - وجدتها .. لقد وجدتها ..... كان مذهولا لأنه وجدني وكنت مرتعبة وآلمتني معدتي من هول المفاجأة .. نظر قائد الجند إلى .. كان هو روسو بعينيه الحمراوين وقال بصرامة: - هيا نأخذها إلى الملك بسرعة .. أنا متعجب كيف وصلت بسرعة إلى هنا!! أمسك الجنود بي بقسوة وسحبوني خلف روسو .. تعجبت من قوتي الشديدة فقد كنت صامدة ولم أبكي أو أصرخ وسرت مع الجنود إلى مصيري الجديد ... ترى كيف ستكون الأيام القادمة؟؟ ------------------------------------------------------------------------- يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:10 pm
نتابع لكي اعوضكم لانني لم اضع بارتات في الايام السابقة
البقية : - ركبت في عربة الجنود وقاموا بوضع سلاسل في قدماي حتى لا أستطيع الهرب .. وجلس روسو أمامي وقال : - من أحضرك إلى هنا .. أجيبي ؟؟ هل هو تالتن ؟؟ نظرت له ولم أرد .. اقترب روسو مني ثم جلس إلى جواري وقال بصوت الهمس : - لندا .. ارجوكي ... لا تخافي، كوني شجاعة كما قال عنك جامي .. لكن والدة جاميان وجيرودا ستقتل إن لم أسلمك إلى الملك.. هل سمعتي ؟؟ امتلأت عيناي بالدموع وقلت بدهشة وانا اخفض صوتي : - لماذا يقتلها .. إنها امرأة طيبة القلب ولم تفعل شيئا .. - لقد عرف انها تولت حمايتك وعرف أن تالتن هو الذي هربك .. أمر جاميان لم يكشف بعد .. لكنه حصل على اللقب الذهبي بسبب غياب تالتن عن المنافسة نهائيا .. قلت باندهاش : - وأين تالتن أقصد جيرودا .. أين هو الآن ؟؟ - لا أحد يعلم .. ظللت صامتة طوال الطريق وأنا أنظر إلى ضوء النهار حتى اقتربنا من طائرة كبيرة ، علمت اننا سنعود للعاصمة .. وبعد أن جلست بداخل الطائرة لم يتسن للجنود الدخول وخرجوا مرة ثانية وحصلت ضوضاء شديدة ثم سمعت صوت البنادق والمسدسات .. لم اكن اعلم مالذي يجري لكنه لم يبق في الطائرة سواي انا والطيار الذي نظر إلى وقال مبتسما : - مرحبا يا آنسة لندا .. تشرفت برؤيتك أدعى " سبيرسو" وأنا طيار مملكة بانشيبرا الأول .. حاولت ان ابتسم وقلت أحاول التذكر: - أشعر كأني سمعت اسمك من قبل ؟؟ ابتسم الطيار وتركني ثم توجه إلى قمرة القيادة وأغلق أبواب الطائرة وانتظر دقيقة أخرى ثم أقلع بالطاائرة وهي خالية ... تعجبت كثيرا ولكنني ظللت صامته ولم أرى سوى كتف الطيار طوال الوقت حتى قال : - أنا رجل مخلص لجاميان .. ولذلك فلن أسمح لهم بأن يأخذوك .. قلت بانفعال: - ولكن .. ماذا عن والدة تالتن ؟؟ ماذا سيحل بها ..؟؟ قال الطيار سبيرسو بعد فترة صمت : - لم يعد هناك فائدة .. لقد قتلت .. قتلها الملك .. فتحت فمي مندهشة وقلت غير مصدقة : - لا يمكن ... لقد كنت معها بالامس .. ارجوك لا تكذب علي .. - أنا لا أكذب يا آنسة .. نزل الخبر علي كالصاعقة ولم أشعر إلا ودموعي تحرق جفوني ،، شعرت أنني فقدت أمي مرتين .. فكرت في جاميان وجيرودا ... ماذا سيفعلان الآن .. لقد فقدا كل شيء!! رغبة شديدة دفعتني لبكاء مرير .. ذكرني بذلك اليوم الذي نزل خبر موت والداي علي كالصاعقة ، هكذا بكيت .. بكاء مرا لم أذق مثيلا لمرارته وكأنه كأس من العلقم .. خفق قلبي لأنني خذلت جيرودا وجاميان، أشعر بأنني قاتلة والدتهما ، حاولا إنقاذي فدفعا ثمن ذلك غاليا ... وغاليا جدا ... ذرفت دموعي ولم أشعر بما حولي حتى ناولني أحدهم منديلا، رفعت رأسي رأيت الطيار سبيرسو .. الذي قال بابتسامة مغتالة : - لا بأس ، لقد وصلنا ... سيكون جاميان بانتظارنا هنا.. - لا.. صرخت هكذا وأنا أمسح دموعي وقلت : - لا يمكنني مقابلته .. أرجوك .. أنا حزينة ومستاءة ولا أحتمل النظر إلى أي شخص .. مد سبيرسو يده إلي وقال بلطف: - هيا يا آنسة لقد فعل ذلك من أجلك .. أنت لن تخذليه، صحيح؟؟ ولن تخذلي صديقه تالتن ؟؟ أليس كذلك ؟ حرك كلامه مشاعري وعلمت أن سبيرسو لا يعلم أن جاميان وتالتن \ جيرودا شقيقان فقمت مع سبيرسو ونزلت من الطائرة .. في تلك اللحظة رأيت مبناً ضخماً فضي اللون يرسخ بين الأشجار الكثيفة وقال سبيرسو: - هذه أول منطقة دخلت فيها إلى بانشيبرا عندما حملك جاميان من الأرض وكنت في غيبوبة صناعية .. هنا تقطن المركبة البارعة " هينوا" .. نظرت إلى المكان بفضول .. كانت عيناي مشوشتان بسبب الدموع التي لا تريد التوقف .. ونظرت إلى سببيرسو .. كان شابا طويل القامة له شعر أخضر داكن قصير وعينان بنيتان ضيقتان .. وكان يرتدي زيا مميزا يذكرني بزي ضباط الجيش على الأرض ، كما أن وجهه غير مألوف ولكن صوته كان هادئا ومميزا .. كان لطيفا جدا معي، وسرت بصحبته وسط الحشائش والأشجار حتى وصلنا إلى البوابة .. رقم سري وضعه سبيرسو وقمنا بالدخول .. سرت خلف سبيرسو بهدوء وصعدنا درجا حديديا بسيطا ، شعرت كأنني أسير في محطة فضائية أو أي شيء من هذا القبيل! وعندما وصلنا للدور العلوي، شاهدت جاميان.. كان يعطينا ظهره ويصلح شيئا ما .. واخذت نفسا عميقا قبل أن أواجهه .. -----------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:15 pm
----------------------------------------------------------------------------- قال سبيرسو بعد أن تتنحنح لافتا نظر جاميان إلينا : - هييه يا صديقي ، لقد وصلنا .. التفت جاميان ينظر إلينا وعلى وجهه ابتسامة كبيرة واقترب قائلا ..: - هذا رائع ، لقد كنت انتظر تالتن لم يكلمني منذ يومين .. لكنكم سبقتموه.. تأكدت من أن جاميان لم يعرف خبر موت والدته،، لأنه يبدو على طبيعته .. وقال سبيرسو : - لا تعرف ماذا حصل للمسكين تالتن ، لقد قتل الملك والدته!! شهقت ونظرت إلى سبيرسو بغضب لأنه أخبر جاميان.. وتحول وجه جاميان للون للأصفر وهو يقول باندهاش: - ماذا تقول ؟؟ قتل من؟؟ قال سبيرسو بحزن : - لقد قتل الملك والدة تالتن .. ورغم ذلك هاجم الجنود عندما ركبنا الطائرة .. إنه شاب قوي .. وقف جاميان مبهوتا وتجمعت الدموع في عينيه .. لكنه كان صلبا جدا ولم تنزل من تلك الدموع ولا حتى قطره ونظر إلي بحزن،، دموعي عادت إلى الجريان من تلقاء نفسها ولم أستطع منع نفسي من البكاء فقال جاميان بخفوت : - وأين هو ؟؟ أين تالتن الآن؟ - لا أعلم .. رد سبيرسو بهدوء فاندفع جاميان ونزل إلى الأسفل وعندما نظرت إلى المركبة انعكست صورتي على المنيوم عاكس فرأيت أنفي وقد صار أحمرا .. وتساءل سبيرسو : - إلى أين ستذهب ؟؟ .. انتظرني ثم ذهب خلفه، وبقيت في المكان بمفردي ... أتأمل المركبة ولكنني أفكر بعيدا .. بعيدا جدا .. ذلك الملك أمرجيز الخائن المتوحش، من يرى شفافية عيونه ورقة كلامه لا يصدق أبدا أنه بتلك الوحشية!! كنت أتسائل دائما عن خبث الناس ومكرهم ،، ولكن ذلك العالم الجديد غريب جدا، فهو مليء بالألغاز .. سمعت صوت أقدام خلفي فرأيت أن جاميان قد عاد مرة أخرى وكان صامتا، تبادلنا نظرة أخرى فقال جاميان : - سننطلق حالما يصل تالتن، إنه في الطريق إلينا .. اقتربت من جاميان، شعرت بأنفاسه المتسارعة .. دقات قلبه الحزين كأنها تنبض داخل قلبي أنا .. حاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع ووضعت يدي على كتفه فقط ونظرت إليه .. ظل ينظر لي طويلا وفي عينيه ألف دمعه محبوسه .. فقلت أخيرا : - جامي .. أنا آسفة من أجلك، كل هذا حصل بسببي .. فقدت والدتك لأنك حاولت مساعدتي أنت وشقيقك .. أرجوك سامحني .. أرجوك.. نزلت دمعات متتالية من عيني شعرت بحرارتها فقال جاميان برقة وهو يمسح دمعاتي بأصابعه : - لقد علمت بقصتنا إذا ، حسنا لا بأس .. لا أريدك أن تزعجي نفسك أبدا، وذلك القاتل أمرجيز .. أعدك أنني لن أتركه حيا .. بكيت بمرارة فضمني جاميان برقة .. شعرت بأمان شديد و أغمضت عيني .. لكم أنت رائع يا جاميان .. ولكم شككت بك في الماضي وقلت أنك متوحش ،، لكن شعوري الحقيقي كان مختلفا عنك .. قال قلبي لك .. صدقني يا جاميان .. انا لم أكرهك وكل الذي حام حولك كان بسبب ذكاؤك وروعتك .. وتلك الروح الشفافة التي خلقت بداخلك .. قلت وأنا أذرف المزيد من الدموع جعلت صوتي مرتعشا : - جاميان ... أنت قوي جدا، أنا لست مثلك .. عندما مات والداي بقيت فترة طويلة جدا أبكي حتى استوعبت الأمر .. بقيت سنينا لا أصدق .. - لا لندا ... أنت قوية ، لقد كبرتي الآن عن السابق ولم تعودي طفله .. أم ماذا؟؟ أفلتني جاميان لينظر إلى وجهي فشعرت بارتباكه الشديد وحزنه وتساءلت بخوف : - جيرودا ... أين هو .. أخشى أن يصيبه مكروه .. لم تمض دقائق سمعنا صوت سبيرسو يصيح برعب: - لقد وصل تالتن ... آآآ يا إلهي أسرعت أنا وجاميان ونزلنا بسرعه لنفاجيء .. أخطر صدمة على الأطلاق .. لم أصدق ما راته عيناي وشهق جاميان بفزع .. -----------------------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** السبت ديسمبر 10, 2011 10:18 pm
-
اااااااخر بارت لليوم
---------------------------------------------------------------------------------------- كان جيرودا يمشي مترنحا .. الدماء تغطي وجهه وشعره وملابسه .. كان هناك خطان نظيفان غسلتهما الدموع على وجهه .. لم يقل شيئا وظل يسير ببطء وهو يجر قدميه حتى وقف أمامي وأعطاني كتابا كبيرا غطته الدماء وقال بصوت مرتجف قتله التعب : - خذيه .. لقد كانت أمي حريصة على وصوله إلى يديك قبل رحيلها ، إنها ... إنها وصيتها .. الـ ... الأخيرااا ه .. أمسكت الكتاب بسرعة منه فسقط على الأرض وركض جاميان وسبيرسو نحوه بسرعه .. نظرت إلى الكتاب .. كان ذلك هو بعينه الكتاب الذي تكلمنا عنه قبل أن نفترق، "الكواكب الثلاثة : النظام المثلثي الكوني" وأمسكت بالكتاب المغطى بالدماء جيدا وبكيت وانا أنظر إلى جيرودا ، صرخ جاميان بفزع وهو يضم أخيه : - جيرودا .. أجبني يا أخي .. أرجوك لا ترحل .. وقف سبيرسو مندهشا أمام هول المفاجآت التي يسمعها فهو لا يعرف ان تالتن وجاميان شقيقين ، واقتربت من جيرودا وجسست نبضه وقلت بسرعة وأنا خائفة: - مازال قلبه ينبض، أسرع يا جاميان علينا أن نقدم له مساعدة طبية .. نظر إليّ جاميان فرأيت دموعه اللؤلؤيه أخيرا وصاح بخوف : - ماذا أفعل ؟؟؟ - هيا .. يجب أن نوقف النزيف .. شاش ضمادات .. أي شيء.. ركض سبيرسو بسرعة وأسرع جاميان باتجاه مختلف .. وفتح جيرودا عينيه لينظر إلى وقال بخفوت : - لندا .. لا فائدة .. يجب ان ألحق بأمي ، نحن لم نفترق أبدا .. والقلادة التي أضعها هنا .. نظر باتجاه صدره بصعوبه وقال بألم : - فـ .. في جيبي .. فتحت جيب سترته وأخرجت قلادة ذهبيه كبيره فقال : - نعم .. أعطيها لجاميان ..أنـ ... آآآآه تألم جيرودا فقلت بخوف : - جيرودا .. أصمد أرجوك أنت بطل .. ابتسم جيرودا بمراره وقال بتعب وصوته يتقطع: - ليس هناك أبطال في الموت .. لندا ..آه .. جاميان لا تتخلي عنـ .. عنه .. إنه لم يحب في حياته سواك .. صدمت وأنا أسمعه يقول ذلك وقلت بصرامة وأنا أدفع عبره في عيني : - كف عن الكلام سوف تجهد نفسك .. رأيت جاميان يجري بسرعه مقتربا وصحت بوجهه : - لقد تأخرت ... نظر جاميان بخوف كان العرق يبلل جبينه من الإجهاد والفزع وقد التصقت خصلات شعره بوجهه وبدأ يوقف معي نزيف جيرودا بسرعه .. قال جيرودا شيئا ولكننا لم نسمعه فاقترب جاميان بسرعه منه وقال بخوف : - ماذا كنت تقول يا أخي ؟؟ جيرودا ... حرك جاميان شقيقه بقوة وقد اتسعت عيناه بفزع وصرخ: - جيروداااااا .. كان يبدو جيرودا ساكنا جدا ... وتحسست نبضه ثم نظرت إلى جاميان بألم .. ----------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:03 pm
البقية : - قلت بخوف : - نبضه ضعيف جدا .. إنه يحتاج إلى رعاية طبيه وإلا سنفقده .. اقترب سبيرسو وهو يحمل أدوات طبية وقال بسرعة : - لم لا نأخذه للمشفى .. قال جاميان بعصبيه : - هل نسيت أنه مطارد!! لم يقل سبيرسو شيئا وقلت بسرعة : - ألا تعرفان طبيبا .. سوف يموت .. تركنا جاميان وخرج مسرعا من البوابة الكبيرة ، ونظرت إلى سبيرسو وقلت : - هيا احمله معي يجب أن نضعه في مكان مريح .. حملناه بصعوبة فقد كانت الجروح تملأ جسده وسقطت مني القلادة محدثة رنينا على الأرضية فنظر سبيرسو وقال ونحن نصعد الدرج : - لا أصدق عيني أهذه ايموكيا الحقيقية أم انها قلادة تشبهها .. قلت باستغراب وانا اتنفس بسرعة : - ماذا .. تقصد بايموكيا .. أليست ملكا للدولة ؟؟ وضعنا جيرودا على أريكة مريحة ونزل سبيرسو بسرعة ليحضر الأدوات الطبية وطبعا القلادة والكتاب.. ونظرت إلى جيرودا بعد أن احضرت القليل من المياه والقطن وبدأت أمسح الدماء عن وجهه بعناية، طوال عمري وأنا أحب التمريض .. عندما عاد سبيرسو قال مندهشا وهو يتفحص القلادة بعناية : - لا أصدق أن تالتن قد حصل على إيموكيا.. الملك نفسه لا يحق له لمسها .. انه ليستطيع ان يهدد بها الكوكب بكامله .. ضحكت ضحكة قصيرة وقلت بإعجاب : - إنه قوي جدا .. كانت القلادة ذهبيه ودائريه متوسطة الحجم في وسطها لؤلؤه شفافه رائعه بحجم حبة الزيتون ومفحور تحتها حروف غريبه، كانت القلادة قمة في الروعه والجمال رغم بساطتها . ومضت فترة قصيرة من الصمت وسبيرسو يتأمل القلادة بعيني خبير .. فقلت باستغراب وأنا أضمد جراح جيرودا : - لكن من العجيب ألا يوجد حرس هنا حول مركبة مهمة كـ "هينوا" ؟؟ ابتسم سبيرسو قائلا : - لن تصدقي ما فعله جاميان مع عشرين جنديا كانوا هنا .. لقد اختفوا من على وجه الكوكب بكل عتادهم .. لكم أنا معجب به .!! صمت سبيرسو ويبدو أنه يتذكر شيئا جيدا فلم أرد أن أقطع سكونه واستمريت بتضميد جراح جيرودا .. توقف النزيف أخيرا بعد أن ضمدت جروحه كلها بعناية وساعدني سبيرسو .. تساءلت بقلق : - أين جاميان؟؟ لقد تأخر .. لم يجبني سبيرسو ولكنه وقف ونزل إلى الأسفل مجددا .. كانت حالة جيرودا حرجة جدا وخشيت أن يكون مكروها قد حصل لجاميان .. شعرت بالقلق وكنت اتحسس نبض جيرودا في كل دقيقة ،، كانت حرارته مرتفعة جدا وقمت بوضع ضمادات قطنية مبلله بالماء على راسه.. تساءلت أين ذهب سبيرسو هو الآخر ؟؟ خرجت آهه قصيرة من حلق جيرودا فالتفت اليه بقلق وقلت وانا ابلل الضماد بالماء من جديد : - جيرودا اصمد ارجوك .. لا تترك جاميان لوحده .. إنه يحبك وسوف تتدمر حياته اذا ابتعدت عنه .. كنت اعرف ان جيرودا يسمعني رغم آلامه وتابعت أحاول بث الأمل في نفسه: - أنت كل شيء بالنسبة لنا .. هيا جيرودا انا احترمك واحبك ، انت مثالا يحتذى به وقدوة للجميع .. أرجوك جيرودا لا تستسلم .. فتح جيرودا عينيه بصعوبه .. فتحهما قليلا كان بالكاد يراني وحاول أن يتحدث ولكنه لم يستطع .. شددت على يده وقلت : - هيا كف عن اجهاد نفسك ، سيأتي جاميان قريبا .. ظل ينظر جيرودا نحوي بتعب واستطاع ان ينطق أخيرا : - أين .. جاميان.. اريد ان أراه قبل أن .. أ .. أموت .. قلت بغضب جارف : - لا .. لا تقل ذلك أرجوك .. صمت جيرودا وعاد للنوم ، كنت أتحسس نبضه كل دقيقة بفزع .. وضعت رأسي قليلا على الأريكة وكأنني غفوت ... ولكنني فزعت في اللحظة عندما سمعت صوت أقدام خطوات خلفي .. فنظرت بسرعة ولكنني لم أر جاميان .. ولم أر سبيرسو ... لقد كان آخر شخص توقعت رؤيته في حياتي !!!! ---------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:05 pm
--------------------------------------------------------------------------- نظرت باندهاش وأنا أرى الملك يقف أمامي وخلفه بعض الجنود ومعهم روسو.. لم أقل أي كلمة .. ولكنني تمسكت بإيموكيا جيدا والقيت نظرة على جيرودا النائم.. وظل الملك ينظر إلي وعلى وجهه ابتسامة غريبة .. ثم قال فجأة: - لندا .. انا لا أريد أذيتك .. هيا سلميني القلادة فورا .. دخل المزيد من الجنود وامتلأ المكان بهم فقلت وانا أمسك القلاد جيدا : - مستحيل! ذهل الملك من ردة فعلي واقترب روسو مني فصحت: - لا .. لاتقترب أكثر .. رد روسو وهو يتابع الاقتراب ببطء: - لا يمكنك استخدامها ضدنا .. أنت لا تعلمين كيف تعمل .. - بلى أعرف .. لا تجعلني أتهور .. أجبت بقوة وقلبي يرتجف من الخوف وتوقف روسو عن الاقتراب وهو مصاب بحالة من الذهول .. ضحك الملك ضحكة شريرة وقال : - أنت لا تفهمين أي شيء فأنت تعرضين حياته للخطر! تساءلت بخوف: - حياة من ؟؟ أنت قاتل .. لقد قتلت والدة تالتن.. نظر الملك باسما وقال: - انا لم أقتلها .. إنها إشاعة، ولم أقتل راجوي .. نظرت بذهول فتابع الملك مبتسما وهو يقول ببطء : - ولم أقتل .. لوليانا ... ولم .... أقتل اوليسى .. لم أصدق حديثه وقلت : - أنت ملك ******************************** . .. و ! وفي الحال رأيت راجوي تصعد الدرج وخلفها لوليانا .. شهقت بدهشه وسقطت ايموكيا من يدي محدثة رنينا على الأرض.. ثم ظهرت أوليسي خلفهما بعد لحظات .. لم أصدق ماتراه عيناي ثم صعدت والدة جاميان وجيرودا أيضا .. كان الملك يراقب ردة فعلي وأشار خلفي فالتفت بسرعة لأرى جيرودا يقوم واقفا وهو ينظر الى بابتسامة ثم قال بقوة غريبه وهو يفتح عينيه جيدا: - أنا .. لم أكن مصابا حقا .. أنا آسف،، لقد كانت مؤثرات جيدة .. أحتبست الدماء في عروقي ونظرت إليهم بعدم فهم .. وألم .. ماذا يحصل من حولي .. لم أستطع ان أقول شيئا وعادت الدموع تشق طريقها فقال الملك وهو يقترب : - لقد كنا نحاول اسعادك فحسب .. كانت مجرد دعابة كبيرة .. في الحقيقة أنا لست ملكا ... هززت رأسي رافضة لما يحصل وقلت بصوت مرتعش : - كل الخوف الذي عشت فيه ... كان دعابة .. سمجة و********************************ة .. رأيت جاميان يصعد الدرج ونظر إلي ثم قال: - أنا آسف لأنني اشتركت في هذا .. آسف لندا .. لقد كانت قصة جيدة،، ثم أشار إلى جيرودا وتابع : - إنه ليس أخي حقا .. يدعى كريس ... قلت وأنا اشعر بالإهانه وتحول حزني إلى غضب شديد : - كيف .. كيف تجرؤون على خداعي بتلك الطريقة ... أنا لن أسامحكم أبدا .. اقترب جيرودا من خلفي وقال : - لقد كنا نحاول مداعبتك فحسب .. لما لا تمتلكين روحا مرحه! نظرت إلى الضمادات التي وضعتها لاوقف جروحه المزيفه ولم أستطع تمالك نفسي فصفعته .. ثم استدرت ونظرت إلى لوليانا وراجوي .. وأوليسي .. نظرت إلى جاميان والألم يعتصر قلبي وصرخت بوجهه: - ممثل ******************************** .. أريد العودة إلى وطني .. ابتسم جاميان ببرود وقال أمرجيز : - في الحقيقة لقد ابتعدت بضعة كيلوات عن منزلك لا أكثر وإنما كانت هذه دعابة قويه من جيمس .. فقد كان ذلك استوديو مجهزا .. شعرت بخطوات فنظرت خلفي ورأيت جيمس يقترب وعلى وجهه ابتسامه كبيره .. وتمتمت : - مجرد ******************************** يمتلك المال ويخدع الآخرين ... أقسم أنني سأريك .. -------------------------------------------------------------------------
لندا ... هل أنت بخير .. لندا .. استيقظي أرجوكِ .. فتحت عيني بتعب ورأيت وجه جاميان ينظر إلي بقلق فأفقت بسرعه وانا أنظر إليه بعدوانيه .. كنت مستلقيه على أريكه .. ولكنني في اللحظة التاليه اكتشفت أنه كان مجرد كابوس مرعب .. وقلت وانا التقط أنفاسي : - لقد كنت أحلم حلما سيئا جدا .. قال جاميان برقه : - كان يبدو ذلك واضحا ،، لذلك أيقظتك .. ثم نظرت إلى الأريكة الأخرى، كانت بعيدة وكان هناك رجلان يقفان على راس جيرودا وقد خلعا عن نصفه العلوي الملابس السوداء والدرع الفضي وظهر جسده المليء بالجراح فقال جاميان : - لقد أحضرت أطباء من أجل جيرودا .. يقولون أن حالته خطيرة جدا .. تساءلت : - كم مر من الوقت .. وأين سبيرسو ؟؟ - عندما عدت وجدتك نائمة على الأرض بجانب أريكة جيرودا وبيدك ضماده مبللة فحملتك إلى هنا وتولى الأطباء علاج جيرودا .. لم تكملي العشر دقائق منذ عودتي ،، وسبيرسو داخل هينوا .. إنه يعدها للرحلة .. كنت مازلت مستاءة من الكابوس فتسائل جاميان : - هل كنت موجودا في الحلم السيء؟؟ نظرت إلى جاميان وحاولت أن ابتسم وقلت : - لماذا تسأل..؟؟ - تنظرين إلي بشك وغضب .. وعندما فتحتي عينيك شعرت أنك تريدين قتلي.. - (ضحكت) .. لا تشغل بالك إنه مجرد حلم غبي لا يمكن أن يكون حقيقيا! - هذا جيد ، المهم أنك لا تبغضينني بسببه! ابتسم جاميان بلطف وبادلت ابتسامته بأخرى ، ثم وقف واتجه ناحيه الأطباء ولكنه توقف في منتصف الطريق وقال بامتنان : - اشكرك على العناية بأخي ... قلت بجديه : - إنه أخي أيضا يا جامي .. أرجو أن لا تنس ذلك أبدا .. ابتسم جاميان وهو يهز رأسه موافقا لكلامي ثم أكمل طريقه،، كانوا يجرون الخياطة للجروح ولم أحب المنظر كثيرا ففضلت الابتعاد ووقفت عند السور الحديدي المطل على المركبة هينوا، كانت مركبة كبيرة ورائعة وقد كتب عليها هـ يـ نـ و ا بحروف كبيرة وبعيدة عن بعضها مما أثارإعجابي .. كنت لا أريد لجاميان أن يحزن ثانية، يكفي أنه فقد والدته بسببي .. ودعوت الله في قلبي أن يحمي جيرودا .. كنت خائفة جدا من أن نفقده .. سيسبب ذلك أزمة كبيرة لجاميان .. ولي أيضا فأنا أقدر ذلك الشاب كثيرا، لكنني غضبت لأنني صفعته في الحلم ! ذلك الحلم اللعين يجعلني مضطربة جدا ولكنه سيزول تأثيره قريبا مثل كل الكوابيس، ونظرت إلى الأريكة فوجدت الكتاب الكبير والقلادة موضوعة إلى جانبه بعناية .. تذكرت والدة جاميان الرائعة .. لقد هربت أنا مثل الحمقاء الجبانه وتركتها تواجه الموت بسببي .. أعتقد أنها لم تسامحني قبل موتها .. اقترب جاميان من خلفي وقال بالهمس: - لقد أوصت بالكتاب لكي .. وهذا معناه أنها تحبك كثيرا ، ذلك الكتاب كان غال على قلبها ... التفت مندهشة وقلت باستغراب : - أنت تعرف ؟؟ كيف .. نظر لي جاميان وقال : - وجهك معبر.. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنني أشعر بما تفكرين فيه أحيانا .. تذكرت ما سمعته عنه وعن رهافة الحس وقلت : - أنا حقا معجبة بذلك .. اقترب ووقف إلى جواري ثم قال: - معجبة بماذا .. بي؟؟ - هيا .. كف عن هذا.. لا تحاول سحب الكلام مني أيها المتحاذق ... - هل أنت معجبة بقرآتي لأفكارك .. - أنا التي سمحت لك بقرآتها .. لا تكن مغرورا .. ضحكت و ضحك جاميان أخيرا وصمت للحظة وهو ينظر باتجاه جيرودا الذي كان نائما وتسائلت : - أين ذهب الأطباء ؟؟ - لقد عادوا من حيث أتوا .. إنهم أصدقائي .. وهم لن يخبروا أحدا بذلك .. - هذا جيد .. أتمنى أن تتحسن صحة جيرودا.. تنحنح سبيرسو لينبهنا إلى قدومه ثم تسائل : - كيف هي حالة تالتن الآن ؟؟ هيا جاميان عليك أن تخبرني كيف أصبح تالتن أخوك فجأة .. وكيف تحول اسمه إلى جيرودا؟؟ ابتسم جاميان بلؤم وقال : - كنت أقصد أنه أخي في الدم والوطن .. نظر سبيرسو بشك وقال مازحا وهو يلوح بسبابته مشيرا إلى جاميان : - أعرفك عندما تكذب .. يمكنك أن تخدع الكل عداي .. ابتسمت وشاهدت الموقف بصمت .. اعترف جاميان أن جيرودا هو شقيقه قال لسبيرسو قصة فراقهما بإيجاز ، ظلا يتحدثان لبعض الوقت، بينما توجهت أنا إلى الاريكة التي تحمل جيرودا ونظرت إلى وجهه المتعب ، شعرت أنه فقد بعض الوزن لكن عضلاته كانت مفتوله وأدهشتني لأنها كانت غير واضحة عندما كان يرتدي الزي العسكري .. فجأه شعرت أنه لا يتنفس .. تحسست نبضه .. ----------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:09 pm
البقية : - التقطت انفاسي براحة .. كان يبدو لي نبضه منتظما واسعدني ذلك جدا .. لقد توهمت أنه لا يتنفس فعلا .. وبعد قليل جلست على الأريكة أتصفح وأشاهد خريطة الأرض .. عندما أحسست بجاميان يجلس بقربي نظرلي للحظة ثم نظر في الكتاب وقال : - إنها الأرض .. هذه هي بلدك إنها هنا .. أشار جاميان إلى الموقع الصحيح تماما فابتسمت ثم نظرت إليه وقلت : - أنت تعرف الخريطة جيدا .. نظر لي بلطف وقال : - كان علي ان أحضر أجمل وأروع وأذكى فتاه .. ولكن .. قلت باستغراب : - ماذا ؟ .. ضحك جاميان وهو يقول برومانسية : - لقد أحضرتها بالفعل .. وذلك جعل حياتي مرهونة بها .. نظرت حولي وقلت لكي أغير الموضوع : - صحيح أين سبيرسو؟؟ - أنت مهتمة به وكأنه ولدك التائه .. ولكن لا بأس .. لقد ذهب ليحضر بعض الطعام فنحن لم نأكل شيئا .. أغلقت الكتاب ورجعت للخلف مريحةً ظهري على الأريكة ، بينما وقف جاميان وتوجه أمام بعض الأجهزة يفعل شيئا ما لا أدري كنهه .. وعاد سبيرسو بعد وقت قصير محملا بأكياس الطعام وهو يقول بسرعة فزعا: - يبدو أنهم سيأتون إلى هنا .. أظن أن علينا الرحيل بأسرع وقت ممكن .. قال جاميان باهتمام : - أين سمعت ذلك؟؟ - سمعت بعضهم يتحدث في المتجر عن سرقة ايموكيا ،، الجميع يتهمك بذلك ويتحدثون عن هروب لندا وأن الملك سيرسل جيش بانشيبرا للتفتيش عنكم في منطقة سلاو- هينوا .. قال جاميان باكتئاب : - الجيش ؟؟ لقد أصبح موقفنا صعبا ياصديقي .. هيا سبيرسو عد إلى منزلك، لقد ساعدتنا بما فيه الكفاية إنهم لا يعلمون بأمرك ويمكنني قيادة هينوا .. ثم نظر تجاهي وقال باسما : - سوف تعتني لندا بي وبجيرودا ، أنا أعرف ذلك .. نظر سبيرسو بقلق وقال معترضا : - لا .. لن أذهب إلى أي مكان .. سأذهب معك .. اقترب جاميان ووضع يده على كتف سبيرسو وقال بصرامه : - لا مجال للنقاش ، هل تريد والدتك أن تموت إذا فقدتك .. هيا وخطيبتك أيضا، إنها فتاة طيبة وبحاجة إليك .. فترة صمت وتبادل نظرات ثم قال جاميان بحزم : - سبيرسو .. أنا آمرك بالعودة .. نظر سبيرسو بحزن إلى جاميان ثم قال بعينين دامعتين : - سأشتاق إليك .. يا صديقي .. ثم عانق سبيرسو جاميان بقوة وجاميان يقول : - لن أنساك أبدا ، ولا تنس أن توصل سلامي إلى بيكا ووالدتك .. هز رأسه موافقا ثم توجه ناحية جيرودا ونظر إليه نظرة أخيره حزينه وانصرف بسرعه نازلا السلم الحديدي .. صاح جاميان : - شكرا على الطعام .. ووقف جاميان متأثرا للحظة ولكنه انتبه في اللحظه الأخيره وقال: - هيا علينا أن نسرع بقدر الإمكان .. ثم اتجه فورا ناحية جيرودا وحمله بعد بعض المعاناه لأن الجروح كانت تملأ جسده، واتجه به ناحية المركبة .. وقال بصوت محبوس : - أحضري أكياس الطعام واصعدي خلفي .. بسرعة تحركت وحملت الأكياس ثم أخذت الكتاب والقلاده و صعدت خلف جاميان الذي وضع جيرودا على أقرب سرير وصل إليه .. قام جاميان بربط جيرودا جيدا ببعض الشرائط و الأحزمة الموضوعة في السرير .. وضعت الأكياس على الأرض واقترب جاميان مني ثم قال : - الآن ستتحررين يا مالكة قلبي! نظرت بعيدا لكي أخبيء خجلي .. وقلت وقد احتبست أنفاسي : - شكرا .. لك .. ثم أمسكت بكف جاميان ووضعت فيه قلادة ايموكيا وقلت : - لقد كاد جيرودا أن يضحي بنفسه من أجل ايصالها إليك .. ابتسم جاميان ثم أخذها وعلقها حول رقبتي وقال : - انا سأخبئها هنا ... فهو مكان جميل وآمن .. ابتسمت فأمسك جاميان بيدي وسحبني نحو قمرة القيادة .. ثم أجلسني إلى جانبه وقال : - ستكونين مساعدتي عند الانطلاق .. - نعم .. هذا يشرفني أيها الجندي الأبيض .. قام جاميان بتشغيل المركبة الكبيرة ولكن سرعان ماسمعنا صفاره داخل المركبه، ثم تحولت الإضاءه للون الأحمر ونظر جاميان بقلق إلى عداد موضوع داخل المقود .. اتسعت حدقتا جاميان في رعب وصاح : - لقد وضع أحدهم مفجرا ... كان أمامنا بالفعل عشر دقائق فقط ... وقفت وأنا بغاية الذهول وعاد جاميان وصاح برعب : - أسرعي ليس لدينا متسع من الوقت ! علينا أن نركض ... سوف تنفجر هينوا ...
ركضت أنا وجاميان بسرعه نحو سرير جيرودا وبدأنا بفك الأربطة بتوتر وخوف جعلتنا نتأخر ثوان إضافيه وصاح جاميان وهو يحمل جيرودا بصعوبة : - لا أصدق أن سبيرسو يفعل شيئا كهذا .. لماذا؟؟ لقد خدعني ببساطه بعد ان اعتمدت عليه !! هو الوحيد الذي دخل إلى هينوا .. لقد كان عميلا ... وصلنا في خلال دقيقة إلى بوابة المركبه وحاولت فتحها لكنها كانت مغلقه اوتوماتيكيا .. أجلس جاميان جيرودا وأسند ظهره على الجدار وحاول فتح الباب أو كسره فلم يستطع ضرب الباب بكل قوته ،، كان جاميان حائرا جدا .. وتذكرت أنني لم احضر الكتاب فاندفعت إلى الداخل وصاح جاميان : - إلى أين ؟؟ - الكتاب ... قلت ذلك بسرعه وأنا أركض في الممر الصغير فتعثرت في أكياس الطعام وسقطت رأيت الكتاب أمامي فحملته بسرعه وعدت إلى البوابه فلم أجد جاميان ، كان جيرودا فاقدا لوعيه وركضت بحثا عن جاميان ولكنه عاد ورأيته واقفا ينظر إلى بهدوء .. لم أقل شيئا ونظرت للبوابه الكبيره فقال بخفوت وقد استحال وجهه إلى لون أحمر: - لن يمكنني فتحها أبدا، تفقدت مخرج الطوارئ الوحيد .... لقد قتلونا، وقعنا في فخهم !! ظللت أنظر له بإشفاق كبير وقلت: - لا بأس يا جاميان .. هل أنت خائف من الموت؟ جلس جاميان إلى جوار شقيقه النائم على الأرض وقال بيأس : - لا .. فلقد تمنيت ذلك عند سماع خبر موت أمي ... لكن .. أخفى جاميان وجهه بين ذراعيه واقتربت منه وجلست بقربه فعاد يقول بصوت مبحوح : - لقد خذلتك ... لم أكن قويا كفايه لأحمي الأشخاص الذين أحببتهم فعلا .. لم أحم أبي ولا أمي ... ولم أحم جيرودا ... والآن ، أنت ... ثم رفع رأسه وانحدرت دمعة لؤلؤيه من عينيه وتابع وهو يمسك بكتفي : - أرجوك سامحيني .. لندا .. أنا أحبك كثيرا .. لم أكن أتمنى أن يحصل ذلك .. وضعت يدي على فمه ليسكت وقلت : - لا .. يا جاميان .. أنت بطلي الوحيد وانت لم تخذلني أبدا، يكفي أنك ضحيت بحياتك من أجلي ، لقد فقدت أمك من أجلي وأنا لا أستحق كل هذا .. شعرت بدموعي تذرف رغما عني فمسحها جاميان بيديه وهو يفعل ذلك للمره الثانيه وقال بهمس : - أرجوك لا تبكي ... أريد أن أراك آخر مره وانت تبتسمين .. شعرت بخوف حقيقي لأن االموت كان يقترب مع كل دقيقة تذهب .. ونظر جاميان إلى عنقي وتحولت نظرته اليائسه إلى اندهاش وقال : - ايموكيا .. نظرت إلى القلادة الدائرية في رقبتي وكانت اللؤلؤه الشفافة قد شعت بنور أرزق قوي وجميل ، وسمعنا صوت جيرودا يقول بتعب : - إن ايموكيا تعمل ... مستحيل!! التفت جاميان نحو جيرودا بفرحة وقال : - جيرودا أنت بخير .. إنك تتكلم !! حاول جيرودا الجلوس وساعده جاميان وفجأة توقفت صفارة الإنذار وعاد الضوء الأبيض الطبيعي إلى المركبه .. قلت باندهاش كبير: - لقد توقفت القنبله .. نظر جاميان حوله بسعادة ولكن جيرودا قال بإرهاق وهو يمسكني ويمسك جاميان ويغمض عينيه : - القنبلة لم تتوقف ... بسرعة نظرنا نحو جيرودا مندهشين من كلامه لكننا لم نجد الفرصة للكلام مرة أخرى وسمعت فجأه صوت انفجار رهيب جزء من الثانيه تحطمت الجدران حولي واشتعلت النيران وطار جسدي من قوة الانفجار بعيدا .. لم أر أي شيء ولكنني تأكدت أنها نهايه حياتي ... نيران اندلعت في كل مكان وضاع الكتاب من يدي ثم ارتطمت بالدرج الحديدي الذي كان في المدخل خارج المركبه ,, سقطت بقوة وشاهدت النيران حولي .. حدث ذلك بسرعة الرمش بالعين ... و ...... ظلام تام .. فقد أغمي علي ولم أعد أشعر بأي شيء ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:11 pm
----------------------------------------------------------------------------- فتحت عيني بصعوبه وأنا متأكده أنني ميته الآن وسوف أحاسب على أعمالي .. وعندها فزعت وانا أرى شخصا يحدق بي .. كانت عيونه غريبه جدا وواسعة وتشبه القطط .. جلست بسرعه وقال ذلك القط شيئا بسرعة وباندهاش بلغة لم أفهمها ثم خرج خارج المكان .. تعجبت كثيرا كان لون شعره أصفر فاتحا جدا،، تشوبه خصلات بنيه ، وكان يشبه الإنسان العادي عدا عينيه .. الغرفة التي كنت فيها كانت غايه في الإبهار .. ألواح من الزجاج في كل مكان، وانا أرى نور الصباح يشق طريقه في كل مكان، كنت ارتدي ثيابا بيضاء حريريه وكان شعري مرتبا ومربوطا خلف رأسي بشريطة بيضاء أيضا .. وقفت وخرجت إلى الخارج وشاهدت شاطئا رائعا تركوازيا .. المدينه بيوتها بيضاء نظيفه وجميله وكان الهواء عليلا جدا .... تساءلت : - أين أنا ؟؟ هذا غريب جدا .. ويرعبني .. ولكنني رأيت أناسا يقتربون من بعيد مع صاحب الشعر الأصفر الفاتح .. كانت هناك فتاه لها شعر وردي وعينان تشبهان القطط يضا .. لقد كان البؤبؤ طويلا وليس دائريا وتكلمت معي .. لم أفهم ولا كلمه ... قلت وانا ألوح بيدي : - أنا لم أفهم شيئا .. تقارب حاجبيها واستدارت تكلم الجماعة القطط الذين جاؤوا معها ونظر لي صاحب الشعر الأصفر الفاتح بتأمل غريب .. عادت الفتاة وأشارت إلى صدرها وقالت : - بيدوريدا ... ثم أشارت نحوي ففهمت أنها تطلب معرفة أسمي فقلت : - لندا .. ابتسمت الفتاة بسعادة بالغة ثم أشارت ناحية الشاب صاحب الشعر الأصفر وقالت : - لوريس .. ابتسمت له وبادلني الابتسامة ملوحا بيده .. كنت مستغربة جدا وانا لا أعرف كيف جئت إلى هنا؟؟ أسئلة كثيرة تدور برأسي .. أين جاميان وجيرودا ؟؟؟ اين قلادتي ؟؟ هل مت؟؟ هل هذا هو العالم الآخر ؟؟ شتتت الفتاه انتباهي وهي تقدم لي شابا آخر له شعر كحلي وتقول : - راي .. ابتسمت فقال صاحب الشعر الكحلي : - أعروف لغتك.... انتا اسمكا لندا؟؟ ضحكت بقوة وقلت : - نعم .. اسمي لندا لكن لهجتك غريبة ولكن لا بأس يمكنني فهمها .. رد صاحب راي بابتسامه: - هدا جيد ... هل يمكنوكا أن تأتي معنا؟؟ قلت : - لحظة يا راي .. يجب أن تجيب على أسألتي أولا .. - موافق .. - أين أنا ؟؟ - ستعرفون ذلك لا هقا .. نظرت وقلت بغضب : - لا ليس لاحقا .. الآن .. سالته الفتاه عن شيء فرد عليها وتكلم مع صاحب الشعر الأصفر المدعو لوريس ثم التفت إلي وقال : - كونتو اترجم لهم .. أنت في عصر أيموكيا .. لم أفهم شيئا وقلت : - كيف جئت إلى هنا؟؟ أرجوك أنا متحيره .. حك راي رأسه وقال مستغربا : - ما المعنى ؟؟ أنا لم يفهم الكلمه الأخيرة .. زفرت بضيق ولم أقل شيئا وتكلمت الفتاه معه مرة ثانيه فقال : - المديرين سيخبرك عن كل شيء ، هو سيتكلم معكا جيدا جدا .. ------------------------------------------------------------------------ يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:12 pm
البقية : - لم يكن لدي خيار آخر .. وتوجهت معهم إلى مكان المديرين الذي قال عنه ذلك الشاب الذي لا يتقن لغتي جيدا .. ركبنا شيئا طائرا يشبه عربات الملاهي الملونه وعندما وصلنا شاهدته ... كان قصرا مهولا ويرتفع عن الأرض .. قلت في نفسي " لا ليس ملكا آخر ,, رجاء!! " تأملت المكان المركبات كانت زجاجية وملونة وتطير في السماء ... تلك المدينه غريبة جدا وتشعرني بأنني في حلم فضائي .. تسائلت في نفسي ... أين جاميان وجيرودا ؟؟ هل أصابهما مكروه ؟ وعندما وصلنا إلى مستوى البوابة امتد جسر زجاجي والتصق ببوابة المركبة نزل راي أولا وتبعته وسار البقية خلفنا وتوقف عند باب القصر ثم قال : - هنا بيت المديرين ... مديرين كل ايموكيا وهو لطيف و غدور جدا ... لم يعطني فرصة لأسأل عن معنى كلمة غدور هذه ؟؟؟ لقد أمسكت نفسي عن الضحك بصعوبة كبيرة .. وسرت خلفه حتى دخلنا في ممر كبير مليء باالأعمده الرخاميه ومفروش أرضيته بفرو أبيض ناعم جدا ورائع ، سرنا على الفرو الأبيض حتى وصلنا إلى بوابه زجاجية كبيرة وعندما فتحها الحراس الذين يشبهون القطط دلفنا إلى الداخل .. وعندها شاهدت القط الكبير ...أقصد شاب يجلس على أريكة فخمه وحوله فتيات وحرس وخدم ... له شعر أحمر وعينان خضراوان طبعا .. تشبه القطط .. توقفت أمامه و تراجع الجميع إلى الخلف فتكلم معه راي لبعض الوقت ثم نظر نحوي الشاب وقال بلغة جيده : - أجلسي هنا .. ثم وضع يده إلى جانبه فتوجهت وجلست إلى جواره فشهقت الفتاه صاحبة الشعر الوردي " بيدوريدا " وخرجت بسرعة .. نظرت لها باستغراب فقال الشاب : - لا بأس .. فأنا لم أدع أحد يجلس إلى جانبي أبدا عدا خطيبتي .. أنا رئيس ايموكيا.. قلت باندهاش : - من فضلك يا سيدي الرئيس .. أنا لا أعرف كيف جئت إلى هنا .. نظر لي وهو يسند ظهره على الأريكة براحة وقال : - أنت لغز أيتها الفتاة فأنت غريبة ... هل أنت ملاك النصر ؟؟ ماذا يقول هذا الغبي .. ملاك ماذا ...؟؟؟ بالطبع لم أجد ما أقوله فتابع حديثه : - لقد سقطت فجأة ووجدك الناس على الشاطيء، وكنت تعلقين حول رقبتك قلادة ايموكيا الأثرية التي سرقها الحارس المناور وكانت معه شياطين الكواكب .. منذ مايقرب ألفي عام مضت .. زادت حيرتي ووشعرت بالدوار وأكمل الرئيس : - وكان معك كتاب مكتوب بلغة سكان ايموكيا ... ويوضح المثلث الجغرافي للكواكب الحية في الكون... قلت : - حقا.. هل كان الكتاب معي ... قال الرئيس شيئا لراي فانطلق الشاب وتابع الرئيس وهو يقف : - تعالي معي سأريك شيئا .. سرت خلفه بصمت ونزلنا سلما زجاجيا حتى وصلنا إلى مكان رخامي وبه أسرة بيضاء مغطاة بالزجاج وبكل الفرحة والدهشة صرخت : - لا ... إنه جاميان ... وو , و .. هذا جيرودا .. نظر الرئيس إلي بشك وقال : - أنت تعرفينهما إذا ..... لم أكن مع الرئيس بتاتا وكنت سعيدة جدا برؤية جاميان وجيرودا .. وقلت : - هل هما بخير ؟؟؟ - نعم .. لكن اعترفي، أنت ملاك النصر أليس كذلك ... ؟ نظرت له باندهاش وقلت : - أنا مجرد فتاة من كوكب الأرض ... ابتسم الرئيس وقال : - وهما .... ارتبكت قليلا ولكنني قلت : - إنهما من كوكب آخر .. الأخضر ... - وكيف التقيتم إذا ؟؟؟ قل باستسلام : - إنها قصة طويلة إذا أردت أن أحكيها لك ... - موافق .. صعدنا مرة ثانية وحكيت لرئيس ايموكيا قصتي ولكن ليس بالتفصيل، وعرفت أن ايموكيا هو كوكب صغير غير معروف يقع وسط مثلث الكواكب الحية .. ثم حكى لي رئيس ايموكيا عن اسطورة غريبة وقال : - في كتبنا القديمة يقول أجدادنا إنه عندما يجتمع ثلاثة رجال أقوياء من كواكب مختلفة على حب فتاة استطاعت تشغيل القلاده فإنها ستصبح عندها ملاك النصر لكوكب ايموكيا وتستطيع أن تدمير عدو ايموكيا الفازع .. لأنهم سيعطونها التذكارات .. وبعدها سيظهر الفنار.. قلت باندهاش وانا لم أفهم نصف الكلام : - هل تقصد أنني تلك الفتاه التي استطاعت تشغيل القلاده ؟؟؟ - بالتأكيد . ابتسمت وأنا أقول بلا مبالاة : - ولكنني .. لم أحقق الشروط .. فلم يجتمع أي شخص على حبي .. حتى وإن حدث ... فالكواكب... قال الرئيس بهدوء : - بلى ... لقد اجتمعت الشروط!! -------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:13 pm
------------------------------------------------------------------------- لم يرد الرئيس أن يقول المزيد عن تلك الأسطورة وبالطبع لم أقل شيئا فأنا لم أصدقها من الأساس وعدت إلى جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا ابيض ورافقني الشاب صاحب الشعر الأصفر الفاتح والمدعو لوريس .. كان يرافقني كظلي ، حتى عندما تناولت طعاما جيدا يشبه طعام الأرض كان يقف خلفي .. حاولت فتح الزجاج الذي يغطي جاميان ولكنني لم استطع ونظرت إلى لوريس ففهم ما أريده وقام بفتح الغطاء بطريقة ما .. لم تمر خمس دقائق حتى بدأ جاميان بفتح عينيه وقال لوريس بلغتي : - لتخدير هو كان بالزجاج .. فهمت أن الزجاج وضع لتخدير جاميان وجيرودا واستفاق جاميان ثم نظر إلي وقال : - ما هذا ... لندا ؟؟ هل متنا؟؟ قلت بسعاده : - لا يا عزيزي ، نحن هنا .. لقد ذهبنا إلى أرض أخرى ، نحن بأمان ... قال جاميان بفزع وهو يحاول الجلوس : - كيف ..؟ مـ ... وجيرودا .. هل حصل له مكروه ؟؟ التفت ونظرت إلى لوريس وقلت : - من فضلك افتح غطاء الشاب الآخر .. ثم أشرت إلى صندوق جيرودا الذي رآه جاميان فقام مسرعا ونظر إليه .. فتح لوريس صندوق جيرودا وقال جاميان وهو ينظر إلي بلطف : - لقد شفيت جروح جيرودا ... منذ متى ونحن في غيبوبة اصطناعية ؟؟ قلت باستغراب : - لا أعلم فقد أفقت بالأمس فقط .. نظرت إلى لوريس وقلت : - منذ متى ونحن هنا؟ نظر لي لوريس وقال : - لست يفهم جملا جديدة ... أنا غير يتكلم للغة .. فهمت قصده وقال جاميان شيئا ما بلغة لا أفهمها فأشرق وجه لوريس وأجاب .. بدأ بينهم حوار طويل وانا أشعر بالغيظ لأنني الوحيدة البلهاء هنا ، ولكنني لا حظت أن جيرودا بدأ يستفيق فقلت بفرح : - جيرودا .. توقف جاميان عن الكلام ونظر إلى جيرودا الذي فتح عينيه باستغراب وقال : - لا أصدق لقد متنا معا .. ضحكت أنا وجاميان وقال جاميان : - مازلت حيا يا ليليان الأحمر لا تخف ... ابتسمت عندما تذكرت أسماءهم يوم التتويج في بانشيبرا ... إنه مكان مختلف تماما عن هنا .. أخبر جاميان جيرودا سبب وجودنا هنا ثم قال : - لقد بقينا هنا مدة شهر كامل .. شهقت باندهاش ونظرت إلى لوريس صاحب الشعر الأشقر وقلت : - غير معقول .. نظر جاميان نحوي ثم عاد يقول : - لقد رعاك الشاب و شقيقته لمدة شهر كامل هكذا أخبرني منذ لحظات ... حدق لوريس بنا بصمت شديد .. كان ذلك الشاب غامضاا جدا ، حتى أثناء حديثه مع جاميان كان متحفظا وبطيئا في ردوده .. تساءلت باستغراب: - لكن جاميان ... كيف استطعتما التفاهم؟؟ قبل أن يرد جاميان دخل احدهم إلى المكان بسرعه .. ففزعت ونزل جيرودا ووقف إلى جوار جاميان .. كان الشاب غريبا جدا له شعر أبيض طويل وعينان قويتان وليست من عائلة القطط وكان طويلا ويلبس ملابس غريبة مليئة بالأحزمه ويمسك رمحا ضخما بيده .. قال بصوت عال : - لوريس أخرج .. نظر لوريس بحدة إلى الشاب وقال شيئا بلغة لا أفهمها فتمتم جاميان : - يا إلهى! لم تمض لحظة من الحوار الغير مفهوم حتى صوب رمحة نحو لوريس واقترب فاستل لوريس سيفه .. قال جاميان شيئا ما .. فالتف الإثنان نحوه والشرر يملأ عينيهما ... قلت لجيرودا : - ماذا قال ؟؟؟ لماذا ينظرون إليه هكذا؟؟ -----------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:15 pm
----------------------------------------------------------------------------- أمسك جيرودا بيدي وقال وهو يسحبني للخارج : - هيا نحن لا علاقة لنا بهذا الأمر .. صحت وأنا أقاوم جيرودا : - وما علاقة جاميان هو الآخر ؟؟ لقد أفاق منذ لحظات انه لا يعرفهم .. لم يجب جيرودا وظل يسحبني حتى خرجنا وهناك شاهدت رئيس ايموكيا ينظر إلي بسعادة غريبه وقال : - أهلا بملاك النصر ! نظر جيرودا نحوي بذهول واحتبست الكلمات وهو يقول : - هذا مستحيل ... إنها هي بالفعل !! شعرت أن هناك شيئا يعرفه الجميع وأجهله .. ونظرت خلفي فرأيت جاميان يخرج غاضبا وخلفه لوريس والشاب صاحب الشعر الأبيض .. ونظروا لرئيس ايموكيا فتوقفوا .. وقلت : - في الحقيقة أنا لم أفهم شيئا مما حدث .. اقترب الرئيس وأمسك بذراعي ثم سحبني وهو يقول : - لا بأس ، دعي هؤلاء الفتيه المجانين وتعالي معي فقد حان وقت الغداء .. شعرت بالغيظ ولكنني سرت وراء الرئيس .. في غرفتي بدلت ثيابي وارتديت فستانا كحليا له حزام أبيض عريض .. ثم خرجت مع الفتاه القطه بيدوريدا متوجهة إلى ميعاد الرئيس الذي قال فيه أنه سيشرح كل شيء .. وعندما وصلنا إلى هناك كان الرئيس يجلس على أريكته كالعاده فخرجت الفتاه بيدوريدا قبل أن تراني وأنا أجلس إلى جوار الرئيس .. ضحك الرئيس عليها وقال : - إنها فتاة غريبة الأطوار ... اكتفيت بابتسامة وقلت : - إنها رقيقة وخجوله .. كنت انتظر أن يخبرني الرئيس عن أي شيء لكنه ظل صامتا لفتره حتى دخلت فتاة أخرى ... كانت فتاة جميلة جدا لديها شعر أسود ناعم وطويل تركته منسدلا وعينان جميلتان وهي ليست من عائلة القطط واقتربت الفتاة ثم حيت الرئيس بأدب فقال الرئيس بعد أن سمح لها بالجلوس على الأريكة المقابلة : - إنها مخطوبتي الأميرة راما ... وقفت بسرعة وابتعدت من جوار الرئيس وقلت : - علينا إذا أن نبدل أماكن الجلوس ... وقفت الأميرة أيضا وضحك الرئيس ثم قال : - لا تتقلقي بشأن ذلك ، الأميرة راما سوف ترافقك في جوله .. مارأيك ؟؟ قلت بفرحة : - موافقه .. اقتربت الأميره راما وكانت ترتدي فستانا ورديا وابتسمت برقة ثم قالت : - يسعدني مرافقتك يا ملاك النصر ... لم يشرح لي الملك شيئا وانطلقنا بمركبة جميلة لها سائق ودارت بنا في أرجاء المدينة الزجاجية الرقيقة .. كان هناك الكثير من القطط ... أقصد الناس يسيرون في الشوراع النظيفة المرصوفه .. ورأيت الأطفال لأول مره من شهور فأنا لم أر أي واحد منهم في بانشيبرا وتساءلت عن السر؟؟ وابتعدنا خارج المدينه لأرى جبالا بيضاء جميلة جدا وتوقف بنا السائق ونزلنا نركض انا والأميرة في تلك المنطقة الجميلة ... نزل السائق من العربة وخلع قبعته ونظر بعيدا ،، عرفته .. لقد كان نفسه الفتى صاحب الشعر الأبيض والذي كان يحمل رمحا طويلا .. وسار بضع خطوات فقالت الأميرة : - ما رأيك أن أقوم بمداعبة شقيقي أقوى محارب .. سأرى ما يمكنني فعله .. ابتسمت وتركتني الأميرة ثم توجهت نحو الشاب ودفعته بقوة ، ويبدو ان الشاب تفاجأ من الحركة الغريبه فوقف عند أطراف الجبل وكاد يسقط ولكنه نظر إلى شقيقته الأميرة بسرعة موبخا لها ... ضحكت الفتاة بسعادة وابتسمت رغما عني فقد كان الموقف مضحكا ، ولكن حصل أمر غريب فقد بدأت الصخور تحت قدمه تتفتت وبلمح البصر سقط الشاب وصرخت الأميرة بفزع : - رايو ... رايووو ركضت بسرعه ونظرت إلى الأسفل كان رايو القوي متعلقا بالأحجار ولكن القفاز الذي يرتديه لم يساعده على التشبث جيدا فقلت وأنا أمد يدي : - هيا تمسك بيدي .. كنت متوترة جدا وكنت خائفة أن لا أستطيع حمله وركضت الأميرة نحو المركبة وأجرت اتصالا للنجدة .. نظر نحوي بصعوبة وصرخ : - لا أستطيع ترك يدي ... حاولت الوصول إلى يده ولكنه كان بعيدا بعض الشيء .. ماذا علي أن أفعل يا الهي ،، لو سقط من هنا فإنه لن يخرج أبدا ... مددت أصابعي باستماته ... ولكنني انزلقت فجأة وسقطت فوق رايو فأسقطته معي ... سقطت بقوة وطرت وسط الغيوم وشعرت برايو يمسك بي وكأننا نقوم بهبوط مظلات وصاح رايو : - لا تخافي .. --------------------------------------------------------------------------- يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:16 pm
البقية : - فجأة تعلقنا ... كان رايو يمسك بشيء ما سلم متحرك ربما .. نظرت إلى الأعلى فرأيت مركبة تنزل نحونا وأمسك الرجال بالداخل بي أولا وانا ارتجف من هول الصدمة .. ثم صعد وركب رايو بعدي ، وكان قلبي يدق بسرعه مما حصل لي .. وظللت صامته ، كنت بحاجة ماسة لرؤية جاميان فقد أصبحت أعيش في عالم عجيب لا أعلم مايجري فيه ... تساءلت مالذي حدث بعد ما انفجرت هينوا ؟؟ كان لايموكيا علاقة بما حصل وبوجودنا هنا .. قطع صوت رايو سلسلة أفكاري : - شكرا لك لأنك حاولت مساعدتي ... نظرت إلى رايو وقلت : - إنه أقل واجب أقوم به .. ليس عليك شكري .. ثم ضحكت وقلت : - لقد كدت أودي بحياتك ... حاولت مساعدتك فأسقطتك !! اقترب رايو قليلا ثم قال : - لقد كنت تودي بحياتك من أجل انقاذي .. أنا أقدر ذلك فعلا .. ارتبكت قليلا فلم أجبه عن أي شيء ... واكتفيت بابتسامه .. وعندما وصلنا قام رايو بحملي إلى الداخل مع أنني رفضت بشده .. ثم وضعني على الأريكة فوبخته ،، الغريب أنه كان يضحك رغم توبيخي له وصياحي .. ثم ذهب .. كنت بغاية التوتر من تصرف رايو وبعد قليل من الوقت رأيت لوريس صاحب الشعر الـ ... أظنكم مللتم من أعادة وصفي للون شعره كل دقيقة ... كان لوريس يحدق بي وعندما اقترب من الأريكة قال بتلكؤ : - الفتى من كوكب بلامنيت يحبوه الجميع ... وأنت تحبينه أيضا .. نظرت بغضب نحو لوريس ولكنني تمالكت أعصابي وتساءلت : - دعك من هذا الهراء وأخبرني أين جاميان .. ألم تشاهده ؟؟؟ قال لوريس بتلكؤ : - ديوفري؟؟ كان مع اخوه و المديرين .. ضحكت على كلمة المديرين وقلت : - اسمه الرئيس وليس مديرين من علمك هذا ؟؟ راي؟؟ لقد سمعت تلك الكلمة منه من قبل .. ابتسم لوريس ثم قال: - راي يعرف الكلام كثيرا أكثر مني .. - نعم ولكن ليس أكثر مني ،، لا بأس فأنت تتعلم بسرعة لكن لا داعي للكلام الذي قلته منذ قليل .. أطرق لوريس للحظة ولم يتكلم ثانية .. ووقفت أنا وعدت إلى غرفتي الجديدة في القصر وبقيت في سريري فترة أفكر ... لماذا يحصل لي كل هذا .... ولماذا تطاردني الكوابيس إلى كل مكان .. دمعت عيناي وانا اتذكر صديقتي ميرندا وهي تقول : " لندا ... أنت لن تذهبين مع عمك أليس كذلك ... لن تتركينا " وها أنا اتركهم ولكن ليس مع عمي مايكل إلى دولة مجاورة وإنما عالم خيالي أسبح فيه ولا أعلم ما مصيري أوماهو دوري فيه !! غفوت قليلا ... ولكنني استيقظت لأرى أنني نمت فترة طويلة وهاهو ضوء النهار .. بدلت ثيابي وعدت إلى التفكير مجددا .. لقد مللت الوضع الذي أصبحت أعيش فيه فعلا ... وأشعر ان هناك اشياء كثيرة بالفعل لا اعرفها .. سمعت طرقا على باب غرفتي فجلست وقلت " ادخل" .. ------------------------------------------------------------------------- وفي الحال رأيت جاميان يفتح الباب وعلى وجهه ابتسامة مذهلة .. ورائعة، لقد قص شعره فأصبح قصيرا ولكنه كان رائعا ويضفي جمالا وسحرا جديدا على وجهه .... ابتسمت أيضا ووقفت متجهة نحوه وقلت : - هيه جاميان أين كنت طوال الوقت ؟؟ همس جاميان برقة : - هل يمكنني اصطحاب أميرتي في جولة قصيرة ؟؟ قلت بابتسامة : - امممم نعم لكن عليك أن تأخذ جزائك أولا ... نظر إلي وقال : - حسنا ... سآخذ جزائي ولكن ماهو ... قبلة ؟؟ قلت ضاحكة : - لا تحلم كثيرا حسابك هو شد الأذنين لأنك لم تسأل عني لفتره طويله .. وضع جاميان يديه على أذنيه بحركة كوميدية وقال : - لا لن آخذ حسابي سأصطحب أميرتي مجانا ... قلت ضاحكة : - ولم لا ؟؟؟ هيا بنا .. ولكن لحظة .. توقف ورفع حاجبيه بتساؤل فقلت مبتسمة : - تعجبني قصة شعرك الجديدة، لقد أصبحت تشبه جيرودا ... خرجنا خارج القصر إلى مكان رائع وتمشينا على الشاطيء لأول مره معا .. خلعت حذائي وركضت على الرمال بسعادة بينما وقف جاميان يضحك على تصرفاتي الطفوليه ... وصحت بسعادة : - جامي .. هيا .. اركض معي أنت لم تعد ترتدي الزي العسكري انس جديتك قليلا ... كان جاميان يرتدي تي شيرت أبيض وبنطالا كحليا وخلع حذاؤه الرياضي ثم قال بمرح : - أتحداك أن تمسكي بي ... لم أستوعب التحدي حتى رأيته يركض بسرعة فاندفعت خلفه مثل الرصاصة وصحت : - إذا أمسكت بك فسوف ترمي نفسك في المياه ... هل انت موافق ؟ صاح وهو يركض بسرعة : - موافق ... ولكنني اقتربت منه بعد مسافة من الركض وقفزت وأمسكت حزام بنطاله فتوقف عن الجري وجلست على الرمال ألتقط أنفاسي وكنا نضحك ... لأول مرة أشعر بسعادة كهذه منذ فترة طويلة ... ارتمى جاميان على الرمال وهو يضحك ولكنني قلت مثل الأطفال : - سوف ترمي نفسك في الماء لا تحاول ... سحبته من ذراعه وهو يصيح ضاحكا: - انتظري أنا لم أسبح في بحر طوال حياتي ، أنا لست برمائيا مثلك ... لم يتم جملته حتى دفعت به في الماء مرغما ... لكنه كان يضحك ... وأمضينا وقتا جميلا جدا ذلك اليوم بعد أن تبللت ملابس جاميان كلها وشعره أمسك بي ودفعني في المياه فتبللت أنا أيضا والتصق شعري بوجهي ثم تبادلنا التراشق بالمياه حتى تعبنا وامتلأت عيوننا بالملح فعدنا إلى القصر منهكين ومبتلين ... لكن سعداء جدا ... كان الهواء قد جفف ثيابنا وسخر جاميان من شعري الذي جف وتجعد بسبب الملح فسخرت من شعره أيضا الذي أصبح مشعثا ... وعندما وصلنا إلى باب القصرالرائع رأينا لوريس بانتظارنا وعلى وجهه نظرة غريبة جدا ... -----------------------------------------------------------------------