موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:18 pm
------------------------------------------------------------------------ وعندما انتبه إلينا ترك المكان بسرعه ودخل إلى القصر فتساءلت : - لماذا هو غاضب هكذا ؟؟؟ رد جاميان بسخرية وهو يمثل بوجهه حركة غريبة : - ياااااااه ... لقد أخذت ملاك نصرهم بدون أن أستأذن ... ضحكت بشدة فلأول مرة أرى جاميان يسخر من شيء بتلك الطريقة ... ودخلنا على القصر فأقبلت الأميرة راما ونظرت نحوي انا وجاميان بدهشه ولكنها ابتسمت ثم قالت : - ماهذا لقد كنتما في نزهة ... نظر جاميان بعيدا فقلت : - نعم لقد كانت نزهة جميلة جدا ... - لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك لقد استدعاك الرئيس .. قلت بارتباك : - حسنا .. سأبدل ملابسي وألحق بك .. ثم توجهت إلى غرفتي وتبعني جاميان فقلت : - ماذا ؟؟ لماذا تسير خلفي .. بضحكة قال جاميان : - ماذا ... هل مللت من صحبتي ؟؟ نظرت له بعتاب فقال باسما : - لا بأس كنت أمزح معك انت سريعة الثورة .. سأذهب الآن .. كنت أود قول شيء ولكنني نسيته ،، سأخبرك به عندما اتذكر .. التفت جاميان وعندما ابتعد قليلا فقلت : - شكرا جامي .. لقد كان يوما رائعا بالفعل ، أراك بعد قليل .. بعد أن تنظف ذلك الشعر المشعث .. ضحك جاميان ثم لوح بيده نحو شعري وقال : - لاتنسي أنت أيضا تنظيف تلك الـ ... حسنا إذا رأوك هكذا فسيرسلونك بمكوك إلى جحيم كونيراس ... ضحكت من قلبي مع انني لا اعرف اين يقع جحيم كونيراس هذا الذي تحدث عنه .. وأعجبتني طريقة مزاحه التي اكتشفتها فيه حديثا .. تابع سيره حتى نهاية الممر .. ودخلت إلى غرفتي .. بسرعة شديدة اخذت حماما وجففت شعري ثم لبست ثيابي ،، كان كثيرا من الوقت قد ضاع وسمعت طرقا على باب غرفتي ثم صوت راما : - آنسة لندا ... الرئيس ينتظرك أرجو أن تسرعي انه اجتماع مهم .. فتحت الباب قبل أن تكمل الكلمة الأخيرة وقلت : - ستصحبينني معك إذا ... - حسنا ... تبدين رائعة ! - شكرا .. توجهت مع راما نحو قاعة الرئيس التي دخلتها من قبل ،، كان الجميع هناك .. حتى جاميان .. وابتسم رئيس ايموكيا وقال : - لقد تأخر أهم شيء في الاجتماع .. ابتسمت بحرج وقلت : - المعذرة سيدي الرئيس .. وقف الرئيس فوقف الجميع أيضا وقال وهو يشير إلى بوابة كبيرة أخرى : - الآن سنذهب .. لم أفهم الأمر ونظر لي جاميان بقلق ... وعندما دخلنا كانت قاعة مذهلة حقا .. كانت دائرية وبها أرائك معلقة وفي الوسط توجد غرفة زجاجية تشع منها أنوار خفيفة ورائعة .. شعرت بالنعاس فقد كانت مظلمة تعتمد فقط على ذلك الضوء الخفيف الذي يشع من الغرفة الماسية .. وقال الرئيس بهدوء وهو يضع قلادة ايموكيا حول عنقي : - الآن اللحظة التي انتظرتها ايموكيا آلاف السنين .. ليس عليكي إلا أن تخبريني الآن ... شعرت بنعاس وقلت : - أخبرك ماذا ؟؟ - كيف عملت ايموكيا في المرة الأولى .. - لا أدري لقد عملت من تلقاء نفسها .. لا يمكنني تفسير هذا الأمر ... - حسنا .. من كان معك عندما عملت ايموكيا؟؟ نظرت حولي فرأيت في البداية جيرودا الذي كان ينظر لي بإشفاق غريب ،، الجميع يعلمون شيئا لا أعرفه لكن لا داعي للخوف فلو كان ما سأفعله ضار بي لحذرني جاميان .. وقلت بعد فترة قصيرة : - جيرودا وجاميان ... - من أيضا ؟؟ - لا أحد ... فقط نحن الثلاثة ... اقترب رجل عجوز من خلفي يرتدي رداءاً أحمر قاني مثل الدم ووضع يده على رأسي ثم قال : - يا ملاك النصر ... سوف تقومين بحل سر ايموكيا .. ولكن عليكي أن تتحلي بالشجاعة ويقف معك هناك الــ .... صمت الرجل العجوز وأبعد يده عن رأسي ثم نظر حوله .. اقترب لوريس في البداية وقال بلهجة متقنة إلى حد ما : - سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ... ثم ربط شريطة حمراء حول ساعدي الأيسر .. لم أفهم شيئا مما يحدث وتقدم خلفه جاميان ونظر إلي للحظة وعيناه مترقرقتان بالدموع ثم قال بتردد وارتباك : - سأعطيك التذكار " جـ .. جاميان" لـ ... لكي تضعينه في الفنار .. ثم وضع حول رقبتي بلطف شريطة بيضاء عريضة وتشبه التي وضعها لوريس في ساعدي الأيسر .. نظرت بعدم فهم ولكنني لم أستطع قول أي شيء فقد كان الموقف متوترا والصمت يخيم على المكان .. ابتعد جاميان بصعوبة شعرت بها واقترب رايو ثم قال بلطف : - سأعطيك التذكار " رايو" لكي تضعينه في الكهف ... ثم ربط حول ساعدي الأيمن شريطة سوداء .. وابتعد هو الآخر .. وقف جيرودا بمحاذاتي وقال : - لندا ... سوف تدخلين الآن على تلك الغرفة وعليكي أن تقومي بحل لغز ايموكيا ،، لأنك انت الوحيدة التي تستطيعين ذلك ... هناك مساعدات قدمت إليك من اناس يحبونك جدا ويخافون عليك ولذلك عليك ان تنجحي .. قلت بخوف وانا أنظر للغرفه الزجاجية : - ماذا إذا لم أستطع حلها ... ابتسم جيرودا وقال بطمأنينه : - لا تخافي ... لن يحدث أي شيء فقط سوف نفقد القلادة .. إلى الأبد .. شجعني الجميع بنظراتهم الخائفة وقال الرئيس : - نعتمد عليكي لندا .. فنحن لا نعرف ما سيواجهك .. قلت : - ماذا عن تلك الأماكن .. الكهف و الفنار و المدفأة ؟؟ أجاب الملك بهدوء : - مذكور في الكتاب أن على كل شاب من كوكب مختلف إعطاء الوسيطة تذكارا يمنحه من شعور قلبه الحقيقي حتى يمكنه المساعدة ،، وهذه هي الأماكن المكتوبة في الكتاب .. بالطبع لم أفهم شيئا وهززت رأسي موافقة وتوجهت نحو الغرفة الزجاجية .. عندما اقتربت من الغرفة شعت ماسة ايموكيا الشفافة الضوء الأزرق للمرة الثانية ، ففتح باب الغرفة الزجاجية تلقائيا .. تمتم الجميع باندهاش .. ووضعت رجلي لكي أدخل ... وبالداخل ..... --------------------------------------------------------------------------- يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:20 pm
لبقية : - عندما دخلت إلى داخل الغرفه الزجاجية كان هناك سلم مضيء يتجه إلى الأسفل، نسمة من الهواء هبت من الأسفل مما أثار دهشتي واغلق الباب الزجاجي خلفي .. ولكنني حاولت أن أتشجع ونزلت إلى الأسفل ،، شعرت ان خطواتي مرتعشة .. ولكنني عندما وصلت إلى نهاية الدرج الرائع .. رأيت مشهدا أروع من الخيال ، طريق ممهد على جانبيه أشجار ضخمة جذوعها خضراء داكنة وأوراقها بيضاء وزهورها وردية اللون عجيبة ... رائعة ... لا توصف بمجرد كلمات عادية ...... سرت في الطريق واقتربت من رجل كان يقف بعيدا ،، كان مسناً يرتدي زيا أبيض وله لحية بيضاء ويمسك بيده عصا بيضاء بها أشياء تلمع ... وعندما اقتربت كفاية وقفت أمام الرجل منذهلة فقال بصوت عميق : - إذا كانت سيدة ايموكيا تريد المرور فعليها الإجابة على السؤال السهل أولا .. أصغيت لكي استمع إلى السؤال : - ما معنى كلمة ايموكيا ؟؟؟ شعرت بفشل ذريع فلم أفكر أبدا أن أسأل عن معناها مع انني سمعتها كثيرا ولكنني قلت باسمة : - أرجوك غير السؤال ... قال الرجل المسن بهدوء : - الإجابة عندك ولكنك لم تعرفيها .... نظرت حولي لم تكن هناك سوى الأشجار فقلت : - تعني ... الشجره ؟؟ - سأعطيك فرصة أخرى يا سيدة الايموكيا وأرجو أن لا تكون اجابتك خاطئة لأنك سوف تعطينني القلادة وستعودين ... حدقت بالقلادة لدقائق ورأيت الضوء الأزرق قبل أن أقول بتردد ويأس : - الجوهرة الزرقاء؟؟ اقترب الرجل المسن وأعطاني مفتاحا ثم اختفى في الحال مما أصابني بالدهشة والخوف معاً .. ولكنني علمت أن الله ألهمني الإجابة الصحيحة ... وسرت في الطريق الطويل فرأيت في نهايته مزرعة خضراء رائعة وكوخا كبيرا واصطبل خيول فارغ .. وفنار صغير ( منارة) فوق تلة صخرية مرتفعه... وصلت عند المزرعة كان حولها سياج خشبي عالٍ وكانت بوابتها مغلقة ففتحتها بالمفتاح الذي اعطانيه الرجل المسن ... عندما دخلت إلى المزرعة لم يكن هناك أي شخص ... ووصلت إلى المنزل ووقفت امام البوابة ... كان الجو غريبا وكأنني أحلم .. نعم ، يبدو كحلم عجيب جدا ... قبل أن أطرق الباب فتح ولد صغير له شعر أشقر ناعم وكان الطفل جميلا جدا وقال بلطف ولصوته صدى غريب : - أعطيني عيدان الثقاب ،، فأنا أريد ان أشعل المدفأة لأن الجو بارد .. كان ذلك بمثابة لغز آخر .. فأنا لم احضر أي أدوات معي ... ودخل الولد الصغير مسرعا وتبعته ووقف أمام المدفأة ثم قال : - هل تصبحين أمي ؟؟ ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني مسحت على شعره فشاهدت شريطة لوريس التذكارية الحمراء .. وتذكرت كلماته " سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ..." وبسرعه خلعت الشريطة الحمراء من يدي ووضعتها داخل المدفأة .. ولكن شيء لم يحصل .. فقال الطفل الصغير بصوته الغريب : - أنت لا تحبين ذلك الشخص المحبة الكافية لإشعال الموقد ... واختفى الطفل ... أمام عيناي المذهولتين .. نظرت أبحث عنه فلم أجده ، ولم اجد تذكار لوريس أيضا، وشعرت ببعض الخوف .. هل أكون قد أخفقت ؟؟؟ ------------------------------------------------------------------------- ما هذا العالم الغريب ؟؟ تساءلت وانا أخرج خارج المنزل .. ما الذي علي فعله الآن ؟؟ نظرت نحو الفنار ،، إنه تذكار جاميان ،، لكن ... أنا لم أشعل المدفأه .. نظرت حولي بيأس .. ولكنني تذكرت الذين علقوا آمالا علي وتوجهت نحو التل الصخري .. كان مدخله عباره عن نفق ... وربما هو كهف ... عندما دخلت رأيت رجلا قويا يجلس حول كومة مشتعلة من الأخشاب ، كان يرتدي ثياب رجل رحالة وقبعة ويحمل حقيبة ظهرية ومعه بندقية ويضع قشة في فمه يتسلى بها ... ونظرت إلى النار وقلت : - سيدي هل يمكنك ان تعطيني شعلة من تلك النار ... نظر لي الرجل بطرف عينيه ثم قال : - يجب أن تعطيني شيئا بالمقابل .. كان رجل صاحب مصلحته ولكنني تلمست شريطة رايو وخلعتها ثم قلت : - يمكنني أن أعطيك تذكار الكهف ... إنه تذكار من محارب قوي! ابتسم الرجل وقال : - موافق ... مادام من محارب قوي .. فرحت كثيرا وربطت له الشريطة على ساعده ثم أخذت الشعلة وعدت إلى منزل الصبي الصغير ، دفعت الباب بسرعة ثم وضعت الشعلة على أخشاب المدفأه فاشتعلت وخيم ضوء احمر شاعري على غرفة المعيشة ورأيت الصبي يبتسم لي .. ثم اقترب الصبي الصغير مني ومد يده لي بجرة صغيرة .. أمسكت بها و نظرت بداخلها كانت هناك ذرات لماعه صغيرة زرقاء اللون وكانت تشع نورا خافتا بينما تكلم الطفل قائلا : - استعيدي قلادتك ... بهذا ... نظرت إلى رقبتي فرأيت القلادة مازالت معلقة وحولها شريطة جاميان .. فقلت : - ماذا تقصد ؟؟ عندما نظرت ثانية لم أجد الصبي ... وخرجت عائدة إلى الكهف مرة ثانية ،، بعد أن علقت الجرة في رقبتي مع القلاده، وكان علي الآن الوصول إلى الفنار ، ولم أجد الرحالة في مدخل الجبل وقد خبت نيرانه التي أشعلها ولكنني تابعت السير .. حتى وجدت طريقا صاعدا داخل الكهف المظلم .. آخر ذلك الطريق الصاعد شاهدت نورا فتوجهت نحو مصدر الضوء مباشرة ولكنني فوجئت بثعبان ضخم يلتف على الصخور.. عرفت أنها أصلة عاصرة فهي ضخمة لدرجة مهولة.... أصابني الذعر ووقفت أتأمل المنظر من بعيد ولم أجرؤ على اقتحام المكان بالطبع .. ولم أعرف ماذا أفعل وعدت أدراجي لعلي ألقى أي مساعدة .. سرت نحو المنزل مرة أخرى ووقفت في المزرعة ، في الحقيقة كنت أبحث عن الرجل الرحالة عله يساعدني للوصول إلى الفنار لأنني كنت متأكده من أنه لم يعبر للجهه الأخرى .. مادامت تلك الأصلة الضخمة تعسكر هناك .. من بعيد شاهدت الرجل الرحالة يحمل بندقيته ويسير في الطريق المليء بالأشجار ذات الجذوع الخضراء ...رفعت ثوبي الأنيق وركضت بسرعة محاولة اللحاق به ولكنه كان يبتعد بطريقة غير عادية فقررت استخدام حنجرتي وصحت : - هييييه !! ايه السيد الرحالة ... انتظر ... أرجوك ... أرجوك ... لم يبد انه سمعني ... وتعبت من الصراخ والجري في وقت واحد فتوقفت رغما عني وأنا ألهث ... التقطت أنفاسي بسرعة وعدت للركض حتى آلمتني معدتي وصحت : - ارجوك توقف ... ايها الرحالة انتظرني ... أخيرا سمعني فتوقف الرجل ونظر خلفه باستغراب ركضت حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وانا التقط أنفاسي المتقطعه، لم استطع الكلام من شدة التعب وجلست على الأرض بانهاك فقال الرحالة بغرور واضح : - ماذا تريدين من رحالة التاريخ الأول زاك ؟ ماذا لم اسمع باسمه من قبل ؟؟ هل يظن نفسه جيمس كوك ؟! ربما هو ماجلان ولكني لم أنتبه !! زاك؟؟ قلت بصوت متقطع : - الكهف ... - مابه؟ - هناك أصلة كبيرة تقف عند مدخله الآخر ... نظر لي باستغراب وقال ببرود : - وماذا علي أن أصنع لك؟ قلت : - أرجوك ساعدني ... أريد الوصول إلى الفنار... سار الرحالة زاك مكملا طريقه وهو يقول : - لن يمكن لأي شخص التغلب على الأصلة .... إنها هنا من آلاف السنين .. أرعبني كلامه وقلت بتوتر : - ماذا تعني ؟ هل تقصد أنني لن أمر إلى الفنار؟ - يمكنك صعود الجبل ... سيستغرق ذلك ثلاث ساعات فقط ... الجبل؟ لقد كانت لدي تجربة سابقة في التسلق... ولكن .. كان ذلك الجبل الذي يقع خلف المنزل شاهق الارتفاع .. سألت : - وأنت .. إلى أين ستذهب ..
توقف الرحالة ونظر إلى من تحت قبعته نظرة ملل وبغض وقال : - أظن أن هذا ليس من شأنك ... كما انني لست متفرغا لمساعدتك يا آنسة .. أنا رجل مشغول ولدي مهمة أقوم بها .. قلت بتوتر: - ربما انا جزء من مهمتك ... فلماذا لا تساعدني ؟؟ هز رأسه نفيا وقال : - أنا أعرف مهمتي جيدا ... وأعرف ما أود القيام به ... إلى اللقاء .. بالفعل كان رجلا صعبا و سيئا .. حتى أن طريقة كلامه كانت غير لبقة أبدا وأخلاقه ليست من أخلاق الرحالة الحقيقيين وتركني وسار بعيدا .. ربما هوعضو فريق كشافة وحسب ... لا بأس .. أنا أيضا معتدة بنفسي .. سأتسلق الجبل ... على الرغم من أن هذا مستحيل بالفستان الذي أرتديه .. ليتهم أعطوني فرصة لارتداء شيء أكثر عمليه .. لقد كنت أظنه اجتماعا عاديا ... قمت بتمزيق الطبقة المزركشة العليا من فستاني ومزقت الذيل الذي يجر على الأرض فقصر فستاني بعض الشيء ،، ثم مزقت طرف كمي الحريري الذي يغطي كفي ... لم أجد شيئا آخر لكي أمزقه .. ما كل هذا القماش هل أظن نفسي سيدة الإيموكيا المريرة !! في هذا المكان يجب ان أكون أكثر عملية لأن المظاهر لن تنفعني .. لكنني أصبحت مريعة .. ورفعت شعري بقماشة ممزقة ثم ركضت عائدة إلى الجبل .. لم أعد بالطبع إلى الكهف .. لأنني مرتعبة من الأصلة الكبيرة .. وتوجهت رأساً إلى الجبل ثم بدأت أتسلقه ... بعد أن صعدت بصعوبة مسافة كبيرة كانت ماتزال نقطة الالتفاف للجهة الأخرى بعيدة جدا وشعرت بالعطش الشديد ولكنني لم أبالي به وواصلت الصعود .. أخيرا وصلت إلى نقطة المرور وبدأت بالنزول بعد أن تأملت الفنار بغيظ لبعض الوقت وتساءلت .. لم جاميان صعب هكذا؟؟ حتى شريطته لن استعملها إلا بعد أن تتقطع أنفاسي أولا ... مر الكثير من الوقت وشعرت بانهاك لا مثيل له .. وأخيرا وصلت للأرض ثم صعدت التلة الصخرية بتعب أكبر .. ومع انها كانت مجرد مرتفع إلا أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ... وارتميت على الأرض وأنا التقط أنفاسي ... وأتخيل أي زجاجة مياه قريبة ... بعد وقت قصير وقفت لأتابع مهمتي .. ولكنني فوجئت بالرجل المسن يقف أمامي مرة ثانية وقال بصوته العميق : - لكي تمري يا سيدة الإيموكيا عليك أن تجيبي على السؤال الصعب .. زفرت بضيق فقال الرجل المسن : - من هو الذي سرق قلادة الايموكيا .. من شعب ايموكيا؟؟ قلت بيأس وانا أحاول تذكر الاسم الذي أخبرني به الرئيس أثناء حديثه : - حدث ذلك قبل آلاف السنوات ... أنا لا أعلم .. نظر الرجل المسن نحوي باستغراب وقال : - لا أصدق أن سيدة ايموكيا لا تعرف ... أنا متأسف جدا ولكنك يجب أن تسلميني القلادة.. يالهذا العجوز الخرف! لماذا لم يقابلني قبل أن يتعكر مزاجي وأصعد الجبل !! شعرت بالضيق وقلت : - يجب ان يكون الفاعل سارقا و********************************ا ولا يستحق أن نعرفه ... ولكن الرجل المسن اقترب ومد يده لكي أعطيه القلاده ... -------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:23 pm
اليوم سانزل لكم جمييييييع البارتات وغدا ان شاء الله سوف انزل البارت الاخير والاروع في هذه القصة
------------------------------------------------------------------- عندما جئت لأخلعها رأيت الجرة الصغيرة فخلعتها وأعطيتها للرجل المسن فقال : - حسنا ... سوف تمرين .. ولكن لا امتياز بدون إجابه .. اختفى الرجل المسن ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ من شدة الفرحة وتابعت طريقي بتفاؤل كبير ... ولكنني لم أفهم ما حكاية الامتياز تلك .. وصعدت إلى الجهة العليا حيث رأيت الفنار فوق ربوة ، وأمامها شاطيء أزرق رائع .. قلت في نفسي : " لم يتبق سوى تذكار جاميان... علي إذا أن اتوجه إلى الفنار" وهكذا بسرعة كبيرة ركضت نحو الفنار بتفاؤل كبير ولكنني عندما وصلت إلى بوابتها وجدتها مغلقة ... لم أعرف ماذا أفعل وحاولت فتحها أكثر من مرة فلم أستطع .. جربت كل شيء .. وطرقت الباب أيضا .. مشيت قليلا ثم وقفت عند الشاطيء .. ليست هناك أي سفن وكان الفنار لا يعمل ، تساءلت .. ماذا عن هذا العالم ؟؟؟ هل سيأتي الليل قريبا أم أنه هكذا دائما ..؟ عدت ركضا مره أخرى حتى وصلت إلى الكهف .. نظرت بحذر فقد كنت الآن في جهة الأصلة مباشرة .. نظرت جيدا لكنني لم أشاهد الأصلة ... دخلت عند بداية الكهف ولم أجد الأصلة ، كنت خائفة ولكنني اردت اكتشاف هذا فأنا لا استطيع فتح بوابة الفنار .... شعرت أنني في لعبة الكترونية وهناك شيء مفقود في الحلقة !! علمت أنني لم أجب عن سؤال الرجل العجوز والمفترض أنه كان سيعطيني مفتاح الفنار كما فعل في مفتاح المزرعة ... ظللت أحوم حول المكان بلا فائدة .. والأصلة اختفت حتى أنني عدت إلى المزرعة والمنزل من جديد .. لم يتغير لون السماء مع أنه قد مضى الكثير من الوقت وعدت إلى الكهف ثم إلى الفنار مرة أخرى ... شعرت بغيظ شديد لأنني تكبدت كل هذا العناء لتسلق الجبل في النهاية تختفي سيادة الأصلة بدون مقدمات ... وقفت أمام الفنار بيأس وفكرت في تسلقه لكن ذلك كان مستحيلاً .. نظرت إلى ايموكيا ، كانت ماتزال تشع ذلك الضوء ولم استشف أي حل.. ولذلك ركضت حول الفنار مرتين أو ثلاثة .. وعندما تعبت جلست على الأرض خلف الفنار وتذكرت جاميان ، تذكرتهم جميعا عندما اعتمدوا علي ّ ،، لأن أكثر موقف أكرهه هو الهزيمة ... لعبت في الحشائش بملل فاصطدم بيدي مفتاحا كبيرا ذهبي اللون ، بكل الترقب والسعادة أخذته ونظرت حوله بعناية ربما يوجد شيئا آخر .. لم أجد شيئا وركضت بسرعة نحو بوابة الفنار .. لكن المصيبة أن المفتاح لم يفتح بوابة الفنار ،، لكنه مفتاح شيء ما بالتأكيد .. درت حول الفنار ولكني لم أجد أي مهنة لذلك المفتاح ، ولهذا عدت إلى المنزل مرة أخرى مارة بكهف الأصلة ... التي ذهبت للتنزه بعيدا .. وقفت أمام المنزل ثم دخلت .. المنزل كان بسيطا جدا وكل الأدراج الموجودة فارغة ومفتوحة ولا تحتاج إلى مفتاح .. الطابق الثاني كان عبارة عن سقيفة بها صناديق فارغة وبعض العلب التي يغطيها الغبار .. خرجت خارج المنزل ودخلت إلى أصطبل الخيول الفارغ .. كان يملأه الغبار ولا أحدثكم عن خيوط العنكبوت التي تنتشر في كل ركن وبين كل عمودين خشبيين ،، ولذلك بدا أن المكان عادي جداً وليس هناك شيء يستحق مفتاحا ذهبيا ً .. سمعت صوت شيء ما يدخل خلفي ففزعت وتخيلت الأصلة تزحف خلفي ولكني نظرت فرأيت الرجل الرحالة وهو يدلف إلى المكان ثم قال : - ألم تشاهدي هنا كرة زرقاء ومسحوقا أزرق ... لم أفهم شيئا وقلت : - المكان فارغ ... ابتسم الرجل الرحالة وخلع قبعته ثم حدق في سقف المكان وقال : - أنا أبحث عن المسحوق الأزرق ... نظرت له باحتقار وقلت : - حسنا ... ابحث لوحدك .. سرت متوجهة إلى بوابة الأصطبل فقال : - وأبحث عن مفتاح ذهبي سقط مني .. نظرت إلى المفتاح الذهبي في يدي واستدرت بمواجهته ثم قلت : - حسنا ... المفتاح معي ولكنني يجب أن أدخل إلى الفنار .. فهل معك مفتاح الفنار؟ ابتسم الرجل وعاد ينظر إلى السقف وهو يقول : - ليس للفنار مفتاح .. قلت بغيظ : - أذن تريد مفتاحك الذهبي لترحل وتتركني هنا بلا مساعدة .. نظر الرحالة إلى قلادتي ثم قال : - لديك مساعدة .... نظرت إلى القلادة وقلت : - أنا أحاول مساعدتها ... وهي لا تساعدني فيي شيء ... مد الرجل الرحالة يده وقال : - أعطني المفتاح وسأخلصك من الأصلة التي تسد باب الكهف .. ياله من نذل !! ضحكت بسخرية وقلت : - لا شكرا يمكنني تدبر أمرها .. انا أريد مفتاح الفنار ... - أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. كنت أود قتل نفسي وقلت بعصبية : - لا مزيد من الألغاز فأنا لا أفهم شيئا .. تركني الرجل الرحالة وخرج خارج الأصطبل ثم ارتدى قبعته وقال : - الرحالة الأول الرائع زاك يساعدك في العثور على الكرة الزرقاء ولكنك لا تفهمين .. قلت بعصبية : - الرحالة زاك يساعد نفسه في العثور على الكرة الزرقاء ... عاد الرحالة زاك ينظر إلي بفضول ثم قال : - أعطني المفتاح الذهبي وسأعطيك الكرة الزرقاء ... قلت وأنا أضغط على أسناني من الغيظ : - وكيف ستعطيني الكرة الزرقاء وأنت لم تجدها بعد ؟ فتح الرحالة زاك حقيبته وأخرج منها كرة زرقاء عجيبة وكأنها كرة من ماء البحر وقال بغرور : - الرحالة زاك القوي يحتفظ بالكرة الزرقاء ولكن ليس بالمسحوق الأزرق .. أمسكت بالمفتاح جيدا وقلت : - وماذا أفعل بها؟ - ستعطينها لحارس الفنار .. ومن ثم سيسمح لك بالدخول .. - هل تخدعني ؟ - بالتأكيد لا .. - وماحكاية المسحوق الأزرق هذا؟ - مسحوق عجيب ومهم لكنني سأعثر عليه .. لأنه أقوى من الكرة الزرقاء .. لم أفهم شيئا وتبادلت الكرة بالمفتاح .. في كل الأحوال أنا لن أفعل شيئا بالمفتاح وتأملت الكرة للحظة وسألت : - أين أجد حارس الفنار إذا؟ لم أسمع أي شيء ونظرت حولي فلم أر أي أثر للرحالة غريب الأطوار ... تعجبت بأنه اختفى فجأة هكذا .. وحملت الكرة بحرص كانت مثل الهلام ... مررت من الكهف بصعوبة وأنا خائفة أن تسقط الكرة وتنفجر .. كانت متوهجة ولم ألحظ ذلك إلا عندما دخلت الكهف المظلم ... عندما خرجت وقفت أمام الفنار ولم يكن هناك شيء وهبت ريح قوية .. ماذا أفعل الآن!! لا يوجد أي حل آخر ونظرت إلى الشاطيء بحيرة .. ليست هناك أي منازل أخرى ... والجبل صعدته من قبل ولم تكن به أي كهوف .. ربما توجد كهوف في الجهة الأخرى ولكن .. هذا المكان عجيب جدا ... لا يوجد هنك حارس للفنار ... الفنار مهجور .. عدت إلى الكهف ولكنني قبل أن أصل كانت الأصلة المتوحشة تعشش على مدخل الكهف مجددا .. زفرت بيأس وخوف .. متى جائت تلك الأخرى!! نظرت على سطح الكرة ... كان مرسوم عليها أصلة ضخمة وتمتمت : " مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار " - - - - - - - - - - - - - - - مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار " نعم مستحيل ... لقد اختفت لفترة وتركتني أعبر .. كنت أقف على مسافة بعيدة جدا عن الأصلة خلف الصخور وأنا أفكر .. وفوق رأسي شعرت بصوت غريب .. نظر بسرعة ثم صرخت بفزع وأنا أرى الأصلة تقترب من الأعلى وركضت بسرعة ابتعد ولكنني سقطت فوقعت الكرة من يدي وانفجرت وخرج السائل الأزرق بداخلها .. عندما انفجرت الكرة ظهرت رائحة عجيبة ومنفرة تشبه رائحة الكبريت أو ربما مادة كيميائية عجيبة وابتعدت قبل أن ألمس السائل الأزرق وشاهدت الأصلة تبتعد مسرعة عن المكان برمته هربا من الرائحة .. لقد كان الرحالة النذل زاك يعرف أن الأصلة تهرب من رائحة المادة الموجودة داخل الكرة ... انتبهت للسائل الأزرق .. كان هناك مفتاح داخل الكرة وظهر عندما انفجر السائل الموجود بداخلها .. شققت قطعة قماش من فستاني المسكين وحاولت أن أمسك به المفتاح وحملته بعيدا ثم غسلته بماء البحر تحسبا لتلك المادة .. عدت إلى الفنار مجددا ووقفت أمام بوابته .. جربت المفتاح الأزرق .. لم أصدق نفسي وأنا أرى المفتاح يدور داخل البوابة ، وفتحت البوابة ولكن ضوء قويا شع أمام وجهي وشعرت بشيء يخطف القلادة ويقطعها من فوق رقبتي .. حاولت أن أدافع عن القلادة ولكنني لم أكن أرى شيئا أبدا .. وعندما اختفى الضوء شعرت بهزة قوية تحت قدماي ، وكأنه زلزال .. واغلق باب الفنار خلفي ثم توقف الزلزال .. تحسست القلادة في رقبتي فلم أجدها .. شعرت بغضب وألم حقيقيين وصعدت درج الفنار الضيق بسرعة حتى وصلت إلى الأعلى في الحجرة المستديرة .. وعندها تذكرت فجأة أن الملك قال لي أن سارق ايموكيا كان يدعى الحارس المناور وكان معه الشياطين ، يالغبائي !! كيف لم اتذكر! قلت بصوت عال لنفسي : - نعم .. الحارس المناور يالي من غبية كبيرة!!! جلست على الأرض بحزن شديد وانا اعرف أنني فرطت في القلادة ،، وعندها ظهر الرجل المسن أمامي فنظرت إليه بحزن ثم قلت : - كنت أعرف إجابة سؤالك لكنني لم أتذكرها سوى الآن .. ابتسم الرجل المسن وقال بلطف : - كنت أعلم أنك تعلمين ... ولذلك ستستعيدين قلادتك لأنك فتاة متحمسة .. فقط لم يتبقى سوى أن يعمل الفنار مجددا .. لأن ضوءه سوف يغمر كل المناطق المظلمه ... ثم وضع الجرة الصغيرة في يدي مرة ثانية ورأيت الطفل الصغير يقف إلى جواره ويبتسم .. وقفت وقلت بفرح : - سيدي .. شكرا لك .. هز الرجل المسن رأسه موافقا ثم تركني ونزل درج الفنار وخلفه الطفل الصغير .. وتابعتهم بنظراتي حتى اختفيا وتساءلت : " والآن ماذا ؟؟ كيف سأستعيدها ..؟؟ " صعدت إلى كشاف الفنار كان ضخما ولكن كان بمنتصفه شرخ كبير وهذا مايجعله غير قادر على العمل ، ربما .. واقتربت منه بهدوء ثم تفحصته،، لامجال لإصلاحه الآن بالتأكيد .. وعندما نظرت من النافذة الكبيرة شاهدت الشاطيء الجميل يمتد أمامي إلى مالا نهاية .. ويبث في نفسي أملا عجيبا ، وعندما نظرت إلى الطاولة الصغيرة رأيت الكتاب الذي أهدته لي والدة جاميان .. للحظات فقط ثم تلاشى من أمام ناظري ،، تذكرتها فدمعت عيناي .. وقلت في نفسي .. هل كان يجب علي أن أحضر الكتاب معي ؟؟ لقد احترت كثيرا وأصابني الصداع ولكنني أوشكت على النهاية بالفعل ... نظرت إلى الجرة المعلقة ورأيت المسحوق اللماع ... كان أزرق اللون وتساءلت إذا كان هذا هو المسحوق الذي كان يتكلم عنه الرحالة .. واقتربت من المكان الذي رأيت فيه الكتاب ووجدت شقا في الطاولة ... لم أفهم ما السبب .. وراودتني فكرة غريبة .. تذكرت فجأة كلام الرحالة عندما قال : " أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. " نظرت داخل الشق بحذر ثم سكبت قليلا من المسحوق اللماع الموجود داخل الجرة وفي الحال رأيت الشق يلتأم وعادت الطاولة كما كانت .. اعجبني الأمر ولكن ؟؟ ماذا بعد ...؟ ماذا افعل الآن ؟؟
درت بعيني في غرفة الفنار الضيقة،، وتذكرت الكشاف الكبير ... هل يجب علي إصلاحه ؟؟؟ نعم ... قال الرجل المسن أن علي ان أجعل الفنار يعمل مجددا .. لم انتظر مزيدا من الوقت وصعدت نحو الكشاف الكبير وأخذت الطاولة وقفت عليها حتى اتمكن من الوصول لمكان الشرخ المرتفع .. كان الكشاف كبيرا جدا ... في بداية الشق سكبت ما تبقى من المسحوق اللماع فجرى المسحوق في الشق الكبير وبدأ الزجاج يلتأم مره ثانية .. كان شكله رائعا بعد أن أصلحته .. ولكن ؟؟؟ ماذا ؟؟ لم يحصل أي شيء ؟؟ هل كان استنتاجي خاطئا ؟؟ في كل الأحوال لقد انتهى المسحوق اللماع ولم يتبق المزيد منه .. نزلت من فوق الطاولة وأعدتها إلى مكانها .. وتأملت الكشاف بغيظ ثم تذكرت فجأة ،، إنه عالم خيالي ولكن .. النار .. لم استطع اشعالها إلا عندما امتلكت نارا حقيقية ولم تشتعل بالتذكار.. والرجل الرحالة .. لم يقبل الشريطة كتذكار إلا عندما علم أنها لمحارب قوي ،، هناك أشياء مرتبة منطقياً .. على الرغم من أن هذا المكان أبعد مكان عن المنطقية .. فكرت ... كذلك ضوء الكشاف الكهربائي الضخم .. يجب أن يكون موصولا بمصدر كهربائي .. بحثت عن وصلات كهربائية حتى وجدتها كانت وصلات ضخمة جدا .. ولكنني لم أعرف أين أضعها ،، بحثت بقلق وبسرعة ،، لكن لا فائدة .. إحباط في كل دقيقة تواجهني ولكن لا بأس ،، سأجد حلا .. نظرت أسفل الطاولة فوجدت وصلة كهربائية متصلة بالجدار ،، أبعدت الطاولة ونظرت إليها ولكنها لم تكن متطابقة مع الوصلة التي كانت معي .. حاولت إدخال وصلة الكشاف في المصدر ولكن ذلك كان مستحيلا .. هناك فتحتان في المصدر والوصلة التي معي لها ثلاثة رؤوس .. كيف أخلع واحدة من هذه ؟؟ ساعدني يا إلهي .. حاولت كسرها بيدي ولكنني لم أفلح وآلمتني أصابعي بلا فائدة .. وبدأت بالبحث مجددا عن أي شيء .. ولكن بلا جدوى فجلست منهكة على الأرض من كثرة التفكير والبحث ومسحت عيني بعنف فقد كانت تؤلمني .. بعد قليل نزلت درج الفنار مرة ثانية ... إن ذلك المكان يشبه كوكب الأرض إلى حد كبير .. نظرت من نافذة السلم ورأيت سلكا كهربائيا غير معزول يمر من فوق الفنار ويأتي من الجبل .. لم أنتبه له من قبل .. حسنا .. هذا السلك الكهربائي هو حل مشاكلي .. نظرت لبوابة الفنار كانت ما تزال مغلقة وصعدت للأعلى مرة ثانية وشددت الأسلاك وبدأت أسحبها وأحرر التشابك بينها .. سحبتها وكانت طويلة كفاية لتصل إلى الأعلى .. وخلعت القابس ثم سحبت العازل من فوق السلكين فأصبح جزء منهما مكشوفا فلويت الجزء المكشوف وشكلته على شكل رأس سنارة الصيد حتى يمكنه التعلق بالسلك الرئيس ، ثم وقفت عند النافذه ومددت السلكين نحو السلك الرئيسي بعد أن ابعدتهما عن بعضهما .. في البداية لم يصلا لأن السلك الرئيس كان بعيدا ،، فصعدت فوق النافذه وكدت أنزلق بسبب ثوبي .. كان ذلك العمل خطيرا جدا ولكن كان علي القيام به .. وبالفعل وصل السلكين إلى السلك الرئيس وتلامست الأسلاك المكشوفه فانبعثت شرارة صغيرة ... أضاء المصباح القوي، و كان يضرب نوره داخل الغرفة العليا المستديرة وذكرني ذلك الضوء بالضوء القوي الذي أعمى عيني في البداية عندما دخلت إلى داخل الفنار وأخذت مني القلادة ايموكيا ،، وببطء توجهت نحوه وبدأت توجيهه بحذر للخارج وأنا أتحاشى لمس الأسلاك .. كان صعبا وكبيرا وبذلت مجهودا كبيرا جدا وآلمني ظهري ولكنني صممت على ذلك .. وبالفعل ... وجهته نحو الشاطيء وشعرت بزلزلة قوية جدا .. سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة .. ------------------------------------- يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:25 pm
سامحوني اذا زودت عليكم ووجعت لكم عيونكم سوري
البقية : - سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة .. الفنار .. إنه يتهدم فوق رأسي بعنف وقسوة .. ماذا يعني ذلك ؟؟ ولماذا ؟؟ تساءلت بقلق داخلي ماذا كان علي أن أفعل ؟؟ فجأة توقفت الاهتزازات وفتحت عيني بحذر كانت القلادة قد سقطت على رأسي .. أمسكت بها بسرعة .. ولكن الوقت قد أصبح ليلا ولم أر سوى ضوء الكشاف وقد بدأ الكشاف الكبير يتحرك يمينا ويسارا ببطء .. وقفت بصعوبة ونظرت من النافذة الأخرى فشاهدت شاطئا مختلفا ومنازل جميلة .. لقد تغير المكان تماما .. مسحت الدماء عن أنفي بقطعة متسخة من ثوبي .. ونزلت من الفنار بسرعة وأنا أمسك القلادة بيدي ولم أصدق فقد كانت البوابة مفتوحة .. خرجت بسرعة إلى المدينة الجميلة وشاهدت أشخاصا كثيرون قد تجمعوا في المكان وينظرون إلي باندهاش وذهول .. كانت عيونهم تشبه القطط .. هل عدت؟؟ نظرت إلى القلادة في يدي .. هذا يعني أنني لم أفشل بتاتا .. كانت ماسة القلادة قد انطفأ ضوءها الأزرق و أصبحت زرقاء بالفعل ولم تعد شفافة كما في السابق ، ورأيت الصفوف تنشق ليظهر في البداية جاميان الذي ركض نحوي بفرحة .. وهو يصيح : - لندا ... لقد نجحتي ... ولكن جاميان حدق بي للحظة ولثوبي باستياء وقال : - هل أنت بخير؟ ابتسمت ورأيت جيرودا والباقين يركضون نحوي .. التفوا حولي جميعا وأخبروني أنهم فخورين بي جميعا،، ثم رأيت مركبة رئيس ايموكيا تقترب وهو ينظر إلي بامتنان وهتف جاميان بفرحة غير طبيعية بعد أن شاهد شريطته البيضاء ماتزال حول عنقي : - لم ستخدم تذكاري ... لم تستخدمه .. لم أفهم سر سعادته وابتسم لوريس ثم قال : - لكنه اتسخ وأصبح قبيحا .. أمسك جاميان برأس لوريس الذي تكلم جيدا وقال بمزاح : - أنت لا تنطق إلا الأشياء الشريرة .. ضحكنا جميعا عليهما وخلف مركبة الرئيس عدنا إلى القصر ، كان الاحتفاء بي مذهلا هناك وسار حولي كم كبير من الأشخاص .. وجلس الرئيس ثم قال بسعادة : - شكرا لك على مساعدة شعب ايموكيا .. قلت باندهاش : - لكن ... هذا الفنار لم يكن موجودا من قبل ... أليس كذلك .. - هذا صحيح ، إنه شعاع الأمل لشعب إيموكيا ... هناك أشياء كثيرة لا يمكنني شرحها ... يوجد من هذا الفنار ثلاثة آخرون يمكنهم تحقيق الأمنيات .. ثم نظر إلى الشريطة المعلقة على رقبتي وقال باسما : - جاميان فقط هو الذي بقي معك ... أليس كذلك ؟؟ تطلعت إلى الشريطة ثم القيت نظرة على وجه جاميان الذي كان يتكلم مع رايو ولوريس وجيرودا بعيدا عنا .. وقلت : - أنا متعجبة أنني لم أستخدم تذكاره مع أن .. صمتت بخجل فقال الرئيس باسما : - مذكور في كتاب الايموكيا أن الشريطة التي تبقى مع الفتاة في النهاية هي دليل على الشخص الذي تحبه في الحقيقة .. احمر وجهي من خجل فقال الرئيس : - إنه شاب ذكي ولطيف .. أليس كذلك؟ قلت بخجل : - هذا صحيح ... وسألني الرئيس : - الآن أتمنى منك أن تطلبي مني أي شيء تريدينه .. تساءلت : - هل أستطيع العودة إلى الأرض؟؟ هل يمكنني ذلك .. ابتسم الرئيس وقال: - بالتأكيد على الرغم من أننا سنفتقدك كثيرا هنا .. قلت وأنا انظر نحو جاميان : - وأريده أن ياتي معي .. وكذلك جيرودا .. ثم اعطيت القلادة ايموكيا للرئيس وكانت قد أصبحت جوهرة زرقاء وليست شفافة .. وقال الرئيس : - ستبقين بعض الوقت .. يجب أن نودعك وداعا لائقا بك ، يا .. ملاك نصرنا .. ابتسمت وإيماءة موافقة ... وبعد أن عدت الى غرفتي نمت طويلا وحلمت حلما جميلا لأول مرة منذ وقت طويل، واستيقظت في الصباح .. بدلت ثيابي وتناولت الفطور بصحبة الأميرة راما ، وعندما خرجنا خارج الجناح الذي أقيم فيه لم أصدق ما تراه عيني .. هناك احتفاء كبير بي يصيبني بالخجل والدهشة ، الزينة منتشرة في كل مكان والجميع بانتظاري ، وفي الخارج كان سكان ايموكيا يحملون شعارات مشجعة جدا وقد كتبوا اسمي عليها وكأنني زعيمة مدينة .. ضحكت بسعادة ... وقابلت جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا رسميا انيقا،، وضحكت لأول مرة أراهما بذلك الإشراق والبهاء .. بلا دروع ولا أسلحة.. تقدم رئيس ايموكيا وأعطاني كتاب والدة جاميان .. دمعت عيناي مرة ثانية ، وضممت الكتاب وكأنه جزء مني ثم اقتربت راما وقالت : - اسمحي لسكان ايموكيا بتقديم هذا التذكار لك .. ثم وضعت قلادة إيموكيا حول عنقي ..
نظرت باستغراب ولكن الرئيس قال : - لقد حصل سكان ايموكيا على السر الذي كان مخبأ داخلها وهي الآن ستبقى معك .. سمعت تصفيقا حارا من كل الحضور وتأكدت أن وجهي الآن أصبح أحمرا جدا فانا أعرف نفسي عندما أخجل .. وتمتمت : - هذا شرف كبير لي ... وخرجنا جميعا إلى الشارع وركبنا مركبات رائعة وسط حماس سكان ايموكيا الشديد وجلس جاميان إلى يساري وجيرودا عن يميني وحلقت المركبات بعيدا جدا ، وقال جاميان يخاطب جيرودا : - لوريس ورايو في المركبة التي خلفنا مباشرة .. نظر جيرودا ولوح بيديه .. فقلت باسمة : - لقد كونتما صداقات بسرعة .. ضحك جيرودا وهمس في أذني : - لقد كانوا سيقتلون بعضهم بالأمس .. قلت باندهاش : - لماذا ؟؟ اقترب جاميان وقال لجيرودا ضاحكا : - لقد سمعتك .. ولا اريدك أن تخبرها بالمزيد .. - حتى لا تشقني إلى نصفين أعرف !! قالها جيرودا مقاطعا كلام جاميان وضحكت بشدة بينما نظر جاميان بغيظ نحو جيرودا الذي كان يضحك هو الآخر .. واتجهنا نحو مبنى كبير كان معلقا على قواعد معدنية ضخمة ،، كان منظره مدهشا حقا بلا مبالغة ، انفتحت بوابة كبيرة ودخلت مركبة الرئيس السوداء تبعتها المركبات الأخرى ونحن بالتأكيد .. بعد لحظات داخل نفق كبير توقفت المركبات وهبطت على الأرضية .. وترجلنا جميعا وتوقفت أنظر إلى الأضواء البيضاء الخافتة داخل النفق المعدني وقال جاميان وهو يتطلع نحو جيرودا : - انه يشبه نفق العمليات إكس .. - صحيح ! لم أفهم شيئا بالطبع وشاهدت لوريس وخلفه راي ورايو يقتربون من جاميان وجيرودا وقال رايو : - هيا .. هل ستتأملون طويلا .. الحقوا بنا .. سرنا بصمت خلفهم وهمس جيرودا لي : - الآن سوف تعودين إلى الأرض .. وقفت فجأة ونظرت إلى جيرودا فتوقف جيرودا وأدى إلى توقفهم جميعا وقال : - مالأمر ؟؟ - هل سأذهب بمفردي ؟؟ نظر جاميان نحو جيرودا وقال بعصبية : - هل أخبرتها ؟؟ لم أفهم شيئا ونظر جيرودا نحو جاميان بحدة ثم قال وهو يتابع السير: - أنا لم أخبرها بأي شيء مما يجول في رأسك .. سار الجميع خلف جيرودا الغاضب فقال جاميان وهو يأخذني معه : - لا تخافي سأخبرك بكل شيء .. سرت بصمت خلف جاميان والآخرين حتى وصلنا إلى القاعة .. قاعة كبيرة بها مقاعد وأجهزة وعاملين كثر ورأيت الرئيس يلوح لي فذهبت إليه .. عندما وقفت أمام الرئيس مباشرة قالت الأميرة راما : - آنسة لندا ، أرجو أن تنظري إلى تلك المركبة الصغيرة .. نظرت إلى ما أشارت فشاهدت مركبة مثلثة الشكل تقف وسط القاعة ولها لون فضي وبعض الخطوط الزرقاء .. عندها قال الرئيس : - ستأخذك هذه المركبة إلى هناك .. وطنك ، الأرض لكنك ستذهبين بمفردك أولا قلت بتوتر : - لماذا ... ألا تتسع لنا جميعا ؟؟ - لا .. أنها تتسع لشخص واحد فقط .. - هل تقصد سيادتك أنني سأقودها ؟؟ - أنت لن تفعلي ذلك حقيقة ولكن .. صمت الرئيس لبضعة ثوان وأقبل رجل يرتدي معطفا أخضرا داكنا وقال بصوت ولهجة غريبتين جدا : - اسمحي لي يا أنستي أن أعرفك على النظام الجديد .. سرت خلف الرجل صاحب المعطف وصعدنا إلى المركبة فقال وهو يفتح البوابة: - انظري بالداخل .. ألقيت نظرة صغيرة وشاهدت مقعدا بالداخل ثم أخرجت رأسي وقلت : - هناك متسع لشخص واحد فقط .. نظرت بإحباط واقترب جاميان وقال : - أذهبي لندا ،، وثقي أننا سنلحق بك .. ضحك رايو وقال : - سنلحق بك جميعا ، ولكنني سأجدك قبل جاميان !! نظر جاميان مبتسما وقال : - أتحداك أن تجدها قبلي .. فأنا أعرف عنوان منزلهم !! من بعيد ابتسم لي جيرودا وشعرت ببعض التشجيع وأقبل الرئيس قائلا: - كل ماعليك فعله هو أن تأخذي المنوم وتنامي وبعد ساعات ستكونين في الأرض ،، لا أريدك ان تقلقي أبدا .. قلت بقلق : - ولماذا المنوم ؟؟ - سوف تمرين من خلال ثقب أسود ،، ولهذا فربما تشعرين بالغثيان والارهاق ركبت داخل المركبة وأمسكت جيدا بالحقيبة القماشية التي تحوي الكتاب،، وودعني الجميع بنظراتهم وكلماتهم الجميلة ،، واقترب رجل يرتدي معطفا وبيده ابرة ،، وتطلع جاميان إلي وقال : - لا تخافي إنها حقنة منومة لكي لا تشعري بشيء .. بقليل من الذعر أغمضت عيني وأخذت المنوم ،، ثم بدأت بالفعل أشعر بدوار غريب، دوار يجعلني لا أدرك ما يحصل حولي .. وأظن بعدها انني غفوت ... ----------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:27 pm
------------------------------------------------------------------ اندهشت كثيرا عندما رأيت صديقتي الهندية الجميلة " بريا " وهي تدلف إلى مطعم الفندق .. وتلوح لي من بعيد ،، لا أعلم كيف وجدتني ولكن ربما سألت عني ؟ أخيرا رأيتها بملابس عصرية جميلة بعيدة عن ثياب المشفى البيضاء ،، كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها .. أعجبني منظرها كثيرا فقد كانت رائعة الجمال ،، وعندما اقتربت مني ابتسمت بسرور وقالت : - كيف حالك ؟؟ لقد اشتقت إليك .. صافحتها ثم جلسنا في المطعم ،، أخبرتها بكل ما حصل معي وان عمي مايكل قادم لكي يصطحبني إلى انجلترا .. شعرت بريا بالحزن لأنني سوف أرحل بسرعة وقالت : - هل سأراك ثانية ؟؟ - أتمنى ذلك ،، ربما آتي لزيارة الهند مجددا .. وقمت مع بريا بنزهة في شوراع نيودلهي الجميلة وشاهدنا الأسواق والمباني السكنية، كنت اتطلع في وجوه الناس علي أرى جاميان أو جيرودا .. أنني لا أفهم حتى الآن كيف لم يجد أحدهم المكوك ،، هل قذفني من داخله وعاد ،، قلت لنفسي انني لا يجب ان أنسى أنني كنت مخدرة تماما .. يعني لا أعلم ماحصل .. سرت مع بريا وتساءلت : - ألم يعثر رجال الشرطة على الخاطفين ؟؟ نظرت إلي بريا باستغراب ولكنها قالت : - لا أظن .. إن قصتك غريبة جدا وكأنه حصل أمر ما غير طبيعي فيبدو أن تلك العصابة التي اختطفتك قد زورت لك أوراقا حتى يمكنها تهريبك ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تركوك في النهاية ؟؟ ألم يطلبوا فدية من عائلتك؟ تطلعت إلى بريا بإشفاق فهي تبذل مجهودا كبيرا لكي تحل اللغز .. ثم فكرت للحظات وقالت : - ربما .. قطعت حبال أفكارها وأنا أقول : - هيا بريا .. كفي عن هذا سوف تتعبين نفسك ،، علينا التوجه للمطار حتى نستقبل عمي مايكل .. أم انك لن تذهبي معي ؟؟ ابتسمت وقالت : - بالتأكيد سوف أذهب .. ولكن .. - ماذا ؟؟ - ذكريني بشيء أريد اعطاؤه لك قبل رحيلك .. نظرت لها باستغراب ونحن في طريقنا إلى المطار فتابعت : - أهالي بلدتي وجدوا حقيبة تخصك فلم يسلموها للشرطة ، لقد سلموها لجدي لأنه رئيس البلدة أخذها جدي ووجد بها كتابا غريبا يقول أنه لا يفهم منه شيئا.. ولذلك فهو معي وسوف أعيده لك .. شعرت بسعادة غامرة وقلت : - حقا ؟؟ هل هو معك ؟؟ لقد ظننت أنه ضاع مني ،، شكرا لك يا بريا .. قالت بريا بذكاء تحتال علي : - من أعطاك ذلك الكتاب ؟؟ ولماذا لم يأخذه منك الخاطفون ؟؟ ارتبكت فلم أتوقع سؤالها ذلك ولكنني قلت : - لقد كان معي قبل أن يقوم الخاطفون باختطافي .. لذلك .. لا أعلم كيف بقي معي ،، ربما لم يروا له أهمية .. - وربما اختطفوك من اجل أن يحصلوا عليه .. ولكن هناك سر ما متعلق بالخاطفين .. ألا تعتقدين ذلك ؟؟ لم أقل شيئا ولكنني شعرت بالامتنان لاهتمام بريا الشديد بي ... وتوجهنا إلى المطار وبقينا هناك ننتظر من الراكبين الهبوط من الطائرة .. من بعيد شاهدت عمي مايكل يقترب با سما وكان أنيقا جدا ووسيما أيضا ،، دهشت بريا وهمست عندما أشرت لها نحوه : - ظننت أنني سأرى رجلا عجوزا !! ضحكت واقترب عمي ثم ترك حقيبته على الأرض وعانقني بفرحة وهو يقول : - اشتقت لغاليتي الصغيرة كثيرا .. - وأنا أيضا .. كنت سعيدة جدا في الحقيقة .. وعرفته على صديقتي الهندية الجميلة بريا .. ثم توجهنا نحن الثلاثة خارج المطار عائدين إلى الفندق وأوصلتنا بريا ثم تركتنا وعادت إلى منزلها .. جلست في غرفة الفندق مع عمي الذي قال بمرح كالماضي : - تعرفت بسرعة على فتاة هندية ورائعة الجمال .. يبدو أنني سأبقى في الهند مدى الحياة .. ضحكت وقلت وأنا أسخر منه : - لن تقبل شخصا مثلك حتى ولو فعلت المستحيل أنها تريد شابا هنديا وسيما .. وليس انجليزيا أشقرا و بارد الأعصاب .. ضحك عمي مايكل وأمسك برقبتي وهو يقول : - يالك من شقية ،، أنا بارد الأعصاب؟؟ سوف أريك البرود الحقيقي قريبا !! تابعت مزاحي الثقيل معه كالعاده : - لن تتزوج انجليزيا احتل بلدها لقرون طويلة .. ضغط عمي مايكل على رقبتي برفق وقال ضاحكا : - ولماذا تصادق فتاة انجليزية ؟؟ ايتها المحتالة .. ضحكنا معا وترك رقبتي أخيرا .. تناقشنا كثيرا في كل ما حصل أثناء غيابي ،، وأخبرني بأغرب شيء سمعته في حياتي وهو ان عمي جوردن عاودته النوبة القلبية وكاد يموت عندما علم أنني مختطفة وأنه لا أمل في عودتي بعد مرور أيام طويلة على اختفائي .. تعجبت في أنه يحبني رغم أن ذلك لم يظهر عليه ولا مرة مذ ولدت!! قال عمي مايكل فجأة : - لندا أرجوك .. أشعر في عينيك أنك تخفي أمرا ما عني .. أنا أعرفك جيدا ،، هيا أخبريني مالذي حصل لك .. أنت تعلمين أليس كذلك.. انا أعد الأيام الطويلة التي اختفيت فيها وأعلم جيدا أنه من المستحيل أن يصيبك الإغماء كل تلك الفترة .. أليس كذلك ؟؟ لم أرد .. وشعرت أنني أرغب بالبكاء .. وتابع عمي قائلا : - هيا ؟؟ هل آذاك أحدهم؟؟ هل أحببت أحدهم وهربتي معه ؟؟ لا تخافي سوف أحفظ سرك .. نظرت له بغضب وقلت : - ماذا تقصد بانني هربت مع أحدهم ؟؟؟ هل أمثل مسرحية ********************************ة !! انفعلت كثيرا من كلمات عمي الذي قال وهو يمسح على شعري : - لا لا،، أرجوك أنا لم أقصد جرح مشاعرك ... لكنك تخفين عني شيئا .. وأنا اريد أن اعرفه وأعدك بأن يكون الأمر سرا بيننا .. ترددت كثيرا .. هل أخبره ؟؟؟ تساءلت في نفسي عن ذلك .. لقد كان عمي مايكل محط ثقتي منذ كنا أطفالا ،، وعندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخبره عن كل شيء يحصل معي .. هل أخبره ... ولكن ، هل سيصدقني أم سيقول عني أنني جننت .. ----------------------------------------------------------------------------
ترددت كثيرا ثم قلت : - ما حصل معي أمر غريب ،، وأنت لن تصدقني فلا داعي لإخبارك .. لمعت عينا عمي مايكل لأنه وصل إلى ما أراده تماما وقال مدعما الثقة في نفسي : - سأصدقك أيا كان ذلك الأمر ومهما كان ، حتى لو قلتي أنك رجعت إلى العصر الفرعوني .. هيا قولي .. ترددت مرة أخرى فنظر لي عمي مشجعاً .. بدأت بهدوء أقص له ما حصل معي ،، في أول مرة رأيت فيها جاميان ... وحكيت الحوار الذي دار بيننا لأول مرة رأيته في حياتي ،، كنت اتذكره جيدا مع أني أتخيله بعيدا .. جدا .. " هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟ - حاليا.. نعم .. - ألهذا السبب أنا هنا؟ هل تريدني أن أصبح صديقتك من أجل ذلك؟ - حاليا.. سوف أقول أجل! - ما حكاية "حاليا" هذه ؟ ألا تفكر أبعد من اللحظة التي تعيشها؟ - أنا لا أعيش من أجل نفسي .. أنا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك.. - ماذا تقصد؟ هل تقـصد أنني مخطوفة؟ - لا.. أنت صديقتي ... حاليا ً .. - ماذا؟؟؟ حاليا مرة أخرى ....؟؟ " تذكرت ذلك فدمعت عيناي ،، حكيت لعمي كل ماعانيته هناك .. أمرجيز الملك ،، لوليانا وراجوي وأوليسي .. جيرودا تالتن ووالدته ،، حكيت له كل شيء .. وكأنني أحكي ذلك لنفسي ،، سبيرسو ، هينوا .. القلادة ايموكيا .. تذكرت القلادة ايموكيا فجأة .. أين هي ؟؟ يبدو أن أحدا ما طمع فيها فأخذها وشعرت بحزن شديد فقد ضاعت مني .. جلست أحكي له حتى ظهرت الشمس ،، العجيب في الأمر ان عمي مايكل صدقني ، كان متشوقا لسماع كل ماجرى وكان يسأل عن تفصيلات الأمور .. حكيت له عن كوكب ايموكيا وعن الكتاب واللغز الذي صادفني .. كنت ابكي احيانا وكنا نضحك ايضا .. لكم احبك يا عمي ! كانت عينا عمي مايكل تمدني بالثقة والصدق في كل لحظة كنت اتكلم فيها ، وحكيت له حتى رؤيته في المطار .. صمتت .. وابتسم عمي ثم قال أخيرا : - إنها مغامرة رائعة ،، لعلني الآن سوف أساعدك لكي تبحثي عن الجندي الأبيض ما اسمه ؟ جاميان؟ ضحكت ولم أقل شيئا،، تساءلت ما إذا كان يصدقني فعلا !! بعد ذلك ذهبنا في نوم عميق ولم نستيقظ إلا عند الخامسة مساء ،، كانت حرارة الشمس قد ذهبت تقريبا وبقي ساعة فقط لكي تؤول للغروب ... قال عمي بعد أن جلسنا نتناول العشاء : - أتعرفين ،، لقد حلمت ببعض الأشياء التي حصلت معك !! ضحكت وأنا أضع الخبز على الطاولة وقلت بعد أن جلست : - علي أن أتصل بـ بريا حتى آخذ منها الكتاب ،، يجب أن تراه !! - لا أصدق حتى الآن أنك فرطت في القلادة الكايبا ؟؟ الموكيبيا؟؟ ما اسمها ؟؟ - لم أفعل ذلك قصدا فقد كنت مخدرة .. والقلادة كانت حول رقبتي ،، لا أعرف من أخذها .. ولا يمكنني ابلاغ الشرطة عنها فهي غريبة وسيسألون عنها حتما!! - سنقول أنها ملك لعائلتنا من آلاف السنوات ! - لا اعتقد أنني سأكون مخطوفة وسيترك الخاطفون القلادة حول رقبتي .. يجب أن نكون واقعيين ! - أظن أن معك حق .. لقد نسيت تلك القصة الأخرى !! ابتسمنا وتابعنا تناول العشاء ،، وبعد ذلك خرجنا ... اتصلت على بريا من هاتف الفندق ثم قابلناها في الشارع الرئيسي بعد نصف الساعة تقريبا .. كانت بريا تحمل حقيبة قماشية وقالت بريا بابتسامتها الرائعة : - لقد أحضرت لك الكتاب وطبعا ... قلادتك ! أم انك نسيتيها ؟؟ قلت باندهاش : - ماذا؟؟ القلادة ؟؟ ألم تأخذها العصابة ؟؟ عادت بريا تقول : - ألم أقل لك أن أمرك عجيب جدا .. عانقت بريا بفرح وهتفت بسعادة : - انت صديقة حقيقية،، شكرا لك.. نظر عمي نحونا ثم قال مازحا : - بريا .. ألا تفكرين بزيارة انجلترا؟؟ ابتسمت بريا ثم قالت: - سأفعل ذلك لكي أحضر حفل زفاف لندا عندما تقرر الزواج !! ضحكنا نحن الثلاثة فقال عمي : - ماذا إذا تزوجت انت ؟؟ - ستأتي لندا إلى الهند .. قالتها بريا ضاحكة فعاد عمي يقول مازحا: - هذا أمر بديهي ،، ولكن ماذا إذا تزوجت في انجلترا .. ابتسمت بريا وقالت : - لا اعتقد ان هذا سيحدث .. نظرت إلى عمي شذرا لكي يكف عن المعاكسات وهمست في اذنه : - ماذا ..؟؟ هل تظن نفسك وسيما ؟؟ قال عمي مازحا يحدث بريا بدون أن يعيرني اهتماما : - يمكنني أن أحصل لك على جنسية بريطانية .. ابتسمت بريا وقالت : - أوه .. شكرا لكنني لا اريد تغيير جنسيتي فعلا .. ظل الاثنان يضحكان ويمزحان مع بعضهما طوال الوقت حتى وصلنا إلى حديقة كبيرة وجلسنا نشرب العصير ،، أما أنا فتطلعت إلى وجوه المارة بعناية علني أرى أحد ما .. تساءلت .. أين جاميان الآن؟؟ وجيرودا ؟؟ هل مازالا في إيموكيا ؟؟ أم .. فتحت الحقيبة ونظرت بالداخل .. شاهدت الكتاب القديم صاحب الألف صفحة .. ورأيت القلادة ولؤلؤتها الزرقاء ثم نظرت نحو بريا ،، يالها من مخلصة ،، لم تعرفني وكان بإمكانها أخذ القلادة ولكنها كانت فتاة أمينة جدا .. يبدو عمي معجبا بها كثيرا .. وهذا يسعدني،، لكن بريا لا تبدو أنها ستقبل الارتباط بشاب انجليزي لأنني أظن أن عائلتها متمسكة بمبادئ معينة سترفض بالتأكيد شابا انجليزيا يكون شريكا لحياة ابنتهم مدى الحياة .. وربما قد أكون مخطئة .. عدت و مررت بعيني على المارة مرة أخرى ،، ومن بعيد شاهدت شابا يسير معطينا ظهره له شعر أحمر قصير وبشرة بيضاء .. هل يكون جيرودا ؟ -------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:31 pm
------------------------------------------------------------------------- تخيلت لوهلة أنه جيرودا وتركت الحقيبة مع عمي ثم قلت مسرعة : - سأشتري بعض الحلوى .. انتظراني .. تركتهما بسرعة وركضت خلف الشاب،، كان علي أن أتأكد .. حاولت اللحاق به بدون أن يشعر ولكنه توقف فجأة ثم نظر خلفه بغضب .. وضعت يدي على صدري من الفزع ونظرت إلى وجهه ،، كان شابا أجنبيا حتما لكنه لم يكن جيرودا أبدا وقلت بتردد : - أنا .. آسفة جدا .. حقا آسـ .. ـفة .. لقد ظننتك شخصا آخر .. تغيرت نظرة الغضب عندما رآني وابتسم الشاب ثم قال بلهجة أمريكية : - لا بأس .. أنا أيضا آسف .. تركته وعدت إلى عمي مايكل وبريا ،، كان قلبي مازال يرتجف من الإحراج وجلست إلى جوار بريا فقال عمي ساخرا: - أين الحلوى ؟؟ هل تناولتيها بتلك السرعة؟؟ كنت شاردة الذهن ولكنني قلت بعد ثانية من الصمت : - أي حلوى ؟ ضحك عمي وضحكت بريا فتذكرت وقلت : - آه .. لقد .. لقد ، لم أجد .. لم استطع اللحاق بالبائع! عادا للضحك عليّ مجددا .. بعدها سرنا قليلا حول الحديقة وفضحت عمي مايكل أمام بريا وحكيت لها عما كان يفعله عندما كنا صغارا ،، هو أيضا فضحني ،، لكن مصائبه كانت أكبر دائما من مصائبي وضحكت بريا كثيرا .. ثم افترقنا وعدنا إلى الفندق مرة أخرى .. عندما عدنا ظل عمي يتأمل القلادة باندهاش ويمسك الكتاب بحرص ويقلب صفحاته متعجبا مما يرى ،، بينما فتحت له خريطة بانشيبرا و ذهبت لآخذ حماما ... في الصباح توجه عمي إلى السفارة وقابل السفير هناك ،، ثم حجز لنا على طائرة العودة بعد أن أنهى كل أوراقي .. شعرت بالحزن لأنني سأفترق عن صديقتي بريا وتكلمت معها بالهاتف فقالت أنها ستقابلني في المطار ولذلك ذهبت مع عمي قبل موعد الطائرة بساعة حتى يتسنى لنا البقاء معا لبعض الوقت .. في المطار جلست مع بريا وعمي وتحدثنا ،، وعد عمي بأنه سيأخذني للهند ذات يوم لزيارة بريا .. وعندها نادت رحلتنا .. ودعت صديقتي بريا وتوجهت إلى الطائرة بصحبة عمي مايكل .. وفي الطائرة فكرت كثيرا ... تذكرت إيميلي وميرندا ،، أظن انهما علمتا أنني قادمة .. ربما لا تعرفان بعد .. كنت متشوقة جدا للقائهما .. نام عمي في الطائرة وأسند رأسه على كتفي ،، وعندما وصلنا ظل عمي نائما فقالت المضيفة قبل الهبوط : - أرجو منك يا آنسة أن توقظي صديقك ، فنحن على وشك الوصول .. ابتسمت وضحكت من كل قلبي ،، تقول عن عمي انه صديقي ؟؟ ربما لأنه لا يكبرني كثيرا وقلت بسخرية وانا اوقظه : - هيا يا مايكي ،، هيا يا صديقي لقد اقتربنا على الوصول .. استيقظ .. فتح عمي عينيه بصعوبة وقال : - ماذا ؟؟ هل وصلنا بتلك السرعة ؟؟ قلت بسخرية : - لقد نمت خمس ساعات على الأقل .. هيا يا مايكل.. نظر لي باستغراب لأني قلت له "مايكل" ثم قال : - يعجبني ذلك ... لا أحب كلمة عمي فهي تشعرني بأنني عجوز .. ثم تثاءب وتابع : - وخصوصا من شابة كبيرة مثلك .. لم تمر سوى فترة قصيرة حتى كنا ندلف إلى مطار لندن ، وهناك رأيت عمي جوردن بانتظارنا ومعه زوجته السيدة ديانا .. ركضت نحو عمي الذي احمر وجهه من الفرحة وعانقني بقوة ،، كان عمي جوردن رجلا قويا يغطي الشعر الأبيض معظم رأسه ولديه شارب بني كث وهو طويل القامة ويحب ارتداء الزي الرسمي في المناسبات .. ونظارته الصغيرة بالطبع .. السيدة ديانا سيدة لطيفة جدا ولطالما كانت سر الصلح الذي يجري بيني وبين عمي جوردن عندما يكون غاضبا مني ومن تصرفاتي الغير مسؤولة في نظره .. ركبت في السيارة مع عمي جوردن وعمي مايكل والسيدة ديانا وقام السائق بإعادتنا إلى المنزل .. كانت الساعة تقترب من السادسة مساء وكان الضباب يملأ الجو .. مررت بذلك الشارع الذي شاهدته لآخر مرة منذ وقت طويل .. عندما التقيت بجاميان أول مره ... وقفت امام منزلنا وكأنني لم أره منذ سنوات .. وعندما دخلت كانت هناك مفاجأة رائعة ،، البالونات والشرائط الملونة تزين المكان ، وعندما دخلت رشت علي إيميلي الزهور وقامت ميرندا بإطلاق شرائط لماعة فوق راسي .. فرحت جدا بوجودهما وعانقتهما معا .. بدموع مليئة بالفرحة هتفت إيميلي : - سامحيني يا لندا ،، فأنا كنت السبب في ماحصل لك .. عدت فعانقت ايميلي وميرندا وقلت: - لا تقولي هذا .. انتما أفضل صديقتين .. التفت إلى اعمامي الثلاثة الذين رأيتهم يبتسمون لي ،، عمي ليوناردو ،عمي جيم وعمتي ماري أيضا .. كانوا سعداء جدا بوجودي ورأيت أبناء أعمامي وبناتهم ،، كان الجميع بانتظاري وكانت الحفلة التي اعدوها لي حفلة رائعة أعادتني إلى الجو الأسري الذي فقدته منذ أعوام .. ولكنني لم أنساهم أبدا ... جاميان ،، وجيرودا ... ---------------------------------------------------------------------------
بعض مضي أيام على عودتي بدأت حياتي تعود إلى مجراها الطبيعي ،، كان ميعاد الدوام الجامعي قد اقترب خاصة وان معظم الأجازة قد قضيتها في كوكب آخر .. من سيصدق هذا .. لا احد يعرف ذلك سوى عمي الحبيب مايكي ،، وهو لم يتكلم معي في الأمر بعد ذلك لأنه سافر إلى أميركا مع أصحابه .. عدت إلى الوحدة من جديد فأنا لا أرى ايميلي وميرندا إلا عندما نذهب للتسوق .. وفي ذلك اليوم خرجنا إلى السوق بعدما حصلت على موافقة عمي جوردن الذي صار يلبي لي كل طلباتي بابتسامة وحب على غير العادة ، لكنه أصر على أن يذهب معي ابنه الأكبر البغيض جوش ،، كنت اكره جوش وخاصة انه مغرور ويملي علي ما افعل وهو يحب ان يبقي شعره طويلا حتى يهتز مع الهواء يمنة ويسرة كل دقيقة.. ياله من مغرور !! حاولت أن أجعل عمي يوافق أن اذهب مع ميرندا وايميلي بمفردنا ولكن عمي الارستقراطي أصر "كالعادة" أن يرافقنا جوش المغرور .. سرت مع ميرندا وايميلي وتبعنا جوش في السوق .. وقالت ميرندا بخفوت : - ماهذا ،، نحن لانستطيع الكلام ولا التسوق براحة أبدا .. ضحكت وضحكت ايميلي وصاح جوش من خلفنا : - سمعتك .. رفعت ميرندا حاجبيها في دهشة .. ولم تلتفت إلى الخلف من الاحراج وضحكنا عليها فقال جوش : - حسنا , سأعطيكما فرصة للتسوق بمفردكن .. سأذهب إلى صديقي ثم أعود إليكم في وقت لاحق .. ثم نظر إلى وتابع : - سأتصل بك لندا ،، اياك أن لاتسمعي هاتفك الخليوي أمسكيه بيدك .. - حسنا .. قلت ذلك بهدوء .. وبعد ان ابتعد جوش عن انظارنا صحنا معا من الفرحة وانطلقنا نركض ونشتري ملابس للسنة الجديدة في الجامعة .. في كل مكان كنت أدور بعيني باحثة عن جاميان أو جيرودا .. أين هما ياترى ؟؟ ربما لم يأتيان بعد .. ولكن لماذا ؟ لقد مضى وقت طويل جدا .. وجاميان ، لقد بقي على سطح هذا الكوكب مدة شهرين .. إنه يعرف العنوان جيدا ، اين هو .. لقد اشتقت إليه كثيرا .. - لندا .. مارأيك بذلك الحذاء ،، أظن انه رائع .. - آه إنه يناسبك لندا .. انتبهت فجأة على كلام صديقتاي وقلت بارتباك وانا انظر للحذاء : - آه نعم ، إنه جميل .. بعد ان خرجنا من مركز التسوق ذهبنا إلى المطعم وتناولنا طعام العشاء فقالت ايميلي باستغراب : - لندا ، لقد أصبحتي مختلفه كثيرا بعد ان عدت .. قالت ميرندا وهي تهز شعرها البني القصير : - هذا صحيح ،، أنت تدورين في المكان بعينيك طوال الوقت وكأنك خائفة من شخص ما .. لم أقل شيئا فعادت ايميلي تقول : - لا تخافي يالندا ، لن يستطيع احد اختطافك مجددا مادمنا معا .. أليس ذلك صحيح ميرندا ؟ - بلى ،، كما انت اصبحت هادئة على غير العادة وتفكرين كثيرا قبل الاقدم على شيء ... حتى شراء الاحذية .. أكملت مابقي من كوب العصير وقلت : - أنتن تتخيلن .. أنا لم أتغير أبدا .. ولست خائفة أبدا .. هذا هراء .. وقفت ثم نظرت في ساعة يدي وقلت : - ماهذا .. لقد تأخر جوش .. كيف سنعود إلى المنزل ،، يبدو انه نسينا .. كانت ميرندا مشغولة بشرب العصير ولكن ايميلي قالت : - دعيه ! الوقت مازال مبكرا ،، دعينا نذهب إلى مدينة الألعاب أو نعود للتسوق.. عدت للجلوس حتى انتهت صديقتاي ثم وقفنا معا وخرجنا إلى الخارج .. كان الشارع مزدحما بالمارة وفضلنا أن نأخذ الطريق الآخر المؤدي إلى السوق .. وبينما نسير في الشارع الآخر انحرفت سيارة مسرعة عن الطريق فجأة .. صرخت بفزع وهي تتجه نحونا منزلقة على الطريق .. وبسرعة وبدون أي مقدمات اصطدمت السيارة بالجدار بعد أن كانت ستأخذنا معها .. وقفت انظر الي العربة التي كانت على وشك اقتلاعنا من على الأرض،، كان الموقف قريبا جدا حتى أن ايميلي اغمي عليها .. اعتنت ميرندا المفزوعة بايميلي بينما ركضت بسرعة نحو السيارة وصرخت : - النجدة .. اسعاف .. حاولت النظر بالداخل وخفت أن السائق قد فقد حياته بعد تلك الصدمة العنيفة ،، المارة شاهدوا الموقف واتصل احدهم بالأسعاف ،، في داخل السيارة لم يكن هناك سوى السائق وكان رجلا مغطى بالدماء ،، فتحت الباب المحطم بصعوبة فانكسر ولكنني فتحته و أمسكت بالرجل ،حاولت تحريكه بلا فائدة ولذلك وقفت إلى جوار السيارة المحطمة انتظر قدوم الاسعاف حتى لا اتسبب في مضاعفة حالته .. هذا إذا كان على قيد الحياة .. --------------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:32 pm
-------------------------------------------------------------------------- بسرعة كبيرة وصلت سيارة الاسعاف والشرطة ، فابتعدت عن السيارة بينما تمت عملية الانقاذ ،، اسعاف اخرى أخذت ايميلي التي كانت مصابة بانهيار عصبي .. وانتقلنا معها إلى المشفى نفسه،، وبقينا هناك إلى جوارها بعض الوقت ولم تفق فاستأذنت من ميرندا وتوجهت إلى غرفة العمليات حيث كان هناك الرجل المصاب .. تعجبت من المكان فقد كان فارغا .. لم يأت أحد لزيارته ؟؟ اليست لديه عائلة ؟ خرج الطبيب بعد قليل من الوقت فسألت : - من فضلك أيها الطبيب .. كيف هو حال المريض ..
نظر لي الطبيب وقال بألم: - إن حالته صعبة ،، ولذلك سينقل للعناية المركزه ،، وهو يحتاج إلى نقل دم عاجل .. هل أنت قريبته ؟؟ هززت رأسي نفيا وقلت : - أنا حتى لا اعرف اسمه .. قبل أن يقول الطبيب شيئا ارتفع رنين هاتفي الخليوي فقلت : - سأتكفل بنفقة المشفى حتى يظهر أقرباؤه .. المعذرة من فضلك سأجيب على الهاتف .. ابتسم الطبيب وتمتم متعجبا : - هذا عجيب .. فتحت هاتفي الخليوي وأجبت .. كان المتحدث هو جوش وقال : - أين انتن .. سأنتظركم عند سنتر بارك .. قلت بغيظ : - نحن في المشفى القريب من السوق ،، تعال بسرعة ايميلي متعبة جدا .. - ماذا ؟ مالذي حصل ؟ - هيا تعال وستعرف .. كان الطبيب قد رحل ورأيت ميرندا تقترب من بعيد وقالت بضيق بعد أن جلست إلى جواري : - لمذا تهتمين بذلك الغريب ؟؟ أليس لديه تأمين صحي ؟؟ - لا اعلم .. لكنه يحتاج إلى نقل دم .. زفرت ميرندا بغيظ وقالت : - لم يتبقى إلى أن تتبرعي له بدمك ،، لقد كان سيأخذ حياتنا ، وأظن أنه كان يقود وهو ثمل فأغلب الحوادث تكون هكذا .. لم أعرف ماذا أقول ومن بعيد شاهدت فتاة تقترب مذعورة وكانت ترتدي زيا غريبا وكأنها تعمل في منجم ،، ونظرت إلى غرفة العمليات ثم نظرت إلي باستغراب لا اعلم لماذا و سألتنا بخوف : - هل هو بخير .. تنهدت ميرندا بارتياح وقلت : - ان حالته صعبة ، ويحتاج إلى نقل دم .. كانت الفتاة رقيقة جدا ويبدو ذلك من كلامها ومظهرها وشهقت غير مصدقة عندما أخبرتها بذلك ثم بدأت بالبكاء .. تساءلت في نفسي .. هل تعمل في محطة القطارات أم ماذا .؟؟ سألتها : - هل هو قريبك ؟ كانت تبكي بحرقة وقالت وهي تمسح أنفها بمنديل : - إنه شقيقي .. - هل كان ثملا عندما كان يقود السيارة .. نظرت لي الفتاة باندهاش وتمتمت ميرندا : - هذا امر لا يعنيك .. هيا بنا الآن ولاتقومي بدور المتحرية كالعادة .. نظرت إلى الفتاة فقالت بحزن : - لقد كان غاضبا جدا وحزينا ،، حصل ذلك بسببي .. عادت الفتاة إلى البكاء وشاهدنا بعض الممرضات يتجهن إلى الغرفة فلحقت بهن الفتاة الرقيقة وعدت أنا وميرندا إلى غرفة ايميلي ولكن قبل أن نصل فوجئنا بـ جوش يركض نحونا بخوف وصاح : - ماذا .. لما ملابسك مليئة بالدماء .. نظرت إلى ملابسي ،، فوجئت أنا ايضا فلم ألحظ ذلك مع الانشغال وقلت : - ربما اتسخت عندما حاولت أن اخرج الرجل المصاب .. - أي رجل .. مالذي جرى ؟؟ قالت ميرندا بهدوء: - كان سيحصل لنا حادث ،، ولكن ايميلي اصيبت بانهيار عصبي ..
نظر جوش بخوف وقال : - يا الهي سوف أقع في مشكلات كبيرة ،، ليتني لم أترككن .. هذا هو جزاء من لاينفذ الأوامر!! ضحكت على المغرور وتوجهنا معا إلى غرفة إيميلي التي كانت ماتزال غائبة عن الوعي وقالت ميرندا : - علينا أن نخبر والديها .. وفورا .. نظرت نحو ايميلي وقلت بضيق : - سوف يضخم والداها الأمور فهي ابنة عائلة وورثنجتون الرقيقة والتي لم تشك بإبرة منذ ولدت .. - سيعرفان بأي حال .. بالفعل خرجت ميرندا لتتحدث إلى والدي ايميلي .. بقينا لبعض الوقت حتى وصل جيمس شقيق ايميلي في البداية ،، كان مفزوعا وتكلم معه جوش لبعض الوقت حتى وصل والدا ايميلي بكل الخوف والفزع والشفقة وظلا ينظران اليها وكانت امها تبكي .. سلم جيمس علي أنا وميرندا وسألني عن سر الدماء التي تبقع ثوبي ثم ابتسم قائلا : - لا تخافا على ايميلي، إنها هكذا دائما عندما تخاف بشدة .. سوف تكون بخير .. لكن والداي يضخمان مرضها دوما .. قالت ميرندا بقلق : - علينا أن نعود إلى المنزل ،، فقد تأخر الوقت وستقلق علي والدتي .. قال جيمس بابتسامه : - سأوصلكما إذن .. قلت بسرعة: - لا لا .. شكرا جزيلا ،، سيفعل ذلك جوش .. نظرت بعيني أبحث عن جوش ثم رأيته يتكلم مع الطبيب ،، فتوجهت إليه وعندما رآني الطبيب قال : - هل تسمحين يا آنسة بدقيقة .. - بالتأكيد .. ------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:34 pm
------------------------------------------------------------------ سرت مع الطبيب حتى ابتعدنا عن المكان قليلا فقال : - الشاب الذي حصل معه الحادث،، يبدوأن شقيقته لن تستطيع دفع كل متطلبات العلاج ، فهل ستساعدينهم .. قلت بدون تفكير : - بالطبع .. غدا سأعود ومعي المال ،، لكن من فضلك .. لا تخبرهم أنني من فعل ذلك ، أحب أن يكون الأمر سرا بيننا .. قالت الطبيب مندهشا : - كما تشاءين يا آنسة ... كنت أعلم أن عمي جوردن سيوافق على اعطائي المال فهو يحب تقديم المساعدات دائما .. وعدت إلى المنزل بصحبة جوش بعد أن أوصلنا ميرندا ، وبدون أي كلام آخر عدت إلى غرفتي استرجع أحداث ذلك اليوم ... في اليوم التالي تكلمت مع عمي جوردن الذي وعدني بارسال المال إلى المشفى ، وذلك هدأت نفسي لكنني لم أعرف عن الشاب وشقيقته أي شيء بعد ذلك .. بعد يومين خرجت ايميلي من المشفى وذهبت لزيارتها مع ميرندا وهناك قابلنا آرثر وجيمس اللذان ظلا يمزحان مع ايميلي ويسخران من جبنها طوال الوقت .. عدت على منزلي .. في الحقيقة ، لم أيأس أبدا ولو ليوم واحد أن أرى جاميان .. أو جيرودا.. أين هما طوال ذلك الوقت .. ربما قررا العودة لوطنهم مجددا ومواجهة المصاعب هناك ؟ لا اعلم لماذا أشعر انهم هنا ؟؟ فتحت خزانتي واخذت الكتاب الذي اهدته لي والده جاميان .. أمسكت بالكتاب وجلست في شرفتي .. عدت أسير بأصبعي فوق خريطة بانشيبرا وتيمالاسيا اللتان يفصل بينهما بحر واحد.. يالها من أيام! عدت استرجعها وانا ابتسم ،، كان يعجبني اسلوب جاميان وجيرودا في تعاملهما معا فهما لطيفين ومتفاهمين جدا .. اكتشفت انني احبهما جدا .. واحترمهما ..وافتقدهما بشدة .. لقد ضحيا بالكثير من الأشياء الغالية من أجلي .. أمسكت بالقلادة ايموكيا وعلقتها حول رقبتي ، كانت جميلة .. ظللت في تأملاتي حتى طرقت خادمتنا ميرلا الباب وعندما دخلت قالت : - سوف يأتي عمك مايكل غدا من اميركا .. - حقا ؟؟ أخيرا سيعود .. كنت سعيدة جدا بالخبر ولذلك فقد نمت مبكرا ذلك اليوم وفي اليوم التالي استقبلت عمي مايكي باللكمات والضربات كالعادة .. كما أحضر لي هدية رائعة من اميركا بمناسبة العودة إلى الجامعات .. مضى شهر كامل منذ عودتي إلى لندن تحدثت فيهما مرتين إلى صديقتي الهندية الرائعة ، بريا ،، وها انا الآن اعود إلى الجامعة مع صديقتاي ميرندا وايميلي .. كانت ميرندا معي اما ايميلي فانتم تعرفون القصة .. بدأ العام الدراسي مجددا وعدت إلى الروتين السابق ، الجامعة ،البيت، الدراسة ، الغداء ، العشاء ، النوم .. لكنني رغم مرور الكثير من الوقت ، لم أنس أن ابحث عنهما ،، مللت من انتظار جاميان فقد أصابني غيابه بحالة نفسية .. إنه يعرف العنوان بالتأكيد .. اين هو ؟؟ مرت شهور وانا على حالي حتى دعاني عمي جوردن إلى مكتبه في ذلك اليوم .. توجهت إلى مكتب عمي وانا اتساءل عما يريده عمي جوردن ، فهو لم يدعني يوما إلى مكتبه إلا لأمر ضروري جدا ، وعندما دخلت إلى المكتب وسمح لي عمي بالجلوس قال : - هناك امر مهم أريد أن احدثك به .. - تفضل يا عمي .. نظر لي عمي نظرة تفصيلية غريبة من أسفل نظاراته الصغيرة ثم قال : - هناك شاب جاء لخطبتك .... - حقا ؟؟ قلت ذلك محاولة عدم اظهار أي تعبير .. فأكمل عمي : - كنت اود تأجيل موضوع خطبتك حتى تنتهي دراستك ولكن الشاب مصر على أن اعرض عليك الأمر ... الشاب تعرفينه جيدا .. - من هو ؟؟ - ذلك الشاب مهذب ومن عائلة عريقة ولا يمكنني رفضه ، لكن القرار في النهاية راجع لك .. - من هو يا عمي ارجوك .. - جيمس وورثنجتون .. - ماذا ؟؟ قلت ذلك بذهول وانا اكرر .. جيمس ؟؟ يخطبني أنا .. قلت وانا اهز رأسي بعصبية : - لا .. نظر عمي باندهاش وقال بهدوء كالعادة : - ظننت أنك تستلطفينه ، كنت أظنك ستفرحين بالأمر... فكرت لدقيقة وقلت : - لا ياعمي ،، أنا لا أفكر بالزواج الآن ، ,ولا أفكر بـ .. قاطع عمي حديثي قائلا : - لكنه جيمس ... أنه افضل الشبان الذين ستقابلينهم في حياتك ... أرجو منك أن تفكري بينك وبين نفسك بتأنٍ .. واريد ردك النهائي غدا ... انصرفت من مكتب عمي وانا اشعر بالاستغراب ،، لم أكن محتاجة للتفكير فأنا بالتأكيد لا أحب جيمس ولن اتزوجه .. مع أني متعجبة جدا من خطبته لي لأني أظن أن السيدة وورثنجتون لا تستلطفني فهي تظن أن تصرفاتي لا تكفي تماما لكي أكون أميرة انجليزية !! .. لا لن أوافق أبدا .. أنا أحب جاميان .... وجاميان فقط ،، وسانتظره للأبد .. وبينما اسير في الممر بعصبية كانت خادمتي ميرلا تنتظرني وقالت : - آنستي ، عمك السيد مايكل ينتظرك في غرفة الضيوف ويدعوك إلى هناك باسرع وقت .. تساءلت باندهاش : - هل معه أي شخص ... - هناك ضيفان يا آنستي ولكنني لم أعرفهما ... --------------------------------------------- يتبع
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:36 pm
[ "][ "][]يتبع التكملة: عدت إدراجي إلى غرفة الضيوف وطرقت الباب فدعاني عمي مايكي إلى الجلوس ، شاب ظريف يجلس مبتسما وإلى جواره فتاه .. أظن أنني رايت الفتاة من قبل في مكان ما فوجهها يبدو مألوفا بالنسبةلي .. وقف عمي وقال يعرفني : - السيد ونبيرج ، وليام ونبيرج ... - تشرفت بمعرفتك ... - وأنا أيضا ... تابع عمي : - الآنسة ليلي وينبرج .. - مرحبا .. - أهلا بك .. جلست إلى جوار عمي فقال بعد أن جلسوا أيضا : - لقدجاء السيد ونبيرج إلى هنا لكي يراك .. قلت باندهاش : - حقا ؟ ولكنني لمأقابله من قبل .. تساءلت في نفسي إن كان خاطبا آخر ... ابتسموا وتبادلواالنظرات فقالت الآنسة : - ألا تتذكرينني ،، أنا شقيقة الشاب الذي كاد يصدمكم منذشهور .. الحادث ، هل تتذكرين .. آه .. أنها الفتاة الرقيقة التي كانت تبكي فيالمشفى .. ثم قال السيد وينبرج : - كنت اود شكر صنيعك معي ومع اختي،، فقد كنتطيبة جدا .. رمقني عمي باعجاب وقلت بخجل : - لا داعي للشكر ،، لكنني طلبت منالطبيب أن لا يخبركما بالأمر .. كنت خجلة جدا وقال عمي : - السيد وينبرجدعانا لقضاء أجازة منتصف العام القادمة في مزرعته بالريف ،، فما رأيك ؟؟ قلتبامتنان : - شكرا لك يا سيد وينبرج على الدعوة الرائعة ،، سوف نتشرف بتلبية طلبكبالتاكيد .. - هذا ماكنت أتمناه .. بعد وقت قصير ودعنا السيد وينبرجوشقيقته وفوجئت بكم الهدايا الذي احضراه لي ولعمي مايكل .. وقال عمي ونحننعود إلى غرفتي : - لكم أحب الريف!! قلت ساخرة منه : - أنت تحب اميركا .. أمسك عمي براسي وضحك ضحكة كوميدية ثم قال : - أنا احب الهند !! عدنا للضحك مرة أخرى فقلت : - صحيح مايكي ،، ألا تفكر بالزواج أمأنك تنوي أن تصبح عازبا مدى الحياة .. لديك الريف ولديك الهند ،، وبالطبع اميركا .. ضحك عمي وقال ساخرا : - اصمتي أيتها العانس !! ركضت خلفه وأطحت به أرضاثم أنهلت عليه ضربا وركلا .. كان يدافع عن نفسه فأوقعني أرضا وضحكنا طويلا حتىانقطعت أنفاسنا .. نظر لي عمي مايكي بعد أن توقفنا عن الضحك وقال : - مارأيك في جيمس وورثنجتون ؟ ابتسمت ثم قلت بسخرية : - هيا ،، كف عن هذا لقدأخبرني عمي جوردن بالأمر .. ضحك عمي وقال : - حسنا أجيبي عن السؤال ... - أنت تعرف أنني لا أحب سوى جاميان .. نظر عمي باندهاش وقال : - جاميان !؟ أمازلت تفكرين في ذلك الشيء الفضائي ؟ قلت بغضب : - هيا كف عن إغاظتي،، انتتعرف أنني أحبه .. - حسنا أين هو ؟؟ صمتت لوهلة وترقرت عيناي بالدموع فقلت : - لا أعرف ، لكنني أشعر أنني سأراه قريبا .. - لا أريدك ان تعيشي في أحلامخيالية ، أرجوك لندا .. عودي على الواقع .. نظرت لعمي مايكل وقلت بحزن : - لقد كنت أظن أنك الوحيد الذي صدقني .. - أنا أصدقك ... - لماذا تقول إذا أنهاأحلام خياليه .. - لأنني لم أر ذلك الشاب الذي تتكلمين عنه حتى اللحظة ،، أناأنظر في كل العيون أبحث عن عين ارجوانية .. ضحك عمي مرة ثانية ولكنني قلت : - يكفي ،، أنت تتعمد إغاظتي .. - لا .. أقسم لك .. لكن هذا العرض الثانيللزواج بك .. - العرض الثاني ؟؟ - نعم ألم يطلب منك ملك بانشيريا ان تتزوجيه .. - تقصد بانشيبرا ؟ - نعم .. ضحكت وقلت : - حسنا فهمت ،، أنتتتذكر كل شيء بالتفصيل .. ضحك عمي وخرج من الغرفة وتوجهت نحو مكتبي وأعددتمذكراتي حسب جدولي في الجامعة ثم تناولت العشاء مع عائلتي وذهبت للنوم ... فياليوم التالي عدت من الجامعة مرهقة وكانت اختبارات نصف العام قد اقتربت ، ولذلك فقدبدأت بتجهيز نفسي للدراسة بجد فلم يتبق سوى اسابيع .. في تلك الأثناء طلب عميجوردن قراري النهائي على الموضوع فقلت أنني لن أفكر بالزواج الآن وقد أخبرته أننيلا احبه .. عمي جوردن كان غاضبا مني واتهمني بأنني هوائية ولا أفكر في مصلحةنفسي لأنني أرفض شابا رائعا مثل جيمس ، وبسبب شيء تافه في نظره وهو الحب وعدم الحب !! في تلك الأثناء حاولت تجاهل الكل وتفرغت لدراستي فلم يتبق سوى اسبوعانعلى بداية الاختبارات .. ---------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:37 pm
--------------------- في الحقيقة كنت لم أيأس بعدمن أن ارى جاميان مرة أخرى ،، كنت اذاكر كثيرا وفي وقت الراحة كنت أفكرفيه رغما عني .. أقسمت أنني سأضربه عندما أراه .. وضحكت على تخيلاتي كثيرا .. ولكن .. يبدوالواقع أنني لن أراه مجددا فعلا كما قال عمي مايكي ...... وبالطبع كانت أيامالاختبارات مملة وكريهة كالعادة ،، ومرت أيام الاختبارات ببطء شديد وكنت اطمئنبالهاتف على صديقتاي ميرندا .. و ايميلي التي تذاكر بجد حتى لاترسبمجددا.. تلقيت بعد الاختبارات مكالمة من صديقتي الحبيبة بريا ،، وكانت سعيدة جدالأن وضعي مستقر .. وأخيرا انتهت الاختبارات وأخبرني عمي مايكي أن علي أن اتجهزلأننا سوف نذهب إلى الريف عند السيد وينبرج الذي عاد للاتصال بعمي مايكي مرة أخرىمؤكدا موعد حضورنا .. ولهذا انطلقنا بعد يومين فقط .. ذهبت مع عمي مايكل فقطوكونا ثانئيا رائعا خلال الطريق فقد كنا نصيح ونلعب طوال الوقت مع انه كان يقودالسيارة إلا انني كنت اجعله يغني رغما عنه واضحك عليه .. وصلنا أخيرا وكانتمشاهد الريف رائعة حقا ،، وبعيدا عن تلوث المدينة وضبابها وزحامها .. من بعيدشاهدت الشاطيء ولكم كان رائعا ... اتصل عمي بـ وليم وينبرج ، فقال له وليام أنيتجه نحو الفنار القريب .. ظللنا نبحث عن الفنار حتى قال عمي : - يبدو أنناضللنا الطريق ، أو انك اخذت الفنار الي ايموكيا .. ضحكنا بشدة .. ثم سرنابالسيارة لبعض الوقت حتى رأينا الفنار من بعيد ،، وقلت مندهشة : - إنه يشبهالفنار الذي كان في ايموكيا .. ضحك عمي وقال : - كل فنار يشبه الآخر .. لاتقلقي بهذا الشأن ... وصلنا عند الفنار ونزل عمي ثم اتصل بـ وليم مجددا، الذيلحق بنا بعد قليل ثم ابتعدنا عن الفنار قليلا حتى وصلنا إلى مزرعة ريفية جميلة .. كان هناك كلب أبيض صغير يركض هنا وهناك خلف الأوز .. والمنزل كان جميلا جدا،، وكانت الآنسة ليلي ومعها فتاة أخرى في استقبالنا وكان هناك رجل مسن قدم أيضالتحيتنا وعرفنا وليام وينبرج على الرجل المسن أولا : - والدي السيد شون وينبرج ..
صافحناه وابتسم بسعادة ثم تعرفنا على الفتاة الأخرى وهي صغيرة في السن تقتربمن الرابعة عشرة من العمر وهي شقيقة ليلي ووليام وتدعى أليس .. بعد ان دخلناحملت أليس حقائبنا وركضت بسعادة .. كانت فتاة ممتلئة بالحيوية وأخذتني بسرعة ومعها ليلي لكي أشاهد الغرفة التي أعدوها لي بالطابق الثاني ،، يالهما من فتاتان رائعتان .. كانت أليس مختلفة عن اختها الرقيقة فهي مشاغبة ولديها شعر أسود وعينانزرقاوان صافيتان .. أما ليلي فقد كان لديها شعر بني فاتح وعينان بنيتان مثل شقيقها الأكبر وليام .. توجهت مع الفتاتان إلى غرفتي التي اعدوها لي فرأيت أنها رائعة وقد زينوها بالزهور ووضعوا ستائر وردية وبيضاء ،، كانت رائعة جدا وقد رسمت أليسصورة طبيعية جميلة وكتبت عليها لندا ثم علقتها فوق النافذة .. سعدت جدا لحفاوتهمبي .. ثم توجهت معهم الى الأسفل ووضعنا طعام العشاء ثم جلسنا ، حكى لنا السيدشون وينبرج عن اليوم الذي حصل فيه الحادث لويليام .. قال السيد شون : - كانويليام في ذلك اليوم غاضبا من اخته ليلي لأنها تشاجرت مع مروض الخيول، ولهذا فقدجاء يشكو لي فأخبرته أن لا يتدخل فيما لا يعنيه فترك البيت وغضب وخرج .. ابتسمويليام وقالت ليلي : - إن ويليام غضبه مفزع جدا وانا اشفق على خطيبته منه ... لااعرف لماذا تحبه وكيف ؟ضحكنا جميعا وقالت أليس بمرح : - عندما دخلت اختيليلي إلى المشفى كانت ترتدي ملابس المخصصة للعناية بالخيول ،، فظن الأطباء أنهامعدمة وطلبوا مساعدتك .. عدنا للضحك فقالت ليلي : - لقد أصبت بإحراج كبيرعندما قال لي الطبيب أن هناك فاعل خير قد تبرع لي بمبلغ كبير من المال ... قالوليام بابتسامة : - لقد أصرينا أن نعرف الشخص صاحب القلب الكبير .. ابتسمتبخجل وقال عمي مازحا: - إنها تحب المساعدة دائما ... ضحك الجميع علي واناابتسم بخجل، ولم استطع قول أي شيء .. تكلمنا كثيرا وحكينا أشياء كثيرة عنعائلاتنا ،، كان السيد شون وينبرج يقص لنا قصصا شائقة كعادة المسنين دائما .. وفي صباح اليوم التالي استيقظت وأنا لست مصدقة أنني في الريف ،، فتحتالنافذة وشاهدت المناظر الرائعة والفنار البعيد الذي يشبه فنار ايموكيا .. كانالهواء منعشا جدا ونزلت بسرعة إلى الأسفل لأدهش أن الجميع كان مستيقظا عداي ... وضحك عمي علي .. وبعد أن تناولنا طعام الأفطار خرجت أركض بصحبة ليلي وأليسفي المزارع القريبة ولعبنا كثيرا قرب الشاطيء الذي كان يبعد عن منزلهم مسافة كبيرة .. استأذنت ليلي لبعض الوقت لكي تحضر بعض الأغراض إلى المنزل بينما تمشيت معالجميلة أليس حتى عدنا إلى المزرعة مجددا .. وقبل أن نصل إلى المزرعة قالت أليسبنبرتها المشاغبة : - آنسة لندا ... مارأيك في ان نذهب إلى حقل الخيول القريب ،،سأريك شيئا رائعا، لكن هذا سر . قلت باستغراب :- سر؟ - نعم ... أعني انكلن تخبري احد أنني أخذتك إلى مروض الخيول غريب الأطوار .. قلت بفضول : - مروضالخيول ؟ ولما نذهب .. سحبتني أليس من يدي وركضنا وهي تقول : - أنت لن تمانعي فسوف يعجبك ركوب الخيل كثيرا .. وبالذات فرسي لورا ،، ستعجبك ... __________________________
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:39 pm
ركضنا كثيرا حتى اقتربنا من الفنار ،، كان هناك سياجا حول المزرعة وكوخاكبيرا واصطبل للخيول .. أعدت النظر إلى المكان بدقة ،، شعرت برغبة عارمة فيالبكاء لأن ذلك المكان لم يكن غريبا عني أبدا ... أنا اقسم أن هذا هو المكان الذي قمت فيه بحل لغز الايموكيا.. نعم .. وقفت صامته اتأمل التلة الصخرية ،الفنار،، المنزل والسياج ... كل شيء كما هو لم يتغير منه شيء عدا طريق العودة المليء بالزهور الوردية والموجود في ايموكيا فقط .. تنهدت بقوة ولاحظت أليس انفعاليفقالت : - المكان جميل ... - نعم .. انه جميل فعلا .. دفعت أليسالبوابة الخشبية ودلفنا معا إلى داخل المزرعة ،، كان الجو مشرقا وليس ضبابيا كماكان في لغز ايموكيا .. هناك خيول تركض وقد خلب جمالها لبي وقلبي .. بيضاء وسمراءوبنية .. خيول جميلة في كل مكان .. ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكان هناك شابا يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره، كان يرتدي قميصا بلا أكمام وسروالا أسودوحذاء العمل في الحقل ،، فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني : - إنه مروض الخيول .. ويدعى ... ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكانهناك شابا يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره، كان يرتدي قميصا بلا أكمام وسروالا أسودوحذاء العمل في الحقل ،، فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني : - إنه مروض الخيول .. ويدعى سايمن ،، احذري منه فهو غريب الأطوار قليلا.. ابتسمت ومشينا بهدوءمتجهات إلى نحو الاصطبل وعندها هتفت أليس : - هيه ! سايمن ... انظر من جاء ليراك .. التفت الشاب بهدوء ونظر إلينا .. ولكنني توقفت عن السير من أثر الصدمةالتي اصابتني وشهقت غير مصدقة مما لفت انتباه أليس التي قالت باندهاش : - ماذا؟؟ مالأمر .. وضعت يدي على صدري وتنفست بصعوبة .. لم أصدق أنني أرى مروضالخيول هو نفسه .. جاميان ! لا .. أنا لا أصدق .. نظر إلينا الشاب واقترب مناثم قال لـ أليس بهدوء : - من هي ؟ أنا لم أرها هنا من قبل .. دققت النظر فيملامح الشاب مروض الخيول ،، لا يمكنني أن أخطأ بشكل جاميان ، إنه هو .. حتى لونعينيه الارجوانيتان .. ابتسمت أليس وقالت : - إنها الآنسة لندا .. لقد اخبرتكعنها الأسبوع الماضي .. قال جاميان بهدوء وهو ينظر لي نظرة عادية : - مرحبايا آنسة .. ثم خلع قفازيه المتسخين ورماهما أرضا وقال : - ألا تحبين أنتجربي ركوب الخيل ؟ سأحضر لك واحد رائعا .. هتفت أليس بفرح : - نعم ، هياسايمن .. كنت ما زلت في حالة صدمة فنظر لي جاميان بدقة ثم قال ببطء : - هلهناك شيء يزعجك يا .. آنسة ؟ عدت أنظر إلى جاميان بحالة غير واعية من الذهولوقلت بلا وعي : - جاميان ... ماذا تفعل هنا ؟؟ عاد الشاب مروض الخيولينظر لي باندهاش وقال بسرعة : - ماذا ؟؟ ماذا تقولين ؟ حدقتت أليس بوجهيوقالت : - هل تعرفينه ؟ إنه يعمل هنا منذ شهور ولكنه لا يعرف شيئا عن عائلته .. أغمضت عيني بألم وأنا احاول استيعاب ما يحصل ثم قلت : - أنا آسفة .. ولكن .. - ولكن ماذا .. قالتها أليس بلهفة ثم تابعت : - آنسة لندا ... أنتتعرفينه ... من هو ؟ خفت أن أتسبب بالمشكلات لجاميان وقلت بحزن ودموعي على وشكالنزول : - هل .. هل فقد ... ذاكرته ؟ قالت اليس وهي تتطلع إليه : - نعم ،أظن ذلك .. فقد أصيب أصابة بالغة .. لم استطع تحمل ذلك وجلست على الأرض وأناأشعر بإرهاق ذهني شديد وصداع غير طبيعي .. واقترب جاميان ثم قال يخاطب أليس : - هل هي بخير ... رفعت راسي ونظرت إلى جاميان ثم قلت بانفعال : - لا أصدق أنهذا حصل لك جاميان !! كيف يمكنك نسياني ؟؟ وجيرودا ؟ أين هو؟ شعرت أنني أفقدعقلي ببطء وصرخت : - وهذا المكان ؟؟ هل هو لغز آخر ... لماذا أنت هنا .. وفي هذاالمكان بالذات .. أهي لعبة ****ة ؟؟ نظرت أليس بخوف نحوي ثم قالت تخاطب جاميان : - سايمن ،، إنها غاضبة .. علي ان أحضر المساعدة .. لا تغضبها أرجوك .. ركضت أليس بسرعة وأخذت فرسا ركضت به إلى خارج مزرعة الخيول وقال جاميان بهدوء : - أنالا أفهم سبب حزنك .. وإن كنت عرفتك في الماضي فأرجو ان تسامحيني لأنني لا أتذكر أي شيء ... نزلت دموعي رغما عني وبكيت ،، ولكن جاميان جلس إلى جواري وحدقبوجهي بدون أن يتكلم فقلت بصوت مرتعش : - أنت كل شيء بالنسبة لي ... لقد أحببتكأكثر من أي شيء وبحثت عنك في كل مكان ... إن هذا مؤسف حقا .. مؤسف ... لم يتكلمجاميان ولكن تنفسه ازداد سرعه ونظرت إلى وجهه ،، عيناه الارجوانيتان ، كنت اخاطبهما .. لم يتكلم مع أنه حاول أن يقول شيئا وشعرت بأنني أثقلت كاهله بأمر لاذنب لهفيه .. ولذلك فقد وقفت وابتعدت .. ابتعدت وانا اشعر انني ابتعد إلى الأبد .. ظللت أبكي حتى خرجت من مزرعة الخيول .. وفي الخارج رأيت أليس تركضوبصحبتها عمي مايكل وشقيقها وليام وعندما رآني عمي وانا أبكي فزع كثيرا وصاح وليام : - هل أغضبك مروض الخيول،، هل آذاك في شيء .. لم أستطع أن أجيب من كثرةالبكاء فتوجه وليام إلى داخل مزرعة الخيول بينما قال عمي برفق : - لندا ،، لمتبكين هكذا .. مالذي حصل .. كانت ليلي قد جاءت هي الأخرى في تلك اللحظة وقلتبصعوبة : - مـ .. مروض الـ .. خيول .. قالت ليلي بفزع : - ماذا فعل مجددا؟؟قلت لعمي مايكل وانا ابكي : - إنه .. هو ... جاميان لكنـ .. فتح عميعينيه في دهشة وهتف متعجبا : - لكن .. ماذا؟؟-----------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:40 pm
----------------------- نظرت لعمي بحزن فتركنيولحق بوليام إلى داخل المزرعة عندها اقتربت ليلي ومسحت على شعري ثم قالت برقة : - هل كنت تعرفين ذلك الشاب ؟ هل قابلته من قبل .. قالت أليس بلطف : - إنها تعرفه ياليلي ... أخيرا تعرف عليه شخص ما ... ظللت صامته وحاولت أن اتوقفعن البكاء ثم سرت مع ليلي وأليس وعدنا إلى المنزل مجددا .. جلست حزينة طوالالوقت ، بأي طريقة ممكنة كنت احاول اخفاء حزني ولكنني لم استطع ابدا ، وعندما عادعمي ووليام طلب مني عمي أن يحدثني على انفراد .. تمشينا معا في المزرعة ولمنتكلم .. فقال عمي أخيرا : - نعم ، مثلما تخيلته .. يبدو انه محارب قوي فعلا .. لكنني لا اريدك أن تحزني ، يجب أن تنسيه لأنه لم يعد يعرفك .. شعرت بحرارة دمعيمرة أخرى ولم أقل شيئا فعاد عمي يقول : - انت فتاة عاقلة يا لندا وأظن أنكستتغلبين على الصعوبات بسرعة ،، جاميان يعيش هنا سرا بين عائلة وينبرج ،، وقد اعطوهاسم سايمن وهم لا يعرفون حقيقته أو من أين جاء ، لقد وجدوه مصابا قرب مزرعة الخيولوعندما افاق كان لا يتذكر أي شيء ... هذا ما اخبرني به وليام ... يقول وليام أنهغريب الأطوار وأن الكوابيس تنتابه كثيرا كما أنه يصاب بحاله هيستيرية مفاجئة فيضطر وليام إلى حبسه بالمنزل البعيد والابتعاد عنه لفتره .. شعرت بالحزن وقلتبألم شديد : - لا يمكنني التخلي عنه .. إنه تائه ،، تلك النظرة الحائرة لم أرهافي عينيه من قبل ،، علي أن أساعده .. توقف عمي عن السير وتطلع إلي قبل أن يقول : - وكيف يمكنك مساعدته؟ إنه فاقد كليا لذاكرته .. كما انه يعيش هنا سعيدا بينعائلة وينبرج ويحب تربية الخيول والعناية بها ... - هناك أمر غريب .. قلت ذلكوانا اسحب نفسا عميقا فسألني عمي : - ماهو ذلك الأمر .. - المكان الذ يعيشفيه جاميان ... - مابه .. - إنه هو .. نفس المكان الذي حللت به لغز ايموكيا، لم يتغير منه شيء .. أذكر أنني وصفته لك ، الاصطبل ، الكوخ الكبير ،المزرعةوالفنار الذي يعلو التله.. - هذا غريب .. - أنا متحيرة .. متحيرة جدا .. بكيت رغما عني فضمني عمي مايكي برقة وقال يحاول تهدئتي : - أعدك أننيسأحاول إيجاد حل بأي طريقة .. الآن كوني قوية مثلما عهدتك وكفي عن البكاء فهو لنيعيد شيئا مما فقدناه .. ****** عندما عدنا إلى المنزل كانت الفتيات فيحالة قلق علي وتوجهت إلى الغرفة ،، بكيت فترة طويلة وتركني الجميع حتى أهدأ ،، فياليوم التالي كنت حزينة بسبب ما حصل لجاميان ولذلك فقد صعدنا إلى سطح المنزل وجلسنانتكلم عنه ... مروض الخيول ... قالت ليلي : - كان ذلك من شهور مضت ، قبلحادثة أخي بقليل ، عندما كنت اركض متجهه إلى مزرعة الخيول بصحبة أليس ... تابعتأليس بانفعال : - تعثرت ليلي بمروض الخيول وكان يرتدي زيا غريبا وكأنه رائدفضائي ووجدنا معه بطاقات .. ثم وقفت أليس واتجهت إلى الأسفل وهي تقول : - سأحضرها .. تابعناها بنظرنا حتى نزلت وعادت ليلي تقول : - كانت إصابته بالغةجدا وكان ينزف بشدة وكأن شيئا حطم عظامه ،، حاولنا مساعدته طبيا وأحضرنا له طبيبافي المنزل فقال ان علينا نقله للمشفى ولكن ذلك كان مستحيلا لأننا ... لم نفهم شيئامن الهويات التي كانت معه .. وكان شفاؤه بطيئا ،، فقد شفي أخي وخرج من المشفى وكانمازال سايمن مريضا ، وعندما شفي لم يعرف اسمه ولم يعرف عائلته وقال الطبيب أنه فاقدلذاكرته بسبب الإصابة وربما يستطيع التذكر بعد أن يشفى تماما ، وكان يذهب إلى مزرعةالخيول دائما حتى أثناء مرضه وسميناه مروض الخيول لأنه استطاع ترويض احدى الخيولالبرية بعد شفاؤه .. ثم بدأنا ندعوه سايمن على اسم جارنا القديم .. رأينا أليستصعد الدرج وهي تلوح ببطاقات في يديها، ثم سلمتها لي فرأيت بطاقة جاميان الشخصية وكان هناك شعار القصر في بانشيبرا فوقها ورمز الجندي الأبيض .. جاميان ديوفري .. البطاقة الثانية كانت بطاقة جيرودا العزيز ،، وكانت تشبه بطاقة جاميان عداأنها تحمل شعار الجندي الأسود وكانت مكتوبة بلغة غير مفهومة لكنني كنت اعلم انالاسم المكتوب .. تالتن ماكنزي .. شعرت بالحنين عندما شاهدت بطاقة جيرودا وتمنيت أن اعرف مكانه ثم أخذت البطاقات ووقفت قائلة : - هل شاهد جاميان تلكالبطاقات ؟؟ - جاميان؟؟؟؟؟ - أ.. أقصد سايمن .. هل شاهدها ؟ - لا .. لاأدري لما شعرت بالحماس وقلت : - ارجوكما ،، دعونا نذهب إليه .. الآن .. -------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:42 pm
------------------- اندهشت ليلي وقالت : - لماذا؟ قلت وانا انظر في البطاقات : - أنا احاول استعادته فحسب .. اريد ان اعرف ما الذي جرى له .. تسائلت أليس : - وكيف التقيت به ؟؟ - في لندن ... - وماذا كان يعمل .. - لا أعلم عنهالمزيد .. قلت ذلك ثم انطلقت نازلة السلالم تتبعني الفتاتان المتعجبتان ،، وتوجهنا من فورنا إلى مزرعة الخيول ركضا .. وعندما وصلنا إلى هناك كانجاميان يدخل الخيول إلى الاصطبل وعندما رآنا دخل بسرعة إلى المنزل وترك الخيول .. فقالت ليلي : - يبدو أن وليام أمره بعدم التحدث إلينا ظنا منه أنه ضايقك .. كنت أشعر بألم شديد على جاميان الذي تغير وصار يخاف من الأوامر ،، تذكرت جسرالرؤوس الذي تداولته الألسن ، أين ذهبت كل القوة والشجاعة .. لقد تغيرت ياجاميان واصبحت شخصا لا اعرفه !! طرقت أليس على باب المنزل صاحت : - هياسايمن! بربك كف عن هذا واخرج ،، الآنسة تريد التحدث إليك .. فتح جاميان البابببطء ونظر لنا بنصف وجهه من خلف الباب ثم قال بخفوت : - لا يسمح لي بالتحدث معالفتيات .. قلت بسرعة : - أهذا أمر آخر من روسو؟ شهق جاميان بطريقة غيرمتوقعة وأغلق الباب بقوة حتى أن بعض الغبار قد انتشر على ملابسنا .. وقالت ليليبخوف : - أخشى أن تصيبه الحالة .. لم أعر ذلك الأمر اهتماما ،، وتوجهت نحوالباب بحزم ثم طرقته بعنف وصحت : - جاميان ،، افتح الباب ... لا تكن هكذا .. ضعيفا ،، ليس هذا هو المقاتل الذي أعرفه ،، جاميااااااااااان افتح .. أمسكت ليليبذراعي وقالت متوسلة : - أرجوك سوف يصاب بالحـ ... قبل أن تكمل كلمتها فتحجاميان الباب وانقض علي ،، ركضت الفتاتان المفزوعتان وأمسك جاميان برقبتي بقوةوأطاحني أرضا وظل يصرخ : - أنت لا ... تتدخلي ... هذا ليس من شأنك .. ليس منشأنك .. انا لست ضعيفا ولست أنا .. أنا لست أنا ... أنا ... لست ... كنتأختنق وسمعت صراخ الفتيات من بعيد،، كان وجه جاميان شرسا جدا لدرجة لم أرها من قبلوسقطت البطاقات من يدي وحاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع .. لقد أصيب جاميانبحالة هيستيرية حقيقة لا أعرف ما سببها .. صرخ وشد على رقبتي : - ليس من شانك .. ليس من شأنك .. نزلت دموعي رغما عني وقلت بصعوبة شديدة حتى كاد صوتي لا يخرج : - جـ .. جامي أنا ... لـ .. لندا .. يتبع..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:44 pm
يتبع..
اتسعت عينا جاميان كأنما كلماتيخاطبت شيئا ما في عقله الباطن ،، وترك رقبتي أخيرا ثم ركض بسرعة إلى داخل المنزل وهو يتخبط في الجدران والأبواب ،، نظرت حولي فرأيت ليلي تمسك بعصا كبيرة كانت تودضرب جاميان بها .. وعندما بدأت التقط أنفاسي القت ليلي بالعصا ،، وركضت نحوي وهيتقول وصوتها يرتجف : - هل انت بخير ؟؟ لقد ذهبت أليس لتحضر النجدة .. نظرتإلى ليلي بشرود ثم أخذت البطاقات التي سقطت مني وركضت إلى داخل المنزل ألحق بجاميانوليلي تصرخ وتحذرني ... لا أدري ماذا أفعل .. كنت أحبه ولا اريد رؤيته بهذاالحال .. رأيته يجلس على أريكة كبيرة أمام شرفة تطل على الاصطبل البعيد .. كانيتنفس بسرعة ويخرج صوت تنفسه عاليا كأنما يشهق من كثرة البكاء .. اقتربت خلفهوقلت بهدوء : - جامي .. أنت أقوى من كل هذا .. أقوى من كل ما يحصل معك ،، يجب انتتذكر أرجوك .. أنت ثروتي الوحيدة .. هيا ماذا يعني لك أنك حصلت على لقب الجنديالأبيض ؟؟ لم يلتفت جاميان نحوي وظل على وضعه فالتفت وواجهته .. نظرت إلى وجههكان الانفعال والخوف يملأ ملامحه الجميلة وأعطيت له بطاقته وسألت : - من هذا؟ نظر جاميان بصعوبة إلى البطاقة ولم يرد .. فكررت : - أرجوك .. منهو؟ قال بصعوبة : - إنه أنا ... ابتسمت وقلت بلطف : - هذا رائع .. حسناومن هذا ؟ ناولته بطاقة جيرودا فأمسكها وحدق بالصورة لبضع ثوان ثم قال : - لا .. أعرف ... قلت بإصرار : - بلى .. أنت تعرف .. عاد ينظر على وجهي وظهرالانفعال عليه وصاح : - لا اعرف ، لا اعرف ،، لاااااا اعررررف .. صرخت : - بلى .. انت تعرف .. صرخ جاميان بصوت مرتعش : - ماذا تريدين مني ... جلستعلى الأرض بتعب ورميت البطاقتين أمامه ثم سمعت صوت خطوات تدخل إلى الصالة وبعدهاصوت عمي : - لندا .. ماذا تفعلين .. نظرت إلى عمي بتثاقل وقلت بإصرار : - أرجوكم دعوني اتحدث معه لبعض الوقت .. قال وليام معترضا : - لا تكوني مجنونة .. هيا اخرجي.. نظرت فرأيت جاميان يمسك بالبطاقتين ويتطلع فيهما للمرةالثانية .. - فقلت : - سأبقى لدقائق فقط .. كان الجو هادئا فانسحبا إلى الخارج بعد أن قال عمي : - سنبقى في الخارج .. لا تتأخري .. كان وليام يريد الاعتراضولكن عمي خرج فلحق به مسلما بقرار عمي .. نظرت إلى جاميان وقلت بعد أن خرجا : - جامي ، أنا لا أريد أن أقسو عليك ، لكنني لا أتخيل أن أفقدك .. وشقيقك جيرودا ، إنه لا يعرف كوكب الأرض جيدا ما حالته الآن ، مالذي حصل ؟؟ أي حادث وقع لك .. أنا قلقة عليك جدا .. جدا ..
فكر جاميان لبعض الوقت ثم تمتم : - جيرودا ... أنا .. أحلم به ليلا ..
------------------ قلت بسعادة : - حقا ؟؟ - وأحلم بك ... وبآخرين .. قال ذلك ونظر إلى وجهي فشعرت بالحزن وقمت لأجلس إلى جواره على الأريكة وقلت : - نعم ،، هذا رائع .. سوف تتذكر كل شيء قريبا . . لكني أريدك أن تتمع بالاصرار الذي كنت تتحلى به في السابق .. عندما كنت في بانشيبرا .. تمتم بهدوء : - بانشيبرا ؟ - نعم يا عزيزي .. - تلك الأسماء ليستغريبة عني .. ابتسمت وقلت بلطف : - نعم .. وهذا يعني أنك تعرف .. ولكن هناكأمر طارئ عليك .. أليس كذلك؟أطرق جاميان ولم يقل شيئا فوقفت وتركته لكي اخرجو قبل أن أضع يدي على مقبضالباب التفت جاميان وقال بارتباك : - أنا أتذكرأنني ركضت على شاطئ البحر... معك .. ولكنني مشوش جدا .. هناك بعض الأشياء في عقليلا أستطيع ترتيبها .. عدت مرة ثانية ووقفت أمامه ثم قلت : - جاميان .. أخبرني ،، مالذي تذكره ؟؟ تردد جاميان للحظات ثم قال ببطء: - بعض الصور فيمخيلتي .. - أخبرني عنها .. - رجال لا أعرفهم .. هناك حرب ما وخيول و .. ونيران .. أنت .. - أنا؟ - نعم .. أنت تبكين وتصرخين بوجهي .. أمسك جاميانبرأسه وكأنما أصابه صداع مفاجيء فقلت : - حسنا لا ترهق نفسك .. يمكنك التذكربهدوء ،، ما رأيك أن أحكي لك عن نفسك؟نظر لي جاميان بتعجب وقال : - تحكين لي عن نفسي ؟ - نعم .. ثم أمسكت بيده وقلت بحماس : - هل نتمشى عندالشاطيء قليلا ؟ مارأيك؟ - حسنا ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الأحد ديسمبر 11, 2011 11:46 pm
وقف جاميان وخرجنا معا إلى الخارج وعندهاقابلنا عمي مايكي الذي كان يتحدث مع وليام وليلي .. كانت حرارة الشمس قد انكسرتقليلا ونظروا جميعا لنا فقلت : - سأذهب بصحبة جاميان لبعض الوقت إلى الشاطيء إنكنتم لا تمانعون ... نظر عمي مايكي إلي مبتسما وقال مازحا : - يالك من فتاه !! ابتسمت لعمي مايكل وقال وليام : - سايمن .. احترس ، هل سمعتني جيدا؟هز جاميان رأسه موافقا ثم سرنا معا متجهان نحو الشاطيء وعندما ابتعدنا مسافةكافية بدأت أحكي له عن الكثير من الأشياء ... كان يصغي بهدوء حتى وصلنا إلىالشاطيء وجلسنا على الرمال، نظر لي لوقت طويل وهو يسند رأسه على كفه .. حكيت لهأغلب الأشياء ، حتى كأنه عاش فيها مجددا ولكنني لم أقص له بالتفصيل وأغفلت بعضالأشياء التي تخص قصصنا معا ،، حكيت له عن نفسه وعن جيرودا وعن والده ووالدته فقط،، عندما انتهيت شعرت بالقلق لأجله فقد كان هادئا جدا ولم يبد أي تعليق عن ما حكيتهله فقلت : - هل تذكرت شيئا مما حكيته لك ..
عاد جاميان ينظر لي بصمت .. شعرت بقلق شديد وقلت : - هل أنت بخير ؟؟لم يرد جاميان مرة أخرى ونظرإلى الشمس وهي تغرب مودعة ذلك اليوم .. عصف الخوف بكياني فقلت وأنا أقف : - سوف أذهب .. ربما أنت مرهق ،، لكن .. هل سأراك غدا ؟ فهو آخر يوم لي هنا.. وقفجاميان ونفض رمال الشاطيء من فوق ملا بسه ثم نظر لي وابتسم أخيرا .. كان هذا هوجاميان الذي اعرفه وقال بهدوء : - سأراك غدا .. و .. - ماذا .. - شكرا لك .. ابتسمت ولوحت بيدي مودعة له وركضت بسرعة عائدة إلى المنزل ،، كنت لا أريد أناتركه أبدا ولكن كان يجب علي فعل ذلك ... يجب أن أعطيه الوقت ليفكر ، لكننيأخبرته عن نفسه ، عن لطفه وشجاعته، أخبرته عن الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي . . كان يجب أن يعرف هذا إن لم يتذكره .. عدت إلى المنزل بنفسية مختلفة ،، عندمادخلت ابتسمت وفرح الجميع لفرحتي ، كنت أشعر ان هناك أملا كبيرا وقمت بتحضير العشاءمع الفتاتان اللطيفتان .. كانت آثار يدي جاميان مازلت على رقبتي وكان عمي مستاءجدا ولكنه توقف عن لومي عندما شعر بأنني مرتاحة وسعيدة .. في تلك الليلة لمأستطع النوم وبقيت أنظر إلى الفنار الصغير الذي يذهب ضوءه ويجيء ممتدا على شاطيءالبحر ،، إنه حقا رمز كبير للأمل في وسط سواد الليل وألمه ... لا أعرف كيف أخذنيالنوم على الكرسي الذي كنت أجلس عليه ولم اشعر إلا بـضوء الصباح يوقظني وهو يرسلأشعته على وجهي .. نظرت إلى الفنار وابتسمت ، كان مايزال يعمل رغم بزوغ الفجر ،، وأخرجت رأسي ونصف جسدي من النافذة محاولة رؤية كوخ جاميان الخشبي ولكنني لم استطع رؤيته ولذلك فقد نزلت إلى الأسفل ولم يكن أي شخص قد استيقظ بعد .. فتحت البوابة وخرجت إلى المزرعة وركضت على العشب والهواء يحرك شعري ، ومشاعري .. كان الجو رائعا وظللت أدور حول المكان وتمنيت أن أعيش في هذا المكان الرائع .. مع الهواء العليل شممت رائحة شيء يحترق .. من بعيد لاح لي دخان كثيف في الأفق وكأن مزرعة احترقت أو منزلا ،، كان الدخان الأسود يتصاعد على شكل عامود في السماء .. تساءلت كيف لم أشاهده عندما نظرت نحو الفنار .. خفت كثيرا فقد كان قريبا من مزرعة الخيول .. عدت إلى المنزل بسرعة ودخلت غرفة عمي مايكل ، كان نائما واقتربت منه وقلت بهدوء وتوتر : - مايكي ... مايكي ... فتح عمي عينيه ببطء وقال : - مه .. ماذا ؟؟ - يبدو ان مكانا ما يحترق .. فتح عمي عينيه جيدا وجلس بفزع قائلا : - حريق ؟ قلت بخوف : - علينا أن نسرع فهو قريب من مزرعة الخيول ... الحق بي .. صاح عمي : - لندا .. انتظري ... قبل أن اسمع المزيد كنت قد خرجت بالفعل وبدأت أركض نحو مزرعة الخيول وساعدني سروالي الجينز على الركض جيدا .. وكلما اقتربت من مزرعة الخيول زادت رائحة الحريق واقتربت من مصدر الدخان، وفي تلك اللحظة صرخت بفزع وأنا أرى كوخ جاميان الخشبي هو مصدر الدخان .. لم يكن يحترق .. لكنه ...
لقد احترق فعلا.... وبالكامل !! رفضت كل مايحصلودفعت بوابة المزرعة الخشبية بقوة وفزع شديد ، ، ركضت إلى الداخل وكانت الخيول فيحالة هياج وقد كسر بعضها السورالخشبي وركضت بعيدا عن الاصطبل المشتعل .. لم يتبق منكل الخيول سوى اثنان أو ثلاثة ، لقد هربت جميعها ... أو احترقت ! و لم يتبق منالمنزل سوى قاعدته التي كانت ماتزال مشتعلة .. سعلت بقوة وانا أقترب من المنزلوصرخت بهستيريا :
- جاميان ...... جااااااااامياااااااان !! الغبار والدخانوالنار تملأ المكان وناديت على جاميان بلا فائدة ..
أنا لا أصدق بعد انني فقدتجاميان ،، لان هذا غير صحيح ...
صرخت : - لاااااااا .. هذا غير صحيح ... لااااااااا ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الإثنين ديسمبر 12, 2011 3:16 pm
جلست منهارة على الأرض وأنا أسعل .. لم أبكي لأنني أعلم أن جاميانهنا في مكان ما .. حالة المنزل المحترق تدل على انه ظل يحترق طوال الليل .. انامصابة بحالة رهيبة من الرعب .. رأيت من بعيد أشخاصا يركضون من الجهة الأخرىووقفت أنظر إليهم ، لم أعرفهم وصاح أحدهم بفزع : - مالذي يحصل هنا ؟ قلت بخوف : - لا أعرف لقد جئت الآن ... نظر أحدهم إلى الكوخ وهتف : - ياللهول !! كان المنظر مريعا جدا .. وبعد دقائق أخرى والأهالي يحاولون إطفاء الحريق ،جاء عمي ومعه وليام وينبرج والفزع باد على وجوههم .. تساءلت لما يحصل كل ذلك لي ... لماذا لا أعيش طبيعية مثل الجميع ؟؟!! تزلزل كياني عندما بدأ الجميعيبحثون عنه ،، الوحيد المجنون الذي كان يعيش هنا بمفرده .. نزلت دموعي اخيرا لأنهملم يجدو له أي أثر .. أطفأ الخيالة الحريق وعادوا إلى منازلهم بينما ظل بعضالريفيون يبحثون في حطام المنزل عن أي جثة .. أو عظام .. أي أثر .. كل شيء قداحترق ووقفت بعيدا أراقب ما يحصل في صمت وعيناي لا تكف عن البكاء ،، لقد بكيت كثيراجدا من يوم أن فقدت والداي .. بكيت حتى انني لو جمعت دموعي لكان هناك جدولاصغيرا يجري بين الحقول ،، فات الآن وقت الندم .. فجأة صاح أحدهم : - يبدوأنني وجدت عظاما متفحمة .. شهقت بفزع ووضعت يدي على قلبي وعجزت تماما عن التنفس بينما توجه عمي مايكل ووليام نحو المنزل بسرعة .. بكيت برعب وسمعت صوتايناديني : - لندا .. نظرت خلفي وأنا غير واعية لما يحصل حولي ورأيت ليلي وأليس تلوحان لي وهما تركضان نحوي بسرعه .. شعرت أن قدماي لا تقوى على حملي فجلست على الأرض وعندما اقتربت أليس قالت بخوف : - هل حصل مكروه لسايمن .. ؟ لم أجبوأجهشت بالبكاء ... وسمعت صراخ ليلي : - إنه بخير ،، حمدا لله .. فتحتعيني ونظرت خلفي ،، ركضت أليس وهي تصرخ بفرحة ورأيت شخصا ما يقترب من بعيد على ظهرأحد الخيول ... لم أصدق ما يحصل .. ووقفت بسرعة وتأملت غير مصدقة أنه هو .. إنه شعره لكن ،، وجهه .. إنه متسخ ربما .. ربما ليس هو لكنني أحب تصديق أنه هو ... عندما وصل الجواد إلى المزرعة توقف ،، فسقط جاميان من فوق ظهره ،، لقد كانجاميان مصابا .. أول من لحق به كانت أليس التي أمسكت به وسحبته بعيدا عن الجواد بصعوبة وبعدها لحقت بها ليلي ثم أنا ... كان وجه جاميان مغطى بالرماد والدماء وكذلك ملابسه وصاح وليام : - ابتعدوا عنه ... ربما لا يستطيع التنفس .. منبعيد كانت كل الخيول تركض عائدة إلى المزرعة خلف الخيل الذي قاده جاميان فصاحت ليلي بفرحة : - لقد أنقذ كل الخيول .. حملناه بسرعة فقد كان فاقدا لوعيه ،، وعدنا بالخيول إلى المنزل بسرعة وسبقتنا أليس لتستدعي الطبيب .. عندما وضعناه على السرير أمسكت بقماش مبلل ومسحت الماء والغبار عن وجهه بحذر، كانت هناك جروح كثيرةلا تريد التوقف عن النزف وقال وليام : - لم أكن أعلم أني أحبه هكذا فقد كنتسأفقد عقلي عندما شعرت بأنه احترق ! ابتسم عمي مايكل وقام بخلع قميص جاميان بحذر ،، ثم قال : - يبدو ان حروقا أصابت جسده ... دمعت عينا ليلي وقالت بصوت مهزوز : - لقد كان يحاول انقاذ الخيول طوال الوقت ... المسكين ! ظللت أتأملوجهه النائم بصمت .. وجاء الطبيب بصحبة أليس النشيطة والسريعة جدا ، إنها التي تسبقنا دائما في كل مكان .. قام السيد شون وينبرج بإدخال الخيول إلى المزرعةالأخرى ،، وعاد بسرعة وبقينا جميعا حول جاميان حتى قال الطبيب انه بخير وأنه سيتعافى ولكنه يحتاج إلى الراحة واستنشاق الهواء النقي .. فرحنا جميعا وعادالطبيب .. بقيت إلى جانب جاميان فترة طويلة حتى أفاق ، نظر لي بشرود ثم نظر حوله فقلت : - حمدا لله على سلامتك .. قال جاميان بهدوء : - هل الخيول بخير .. ابتسمت وقلت : - أجل .. إنها رائعة .. نظر جاميان إلي ثم قال بتردد : - يجب أن أرحل .. سوف أعود إلى الفتاة التي .. صمت جاميان ونظر إلى الجهةالأخرى فقلت باستغراب : - أي فتاة ؟؟ - الفتاة التي أحبها هناك ... - أين؟ - إنها لا تعيش هنا .. يجب أن ألحق بها قبل أن .. قلت باستغراب وحزن : - انا لا أفهم ماذا تقول ..؟ ----------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الإثنين ديسمبر 12, 2011 3:18 pm
قبل أن يجيب جاميان سمعناطرقا على الباب ودخلت أليس مبتسمة .. ثم قالت بسعادة بعد ان شاهدت جاميان : - سايمن ! أنت بخير أيه الشقي! لقد أقلقتنا عليك !! ابتسم جاميان وقال بقليل منالمرح : - حقا ؟؟ لقد كنت سعيدة بحدوث ذلك ... ضحكت أليس ثم قالت بعد أنأخرجت لسانها بسخرية : - لقد كنت سأحزن إن احترق وجهك فقط ،، لأنك لا تملك غيره، وهكذا من الممكن أن تتزوج يوما .. لا أتخيل وجها مشوها بعينين ارجوانيتين كالجوكر! ضحك جاميان ثم خرجت أليس بسرعة قبل أن يقول شيئا آخر يستفزها ، وقلت بضيق وأنا أهم بالذهاب : - سأذهب ... لكي أحضر لك غداؤك .. قال جاميانبسرعة : - لا ، انتظري لندا .. توقفت ونظرت له ، فقال مبتسما : - أليستهناك فتاة رائعة سترحل اليوم؟ قلت بهدوء وقد فهمت أنه يقصدني : - ليست رائعة ... - انت لا تعرفينها ،، لكنها تحبني .. وتتمنى لي السعادة .. - وأنت؟صمت جاميان وظل ينظر لي ثم قال بخفوت : - أنا أتمنى لها السعادة ايضا ... ابتسمت ثم فتحت الباب وخرجت ، لقد كان يتحدث عني في ذلك الوقت ويحاول أنيكون لبقا فهو لم يتذكرني ... عدت أنا وليلي ووضعنا الغداء لجاميان ولكنه لم يرغببتناول الطعام فأجبرناه .. كنت أحبس دموعي وتماسكت طويلا .... كان عمي مايكل يقول أنني أحضر الحظ السيء لكل من أعيش معه، بالطبع كان يمزح وكان الجميع يضحكون علي وأنا أمسك عمي من رقبته حتى يكف عن السخرية مني .. بدأت بتجهيز أغراضياستعدادا للعودة إلى منزلنا في المدينة ،، قبل أن نرحل نظرت إلى جاميان لكنه لم يقلشيئا ونظر لي بهدوء ... كنت أعلم أنه يحب الآن فتاة غيري .. وأن تلك هي حياتهالجديدة التي أصبح عليها .. لقد اصبح لا يعرف شيئا عن ماضيه ويحب فتاة ريفية جميلة، ويربي الخيول الأصيلة وهو سعيد .. لماذا أقف كالشوكة في حلقه .. أبتسمت مودعة لهم وعدت مع عمي مايكل في سيارتنا ... لم أستطع أن أحاولالنسيان .. مجرد محاولة .. و لم أستطع التماسك مجددا وبكيت في السيارة مما دفع عمي للتوقف وقال بلطف وهو يربت على ظهري: - اسمعي يا لندا ... أعلم أنك حزينةمما أصاب جاميان .. لكن لابأس ، عليك أن تتمني له السعادة وأن تنسيه .. لأنه .. يجبأن تفعلي ذلك .. ظللت أبكي فترة طويلة حتى غفوت وعندما وصلنا أوقظني عمي ونزلتإلى منزلنا بدون أي كلام حتى إن السيدة ديانا استقبلتنا ببشاشة وسألتني عن الرحلة ولكنني لم أستطع أن أحكي لها شيئا وعندما بدأ عمي مايكل في التحدث إلى السيدة دياناعدت إلى غرفتي وأمسكت بصورة والداي ثم بقيت اتأملها لبعض الوقت .. كنت أفكرفي جاميان ... لا أظن أنني أستطيع نسيانه مهما طال الزمن، مهما حصل حتى لو تزوجتوعشت حياة مختلفة ... حتى لو رفضت الزواج وأصبحت عانسا حتى لو ... سأظل أحبه .... لأنه أول وآخر شاب أحببته .. لقد ضاع كل الذين أحببتهم وابتعدوا عني ... أخشى أن عمي مايكل سيخبرني بأنه غدا سيسافر إلى أميركا ويزداد الأمر سوءا .. في اليوم التالي استيقظت وبقيت في غرفتي أتأمل في صورة والداي .. سمعتطرقا على باب غرفتي ودخل عمي مايكي .. جلس إلى جواري وتأمل معي في الصورة .. ثم قال بهدوء: - عزيزتي لندا .. أعرف أنك حزينة، لكنك ستتغلبين على الأزمة بسرعة .. هذايحصل دائما .. أتعلمين، هناك فتيات أجبرن على ذلك وتعرضن لمثل تلك المواقف كثيرا ،أنت حصل معك هذا مرة واحدة ... والجيد أنه فاقد لذاكرته فهو لن يغضبك أو إنه سيترككمجبرا ... أو .. صمت عمي ثم قال : - أظنك تفهمين .. أنا أعرف أنك مختلفة ،لقد عشت في الريف ولم تمري بـالتجارب التي تجعلك معتادة على فقدان أحدهم ... نظرت إلى عمي وقلت : - عندما جئت للجامعة لم يكن الشباب في محط ثقة فهم لا يعجبونني ولا أشعر أنهم جديرون بالمسؤولية .. وعندها قابلت جاميان .. وكان جاميان مختلفا .. - أعلم أنه مختلف .. لكن عليك تخطي الوضع ... أومأتبالموافقة وخرجت مع عمي مايكي ثم تناولنا الغداء ، ابتسامة السيدة ديانا كانت تحملمغزى هادئا و كأنها تعلم من عمي شيئا عما حصل لي .. في المساء أخبرنا عمي جوردنأنه سيقيم حفلة عيد ميلاد ابنته الصغيرة الأسبوع المقبل .. مضى أسبوع طويل كانتهناك حفلة أقامها عمي جوردن في نهايته بمناسبة عيد ميلاد ابنته إيما والتي كانت تبلغ الثانية عشرة وهي أصغر أبنائه .. بالطبع كان حضوري مهما بالنسبة لـ إيماوارتديت ثوبا جميلا ثم ألتقط لنا عمي مايكي صورة رائعة .. كنت أحاول إشغال نفسي فيأي شيء وبعد أن تشاجرت مع جوش كالعاده عدت إلى الحفل وفوجئت بأن صديقتي إيميلي وعائلتها قد حضرت الحفل .. وقف جيمس ينظر لي من بعيد نظرات عتاب ، ولكنني تجاهلت ذلك وذهبت وحييتهم وكأن شيئا لم يكن ... كانت الحفلة جميلة وجلست بجوارايما وإيميلي أراقب الحاضرين ولكن جيمس اقترب وقال بلباقة : - هل تسمحان ليبالتحدث مع الآنسة لندا؟ ابتسمت إيميلي وقالت إيما بدلال لأنها حفلتها : - حسنا خمس دقائق فقط ..
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الإثنين ديسمبر 12, 2011 3:20 pm
ابتسمت وسرت بجوار جيمس حتى ابتعدنا عن إيميلي وعندها قال : - كيف حالك .. هل أنت بخير؟ قلت بهدوء : - أجل .. - لكنني أرى عكسذلك فأنت تبدين حزينة .. - لا.. صدقني أنا بخير، شكرا على سؤالك نظر لي جيمس بابتسامة ثم قال : - هل سأنتظر كثيرا؟ لم أفهم وقلت : - ماذا تقصد؟؟ - متى ستوافقين على طلبي؟ لقد أخبرني عمك جوردن أنك طلبتي مهلة .. تذكرت جاميان فجأة ولكنني حاولت نسيانه مجددا وقلت : - حسنا .. ولكن ... - ماذا ؟ - لقد أعطيت عمي ردا بالفعل .. وقلت .. قلت .. نظر لي جيمس بترقب .. التكملة ( ماقبل النهاية ) : نظر لي جيمس بترقب .. ولكن عمي مايكل اقترب منا وقال بمرح : - مرحبا جيمس .. كيف تسير الأمور؟ كان جيمس شارد الذهن ولكنه انتبه وقال : - بأفضل حال ... قمت باستغلال الفرصة واستأذنت ثم عدت بسرعة إلى غرفتي .. لم أتقبل فكرة أنني سوف أنسى جاميان وسأختلط مع الآخرين ، كان هذا لا يعجبني أبدا .. لن يمكنني الموافقة على جيمس .. لا أستطيع .. لكنني .. أشعر باني أحارب نفسي ... في اليوم التالي توجهت إلى المكتبة حتى أقوم بشراء بعض المذكرات إستعداداً للعودة إلى الجامعة عندما عدت للمنزل كان عمي مايكي بانتظاري وجلست إلى جواره ثم تحدثنا عن جامعتي وعن الأستاذ تشارلز الذي كان يضع للطلاب درجة الصفر في كل الاختبارات .. ابتسمت وانا اتخيل ورقتي بالصفر .. فقال عمي : - لندا .. - نعم يا عمي؟ - ماذا ستقولين لجيمس .. هل سترفضين .. تنفست ببطء وقلت بحزن: - لا أعلم .. أشعر بحيرة شديدة وعدم الرغبة في التفكير بأي شيء .. - مازلت تفكرين في جاميان .. - نعم .. لم استطع نسيانه .. - هذه الأمور تتطلب وقتا ،، لكنك ستبدأين بنسيانه إن انشغلت مع جيمس فهو شاب رائع .. بداخلي رفضت كل مايجري ولكنني قلت لعمي مايكل : - سأحاول .. لكنني لا أعدك .. خرجت إلى الحديقة وتصفحت إحدى الجرائد اليومية .. كانت الأخبار دائما كما هي .. حروب ومجاعات وجوائز وفنانين وغيرها .. ليست هناك أخبار جيدة .. شعرت بأحدهم يسير من الخلف على الحشائش متجها نحوي فوضعت الجريدة وقبل أن التفت وضع ذلك الشخص يده على عيني .. تحسست يديه وقلت : - مايكي .. هيا كف عن هذا لا أحد غيرك يفعل ذلك .. سمعت صوت عمي مايكي الذي أبعد يديه وهو يضحك ثم قال: - لقد حضرت لك مفاجأة .. - حقا؟ - نعم .. نظرت إلى وجه عمي وقلت : - أرجو أن لا تكون المفاجأة شيء أتزوجه أو شيء آكله فقد سئمت كل هذا .. ضحك عمي وقال : - حسنا يا فيلسوفه .. إنه شيء جميل .. وأنت تحبينه .. - وماهو؟ سار عمي متوجها نحو بوابة الحديقة وقال : - ستخرجين معي قليلا يا آنستي اللطيفة ... ابتسمت وقلت : - حسنا مايكي .. محظوظة تلك التي تخرج بصحبتك .. خرجت وتوجهت مع عمي مايكل إلى مطعم فخم ... وبعد أن جلسنا على طاولة بستة كراسي قال عمي : - لقد دعوت شخصا ما لحضور العشاء .. قلت وأنا أنظر إلى قائمة الطلبات : - إنه شيء آكله, ولقد دعوت شخصا أخشى أنه شيء أتزوجه!! صدقني لقد فعلت الشيئين المحظورين .. وما هذه الطاولة .. إنها كبيرة على ثلاثة أشخاص .. ضحك عمي ثم نظر خلفي وقال : - لقد وصلا .. كنت متشوقة فعلا لأرى الشخص الذي سيتناول معنا العشاء وخشيت أن يكون جيمس لكنني تفاجأت فعلا وسقطت قائمة الطلبات من يدي .. لم أصدق عيناي .. كانت صديقتي "بريا" ومعها شاب هندي آخر .. يبدو هنديا ولكنه لطيف ويشبه بريا كثيرا .. وقفت وركضت نحوي بريا فعانقتها بسعادة .. لم أصدق انني أراها مرة أخرى .. سلم علينا الشاب وعرفتني بريا عليه : - إنه شقيقي باتيل وهو يدرس هنا في انجلترا .. كنت أشعر من البداية أنه شقيقها ... جلسنا نحن الأربعة حول الطاولة ونظرت إلى عمي ثم قلت : - إنها مفاجأة جميلة بالفعل .. لقد أخفيتم عني هذا .. ابتسمت بريا وقال عمي مايكل : - أجل ... ظننتها مفاجأة سارة .. أم ماذا؟ - إنها رائعة .. تكلم باتيل أخيرا : - ستبقى بريا هنا معي لبعض الوقت ثم ستعود إلى الهند .. ابتسمت بريا مجددا وقالت : - إن أخي باتيل يلبي لي كل ما أطلبه .. ضحكت أنا وعمي ... وقال عمي : - اليوم هو يوم المفاجآت السارة .. لأنني دعوت شخصا آخر .. قلت باندهاش : - من هو ؟ لا أظن أنه سيكون مفاجأة مثل بريا وشقيقها أبدا .. ضحكت بريا وقالت تحدث عمي : - هل تقصد ذلك الشاب الذي قابلناه صباحا .. هز عمي رأسه موافقا وقال باسما : - أجل .. لكن لا تخبري لندا .. -------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الإثنين ديسمبر 12, 2011 3:22 pm
كنت أنظر إليهم مثل التي لا تفهم شيئا في حياتها وقلت : - حسنا .. تظنون أنكم منظموا مفاجآت .. سأرى مايمكنكم فعله . في الحقيقة تكفيني بريا اليوم .. ضحكوا علي وأقبل نادل المطعم وأعطانا قائمة الطعام .. كنا نختار بعض الأكلات معا ورأيت عمي يقف ويبتعد وهو يقول : - سأختار ما تختاره لندا .. خرج عمي خارج المطعم وقلت لبريا و باتيل : - أرجوكما أخبراني من هو الشخص الآخر الذي سيحضر؟ ابتسم باتيل وأرخى ظهره على الكرسي بينما قالت بريا : - إنه شاب وسيم وأنت تعرفينه .. لقد حدثنا عنك .. - من هو؟ - إنه الشخص الذي .. قاطعها باتيل قائلا : - لقد حضرا .. نظرت خلفي ورأيت عمي يدلف إلى الطعم وخلفه جاميان .. نظرت باندهاش ومسحت عيناي جيدا ربما اتخيل ، ولكن هذا لم يكن خيالا وكان جاميان متأنقا جدا ، بقيت صامتة حتى وصلا إلى طاولتنا ووقف باتيل وصافحهما ثم صافحتهما بريا بينما ظللت أنظر مندهشة .. شعرت بالاختناق فجأة وفكرت ان أترك المطعم وأخرج .. لأنني كنت حائرة جدا .. نظر لي جاميان ومد يده لمصافحتي ثم قال : - مرحبا يا آنسة لندا .. لم أصافحه ونظرت إلى وجهه ، كان مبتسما وثقة ما تلمع في عينه وقال عمي : - لندا .. مالذي حل بك ؟ صافحت جاميان الذي جلس في مواجهتي تماما وبدأ النادل بوضع الطعام فقال جاميان بمرح : - يبدو أنني وصلت في الوقت المناسب ... ضحك الجميع ولكنني ظللت أنظر إلى جاميان بهدوء .. كنت اتسائل عنه .. مالذي جرى له؟ هل يقوم بزيارتنا فقط .. أم إنه استطاع تذكري بالفعل .. بعد أن تناولنا العشاء كانوا يتبادلون الأحاديث طوال الوقت .. أما أنا فجلست صامته مما أثار قلق بريا التي قالت بتوتر : - مالأمر يا لندا؟ هل هناك شيئا ما أغضبك ؟ قلت وأنا أحاول أن ابتسم : - لا شيء .. أشعر بصداع خفيف .. ربما بسبب المفاجآت الكثيرة .. ضحكوا علي وتحاشيت النظر إلى جاميان .. كان الجميع يحدثه باسم سايمن ، مما دل على أنه مازال يعيش في عالمه الجديد .. وعندما انتهينا من شرب الشاي وخرجنا، ودعنا بريا وشقيقها باتيل اللذان وعدانا بزيارة .. بقي جاميان الذي قال لعمي : - أنا أيضا سأذهب .. لكن لا أعلم إذا كنت سأعود مجددا .. نظرت أخيرا إلى وجه جاميان .. ولكنني لم أقل شيئا ، وحدق عمي بي ثم قال : - هيا أنت لم تقولي شيئا لسايمن .. قلت بحزن : - أنا لا أعرف سايمن .. أنا أعرف جاميان فقط .. وإذا كنت سأقول شيئا لسايمن .. فإنني سأقول له .. وداعاً .. وحسب . سرت بضعة خطوات متوجهة إلى سيارة عمي ولكن جاميان اعترض طريقي وقال : - حسناً .. ماذا ستقولين لجاميان؟ دمعت عيناي ولم أرفعهما خشية أن يرى جاميان دموعي ولم أقل شيئا .. فعاد جاميان يقول : - ماذا عن الجندي الأبيض؟ هل ستخبرينه عن الطريق الذي سار فيه حفل تتويج أمرجيز ؟ أم أنك ستتركينه يسير لوحده .. لم أكن قد حكيت له عن أمرجيز أبدا ولا حتى حفل التتويج ونظرت له باندهاش وعيناي تملأها الدموع وقلت : - لا.. إنه يعرف الطريق أكثر مني .. ابتسم جاميان وقال عمي : - أظن أنه ينوي أخذك في رحلة جديدة .. نظرت إلى جاميان وابتسمت رغما عني .. ثم قلت : - مرحبا بك مجددا .. أيها الجندي .. الأبيض .. -------------------------------------------------------------------
موضوع: رد: رواية الجندي الابيض **جاميان** الإثنين ديسمبر 12, 2011 3:32 pm
**~~ النــهايـــة ~~** (1)
سرنا في الحديقة عائدين إلى المنزل وركضت آيريس بسرعة فتعثرت ،، ركض جاميان وحملها وهو يضحك عليها لحقت بهما ونظرت إلى السماء الغائمة قلت وانا ابتسم: - يا إلهي ! يبدو أنها ستمطر .. نادت آيريس الصغيرة بتلكؤ : - أمي ... أتحداك تلحقينا ... عادت تركض مجددا مع والدها الطفل الكبير ،، وهتفت : - حسنا ، سأريكما .. عندما بدأت بالركض ضحكت آيريس وركضت بسرعة وخلفها جاميان فشعرت برغبة عارمة في الإمساك بهما ، وبعد ركض مسافة قصيرة وصلا إلى المنزل قبلي وخسرت التحدي، وعندما دخلت إلى المنزل قلت وانا التقط انفاسي بصعوبة : - سأريكما .. أمسكت بجاميان وأوسعته ركلا على الأريكة برفق وكان يضحك ويحاول أن يمثل أنه يصرخ كالعادة وآيريس تصرخ وتدافع عن والدها بحرارة وتقذفني بالوسائد .. بدأت الأمطار بالنزول رويدا .. جلس جاميان أمام الشرفة ليتأمل الأمطار وصعدت آيريس فوق صدر والدها وأغمضت عينيها استعدادا لكي تذهب في النوم .. كانت حياتي الجديدة تعجبني وكانت آيريس تشبه جاميان لدرجة لا تصدق .. وهي متفقة مع والدها ومتحيزة له بشدة .. جلست أخيرا وتصفحت جريدة اليوم ثم قلت باندهاش : - يا إلهي ! مازالوا يتحدثون عنك في الصحف ،، ألم يملوا دعوتك بالكائن الفضائي .. ابتسم جاميان وقال بلطف وهو يمسح على شعر آيريس التي نامت على صدره : - لا يهمني ماذا تقول الصحف، لقد ربحت معركتي الأخيرة و حصلت على حق المواطنة ، وأنا الآن زوجك ولدينا ابنتنا آيريس .. نحن سعيدان .. ثم التقط الصحيفة من يدي ورماها بعيدا وتابع : - المهم أنك معي .. أم ماذا ؟ وضعت رأسي على كتفه وصمتت لبعض الوقت ثم همست : - بالتأكيد جامي .. نحن سعيدان جدا ولكن ينقصنا أن نعثر على جيرودا .. ألا يقرأ ذلك المتهور الصحف ؟؟ - سنعثر عليه بالتأكيد .. لكنني أخشى أنه لم يصل إلى الأرض .. - هل تعتقد أنه مازال في إيموكيا؟ - ربما .... نظرت إلى جاميان وقلت : - لكنك لم تخبرني عنها ... لقد شغلتنا قضيتك حتى أنني نسيت ذلك .. - من هي تلك التي لم أخبرك عنها .. ابتسمت ولم أقل شيئا ونظر لي جاميان بحيرة ثم قال ثانية : - ما الأمر يا لندا؟ لقد حيرتني .. قلت بغيرة : - تلك الفتاة التي كانت مغرمة بك .. ابتسم جاميان وقال بلؤم لكي يغيظني : - أي واحدة منهن؟ لقد كن كثيرات بالفعل .. قلت بغيظ : - ماذا؟ هل تظن نفسك وسيما ؟ ضحك جاميان بلطف ثم مسح على شعر آيريس وقال : - إنها كلمتك المفضلة ... ثم بدأ بتقليدي بسخرية : - هل تظن نفسك وسيما .. أنت لست كذلك .. ولكنني أغرمت بك !! استرخيت ووضعت رجلي على الطاولة ثم قلت بدلال : - أنت من جرى ورائي حتى أحبك .. لقد عشقتني مع أنني كنت أرفضك .. ولكنك لن تهرب من الإجابة .. ظل جاميان يضحك وقال : - أنا لم أسمع السؤال بعد .. قلت بغيرة: - من هي تلك الفتاة التي شنقت نفسها من أجلك !! صمت جاميان قليلا وكأنه تفاجأ من السؤال ثم قال : - هل تقصدين شقيقة الأمير نيروتا؟ - نعم ... - إنها ... لقد .. تطلع لي جاميان بصمت فنظرت بغيظ وقلت : - أنت تقهرني .. ماذا .. لماذا صمتت هكذا؟ ابتسم جاميان ثم قال : - لقد كانت مجرد حادثة مؤلمة فقط ، ثم ... من أخبرك أنها شنقت نفسها من أجلي؟ لقد سئمت الفتاة من حياتها ومن شقيقها الذي حرمها من كل شيء ... نظرت باندهاش وقلت : - حقا .. لكن لا تراوغ ،، لقد أخبرني الجميع بتلك القصة .. قال جاميان باستغراب : - لا .. إنه خيال النساء المريض .. أنا لا أنفي أن الفتاة كانت تحبني، لكن ... لم تشنق نفسها من أجل أنني انتقلت من القصر لأننا وضعنا حدا لهذا منذ زمن .. شعرت بالغيرة وقلت : - لا تظن أنك محبوب ... أنت لي وحدي هل سمعت؟ ضحك جاميان وهو ينظر إلي ثم قال : - أظن أنني لك وحدك، أم ماذا؟ ابتسمت برضا وأسندت رأسي على ظهر الأريكة ثم قلت : - حسنا .. لماذا فرض عليك روسو القناع؟ - حتى لا تعجب بي الأميرات .. - هراء ... لن تعجب بك أي فتاة .. ضحك جاميان وضحكت ... ثم قلت بعد وقت قصير : - كنت أتمنى أن يكون جيرودا معنا الآن ..
قال جاميان بنبرة حزينة : - كنت أتمنى شيئين في حياتي تحقق أحدهما والآن ... أنا أتمنى شيئين أيضا .. - هيا أخبرني بأمنياتك ...
نظر جاميان إلى وجه آيريس بحب ثم قال : - كنت أتمناك .. وأتمنى أن أظل معك إلى الأبد ... وهذه الأمنية تحققت .. ابتسمت وقلت : - رائع .. وما الأمنية الأخرى ؟ - أن أمسك أمرجيز وأفعل به ما أشاء .. كنت أريد فعلا أن أشقه إلى نصفين بدون أي مبالغة! قلت وانا أضحك : - خذني معك عندما تنوي فعل هذا ... ابتسم جاميان وهو يسبح في تأملاته وقال : - والآن بقيت تلك الأمنية التي لم تتحقق ... وأضفت لها أمنية أخرى .. - وماهي ؟ - أتمنى أن يرى جيرودا ابنتي آيريس يوما ما ... وأريد أن أراه سعيدا ولديه طفلة مثلنا ... لا أدري لماذا دمعت عيناي بسبب تلك الأمنية الأخيرة ونظرت إلى الأمطار التي أشتدت كثيرا .. فكرت في صمت ... بدأت أتخيل أن جيرودا معنا الآن ويراقب الأمطار ... إن جيرودا شاب جدير بالثقة فعلا ويستحق كل الأشياء الجيدة .. ربما علينا أن نكتب له إعلانا في الجريدة فقد انتشرت قصة جاميان وأصبحنا مشهورين جدا وخاصة أن لون عيني ابنتي آيريس كان بنفسجيا عجيبا جدا وهذا ما جعلها ملفته للنظر .. حتى إنها أصبحت مشهورة جدا ... ابتسمت ، لأنه سيكون لدينا على سطح الأرض أو مايسميها الآخرون " بوميا آر" جيلا جديدا من لون العيون البنفسج والأرجواني ومشتقاته .. همست لجاميان بعد فترة صمت : - سنسمي طفلنا التالي جيرودا ... هذا إذا كان صبياً ! لم يعلق جاميان عل كلامي ونظرت إلى وجهه كان قد ذهب في النوم ، يبدو أنه لم يسمع كلمتي الأخيرة .. نظرت إليه وإلى طفلتي آيريس بسعادة فقد كانا كل شيء في حياتي الآن .. ابتسمت ووضعت رأسي على كتف جاميان مرة اخرى وبدأت أذهب في النوم أيضا ، لكننا قررنا دوما أننا سنبحث عن جيرودا .. أليس كذلك؟ مرت أيام طويلة ....... صحوت من النوم ونظرت إلى جانبي فلم أر جاميان .. قمت بسرعة من سريري وخرجت إلى الحديقة فلم أجده .. تساءلت أين يكون قد ذهب يا ترى في ذلك الوقت المبكر ؟ شعرت ببعض القلق ولكنني حاولت تجاهله ودخلت إلى غرفة ابنتاي .. تكلمت وأنا أحركهما : - هيا .. آيريس .. لورينا .. استيقظا ، لقد حان موعد المدرسة .. فتحت لورين عينيها بسرعة ونزلت من سريرها فهززت آيريس : - آيريس ... هيا ، تعلمي من أختك قليلا!! نظرت لي آيريس بعين واحدة وقالت بصوت مليء بالكسل : - ماذا يا أمي .. عندما كنت في الصف الأول كنت أحب المدرسة ... لكنني الآن أكرهها .. ماهذا ! جلست بيأس قرب سريرها ثم قلت : - حسنا إذن .. ستذهبين لأنه ليس لديك عذر للغياب فأنت لست مريضة! كما أنك في الصف الرابع ولم تملي بعد من المدرسة فأمامك مسيرة طويلة حتى التخرج! نزلت آيريس من سريرها بكسل شديد وخرجت خلف اختها الصغرى .. تركتهما وذهبت لأعد الفطور وأنا أتساءل أين ذهب جاميان! بعد دقائق وضعت الفطور .. ورأيت جاميان يدخل من الباب مبتسما وهو يرتدي معطفه فقلت بخوف : - جامي .. أين كنت؟ رد علي جاميان وهو يحتضن لورين التي ركضت نحوه: - كنت اتمشى قليلا .. - في هذا الوقت المبكر! قلتها باستغراب .. ثم جلست جوار آيريس الناعسة ، وجلست لورين قرب والدها فقال جاميان يخاطب آيريس : - مابك يا آيريس .. أما زلت نائمة .. ردت آيريس بكسل وتذمر وهي تأكل شطيرتها : - لا .. لقد استيقظت .. أوف! يا ألهي متى أذهب إلى الجامعة! ضحكت أنا وجاميان وردت لورين بفلسفة كعادتها : - ليس هناك شيء أجمل من التعلم يا أيريس! عدت فنظرت إلى جاميان وضحكنا عليهما .. كانت آيريس تشبه والدها ولكن لون شعرها يشبه لون شعري ،، لورين أيضا تشبه جاميان ولكن لديها شعر أحمر ملفت وعينان سوداوان كعمها جيرودا تماما .. كانت تذكرنا به طوال الوقت ..