كثيـــــرآ من النـــــاس يظنـــــون بأن البـــحر غــدار ولا يـــــوجد من هـــــو أشـــــد غـــــدرا من البحــــــر .. ولكنني أخالفهم الرأي فالإنســـــان بحــــد ذاتــــــه أكثر خطــــــرا وفتــــــكا على نفســـــه من البحــــــر .. فالبحر مهما أخفى من أسرار وأخبار لابــــد في يـــــوم تخــــــرج أســــراره علــــى,, سطـــحه أو علــــى شواطـــــئه.اما الإنـــسان فهــــو بحــر عمـــيق جــــدآ بلا ش
ـــواطئ ولاأمــــواج يشبــــه تماما مثـــلث بــــرمودا المـــوصوف بالخطــــر فالبحر إذا غــــدر بنـــا فـــإن غــــدره يكـــون مفاجــــئا ويــــأخذ ما يــــريد دون رجعــــه ودون تعـــــذيب دائــــم فنــــحن نعــــلم أن البحـــر قـــد أخـــذ الكثيـــر مــــن أجــــدادنا ودفنــــهم فـــي أعمــــاقه إذا فغـــــدره يـــؤدي إلـــي المـــوت المباشــــر دون أن يمنــــح لضــــحيته الفــــرصة لتـــقبل الآلام بيــــنما الإنســـان إذا غـــدر فــإنه يحـــدث جـــرحا عمـــيقا جــــدا جــــدا بضحــــيته .يــظل ينـــــزف حتـــى يفــــارق الحيــــاة أي أنـــه يـــــرى الجمـــيع أنــــواع الألــــم وهنـــاك مــــن يمـــوت مـــن من شــدة العــــذاب وهنــاك مــن يرفــض مـــوته حتـــى يذيــقه المـزيد مـن الأسـى والألــــم بــل أنــه ربمـــا يطلـــــب المـــوت على أن يســــتمر فــــي تجــــرعه لـــهذا الألــم وكــــأن المـــوت أصبــــح رحــمة له بعــكس ما يظنـــه الكثــــيرون ..