موضوع: لا ياْس مع الايمان الأحد أكتوبر 28, 2012 10:23 pm
المؤمن الحق يرى الاْمور كلها بيد الله تعالى ويرجو ما عنده من خير، وهو يحسن الظن فى ربه، والله لا يخيب عبده، فهو عند حسن ظنه، كما فى الحديث الذى رواه اْبو هريرة رضى الله عنه اْن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: ’’ اْنا عند ظن عبدى بى، واْنا معه اذا ذكرنى، فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى، وان ذكرنى فى ملاْ ذكرته فى ملاْ خير منهم، وان تقرب الى بشبر تقربت اليه ذراعا، وان تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا، وان اْتانى يمشى اْتيته هرولة’’. الراوي:أبو هريرةالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:7405 خلاصة حكم المحدث:[صحيح] وقال العلماء هذا الحديث من اْحاديث الرجاء العظيمة التى تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا، والاكثار من ذكره، وبيان قرب الله من عبده اذا تقرب اليه العبد باْنواع الطاعات. وقد ربى النبى صلى الله عليه وسلم اْصحابه على اْن المؤمن يستبشر بالخير راضيا متطلعا للاْحسن فى كل الاْمور اْصابه فى طريقه ما اْصابه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: ’’ عجبا لاْمر المؤمن، ان اْمره كله له خير، ان اْصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وان اْصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ’’. الراوي:صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2999 خلاصة حكم المحدث:صحيح فكيف يياْس الموعود بالخير فى كل اْحواله سراء كانت اْم ضراء؟ ويستشعر من خلال ايمانه اْن الله عز وجل معه ينصره ويكفيه، وانظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وصاحبه فى الغار يقول له: ’’ أن أبا بكر الصديق حدثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار . فقلت : يا رسول الله ! لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال " يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما " .
الراوي:أبو بكر الصديقا لمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2381 خلاصة حكم المحدث:صحيح ،
فياْتيه رد الواثق فى الله الآمل فى رحمته: " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا "التوبه ﴿٤٠﴾".
والقارىء للسيرة النبوية يتيقن اْن الاْمل سنة حسنة من سنن نبينا المصطفى الذى اْمرنا ببقاء الاْمل فى الحياة الى اللحظة الاْخيرة:’’ ان قامت الساعة وفى يد اْحدكم فسيلة، فان استطاع اْن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها’’.
الراوي:أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الأدب المفرد- الصفحة أو الرقم:371 خلاصة حكم المحدث:صحيح
ومن سيرته نتعلم اْن الياْس ضد الدين لاْنه يهدم ويحطم فى النفس بواعث العمل، ويهلك صاحبه، ولهذا قال ابن مسعود رضى الله عنه:’’ الهلاك فى اثنين: القنوط والعجب’’. المؤمن لا يياْس من رحمة الله، لاْن الاْمل فى عفو الله هوالذى يدفع الى الثوبة واتباع صراط الله المستقيم، فاذا ضعفت نفسه فى وقت من الاْوقات فوقع فى معصية سارع بالثوبة الصادقة الى ربه، وكله اْمل فى عفو الله عنه وقبول ثوبته راجيا رحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.". وكيف يتطرق الياْس الى نفس المؤمن وهو يعرف وصف الله للقانطين:" قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون.". انها دعوة ربانية للاْمل فى الله، والرجاء فى عفوه ورضاه، فالاْمل هو القوة الدافعة للسائر على الطريق الى الله لكى يواصل مسيرته ليصل الى موعود ربه للمؤمنين الصابرين الممسكين باْمل اللقاء بالله والوقوف بين يديه على الحال التى يرضى بها عليهم.