موضوع: حين تكلمت الصلاة الأحد أكتوبر 28, 2012 5:35 pm
تخيل وأنت تقرأ هذهـ الكلمات أن الصلاة هي التي تتكلم .. فماذا سيكـــــون ردك إذا كان رب العباد هــو المتكلم !!
* أنا هديتك التي أرسلت بها إلى ملك الملوك، فهل ترسل إلى ملك الملوك هذية فارغة ؟! وهل تبعث إلى أغنى الأغنياء بسلة خاوية ؟! أخي/أختي .. أنت وحدك من تملك حرية الإختيار في تحديد نوع هديتك وتجميللها أو تلطيخها، والله طيب لا يقبل إلا طيب، وصلاة ليس فيها خشوع ليست من الطيب، فيكف تٌقبَل ؟!
* أنا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك وهو على فراش الموت، وأنا عهده إليك، فهل نفذت وصيته، وهل رعيت ذمته ؟! وهل وضعت في قائمة أعمالك وجدول أولوياتك الاستعداد لليوم الذي يلقاك فيه فيسألك عن ما فعلت بعده ؟!
*أنا صِلتك التي تصلك بربك ومع ذلك ضيعتني وأهنتني وما عرفت قدري ولا مكانتي؛ بل تركتني وسهوت.. أنا الحبل الذي يربطك بالجنة ولولاي لضللت الطريق عنها؛ ومع ذلك هجرتني ولهوت.
*أنا أول سؤال من أسئلة حسابك يوم الجزاء، فإن عجزت عن إجابته أو أسأت لها في إجابته هلكــت، وما نفعك باقي أعمالك ولو كان كالجبال.
*أنا المنافحة عنك في ظلمة القبر، أنا التي ترد عنك ملائكة العذاب وسوء الحساب، أنا خير حارس لك؛ فأصلح ما بيني وبينك حتى أصدق في حمايتك، ولك مطلق الحرية: إن أحسنت فلنفسك وإن أسأت فلها.
*أنا شارة القرب من الله، وإذا كانت الملوك تعِدُ من أرضاها بالأجر والقرب، كما قال السحرة لفرعون: (( إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ )) [الأعراف آية 133]، فأجابهم: (( نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )) [الأعراف آية 144]، فما ظنك بكرم الله وهو الخالق جل في علاه ؟!
*أنا نهرك الذي تغتسل به كل يوم خمس مرات ليُطهرِّك من الموبقات، فإذا اتَّسخت بذنوبك وتدنِّست بغفلاتك، فصدِّقني!! فليس لك غيري يغسلك ويزكِّيك، ويعيد إليك سابق طهرك وينقيك.
*أنا عماد الدين، والعمود الفاصل بين الإسلام والكفر، وقد قدمني ربي على سائر العبادات، وأوجب قتل من هجرني، فهل تظن كل هذه العظمة لي من تحريك اللسان دون مشاركة القلب ؟! وصلاح الظاهر دون الباطن ؟! وأي معنى لتحريك لسانك إذا مات قلبك ؟!
*أنا غذاء القلب، وقلبك إذا خلا من الغذاء الرباني من ذكر الله ومعرفته وحبه يَبس، وإذا يبس القلب ضربته نار الهوى وحرارة الشهوة فزداد قساوة وغلظة، وعندها تيبس الجوارح تبعًا ليبوسة القلب؛ وتمنع أغصان الجوارح عن الامتداد نحو القربات إذا مددتها، والانقياد لك إذا قُدتها، فلا تصلح بعدُ هي والقلب الذي يقودها إلا للينا (( فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) [الزمر آية 22].
*أنا إحدى أهم وقفتين تقفهما بين يدي مولاك: موقف الصلاة وموقف القيامة، فإن أحسنت في الأولى هانت عليك الثانية، وإلا.. فالموقف أهـول من أن يوصف.
من كتاب: أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر لـ: د.خالد أبو شادي