موضوع: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الجمعة سبتمبر 09, 2011 5:32 pm
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أكيد كلنا نسمع باليابان خاصة بعد موجة الأنيميات المنبعثة منها لكن الكثير منا لا يعرف اليابان جيدا إذا هيا بنا نتعرف عليها قليلا.
اليابان (باليابانية: 日本 وتنطق: نِيپّـُونْ \ نِيهُونْ استمع (؟\معلومات)، ومعناها: مصدر الشمس أو مَشْرِق الشمس، من: نِي 日 أي الشمس، هُونْ 本 أي المنبع أو الأصل) بلد في شرق آسيا، يقع بين المحيط الهادئ وبحر اليابان، وشرقي شبه الجزيرة الكوريّة. أطلق الصينيون على البلاد اسم أرض مشرق (منبع) الشمس، وهذا لوقوعها في أقصى شرقي العالم المأهول آنذاك. تتكون اليابان من جزر عديدة (حوالي ثلاثة آلاف جزيرة)، أربع من هذه الجزر تعد الأهم والأكبر على الإطلاق، وهي على التوالي (من الجنوب إلى الشّمال): كيوشو (九州). شيكوكو (四国). هونشو (本州). هوكايدو (北海道). بعد اعتماد الدستور في عام 1947 تحول نظام الحكم في اليابان إلى نظام ملكي دستوري يضم إمبراطوراً وبرلمان منتخبا.
التسمية
"نيهون - 日本"أطلق الصينيون هذا الاسم على اليابان والذي يعني "بلاد الشمس المشرقة"أو "البلاد التي تشرق منها الشمس" لأن اليابان كانت شرقهم.. ويستخدم هذا اللفظ لمعظم الأغراض الرسمية في هذا اليابان، يوضع على العملات، والنقود والطوابع والمناسبات الرّياضيّة. أما التسمية الثانية وهي "نِيهُونْ" (وتكتب بنفس الطريقة بالكتابة الصينية) فيستعملها اليابانيون للأغراض المحلية. اشتق الاسم العربي (اليابان) من التسمية الصينية للبلاد: "ژُو-پُونْ" أو "ژُ-پُنْ" (وهي النطق الصيني لنفس الكلمة اليابانية "日本" المكتوبة بالكتابة الصينية)، ثم صارت في التسميات الأوروبية: "جَاپُونْ" Japon بالفرنسية، "دْجَاپَانْ" Japan بالإنجليزية، ثم "يَاپَانْ" Japan بالألمانية، ومن هذه الأخيرة استُمِدَّت التهجئة العربية: اليابان. دوّن ماركو بولو، في القرن الرابع عشر، لفظة "شيانگو" كمرادف لاسم البلاد في اللّغة الصّينيّة (تحريف لـ"ژُ-پُن-كُوُ": بلاد اليابان). في اللغة الماليزية تحولت الكلمة الصّينيّة إلى "جاپانغ" وكان أن التقط التجّار البرتغاليّون في جزر مولوكا في القرن السّادس عشر هذا الاسم. يعتقد أنّ البرتغاليين كانوا أوّل من أدخلوا هذه الكلمة إلى أوروبا.
التاريخ
يبدأ تاريخ اليابان المدون (المكتوب) منذ القرن الخامس بعد الميلاد، عندما شرع اليابانيون في استعمال نظام الكتابة المأخوذ عن جارهم الكبير: "الصين". إن أولى المدونات عن التاريخ الياباني والتي زالت محفوظة إلى اليوم والمسماة "وقائع الأحداث القديمة" أو الـ"كوجيكي" (古事記)، يرجع تاريخها إلى سنة 712 م. ثاني أهم المراجع التاريخية هي "مدونات بلاد اليابان" أو "نيهون شوكي" 日本書紀 ح 720 م. تروي هاتان المدونتان الأحداث أو الأساطير التي صاحبت تأسيس الإمبراطور "جينمو-تينو" (神武天皇) ح 660 ق.م لبلاد اليابان (كلمة "تينو" مرادفة للفظ الإمبراطور)، وحسب هذه المدونات فإن "جينمو" ليس إلا سليلاً لآلهة الشمس "أماتيراسو أو مي-كامي" (天照大神). كما تمضى المدونتان بعدها في سرد وقائع وأحداث التاريخ السياسي للبلاد، كقصة قيام البلاد كوحدة مستقلة وغيرها. هذا من جهة، وعلى الجانب الآخر من الضفة تطلق الحوليات الصينية للفترة نفسها على اليابانيين وصف "البرابرة"، كما يرد كونهم كانوا يدفعون جزية للأباطرة الصينيين.
السياسة
على الورق يعتبر نظام اليابان ملكيا دستوريا إلا أن سلطة الإمبراطور محدودة جداً وترقى إلى المراسم أكثر منها سلطة رسمية حيث يعرف من قبل الدستور الياباني على أنه "رمز الدولة ووحدة الشعب". لا زال تعريف النظام السياسي الياباني في محل شك فرغم تصريحه بكون البلاد "ملَكِية" إلا أن الأكثرية تعتقد أن كلمة "جمهورية" ستكون أصح. لليابان عائلة مالكة يقودها الإمبراطور، إلا أن الدستور الحالي لا يكفل له أية سلطات فعلية، ولا حتى مؤقتة في الحالات الاستثنائية. تعتبر السلطة التنفيذية مسؤولة أمام البرلمان، يمثلها مجلس وزراء، يتألف من رئيس وزراء ووزراء، كلهم مدنيين، يجب على رئيس الحكومة أن يكون عضوا في إحدى غرفتي البرلمان الياباني، يوصى بعدها من طرف زملائه للموافقة على تعيينه من قبل الإمبراطور. يملك رئيس الوزراء سلطة تعيين وإقالة الوزراء في أي وقت، والذين يجب أن يكون أغلبهم من أعضاء البرلمان. السيادة والتي كانت ممثلة في شخص الإمبراطور أصبحت بموجب الدستور الياباني ممثلة في الشعب نفسه، بينما خلع على الإمبراطور صفة رمز الدولة. السلطة التشريعة تتألف من مجلس النواب (شوغي-إن) وعددهم 480 نائبا، يتم انتخابهم عن طريق اقتراع عام شعبي كل أربع سنوات، ومجلس المستشارين (سانغي-إن) من 247 مقعدا، والذين يؤدي أعضائها المنتخبين عن طريق اقتراع عام أيضا مهمتهم لمدة ست سنوات. تقوم الأحزاب الممثلة بتعيين المسؤولين من طرفها في الغرفتين ثم يتم إجراء اقتراع سري لتحديد المسؤولين المنتخبين.
الجغرافيا الجزر تعتبر اليابان أرخبيلا أي مجموعة جزر متقاربة، يمتد على طول الساحل الشرقيّ للمحيط الهادي في آسيا. الجزر الرئيسيّة (والتي تعرف أيضا كجزر الوطن الأم)، تنتشر من الشمال إلى الجنوب، وهي: "هوكايدو"، "هونشو" (البرّ الرئيسيّ)، "شيكوكو"، "كيوشو" و"أوكيناوا" في أرخبيل "ريوكيو" الذي يبعد 600 كم إلى الجنوب الغربيّ من "كيوشو". يضاف إلى ذلك، حوالي 3,000 من الجزر الصغيرة والتي يمكن عدها ضمن امتداد الأرخبيل الذي يضمه مايعرف بـ"اليابان الكبرى". المساحة حوالي 73% من مساحة البلاد ذات طبيعة جبليّة، تنتشر السلاسل الجبلية عبر كل من الجزر الرئيسيّة: يبلغ ارتفاع أعلى قمة، "جبل فوجي" الـ3.776 مترا. لما كانت مساحة الأراضي المنبسطة محدودة جدا، تم فلح (زرع) العديد من التلال والأراضي المحيطة بالجبال وحتى أعلى القمم. نشأت وامتدت أغلب كبريات المدن على كل المساحة التي تشملها السهول المتواجدة في البلاد. تبلغ مساحة اليابان حوالي 378000 كم2، ونظرا لان البلد يمتد طوليا من الشمال إلى الجنوب مسفة 3000 كم الموقع تقع اليابان في منطقة بركانيّة هي جزء مما يعرف باسم "حلقة المحيط الهادئ النارية". تحدث الزلازل المدمّرة، والتي تتجلى مظاهرها غالبا في أمواج الـ"تسونامي" البحرية، مرات عدة كل قرن. تتواجد بالبلاد العديد من ينابيع المياه الحارة، وقد أنشأت منتجعات سياحية حولها.
التقسيمات الإدارية
المناطق هوكايدو (北海道) توهوكو (東北地方) كانتو (関東地方) تشوبو (中部地方) وهي تشمل 3 مناطق فرعية وهي: هوكوريكو (北陸地方)-كوشينيتسو (甲信越)-توكائي (東海) كانسائي (関西) تشوغوكو (中国地方) شيكوكو (四国) كيوشو(九州)
موضوع: تاريخ اليابان السبت سبتمبر 10, 2011 12:42 am
تاريخ اليابان
و هو تاريخ طويل لا يخلو من التعقيدات و تداخل الأحداث و الفترات التاريخية في بعضها لكن سأحاول جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات.
يبدأ تاريخ اليابان المدون (المكتوب) منذ القرن الخامس بعد الميلاد، عندما شرع اليابانيون في استعمال نظام الكتابة المأخوذ عن جارهم الكبير: "الصين". إن أولى المدونات عن التاريخ الياباني والتي زالت محفوظة إلى اليوم والمسماة "وقائع الأحداث القديمة" أو الـ"كوجيكي" (古事記)، يرجع تاريخها إلى سنة 712 م. ثاني أهم المراجع التاريخية هي "مدونات بلاد اليابان" أو "نيهون شوكي" 日本書紀 ح 720 م. تروي هاتان المدونتان الأحداث أو الأساطير التي صاحبت تأسيس الإمبراطور "جينمو-تينو" (神武天皇) ح 660 ق.م لبلاد اليابان (كلمة "تينو" مرادفة للفظ الإمبراطور)، وحسب هذه المدونات فإن "جينمو" ليس إلا سليلاً لآلهة الشمس "أماتيراسو أو مي-كامي" (天照大神). كما تمضى المدونتان بعدها في سرد وقائع وأحداث التاريخ السياسي للبلاد، كقصة قيام البلاد كوحدة مستقلة وغيرها. هذا من جهة، وعلى الجانب الآخر من الضفة تطلق الحوليات الصينية للفترة نفسها على اليابانيين وصف "البرابرة"، كما يرد كونهم كانوا يدفعون جزية للأباطرة الصينيين.
الحضارات البدائية
لا زال العلماء إلى يومنا هذا لم يحددوا بعد أصول السكان الأوائل لأرخبيل اليابان، إلا أن المؤكد أن الشعب الياباني نشأ نتيجة خليط لعدة أجناس كانت تتميز عن بعضها بعلامات فارقة: الجنس الأول، شعب بدائي قديم كان موجودا خلال القترة الجليدية، ما بين 30.000 و 20.000 ق.م.، ثم جنسين على الأقل، ممن قدموا إلى الجزيرة خلال هذه الفترة – كانت اليابان، آسيا، وأمريكا موصلين معاً بقطعة جليدية واحدة-، الأول منهما قادماً من جنوب القارة الآسيوية والآخر، من سهول سيبيريا والصين على الأرجح.
الفترات التاريخية
و هي بالترتيب التالي
*عصر حجري 35000–14000 ق.م. *فترة جومون (縄文時代) ما بين (8000 ق.م.-300 ق.م.) *فترة يايوئي (弥生時代) ما بين (300 ق.م.– 300 م.) *فترة كوفون (古墳時代) ما بين (300 م.-593 م.) *فترة أزوكا (飛鳥時代) ما بين (593 م.-710 م.) *فترة نارا (奈良時代) ما بين (710 م.-784 م.) *فترة هييآن (平安時代) سنوات (794-1185 م.) *فترة كاماكورا (鎌倉時代) سنوات (1185-1333 م.) *فترة موروماتشي (室町時代) سنوات (1338-1573 م.) *حروب أونين (応仁) فترة (1467-1477 م.) *فترة المقاطعات المتحاربة أو "سن غوكو جيدائي" (戦国時代) الفترة (1480-1573 م.) *فترة أزوتشي-موموياما (安土桃山時代) سنوات (1573-1603 م.) *فترة إيدو (江戸時代) سنوات (1603-1868 م.) *استعراش مييجي (明治維新) *فترة مييجي (明治時代) سنوات (1868-1912 م.) *فترة تائيشو سنوات (1912-1926 م.) *فترة شو-وا سنوات (1926-1989 م.) *فترة هييسيي سنوات (1989-.... م.)
عصر حجري 35000–14000 ق.م
العصر الحجري الياباني (باليابانية: 旧石器時代 كيوسيكي-جيداي) هي الفترة التي تقع بين 100000 ق.م. إلى 30000 ق.م. حيث استخدمت الأدوات الحجرية الأولى والذي يمتد إلى نهاية العصر الجليدي حيث ابتدأت فترة جومون. تم اكتشاف أقدم عظام لليابانيين في هاماماتسو، شيزوكا وبالفحص تبين أنها تعود إلى ما قبل 14000 إلى 18000 سنة خلت. حجارة وأدوات مصقولة العصر الحجري في اليابان مميز بسبب أوائل استخدام لنوع من الحجارة يعرف باسم حجارة الأرض (ground stone) بالإضافة إلى الحجارة المصقولة في العالم، هذا يعود إلى حوالي عام 30000 ق.م. وهي التقنية التي ترافق دخول العصر الحجري الحديث في أنحاء العالم الأخرى. لم يعرف سبب استخدام أدوات كهذه في أوقات مبكرة في اليابان على الرغم من أن تلك الفترة كانت دافئة نسبياً في أنحاء العالم وقد يكون الأرخبيل الياباني قد استفاد من هذا الدفئ، ولهذا السبب فإن تعريف العصر الحجري الياباني يختلف عن تعريف العصر الحجري التقليدي. سكان يعتقد أن سكان اليابان في العصر الحجري، بالإضافة إلى فترة جومون يتصلون إلى المجموعات العرقية التي احتلت مناطق واسعة من آسيا قبل توسع السكان إلى ما يعرف اليوم بمناطق الصين، كوريا واليابان. دراسة الهيكل العظمي تظهر تشابه مع الكثير من العرقيات التي تواجدت في آسيا في تلك الفترة. ويعتقد أن السكان الأصليين الأينو الذي يسكن معظمهم اليوم في هوكايدو (الجزء الشمالي من البلاد) أنهم قد انحدروا من عرقيات آسيوية بسبب التشابه في تركيبات الهيكل العظمي والأسنان. آثار العصر الحجري لم تبدأ دراسة العصر الحجري في اليابان إلا مؤخراً، حيث تم العثور على أول موقع يعود إلى العصر الحجري بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الافتراضات السابقة أن الناس لم يقطنوا اليابان قبل فترة جومون. في عام 2000 اهتزت سمعة دراسات العصر الحجري الياباني بشدة بعد أن كشفت صحيفة ماينيتشي عن صور تصور شن-إتشي فوجيمورا وهو دارس آثار هاو يقوم بدفن بعض القطع الأثرية في موقع كاميتاكاموري في محافظة مياغي والكشف عن الآثار في اليوم الثاني، واعترافه باختلاق قصص عن اكتشاف أثري أمام الصحفيين، حيث تم عزله من زمالة جمعة علماء الآثار اليابانية وفتح تحقيق تم الكشف فيه أن معظم الآثار التي وجدها كانت من صناعته.
*فترة جومون (縄文時代) ما بين (8000 ق.م.-300 ق.م.)
فترة جومون (باليابانية: 縄文時代) بين سنوات (8000 ق.م. حتى 300 ق.م.): من الفترات القديمة لالتاريخ الياباني. أهم ما ميز هذه الفترة ظهور صناعة الخزف والطريقة الفريدة في زخرفتها. انتهى العصر الحجري القديم نحو8000 ق.م. ليترك مكانه للعصر الحجري الوسيط، الذي يسميه المؤرخون اليابانيون فترة "جومون"، والذي تميز بتطور مجتمعات بدائية على كامل الأرخبيل قامت على نشاطي الصيد والجني – قبل ظهور الزراعة-. عثر على أواني خزفية للفترة نفسها أثناء حفريات مختلفة، ووجدت عليها آثار لزخارف تم إنجازها عن طريق حبال مختلفة، مما حدا بالمؤرخين لأن يطلقوا على هذا الفترة اسم "فترة الخزف ذو الزخارف الحبلية"، وكانت هذه الخزفيات الأولى من نوعها، حيث لم يكن ممكنا قبل هذا العهد التحكم في شكلها النهائي. كانت هذه الأعمال من العلامات الأولى على ظهور ثقافة بدائية يابانية. مع بدء مرحلة الاستقرار وانتهاء حياة الترحال، ظهرت الزراعة. دخلت تقنية زراعة الأرز في الحقول المغمورة بالمياه والتي استحدثها الصينيون إلى اليابان عن طريق كورية. يرجح أنها انتشرت منذ القرن الخامس ق.م. يقسم المؤرخون هذه الفترة إلى عصور مختلفة: جومون الوليد : 10,000 ق.م حتى 8,000 ق.م جومون البدائي : 8,000 ق.م حتى 5,000 ق.م جومون القديم : 5,000 ق.م حتى 2,500 ق.م جومون الوسيط : 2,500 ق.م حتى 1,500 ق.م جومون المتأخر : 1,500 ق.م حتى 1,000 ق.م جومون الأخير : 1,000 ق.م حتى 300 ق.م
فترة يايوئي (弥生時代) ما بين (300 ق.م.– 300 م.)
فترة يايوي (باليابانية: 弥生時代) من فترات التاريخ الياباني امتدت من 300 ق.م وحتى 300 م. خزف من فترة يايوي (弥生時代). تحمل هذه الأواني الفخارية خصائص هذه الفترة، التي تم تأريخها ما بين 300 ق.م. حتى 300 م. عرفت فترة "يايوي" انقطاعا عن سابقتها -"فترة جومون"- في المجال الثقافي، إذ تم إدخال العديد من التقنيات ومواد التصنيع القادمة من القارة إلى الأرخبيل الياباني. ساعد الأخذ السريع بهذه الوسائل على قيام حضارة كانت استثنائية فعلاً. عدا الأرز وتقنية زراعته، عرفت اليابان دخول المعادن والتقنيات التي تساعد في تصنيعها، كدخول النحاس، من غير أن يصاحب هذا الحدث قيام "العصر النحاسي" كما يحدث عادة، ثم الحديد بالأخص، والذي عرف نجاحا كبيرة عندما شاع استخدامه لصناعة الأسلحة. كما أن إدخال الأرز وما صاحبه من تطوير المساحات المخصصة لزراعته، ساعد على قيام مجتمعات بدائية، بدأت تتجمع مكونة أولى التجمعات البشرية آنذاك. تشير المصادر الصينية، وبالأخص "تاريخ الهان الأوائل"، ثم المصادر التي تناولت خصوصيات عصر "ويي"، تشير هذه المصادر إلى أن الأرخبيل عرف أثناء هذه الفترة شعباً أطلق الصينيون عليه اسم "وا"، كما كان مقسما ً بين المئات من الدويلات، والتي كان يتم ادارتها من طرف دولة عرفت باسم "ياماتاي"، تحت إمرة ملكة تسمى "هيميكو". حتى الآن لم يتم بعد الكشف عن أسرار هذه الدولة البدائية، ولا حتى أماكن تواجده الجغرافية ولا مصيرها النهائي. يعتقد البعض أن هذه الدولة كانت من أسلاف مملكة "ياماتو"، والتي ظهرت بعدها فوق سهول "نارا" حوالي 600 م.، وهي تعتبر من أوائل الممالك اليابانية، والتي تم إقرار وجودها فعلا حتى اليوم.
فترة كوفون (古墳時代) ما بين (300 م.-593 م.)
فترة كوفون (باليابانية: 古墳時代 كوفون جيداي) ما بين (300 م.-593 م.): من فترات التاريخ الياباني. يرجع أصل تسمية فترة كوفون (يمكن ترجمتها بعبارة الآكام أو التلال القديمة) إلى الكومة الكبيرة من ركام التراب التي اتخذت كضريح للقادة الكبار، الذين عرفتهم الفترة ح 300 م. مع تواجد طبقة من القادة أكثر غنى وأكثر قوة، بدأت هذه الأضرحة تأخذ أبعادا هائلة. كانت الأضرحة أو كوفون المعروفة خلال الفترة تمتد إلى أكثر من 200 متراً طولاً، تتخذ هيئة ثقب المغلاق، كما يتم إحاطتها بأسطوانات من الطين أو ما يعرف باسم هانيوا، فوق كل منها طبق مخصص للقرابين التي تقدم للآلهة، ومزخرفة بصور تمثل عادة محاربين من تلك الفترة. تم العثور في منطقة كيناي، جنوبي حوض ياماتو، على أقدم نماذج لهذه الأضرحة. وهي تنتشر على كامل القطاع الغربي، وحتى كيوشو، ثم شرقاً حتى كانتو، مما يعطينا فكرة عن مدى الانتشار والتأثير الذي صاحب قيام مملكة ياماتو (大和) في تلك المنطقة. بالعودة للإكتشفات الحديثة والحفريات، تآريخ الحوادث الصينية التي تعرضت للفترة آخر عهد الهان، ثم أولى الحوليات اليابانية، كل هذه تسمح لنا بأن نؤكد حقيقة تواجد مملكة جنوب مايعرف اليوم بكيوتو ما بين 300 م. و 500 م.، هذه الدولة الأولى التي اسمتها كتب الحوادث الصينية مملكة ياماتو 大和. يبدو على الأرجح أن إحدى الجماعات البدائية القوية، استطاعت أن توحد من حولها وتحت سلطتها الممالك الأخرى المنتشرة على سهول نارا، وقد تكون هذه العملية قد تمت بمساعدة النازحين الجدد الآتين من مملكة بائيكتشي الكورية. ثم بدأت ومنذ 550 م. هيمنة وتأثير مملكة ياماتو تنتشر في جنوب كيوشو وشرق كانتو، كما دلت عليه آخر الاكتشافات الأثرية، وفي نفس الفترة تم عقد أولى العلاقات الرسمية مع كورية ومملكة سونغ الصينية. كان من ثمار هذه العلاقات الدخول التدريجي للكتابة إلى البلاد، ودخلت اليابان بذلك التاريخ لأول مرة. إن هيمنة بلاط ياماتو كان نتيجة لعبة توازنات مدروسة بين العشيرة الحاكمة والعائلات الكبيرة أو أوجي، والتي بات تأثيرها وقوتها في اضطراد مستمر، وبالأخص بعد ح 500 م. كان لبلاط ياماتو الدورالكبير في دخول البوذية البلاد، وقد بدأت هذه الأحداث العام 538 م.، عندما أرسل ملك بائيكشي الكوري إلى اليابان تمثالاً وبعضاً من النصوص البوذية. ترسخت بعد ذلك هذه الثقافة في نفوس شعب الأرخبيل، وكنتيجة لذلك ومنذ القرن السابع، أصبحت البوذية الديانة الرسمية لليابان.
فترة أزوكا (飛鳥時代) ما بين (593 م.-710 م.)
فترة أسوكا (باليابانية: 飛鳥時代) امتدت ما بين (593 م-710 م) من فترات التاريخ الياباني. سميت هذه الفترة بأسوكا (飛鳥) نسبة إلى المكان الذي احتضن البلاط الإمبراطوري. أهم ما ميزها هو انفتاح البلاد على الثقافتين الصينية -الكورية، وإدخال البوذية. هيمنة عشيرة سوغا على البلاط مع نهاية القرن الـ6 للميلاد، أخذت هيمنة عشيرة سوغا على بلاط ياماتو تتزايد. عن طريق تشكيلهم لتحالفات مدروسة استطاع هؤلاء إبعاد عشيرتي ناكاتومي ومونونوبه عن البلاط. تبدأ فترة أسوكا مع تتويج الإمبراطورة سوئيكو (推古天皇) ح(592-628 م)، والذي أعقب اغتيال زعيم عشيرة الـسوغا للإمبراطور السابق سوشون (崇峻天皇). عرف عن الـسوغو قربهم من مجموعة النازحين الكوريين الجدد، كانت بلادهم تعرف اضرابات سياسية، جلب هؤلاء معهم بعضا من معالم ثقافتهم، وكانت البوذية الشكل الأبرز لها. قابل أفراد عشيرة الـسوغو البوذية بالترحيب، وبالأخص وأنها لم تكن غريبة كليا عنهم، فقد قام الإمبراطور الكوري به-إيك-تشه، بإهداء البلاط تمثال لبوذا ومجموعة من النصوص البوذية عام 538 م. إصلاحات الأمير شوتوكو أصبح الأمير شوتوكو وصيا على خالته (أو عمته) الإمبراطورة سوئيكو، وكان الحاكم الفعلي للبلاد. تنسِب إليه المصادر التاريخية أغلب الإصلاحات التي أجريت في أوائل القرن الـ7 للميلاد. قام بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الصين -والتي توحدت من جديد في ظل حكم أسرة سوي-، كما تقرر إرسال بعثات من السفراء والطلاب بصورة منتظمة إليها. بدأت أولى محاولات الإصلاح الإدارية عام 603 م، عندما تم الإعلان عن الميثاق ذو السبع عشر نصا، جاءت نصوص القانون الجديد مستوحاة من العقيدتين البوذية والكونفشيوسية معاً، كما حمل في طياته قيام بيروقراطية على النمط الصيني، تم معها وضع الدرجات والطبقات التي سيخضع لها عمال الدولة. حتى يعلن اليابانيون سيادتهم واستقلالهم (بالنسبة للجارين كوريا والصين)، تم في هذه الفترة اتخاذ اسم رسمي للبلاد: نيهون (منبع الشمس) بدل التسمية التي كانت يطلقها الصينيون عليهم (وا). ولنفس الأسباب اتخذ الإمبراطور لقب تينو (النجمة القطبية)، كما عدل البلاط عن تغيير مقر الإقامة في كل مرة ينصب فيها الإمبراطور جديد. إلا أن هذا لم يمنع البلاط من الانتقال مرتين، إلى فوكاوا-كيو مرة أولى عام 694 م ثم إلى هييجو-كيو (نارا) عام 710 م. عمل الأمير شوتوكو على ترسيخ البوذية في كامل أرجاء البلاد، مما شجع على انتشار الثقافة الصينية وظهور طبقة جديدة متشبعة بها إلى حد كبير. اعتُبر الأمير شوتوكو أول حامي للبوذية في اليابان، أصبحت هذه الديانة عقيدة الدولة الرسمية، كما تم في عهده تشييد أقدم المعابد البوذية في اليابان اليوم: هوريو-جي (في نارا)، وشيتنو-جي (في أوساكا). إصلاحات عهد تائيكا بعد موت شوتوكو، عادت عشيرة سوغو إلى عادتها القديمة في التسلط على شؤون البلاط، اصطدموا في أول الأمر بأحد أبناء الأمير شوتوكو، فقاموا باغتياله ثم نصبوا الإمبراطور جوميي (628 م) من قِبلهم. بعدها بفترة احتدم صراع جديد بين ولي العهد الأمير ناكا أو أو-إه ومستشاره ناكاتومي نو كاماتاري مع زعماء عشيرة سوغا. انتهى هذا الصراع بطريقة دموية، فقد عثر على سوغا روكا -زعيم الـسوغا- مقتولا (645 م) في أحد أروقة البلاط الإمبراطوري في كيوتو. انتهت مع مصرع زعيم الـسوغا المرحلة الانتقالية، والتي دامت منذ موت الأمير شوتوكو، وبدأت مرحلة جديدة تواصلت فيها الإصلاحات، عرفت تاريخيا باسم إصلاحات عهد تائيكا (大化改新) ودامت (645-649 م). قاد هذه الإصلاحات الجديدة كل من الأمير ناكا نو أويي والذي أصبح إمبراطورا فيما بعد -اتخذ لقب تنجي (天智天皇)-، ومستشاره ناكاتومي نو كاماتاري (614-669 م)، والذي عرف بعدها بلقب فوجي-وارا (藤氏). تمكن الاثنان من وضع حد لهيمنة عشيرة سوغا، وفي نفس السنة (645 م) تم الإعلان عن المراسيم التي دشنت أولى إصلاحات عهد تائيكا. الهدف الغير معلن من هذه الإصلاحات هو تقوية البيت الإمبراطوري على حساب البيوتات والعشائر الأخرى. كانت القوانين الصينية للفترة نفسها المصدر الأول لهذه المراسيم: تم إعادة تقسيم الأراضي والتي أصبحت ملكا للدولة، بطريقة أكثر تكافؤا، في مقابل ضريبة يتم استخلاصها من أيدي كبار العشائر، كما تم إعادة النظر في نظام الجباية بما يتوافق مع الطريقة الجديدة في توزيع الأراضي. تدعم مركز البلاط الإمبراطوري على حساب القوى السياسية الأخرى في البلاد. يعتبر حكم الإمبراطور تيمو (673-686) أبرز شاهد على مدى سطوة الأباطرة. تولى الأخير الحكم في أعقاب نزاع بين ورثة الإمبراطور السابق، قام ومنذ أيام حكمه الأولى بالإعلان عن مجموعة من المراسيم والقوانين حتى يمنح نفسه مزيدا من السلطة ويتكسب شرعية أكثر: إصلاح الجيش، تدوين تاريخ قومي للبلاد، تنظيم الطرقات البرية. جاءت بعد ذلك مراسيم وقوانين أخرى على غرار كيوميهارا -والذي أقرته زوجته الإمبراطورة جيتو (686-697 م)-، تائيهو ثم يورو، رسخت كلها وبالتدريج قيام ما أطلق عليه المؤرخون الدولة التي تديرها القوانين، دولة ذات طابع مركزي، تهيمن عليها طبقة من الموظفين، تمتعت بسلطة كبيرة، قسم أفرادها طبقات متفاوتة حسب درجة الوظيفة. أصبح نمط إدارة المملكة يتم على الطريقة الصينية. استمر العمل بهذا النظام أثناء فترة نارا ثم في بداية فترة هييآن (794-1185 م).
موضوع: رد: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الأحد سبتمبر 11, 2011 4:24 pm
فترة نارا (奈良時代) ما بين (710 م.-784 م.)
فترة نارا (بـاليابانية: 奈良時代) ما بين (710 م.-784 م.): من فترات التاريخ الياباني. سميت الفترة على اسم نارا، وهي المدينة التي احتضنت البلاط الإمبراطوري. أقدم البلاط الإمبراطوري عام 710 م. على تعطيل عادة متبعة، تلزم الإمبراطور الجديد تغيير محل إقامته عند اعتلاء العرش. فتم إقرار "هيي-جو كيو" (المكان عرف لاحقاَ بـ"نارا" (奈良)، والذي نسبت هذه الفترة من تاريخ اليابان إليه) كعاصمة دائمة للبلاد. تم تصميم العاصمة على نمط مركزي، وشكل مربع تقليدا للمدن الصينية آنذاك. عرفت الحياة السياسية لهذه الفترة هيمنة أبناء "ناكاتومي نو كاماتاري"، الذين اشتهروا باسم "فوجي-وارا" (藤原) أو (藤氏)، وكان من أهم أعمالهم تشجيع البوذية، كما يشهد على ذلك تمثال نارا لبوذا، والذي أنجز ح 752 م. والحيوية التي عرفتها العلاقات الدبلوماسية مع الصين التي كانت تحكمها سلالة الـ"تانغ" آنذاك. بدأ السكان في التكاثر المستمر، وبدا أن المساحات المخصصة لزراعة الأرز، والتي تم توزيعها حسب النظام القديم لن تكف. تم منذ العام 723 م. الإعلان عن مرسوم يسمح بموجبه للذين يقومون بتهيئة أراضٍ جديدة، باستغلالها خلال ثلاثة أجيال كاملة. مع بداية تعميم تطبيق هذا المرسوم عام 743 م. بدأت المعابد والعائلات الكبيرة في اقتناء مساحات شاسعة من الأراضي واستغلالها لمدة غير محدودة. تمت خلال هذه الفترة كتابة أولى التواريخ اليابانية، كـ"كوجيكي" (古事記) أولا العام 712 م. ثم "نيهون شوكي" (日本書紀) العام 720 م. كما تم في نفس الفترة الانتهاء من تجميع أولى الملاحم الشعرية، أو ما عرف باسم "مان يوشو" (万葉集) "مجموعة العشرة آلاف ورقة" ح 760 م. كما عرفت الفترة نفسها انتشار الفنون والطابع المعماري ذو التأثيرات الصينية، مع ظهور بعض العلامات الفارقة فيهما والتي أعطت فيما بعد الطابع المميز للبلاد. بدأت المعابد البوذية في التكاثر، وكثر معها عدد رجال الدين والمستخدمين، وشكل ذلك عبئاً ثقيلا على البلاط الإمبراطوري. حاول الإمبراطور "كانمو" (الذي حكم ما بين 781 م. و 806 م.) أن يتخلص من العبئ والتأثير الذين كانا يمارسهما رجال الدين على البلاط، فتم نقل العاصمة إلى "ناغا أوكا" سنة 784 م، ثم بعد عشر سنوات مرة إلى إلى "هيي-آن كييو" والتي عرفت بعدها باسم "كيوتو"، ظلت المدينة مركزا للبلاط الإمبراطوري حتى 1868 م. حين تم إعلان الإصلاحات فانتقل البلاط إلى "طوكيو" ودخلت اليابان بعدها الفترة الحديثة. أحداث 710: تحول عاصمة اليابان من فوجيوارا إلى نارا تقليداً للعاصمة الصينية شيان 712: تجميع كتابات كوجيكي 720: تجميع كتابات نيهون شوكي 743: إصدار الإمبراطور شومو قرار ببناء (تودائي-جي) 752: إكمال بناء تمثال بوذا الكبير (دايبوتسو) في معبد تودائي-جي. 759: تجميع كتابات مانيوشو 784: انتقال الإمبراطور إلى ناغاوكا 788: الراهب البوذي سايتشو يقوم بتأسيس صومعة على جبل هيه قرب كيوتو.
فترة هييآن (平安時代) سنوات (794-1185 م.)
مقدمة حملت فترة هييآن (平安時代) معها عهداً من الرخاء دام حوالي 350 سنة. مع بداية القرن التاسع، استطاع البلاط الإمبراطوري أن يبسط هيمنته على كامل الجزر الرئيسية للأرخبيل الياباني، الاستثناء الوحيد كان جزيرة هوكايدو (北海道)، شمال هنشو إلا أن هذا لم يمنع من قيام حملات عسكرية منظمة للحد من سيطرة الأهالي المحليين أو مايعرف باسم الـآينو (蝦夷)، السكان الأصليين للجزيرة. هيمنة الفوجي-وارا ابتداءً من النصف الثاني من القرن التاسع، أخذت السلطة الحقيقة في الإفلات من العائلة الحاكمة وأصبحت بين أيدي الـفوجي-وارا (藤原). . تمكن أفراد هذه العائلة من وضع سياسة سمحت لهم بالسيطرة على اثنين من المناصب الحساسة في الدولة، منصب الوصي أو الـسيشو (摂政) -كان يتولى أمر الإمبراطور قبل بلوغه سن الرشد- ومنصب الحاجب (كبير المستشارين) أو الـكانباكو (関白) -كان يتولى شؤون الإمبراطور بعد سن الرشد-. عندما توفى الإمبراطور مونتوكو (文徳天皇) سنة 858 م. تاركاً العرش للإمبراطور سه-ئيوا (清和天皇) الذي كان عمره ثمان سنوات، أصبح المجال أمام جده فوجي-وارا نو يوشي-فوسا مفتوحاً، ليستولى على مقاليد الحكم مع اتخاذه لقب الوصي، مرسخاً بذلك لعادة استمرت حتى نهاية القرن العاشر. منذ ذلك العهد سيطرت العائلة على كل المقاليد الرسمية في البلاط ثم امتدت السيطرة حتى شملت الإدارة. دأبت هذه العائلة جيلاً بعد جيل على تزويج إحدى بناتها من ابن الإمبراطور الحالي، فكانوا كلما ولد صبي جديد يقومون بعقد قرانه على بنت من بنات الـفوجي-وار. يقومون بعدها بإجبار الإمبراطور على التنازل لصالح ابنه والذي غالباً ما يكون حديث السن، فيتم وضعه تحت وصاية كبير عائلة فوجي وارا. تميزت فترة الـفوجي-وارا بتطور ثقافة وطنية يابانية متحررة من التأثيرات الكورية والصينية. كان عهد فوجي-وارا نو ميتشيناغا (藤原道長) من أبرز الفترات التي عرفها اليابان أثناء حكم هذه العائلة. عاشت الثقافة الوطنية أزهى عصورها في بلاط فترة هيي-آن. في الميدان الأدبي برزت نساء أديبات مثل موراساكي شيكيبو (紫 式部)، صاحبة قصة جنجي (源氏物語)، أو شيئـي شوناغون (清少納言) ح (965-؟؟؟؟ م.). عرفت الفترة أيضاً ضعفاً للإدارة المركزية، فأثر ذلك على الجانب الاقتصادي. كانت اثنتان من أهم الطوائف البوذية آنذاك: تندائي وشنغون من أهم المستفيدين من هذا الضعف، فتمكنتا من الحصول على أراض شاسعة، ثم نحا رجال الطبقة الحاكمة هذا المنحى فاتخذوا لأنفسهم مناطق خاصة، قاموا بإدارتها بأنفسهم، وكانوا بالطبع معفيين من عبء الضرائب. ثم بلغ ضعف البلاط حداً جعل معه أحد رجال عشيرة الـتائيرا يعلن نفسه إمبراطورا على البلاد، وقعت هذه الأحداث سنة 940 م. كان هذا منذرا لحوادث أخطر ستقع بعدها. أصبحت كل عشيرة تسيطر على منطقة، تقوم بتسيير الأمور بنفسها وباستقلالية عن الحكم المركزي. ثم تطورت الأمور فأصبحت بعض هذه العشائر تطمح إلى أن توسع من رقعة سيطرتها، فدخلت في حروب مع العشائر الأخرى. الحروب الأهلية انتهت مرحلة سيطرة الـفوجي-وارا سنة 1028 م، مع موت ميتشيناغا. ثم ومنذ منتصف القرن الحادي عشر، بدأت العائلة في فقدان سيطرتها على مقاليد الحكم. مع موت الإمبراطور غو رِئي-زائي أو رِئي-زائي الثاني (後冷泉天皇) سنة 1068 م.، لم يكن بين أفراد هذه العائلة شخص في سن تسمح له بلعب دور قيادي. عاد اللقب بعدها إلى الإمبراطور غو سانجو أو سانجو الثاني (後三条天皇). قام هذا الأخير بحركة جديدة ليعلن من خلالها استقلاله. بدأ العهد الجديد مع تولي ابنه الإمبراطور شيراكاوا (白河天皇) الذي حكم منذ 1072 م.، سمي العهد الجديد عهد الأباطرة المنعزلين. قام الأخير بالتنحي لصالح ابنه الإمبراطور هوريكاوا (堀川天皇) سنة 1086 م. مع قيامه بدور الوصاية عليه. في نفس هذه الفترة بدأت طبقة جديدة من الرجال المحاربين في البروز. كان هذا في المقاطعات الأخرى من البلاد، والبعيدة عن الحكم المركزي، وحيث كانت أولويات حكام هذه المقاطعات مغايرة لما يراه رجال البلاط الإمبراطوري. أنشأ هؤلاء الحكام من حولهم طبقة خاصة من المحاربين عرفوا باسم بوشي (武士) (التسمية الشائعة هي ساموراي (侍)، إلا أن هذا خطأ تاريخي فالتسمية الثانية لم تعمم إلا في فترة إيدو اللاحقة). كانت هذه الطبقة الجديدة في خدمة أصحاب الأراضي وحكام المقاطعات الذين بقوا في العاصمة الإمبراطورية. كانت مهامهم تنحصر في حماية وإدارة ممتلكات كبار الملاك. ثم بدءوا في تنظيم أنفسهم وتشكيل تجمعات أو عشائر. إحدى أهم هذه العشائر عرفت باسم الـتائيرا (平)، كانت هذه الطائفة من المحاربين تتمتع بحماية الأباطرة المنعزلين. اكتسبت هذه الطائفة سمعة كبيرة في البلاد بعد إحكام سيطرتها على مناطق جنوب غرب البلاد حول البحر الداخلي. ثاني هذه الطوائف كانت الـميناموتو (源) والذين تمتعوا بدورهم بحماية الـفوجي-وارا ثم سيطروا بدورهم على مناطق السهول حول كانتو. في عام 1156 م. حصل الانشقاق بين الأخوين فوجي-وارا: تاداميشي ويوريناغا. بدأ الصراع على السلطة بعد وفاة الإمبراطور توبا (鳥羽天皇). كان الإمبراطور السابق سوتوكو (1119-1164 م.) من جهة وابن الإمبراطور توبا، والذي عرف باسم غو شيراكاوا (後白河天皇) من جهة أخرى، طرفي الصراع القائم على العرش. تحالف كل من سوتوكو مع يوريناغا من الـالفوجي-وارا وتامه- يوشي من الـميناموتو ضد حلف مشكل من غو شيراكاوا (ابن الإمبراطور)، تاداميشي من الـفوجي-وارا، ثم انضاف إليهم كل من عشيرة الـتائيرا يقودها كييوموري وأخرى من عشيرة الـميناموتو يقودها يوشي-تومو (源 義朝) -هو نفسه ابن تامه-يوشي من الـميناموتو حليف سوتوكو-. انتهت الحروب الطاحنة بين الطائفتين أو ماعرف لاحقا بـاضطربات عهد هوجن بانسحاب سوتوكو من الساحة وتنصيب شيراكاوا (أو غو-شيراكاوا). إلا أن الأخير وفي غمرة النشوة بالنصر تناسى حلفاءه وبالأخص يوشي-تومو من الـميناموتو. عواقب هذا الجفاء كانت سريعة. يقوم يوشي-تومو سنة 1159 م. بتدبير انقلاب ويخلع الإمبراطور. عرفت هذه الفترة باسم اضطرابات عهد هه-ئيجي. إلا أنه سرعان ما عاد الوضع لينقلب من جديد مع تدخل كييوموري وتصفيته لقادة الانقلاب وبالأخص يوشي-تومو من الـميناموتو وأفراد عائلته. الناجيان الوحيدان من المذبحة كانا ابنا السابق، ميناموتو نو يوريتومو (源頼朝) وميناموتو نو يوشي-تسونه. هيمنة التائيرا بسطت عشيرة الـتائيرا هيمنتها على البلاد. أخذ أحد رجال هذه العشيرة ،هو تائيرا نو كييوموري يستحوذ على المناصب العليا في البلاط، ماشيا في ذالك على سيرة الـفوجي-وارا، ثم بدأ بتوزيع المناصب على أفراد عائلته وزوج إحدى بناته من أحد الأمراء، والذي أصبح أحد أبناءه، أنتوكو إمبراطورا سنة 1180م. في نفس السنة كان ميناموتو نو يوريتومو (源頼朝) قد اتخذ من كاماكورا (鎌倉) في شرق البلاد مقرا رئيسا له، وبعدما استقرت به الأحوال أخذ هذا الأخير يبحث عن الذرائع للاستيلاء على العاصمة الإمبراطورية (كيوتو). فاستغل فرصة قيام أحد أقرباءه يوشي-ناكا بثورة، ليبدأ حملة جديدة من المناوشات. إلا أن الحملة لم تأتي بجديد. كان عليه الانتظار حتى سنة 1183 م. حينما هاجم يوشي-ناكا العاصمة من جديد، فجمع يوريتومو العدة وجهز حملة بقيادة أخيه ميناموتو نو يوشي-تسونه. تمكن هذا الأخير من إنقاذ الإمبراطور غو شيراكاوا (後白河天皇). إلا أن المعارك لم تهدأ وبدأت حملات مطاردة ضد طائفة الـتائيرا إلى الغرب من البلاد. كان معركة دان نو أورا فاصلة، تم بعدها القضاء نهائيا على هذه الطائفة. يعتبر المؤرخون هذا الحدث نهاية الحقبة القديمة من التاريخ الياباني وبداية حقبة العصور الوسطى.
فترة كاماكورا (鎌倉時代) سنوات (1185-1333 م.)
فترة كاماكورا (باليابانية: 鎌倉時代، تلفظ كاماكورا جدايّ) امتدت ما بين (1185-1333 م.) من فترات التاريخ الياباني. عرفت هذه الفترة ولأول مرة نظام حكم جديد، أصبح الشوغون الحاكم الأول في البلاد فيما انحسر دور الإمبراطور أكثر. تعتبر الهزيمة التي منيت بها عشيرة التائيرا في معركة دان نو أورا (1185 م) الحدث الفاصل بين فترة هييآن التي انقضت وفترة كاماكورا التي تلتها. انتهت مع الفترة السابقة الفترات التاريخية القديمة للبلاد، وبدأت مرحلة العصور الوسطى. الميناموتو والنظام الجديد بعد هزيمة عشيرة الـ"تائيرا"، أحكم "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) قبضته على البلاد. بدأ بالتخلص من أخيه ثم أخذ يشن حملات متتالية على أعدائه حتى دانت له البلاد مع حلول سنة 1189 م. بدأت مدينة "كاماكورا" (鎌倉) شرقي البلاد، وبعيداً عن تأثير البلاط الإمبراطوري، تعرف نوعا جديدا من السلطة، سلطة دنيوية في مقابل سلطة الإمبراطور الدينية، تستمد هذه السلطة الجديدة شرعيتها من كونها مقرَة من طرف الإمبراطور نفسه، كان الإمبراطور بحاجة إلى ذلك ليحمي نفسه من الغوائل ويتجنب تبعات السلطة. ابتداءً من هذا العهد صار المؤرخون يسمون الفترات التاريخية باسم المكان الذي يحتضن بلاط الـ"شوغونات" -و ليس الأباطرة كما جرت العادة-، فالسلطة الفعلية للبلاد أصبحت في أيدي هؤلاء، وعلى هذا سميت هذه الفترة باسم كاماكورا (鎌倉時代) وهي المدينة التي احتضنت البلاط الثاني. في العام 1192 م. خلع الإمبراطور على "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) لقب "سيئي-تائي-شوغون" (征夷大将軍) أو "قائد الذين يحاربون البرابرة"، اختصر اللقب فيما بعد إلى "شوغون" (و في بعض الترجمات العربية "شوجون"). عرفت الحكومة أو السلطة الجديد باسم "باكوفو" (幕府) أو "حكومة الخيمة". كانت مدينة "كاماكورا" العاصمة الجديدة لهذه الحكومة. أرسى العهد الجديد قواعد إقطاعية جديدة ظلت سائدة حتى الفترة الحديثة. هيمنة الهوجو لم تعمر عشيرة الـ"ميناموتو" في الحكم طويلا. مع حلول سنة 1219 م خلت الساحة من أي من أبناء هذه العائلة ممن تتوفر فيهم أهلية للحكم. كانت الفرصة سانحة أمام عشيرة زوجة "ميناموتو" أو الـ"هوجو" (北条氏)، فتمكنت من الاستيلاء على لقب "الوصي" والذي أصبح حسب الأعراف الجديدة وراثياً، بقي اللقب بين أيدي هذه العشيرة حتى سنة 1333 م. أصبح الـ"هوجو" يفرضون وصايتهم على الـ"شوغونات"، والذين كانوا بدورهم أوصياء على الأباطرة في "كيوتو". عرفت الفترة " اضطرابات عهد جوكيو" (承久の乱)، حاول خلالها الإمبراطور "المنعزل" "غو توبا" أو "توبا الثاني" (後鳥羽天皇) أن ينقلب على نظام "الشوغونات". فشلت المحاولة وكان من نتائجها أن تعززت سلطة "الشوغونات" أكثر بينما اهتزت صورة السلطة "الإمبراطورية" عند الشعب. قام هؤلاء بعدها بسن قانون مدني ثم جنائي من واحد وخمسين نصاً، ظل القانون معمولا به حتى نهاية القرن الرابع عشر. الغزو المغولي على مدى أكثر من مائة عام، سيطر الـ"هوجو" على كل شيء تقريبا. قام ولاة ورجال هؤلاء في المقاطعات بدورهم بتثبيت وجودهم وهيمنتهم وشكلوا طوائف عسكرية جديدة. في سنة 1274 م.، كان المغول قد أتموا سيطرتهم على الصين وكوريا، فحاولوا أن يخضعوا اليابان. إلا أن المقاومة الشرسة التي أبداها اليابانيون (و الذين وضعوا ولو لفترة خلافاتهم جانباً) من جهة والمقادير التي سلطت عاصفة بحرية هوجاء على الأساطيل المغولية على مرتين، كل ذلك أثنى المغول عن فكرة غزو الأرخبيل. بقيت الذاكرة الشعبية تحتفظ بهذه الذكرى، فأطلق اليابانيون على هذه الرياح اسم "الرياح الربانية" أو "كامي-كازي" (神風) وكلمة "كامي" (神) تطلق في اليابان على الموجودات الطبيعية التي يعتقد أن روحا عظيمة تسكنها، وقد تترجم أحيانا بلفظ "آلهة"، وتنحدر هذه الكلمة من الديانة الأصلية للبلاد أو "الشنتو" (神道). فترتي "استعراش كنمو" ثم "نان بوكوشو" بعد جلاء المغول عن البلاد، بدأت مشاكل جديدة تطفوا على السطح. تركت الحروب الطاحنة نظام الـ"هوجو" هشا ودون موارد. كان الإمبراطور المنفي "غو دائي-غو" (後醍醐天皇) قد توج سنة 1318 م. ثم نفي بسبب محاولته الإطاحة بنظام الـ"شوغونات"، قرر هذا الأخير وهو في المنفى أن يعيد الكرة، مستغلاً حالة الضعف التي يمر بها النظام، بدأ يجمع حوله الرجال استعدادا لحركة الانقلاب. كان أول من انظم إليه "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) ح(1305-1358 م.)، سيد عشيرة الـ"أشيكاغا" وأحد القادة الحربيين الذين كلفهم الـ"هوجو" باستعادة السيطرة على البلاد. نجحت المحاولة وتم قلب نظام الـ"شوغونات" وعادت السلطة إلى الإمبراطور "غو دائي-غو"، عرفت هذه الفترة باسم "استعراش كنمو" (إعادة إلى العرش) س(1333-1336 م.)، إلا أنها لم تعمر طويلاً وانتهت بعد ثلاث سنوات (من 1333 وحتى 1336 م.). كان "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) طموحا جدا، ويبدو أن الإمبراطور أهمل هذا الجانب فلم يقدره كما كان يريد. انتهى الأمر بأن طرد الأخير من عاصمته سنة 1336 م. وتم تعيين إمبراطور جديد، ثم تلقى "أشيكاغا تاكا-أوجي" مهامه الجديدة كـ"شوغون" ابتداءً من 1338م. اتجه الإمبراطور المعزول "غو دائي-غو" إلى مناطق الجبال جنوب نارا، وأسس بلاطا ثانيا موازيا. كان هذا الحدث بداية الحرب الأهلية بين البلاطين وقد أطلق المؤرخون على هذه الفترة اسم "نان بوكوتشو" أو "فترة البلاطين الجنوبي والشمالي" س(1336-1392 م.)، انتهت الفترة سنة 1392 م. عندما تصالح الـ"شوغون" مع البلاط الجنوبي وقررا توحيد المملكة من جديد. الحياة الفكرية كانت صورة اليابان في هذه الفترة (فترة المحاربين) أكثر بأساً وأكثر عنفاُ من سابقتها. على أن هذا لم يخفي الجوانب الأخرى من هذه الحضارة والتي عرفت عهدا مشرقاُ. في الجانب الأدبي، يبدو أن الصراع بين عشيرتي (أو طائفتي) "التائيرا" و"الميناموتو"، ثم السقوط المفجع لأولاهما، هذه الأحداث أوحت نوع جديد من الكتابة، قائم على الملاحم والبطولات. من أبرز وأهم الشاهد على هذا الاتجاه، "قصة الهييكه" أو "هييكه مونوغاتاري" (平家物語) ح 1220 م. كما أن الشعر عرف دفعة جديدة، مع ظهور تصانيف جديدة، والتي كرسها شعراء كان من بينهم "غو توبا" (後鳥羽天皇) الإمبراطور أو "فوجي-وار نو سادائي". كان التيار الثقافي ه متابعة للشعر الإمبراطوري بتأليف شين كوكين واكاشو الذي ألف على 12 مجلد بين 1201 و 1205. الحياة الدينية عرفت قترة "كاماكورا" حيوية جديدة في الحياة الدينية. قامت العديد من الطوائف الجديدة التي طغت على المدارس الدينية القديمة من أمثال "تنداي" و"شنغون"، كانت هذه الطوائف تدعوا إلى اختصار المعتقدات والشعائر إلى درجات أبسط من سابقتها والتي اختصر أصحابها في أبناء الطبقة الأرستقراطية. كان هدف هذه الحملة تشجيع الناس ممن لا يؤمنون بالمعتقدات البوذية، على اعتناق هذه العقيدة. من بين هذه الطوائف والتيارات، أتباع "آميدا" (أو بوذا على مذهب أهل اليابان)، والتي تم تطوير معتقداتها من طرف الراهبين "جنكو" و"شنران" (親鸞) ح(1173-1262). تقول هذه المعتقدات ببعث الأتباع من هذه الطائفة علي أرض طاهرة بشرط إيمانهم بسلطة "آميدا". انتشرت هذا المذاهب بسرعة وسط الفئات الشعبية. في نفس الفترة تقريبا، قامت الطبقة من الرجال المحاربين باعتناق مذهب "زن" (禅) البوذي، وقد ساعدت المعتقدات والفلسفة التي كانت يدعو إليها هذا المذهب هؤلاء المحاربين في تقوية روحهم القتالية أثناء وجودهم على ساحة القتال. تفرعت بعدها طائفتين عن هذا المذهب، الأولى "رِن زائي" (臨済)، أسسها الراهب البوذي "ميوآن إئيسائي" (明菴栄西)، الثانية "سوتو" أو "سوتو-شو" (曹洞 宗)، أسسها الراهب "دوجن زنجي" (道元 禅師). ثم سنة 1253 م. قامر راهب آخر هو "نيشيرن" بإنشاء طائفة أخرى هي "اللوتس" (نسبة إلى الزهرة بهذا الاسم) أو "نيشي رن" (日蓮)، والتي كان لأتباعها دور سياسي أثناء هذه الفترة. يتبع...
موضوع: رد: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الأحد سبتمبر 11, 2011 4:53 pm
فترة موروماتشي (室町時代) سنوات (1338-1573 م.)
سيطرة الأشيكاغا بعد أن تم تنصيبه "شوغونا" على البلاد، "بدأ "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) مؤسس سلالة الـ"أشيكاغا" أولى المحاولات لتوطيد دعائم حكمه وتقوية قبضته على البلاد. إلا أن الأمور كانت معقدة أكثر، بدت الحروب الأهلية التي دخلت فيها البلاد لا تكاد تهدأ. ثم أخذت الأمور الأمور تتحسن مع تولي ابنه "أشيكاغا يوشي-آكيرا" (足利 義詮)، الذي حكم ما بين 1358 إلى 1367 م.، ثم حفيده "يوشي-ميتسو" (義満)، والذي حكم سنوات 1385-1394 م. فسادت البلاد أجواء هادئة. قام هؤلاء بإقامة علاقات تجارية رسمية مع الصين، مما حفز نمواً اقتصادياً للبلاد أثناء هذه الفترة، وتشكلت بموازاة ذلك طبقة برجوازية من بين سكان المدن. إلا أن الهدوء لم يعمر طويلاً. مع بداية القرن الخامس عشر، بدأت الحكومة المركزية تفقد سلطتها لصالح بعض القادة الزعماء من كبار المحاربين بعدما استقروا في المقاطعات الداخلية، لقب هؤلاء باسم الـ"دائي-ميو" (大名). بدأت البلاد تخرج شيئا فشيئا من سيطرة الـ"شوغونات"، وعرفت الفترة أحداث دامية وحركات ثورية قادها الأهالي والفلاحين. الحياة الفكرية مع كل العنف والاضطرابات التي ميزت البلاد، كان لـ"شوغونات الأشيكاغا" اهتمام خاص بالحياة الثقافية والفكرية. عرف عهد "أشيكاغا يوشي-ميتسو"، ثالث "شوغونات" الأسرة، نشاطا مكثفاً، أعلن الحاكم نفسه راعياً للآداب والفنون. كانت أكثر هذه الفنون مأخوذة من تلك التي كانت منتشرة في بلاط سلالة الـ"تانغ" (唐朝) الصينية (618-907 م.)، ثم الـ"سونغ" (宋朝) من بعدها. قام الرهبان البوذيون من طائفة "الزن" (禅) وآخرون من المتأثرين بالفلسفة الكونفوشيوسية بإدخال هذه الفنون. أبرز هذه الفنون كان المسرح الذي قام بإدخاله "زآمي". عرف في بدايته باسم "نو". بالإضافة إلى بعض الطقوس الخاص التي تم استحداثها، على غرار "مراسيم تقديم الشاي" (茶の湯) أو "تشا نو يو"- ماء ساخن لتحضير الشاي-. حروب الـ"أون-إن" حروب أونين (باليابانية: 応仁) سنوات (1467-1477 م) هي فترة من تاريخ اليابان، كانت فيها البلاد مسرحا لحروب أهلية طاحنة. تعتبر هذه الفترة جزءا من فترة موروماتشي التاريخية. أعقبتها فترة أكثر دموية هي فترة المقاطعات المتحاربة أو سن غوكو جيدائي (戦国時代). مقدمات الحرب اندلعت حروب الأونين بسبب خلاف حول العرش الإمبراطوري، كانت عشيرتي الهوسوكاوا واليامانا طرفي الصراع، دامت ما بين سنوات 1467-1477 م. منذ بداية عهد شوغانات الأشيكاغا عام 1336 م في كيوتو، أبدى العديد من الزعماء الكبار في البلاد رفضهم للوصاية التي فرضها عليهم الحكام الجدد، تزعمت إحدى العشائر النبيلة (ترجع في أصولها إلى العائلة الإمبراطورية) أولى حركات العصيان، ثم تبعهم الزعماء الكبار في المقاطعات أو الدائي-ميو. أخذت قوة نظام الشوغونات في التهاوي السريع، وبالأخص مع مقتل الشوغون التاسع أشيكاغا يوشي نوري (عاش 1394-1441 م) سنة 1441 م. بدأت الكوارث تجتاح البلاد، المجاعة أولا ثم انتشار الأوبئة. اندلعت ثورات كبيرة (عرفت باسم إيكي) عدة في البلاد، لم تكن لحكام المقاطعات القدرة على احتواءها، كان الأهالي يطالبون برفع الضرائب عنهم، وتأخير الآجال المفروضة عليهم لدفع مستحقاتهم من الديون. اضطر شوغون البلاد أشيكاغا يوشي ماسا (عاش 1326-1490 م) (حكم 1443-1473 م) أن يخضع للمطالب الشعبية فتم إقرار الإجراءات خاصة اللازمة. الصراع على الحكم حسب الأعراف اليابانية، يقوم الحاكم (الإمبراطور أو الشوغون) باختيار شخص من بين ذريته أو عائلته والذي يراه الأنسب لخلافته. سيرا على المنهج قام يوشي-ماسا باختيار شقيقه يوشي مي (عاش 1439-1491 م) خليفة له. أثار هذا الاختيار غضب زوجته هينو توميكو (عاشت 1440-1496 م) والتي كانت ترى أن ابنها يوشي هيسا أحق بمنصب الشوغون من عمه. انضم إليها في مسعاها الوزير إيزه ساداشيكا، قام الاثنان بتدبير محاولة للتخلص من يوشي-ماسا. فشلت المحاولة، وكانت النتيجة تشكل تحالف قوي لحماية السلطة القائمة مشكل من عشيرتي الهوسوكاوا واليامانا، أما الوزير السابق إيزه ساداشيكا فكان مصيره الاغتيال. بحلول العام 1465 م، قام يوشي-ماسا بالعدول عن قراره السابق، وعين ابنه وليا للعهد. كان قبل ذلك قد كسب تأييد يامانا موشيتويو (عاش 1404-1473 م) زعيم عشيرة اليامانا، فيما فضل هوسوكاوا كاتسوموتو (عاش 1430-1473 م) زعيم عشيرة الهوسوكاوا تأييد شقيق الشوغون، في واقع الأمر أراد بذلك الوقوف في وجه هيمنة عشيرة غريمه كاتسوموتو على المناصب الحساسة في الدولة. أحداث الحرب بدأ كل من الأطراف -عشيرتا الهوسوكاوا واليامانا- بحشد الجيوش، ثم انضم إليهم حلفاء جدد من بين الزعماء في المقاطعات (الدائي-ميو). جرت أغلب المعارك حول مدينة كيوتو، وامتدت أحيانا حتى أصبحت شوارع المدينة ساحات لها. بلغ عدد المجندين فيها حوالي 400.000 شخص. على امتداد سنوات الحرب، قام زعماء الحرب بتغيير تحالفاتهم أكثر من مرة، كانت النتيجة أنه لم يستطع أي من طرفي الصراع حسم الموقف على ساحة المعركة. كانت وفاة زعيمي العشيرتين المتقاتلتين المفاجئ سنة 1473 م، السبب المباشر لتوقف المعارك وتفرق القوات المقاتلة. الهدوء المؤقت عام 1473 م، أبدى "يوشي-ماسا" نفورا من ولاية الحكم ففضل التخلي، قام بتنصيب ابنه "يوشي-هيسا" ع(1435-1489 م) "شوغونا". كان الحاكم السابق يريد أن يكرس حياته للفنون والآداب، فقام بعدها بتشييد مقر جديد (على مقربة من العاصمة "كيوتو") وعلى طراز معماري مستحدث: "السرادق الفضي" أو "غينكاكو-جي" (銀閣寺)، وانعزل بداخله عام 1483 م. ترك "يوشي-ماسا" نظام الـ"شوغونات" من بعده هشا، لم يستطع الـ"شوغون" الجديد التحكم في طموحات الـ"دائي-ميو" (زعماء المقاطعات) . قام بعض الزعماء ممن طمعوا في استغلال الموقف لزيادة رقعة أراضيهم، بإشعال شرارة الموجهات الأولى. ثم انتشرت المواجهات لتعم أغلب مناطق البلاد، وبلغت العاصمة "كيوتو" نفسها. هدأت الأحوال مع نهاية عام 1477 م، ولو إلى حين، يعتبر المؤرخين هذه السنة تاريخ انتهاء ما عرف بـ"حروب أونين" (応仁). تركت هذه الحروب العاصمة "كيوتو" أثرا بعد عين. بدأت بعدها بمدة فترة شهدت أحداثا أعنف من سابقتها، عرفت باسم "فترة المقاطعات المتحاربة" أو "سن غوكو جيدائي" (戦国時代) ودامت سنوات (1480-1573 م). فترة "المقاطعات المتحاربة" عرفت البلاد فترة اضطرابات أثناء عهد "أون إن" (応仁) س(1467-1477 م.) أدخلت هذه الأخيرة اليابان المرحلة المعروفة باسم " فترة المقاطعات المتحاربة" أو "سن غوكو جيدائي" (戦国時代) س(1477-1573 م.). تعتبر هذه المرحلة الأخيرة من فترة "موروماتشي"، ميزها أفول حكم "شوغونات الأشيكاغا"، ثم بدايات محاولة توحيد البلاد ووضع الأسس لنظام حكم مركزي لأول مرة. حلت طبقة جديدة من الزعماء أطلق عليها تسمية الـ"سن غوكو دائيم-يو" (زعماء الحرب) مكان الزعماء الحكام أو الـ"شوغو دائيم-يو". كان همهم الأول السيطرة المطلقة على الأراضي. قام هؤلاء بوضع القوانين، وترسيم حدود الأراضي ثم حددوا مبادئ عامة لطبقتهم استوحوها من عادات المحاربين المحليين، كان هؤلاء المحاربين أكثر تأثرا بالمبادئ الأخلاقية لمدرسة المعلم كونفوشيوس، منهم بمبادئ مذهب "زن" البوذي السائد آنذاك. كانت هذه القوانين المسودة الأولى لما عرف لاحقا بـ"ميثاق الشرف للمحاربين" أو الـ"بوشيدو" (طريق المحارب). حاول سيد كل مقاطعة أو الـ"دائي-ميو"، أن يبسط هيمنته على المقاطعات الأخرى. كانت النتيجة أن دخل كل واحد من هؤلاء في صراح تلقائي مع كل جيرانه. ثم امتدت الفوضى لتشمل كل البلاد، وكان بين هؤلاء بعضُ ممن كان طموحهم يصل إلى حد التفكير في ضم البلاد بأكملها إليه. حاول كل من "تاكيدا شين-غن" (武田 信玄) وغريمه "أوئي-سوغي كن-شين" (上杉謙信) الاستيلاء على العاصمة "كيوتو"، فيما قام وسع كل من "أودا نوبوناغا" (織田 信長) و"توكوغاوا إيئه-ياسو" (徳川 家康) مناطق سلطتهما. سنة 1573 م قام "أودا نوبوناغا" بغزل آخر الشوغونات "أشيكاغا يوشي-آكي"، كان قد أعانه قبل ذلك في استعادة عرشه. يعتبر المؤرخون هذا التاريخ نهاية حقبة العصور الوسطى من تاريخ اليابان، وبداية الحقبة المعاصرة. رغم الحروب المتواصلة، عرفت العديد من المقاطعات نشاطا اقتصاديا مزدهرا. ظهرت ونمت العديد من المدن الجديدة، وبالأخص من حول القصور والموانئ، بعضها الآخر أنشئ على مشارف الطرقات البحرية(البحيرات أو الأنهار)، على امتداد الطرقات البرية الرئيسية. أصبحت العديد من المدن الكبرى على غرار العاصمة "كيوتو" مستقلة بإدارتها. بداية التغلغل الأوروبي مع مجيء البرتغاليين، والذين دخلوا البلاد عن طريق ميناء "كاغيشيما" عام 1543 م. جلب هؤلاء معهم تقنيات جديدة لم يكن يعرفها اليابانيين من قبل. كان أهمها "البارودة" (البندقية البدائية والتي كان يتم حشوها يدويا). قام الحرفيون المحليون بعمل نسخ لهذا السلاح، وكانت النتيجة أن تطورت الحروب وأصبحت أكثر دموية. شيء ثان جلبه البرتغاليون، وهو المسيحية. قاد حملت التنصير القديس "فرانسوا" من جماعة اليسوعيين. وبدأ الجماعات التبشيرية عملها رسميا منذ 1549م. ويبدوا أن "الشوغونات" تغاضوا، ولو مؤقتاً عن هذه الديانة الجديدة، للفائدة التي كانوا يجنوها من وراء الداخلين الجدد. إلا أنهم وفور استنفاد هذه المنافع، جاءت ردة فعلهم سريعة وعنيفة، كما سنرى لاحقاً.
فترة أزوتشي-موموياما (安土桃山時代) سنوات (1573-1603 م.)
فترة أزوتشي موموياما (باليابانية: 安土桃山時代) دامت عدة سنوات 1573 - 1603. تعتبر مرحلة انتقالية بين فترتي حكم شوغونات كل من "أشيكاغا" (足利) ثم الـ"توكوغاوا" (徳川). أهم ما ميزها هو استعادت البلاد لوحدتها السياسية. سميت هذه الفترة باسم القصرين الذين احتضنا بلاطي الحاكمين الأولين (أزوشي ثم موموياما). بداية الوحدة عرفت هذه الفترة بداية الوحدة السياسية لبلاد اليابان، تمت العملية على ثلاث مراحل. قاد اليابان في كل مرحلة زعيم متفرد في شخصيته. أول هذه الشخصيات الفريدة كان "أودا نوبوناغا"، استطاع بفضل ذكائه وبعد نظره أن يحقق ما عجز قادة كبار آخرين عن تحقيقه. كان "أودا نوبوناغا" (織田 信長) حاكما أو "دائي-ميو" (大名) على منطقتي "أو-واريا" و"ناغويا"، استطاع أن يطرد آخر الشوغونات من عائلة "أشيكاغا" بعدما استولى على عاصمتهم. اتخذ لنفسه مقرا جديدا في "أزوشي"، ثم بدأ من هناك محاولته للسيطرة على البلاد وتوحيدها. استولى على أكثر من نصف السهول الواقعة شرقي البلاد، منهيا بذلك سيطرة رجال الدين (الكهنوتيين) وأصحاب المعابد على تلك المناطق. على خطى سيده بعد خيانة أحد أتباعه، أجبر "أودا نوبوناغا" (織田 信長) على الانتحار. تولى الأمر من بعده "تويوتومي هيده-يوشي" (豊臣秀吉)، والذي كان قائدا على الجيوش أثناء عهد سيده. اتخذ من "أوساكا" مقرا له، كما استطاع أن يقنع البلاط الإمبراطوري بأن يوليه مسؤوليات كبيرة - عدا منصب الـ"شوغون"، والذي كان حكرا على أبناء "ميناموتو". قام "تويوتومي" ومنذ 1586 م بإصلاحات سياسية واقتصادية، كان هدفها زيادة نفوذه وسلطته على البلاد. سنة 1595 م وبمساعدة أحد حلفائه الجدد "توكوغاوا إيئه-ياسو" (徳川 家康)، استطاع أن يوحد كامل بلاد اليابان، بما في ذلك "شيكوكو"، "كيوشو" ومناطق السهول في الشمال الشرقي. عرف "تويوتومي" أثناء هذه الفترة أزمات صحية، كما تدهورت حالته العقلية. منذ 1592 م قام بمحاولة لغزو "كوريا". فشلت المحاولة الأولى، ثم أتبعها بأخرى سنة 1597 م. توفي "تويوتومي" سنة 1598 م أثناء محاولته الثانية لغزو "كوريا". كان ابنه الوحيد لما يبلغ بعد الخامسة. العهد الجديد بمجرد وفاة "تويوتومي"، قام الحلفاء (من حكام المقاطعات وغيرهم) بخلع أنفسهم من عهد البيعة والولاء تجاه ابنه الصبي، ثم بدؤوا بالتنازع فيما بينهم على الخلافة. استطاع "توكوغاوا إيئه-ياسو" (徳川 家康) أن يحسم الصراع، عندما سحق المتنازعين في معركة "سه-كيغاهارا" (関ヶ原の戦い) سنة 1600 م. في عملية فريدة تعكس طموحه الشخصي، قام "إيئه-ياسو" باختلاق نسب وهمي يرجع به إلى "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝). بفضل هذه الخطة استطاع أن يقنع البلاط الإمبراطوري بأن يمنحه لقب الـ"شوغون" سنة 1603 م. تأسست بذلك سلالة جديدة من الـ"شوغونات" عرفت باسم "توكوغاوا"، سادت البلاد أثناء حكم الأسرة فترة من الاستقرار السياسي دامت حتى منتصف القرن الـ19 م.، عرفت الفترة باسم "فترة إيدو" (江戸時代).
موضوع: رد: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الأحد سبتمبر 11, 2011 5:31 pm
فترة إيدو (江戸時代) سنوات (1603-1868 م.)
فترة إيدو (باليابانية: 江戸時代, إيدو جيداي) سنوات (1603-1868 م.) هي آخر الفترات من تاريخ اليابان القديم، مهدت هذه الأخيرة لقيام فترة (أو عهد) مييجي، وقد اعتبرت هذه الأخيرة بداية التاريخ الحديث للبلاد. التوكوغاوا في سنة 1603 م، خلع البلاط الإمبراطوري على توكوغاوا إيئه-ياسو (徳川 家康) لقب الـشوغون. كان ذلك تتويجا لمرحلة استعادت بعدها البلاد وحدتها السياسية. قام ثلاثة من الزعماء الكبار بأعباء هذه المهمة، وقد عرفت الفترة التي شهدت أحداث الوحدة باسم فترة أزوشي موموياما (安土桃山時代). بدأ توكوغاوا إيئه-ياسو (徳川 家康) عهده بحركة أراد من خلالها أن يضمن لسلالته البقاء في السلطة. قام ومنذ 1605 م بالتنازل عن السلطة لصالح ابنه، لم يكن الأمر في الواقع إلا مناورة جديدة كان إيئه-ياسو في الواقع يسيطر على كافة مناصب اتخاذ القرار، كما كان يشرف بنفسه على صياغة القوانين ووضع المراسيم. وقد استمر على سيرته حتى وافه الأجل. قضى سنة 1615 م على أبناء هيده-يوشي عندما غزا قلعتهم في أوساكا. اتخذ لحكومته مقرا جديد في إيدو (江戸) (اليوم: طوكيو)، أصبحت المدينة بعدها أكبر وأغنى المدن في البلاد. اتخذ سلسلة من الإجراءات لإصلاح النظامين السياسي والاقتصادي، الشيء الذي مكنه من أن يبسط سيطرته على البلاد. عند وفاة إيئه-ياسوسنة 1616 م، كانت اليابان قد أصبحت وحدة سياسية، كما أصبحت تتمتع بنظام سياسي مستقر. مهدت سياسة الحكم التي أرسى دعائمها إيئه-ياسو الطريق أمام سلالته (الـتوكوغاوا) للبقاء أكثر من ثلاثة قرون من الزمن. عرفت اليابان أثناء عهد أسرة الـتوكوغاوا ولأول مرة منذ قرون عدة نوعا من الاستقرار السياسي، كما عم البلاد الأمن. تشكل النظام الجديد كانت نظام الحكم يرتكز على شخصية الـشوغون، أصبح الأخير أكثر غنا وأكثر قوة من بقية الزعماء الإقطاعيين الـدائي-ميو (大名)، يعد في جيشه أكثر من 80.000 شخص، كما يبسط سيطرته المباشرة على المدن الكبرى، الموانئ المهمة في البلاد، الطرقات والمعابر الرئيسة وغيرها. يحكم الـشوغون بمفرده، يساعده مجلس مؤلف من وزراء دولة أو روشو ومجموعة من المستشارين أو واكاشيدوري. كما يساعده في مهامه محافظ إيدو، القائم على شؤون المالية، وآخر على الشؤون الدينية... في بداية عهد فترة إيدو كانت اليابان تعد 270 من الـدائي-ميو (الزعماء الإقطاعيون)، كانوا يتوزعون على ثلاث مجموعات: شنبان دائي-ميو: أكثرهم من عشيرة وأبناء إيئه-ياسو، فودائي دائي-ميو: أكثرهم من الحلفاء المواليين للأسرة الحاكمة، توزاما دائي-ميو من الحلفاء الذين تم إخضاعهم بعد فترة 1600 م، أغلبهم تخشى شوكتهم. الطبقات الاجتماعية بمجرد اعتلاءه سدة الحكم قام توكوغاوا إيئه-ياسو (徳川 家康) بإعادة تقسيم الأراضي والثروات كما قام بسن الطبقية في المجتمع الياباني. أصبح بالإمكان تمييز عدة طبقات على غرار طبقة المحاربين، الفلاحين، الصناع والتجار، نبلاء البلاط، رجال الكهنوت البوذيين (الرهبان) وخدام المزارات الشنتوية ثم طبقة أخيرة تعيش بمغزل عن المجتمع تعرف باسم هينين (يمكن ترجمتها بـالمنبوذين).
توكوغاوا إيئه-ياسو(الصورة) طبقة المحاربين
المحاربون أو الـبوشي (武士)، ورجال هذه الطبقة يمكن أن يكونوا من الـدائي-ميو (大名) وهم كبار الزعماء الإقطاعيين، الساموراي (侍) والذين يضعون أنفسهم في خدمة أحد الزعماء، أو الـرو-نين (浪人) وهم من رجال الساموراي السابقين والذين انتهت مدة خدمتهم لسبب أو لآخر (عادة عند وفاة الزعيم). يتحكم رجال هذه الطبقة في رقاب الأفراد من الطبقات الأخرى، إلا أن الدماء لا يمكن إراقتها بهذه السهولة. يتبع كل منهم نظاما قائما على أساس الموالاة (من الولاء)، كل فرد يتبع آخرا أعلى رتبة منه وهكذا دواليك حتى أعلى الهرم. لكل منهم الحق في أن يمتلك معقلا له ولعشيرته (قد يتملك أراض بطريقة مباشرة، أو قد يكون له الحق فقط في الاستفادة مما تنتجه، كمحاصيل الأرز مثلا)، يتوجب عليهم في المقابل أن يبدو السمع والطاعة اتجاه أسيادهم وزعمائهم وأن يهبوا حياتهم إذا توجب الأمر. يمنع على الزعماء الكبار (الـدائي-ميو) أن يشيدوا أكثر من قصر واحد في المقاطعة الأصلية، كما يتم استدعائهم إلى مقر الحكومة العسكرية (الـشوغونية) حتى يعلنوا ولائهم وطاعتهم للحاكم وفق تنظيمات خاصة بالمحاربين تعرف باسم بوكي شوهودو (وضعت سنة 1615 م). منذ سنة 1635 م أصبحوا مجبرين على ترك أبنائهم (كرهائن) في العاصمة إيدو (اليوم طوكيو)، كما توجب عليهم الإقامة بأنفسهم عاما كاملا كل سنتين فيها. عرف هذا النظام الفريد من نوعه باسم سان-كين كونائي أو الإقامة المتناوبة. طبقة الفلاحين يشكل الفلاحون، سواء كانوا من صغار الملاك أو الكادحين البسطاء، الأكثرية في تعداد السكان في بلاد اليابان أثناء فترة إيدو، وعلى هذا أخضع أفراد هذه الطبقة إلى نظام أكثر شدة. كان يمنع عليهم اقتناء، بيع أو إهمال الأراضي التي يقومون بزراعتها، كما لا يحق لهم زرع أصناف أخرى من المزروعات غير تلك التي تم تقييدها في السجلات العقارية. كانت هذه التدابير تهدف إلى منع قيام طبقة جديدة أكثر ثراء من بين ملاك الأراضي، كما كان يراد منها تعطيل عادة قديمة متبعة بين بعض من أبناء الشعب الياباني التواق إلى السفر (كان ذلك مهربا لهم من حياتهم اليومية المتعبة والشقية)، كان بعضهم يدعي أنه سيقوم برحلة حج إلى إحدى المزارات المشهورة، ثم لا يلبث أن يختفي، ممضيا بقية حياته متسكعا في الطرقات، يتمثل قوت يومه الوحيد في الصدقات التي يدفعها إليه بعض أصحاب القلوب الرحيمة. طبقة الحرفيين والتجار مع بداية القرن الـ16 م (1500 م) أخذ أفراد هذه الطبقة يتزايد باضطراد، كانت هذه تجمع بين أفرادها حرفيين وصناع من شتى المجالات بالإضافة إلى الأفراد المشتغلين بالتجارة. كان تنوع أفرادها من العوامل التي صعبت السيطرة عليها. غالبا ما كان أصحاب كل نشاط يقومون بإدارة أنشطتهم بأنفسهم. قام العديد من القرويين والذين تقع قراهم على واجهة البحر، بتنظيم نشاط الصيد وكذا عملية استخراج الملح البحري. وفي الجبال البعيدة تشكلت تجمعات تظم كل من يمتهن الحطابة، ثم أخذ أفرادها ينظمون عملية استخراج الحطب وعلى حسب الاحتياجات القائمة. وفي نفس الفترة أخذ نشاط استغلال المناجم يأخذ مكانه بين النشاطات التقليدية الأخرى التي كانت معروفة آنذاك. كانت المدن (على غرار القرى والأرياف) تعرف نشاطا لا يكاد يهدأ. عرف نشاط صناعة النسيج نموا سريعا، وشملت الحيوية أنشطة أخرى، كصناعة الفخار، صناعة الأصبغة ومواد الطلاء، صناعة الورق، وصناعة الجعة (نوع من الخمور). مع تطور الصناعة المحلية بدأ النشاط التجاري يعرف حيوية بدوره، كان لتحسن نظام المواصلات في البلاد دوره الكبير في ذلك. أخذت الأسواق تظهر في العديد من نواحي البلاد، كانت هذه الأخيرة تشكل المحور الذي يصاحب ظهور تجمعات من السكان، ثم ما لبثت أعداد هؤلاء تتزايد حتى تشكلت تجمعات سكانية كبيرة. كانت أوساكا من أكبر مدن البلاد، كان أغلب تجار الجملة في اليابان يتخذونها مركزا لنشاطاتهم، كان ذلك مؤشرا لظهور طبقة وسطى جديدة (البورجوازيون) من أصحاب الأموال، قام هؤلاء بإدخال أنماط جديد في التعاملات المالية اليومية، كالقروض البنكية، أو السندات المالية. طبقة النبلاء ورجال الدين قام النظام بوضع رجال البلاط تحت الرقابة الصارمة. منذ سنة 1615 م تم سن ستة عشرة (16) من القوانين الخاصة بأبناء هذه الطبقة. كان النبلاء من رجال البلاط ملزمين بالتقيد بدراسة الآداب والعلوم الأخرى والامتناع عن ممارسة كل نشاط له علاقة بحمل السلاح. تم إقرار العديد من التنظيمات التي حصرت مجال نشاطات المعابد والأديرة كما أعيد تنظيم المدارس الدينية، كان الهدف من ذلك الحد من القوة المالية والروحية لهذه الطبقة. بعد فترة أولى ساد فيها التسامح، قام الشوغونات بمنع المسيحية في البلاد، كما شنوا حملة مطاردة، تم فيها اضطهاد العديد من أتباع هذه الديانة الجديدة. العزلة وانغلاق البلاد كان الـشوغونات يرون أنه يتوجب عليهم ولضمان استقرار سياسي واجتماعي في البلاد، أن يتحكموا في حركة انتقال الأشخاص. كانت الفكرة تقضي بأن يتم إغلاق كل منافذ البلاد (اليابان) على الخارج، ومنع السكان من التواصل مع بقية العالم، وقد تم تطبيق هذه الفكرة منذ القرن الـ17 م (1600 م). لم تكن هذه الحركة دون أن تلاقى صدى لدى الأجانب وبالأخص الأوروبيين، كان الإنجليز الأكثر إصرارا على كسر طوق الحظر، كانت لهم سفارات عديدة كما اشتركوا مع الفرنسيين ثم مع الروس علهم يفلحون في إقناع النظام بالعدول عن قراره، إلا أن هذه الجهود باءت كلها بالفشل. منح الـشوغوات السفن البرتغالية والهولندية تراخيص تجارية خاصة، كان يسمح لها بالرسو مرة واحدة كل سنة في جزيرة ديشيكا بالقرب من ناكاساكي على السواحل اليابانية. كانت تجارة الحرير مع الصين يحتكرها البرتغاليون، وقد تمكن الـشوغونات من جني فوائد كبيرة جراء ذلك. العلوم الفكرية والثقافة عم الأمن أرجاء البلاد، ونجحت الإصلاحات المالية التي تم اتخاذها كما ارتفع مستوى الإنتاجية في معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية، كل هذه العوامل جعلت من فترة إيدو من أزهى الفترات التي عرفتها البلاد، أصبحت اليابان والتي كانت على موعد حاسم في تاريخها بلادا تريد أن تحتل مكانا محترما بين جيرانها. أولى مراحل الإصلاح في هذه الفترة مست القطاع التعليمي، تم تنظيم المدارس وتقسيمها حسب الطبقات المعروفة في المجتمع. في كل منطقة كانت هناك مدارس خاصة بأبناء العشائر المحلية (ويطق عليها تسمية هانكو بالمحلية) والتي تنتظم في معاقل خاصة بها، كانت هذه الأخيرة (المدارس) تستقبل أبناء المحاربين ممن انضووا تحت لواء العشيرة المتزعمة للمعقل. كان أغلب أبناء الشعب من سكان المدن أو الأرياف يرتاد المدارس الدينية (أو تيراكويا)، كانت هذه مفتوحة لأبناء الشعب وتخضع في تسييرها لأحدى المؤسسات الدينية التقليدية (دير، معبد، مزار...)، والعلوم التي يتم تدريسها يغلب عليها الطابع الديني. قامت إلى جانب ذلك مدارس متخصصة في المدن الكبرى، كان روادها من أبناء كل الطبقات وكانت تدرس فيها فيها شتى أنواع العلوم والمدارك التي كانت معروفة في البلاد آنذاك. كان لتطور نظام التعليم في البلاد أثره الإيجابي على الحياة الفكرية. ظهرت حركة جديد قام فيها جمع من المتمدرسين بعمل بحوث ودراسات شملت كامل البلاد (كوكو غاكو أو الدراسات الوطنية). أخذ هؤلاء الدارسين يبحثون في الكتابات القديمة، كان هدفهم استخراج كل النصوص التي تشبعت بالروح القومية اليابانية، فكان أن ازدهرت علوم اللغويات الببليوغرافية (الدراسة اللغوية للوثائق المكتوبة) وكذا علوم التاريخ. من رواد هذا الميدان يمكننا ذكر، كامو نو مابوتشي ع(1697-1769 م) وموتو-أوري نوريناغا والذين أصبحت أعمالها مرجعا لمن أتى بعدهما، فقد أعيد نشر ومناقشة العديد منها وبالأخص على يد هيراتا أتسوتاني ع(1776-1843 م). اهتم رجال الثقافة في هذا العصر بالعلوم الغربية أيضا، كانت هذه العلوم قد دخلت البلاد عن طريق التجار الهولنديين، من بين العلوم التي تناولها اليابانيين باهتمام كبير يمكننا عد: علم الفلك، الرياضيات وعلم الخرائط. كان انتشار أفكار الـكونفوشسيوسية الجديدة من أهم ما ميز الحياة الفلسفية في اليابان أثناء فترة إيدو، ويعد هاياشي رازان ع(1583-1657 م) من أهم زعماء هذا التوجه الجديد. كان يركز في أفكاره على أهمية العلاقات القائمة بين الطبقات الاجتماعية، وأهمية احترامها، إلى قيمة الولاء والطاعة بين أبناء العشيرة الواحدة. عرفت الفترة اهتمام واسعا بالروايات التاريخية، كانت في معظمها تنتهي بعبرة أو درس في الأخلاق. قام هاياشي رازان ع(1583-1657 م) بتصنيف تاريخ كبير للبلاد على هذه الشاكلة، كما تناول أرائي هاكوسيكي الفترة الأسطورية بالدراسة وأخضعها إلى ميزان علوم اللغويات الببليوغرافية. مع تحسن المستوى المعيشي للسكان في المدن، وبالأخص كيوتو (京都) وأوساكا (大阪) ظهرت ثقافة شعبية خاصة بطبقة جديدة من البورجوازيين. من أهم مظاهر هذه الموجة الجديدة كان ابتداع مسرح العرائس أولا ثم مسرح الـكابوكي (歌舞伎) على يد شيكامتسو مونزا-إيمون (近松 門左衛門) فيما بعد. إلى جانب المسرح عرف فن القصص الشعبي مرحلة ازدهاره مع كتابات إيهارا سائي-كاكو، كما برز ماتسو-أو باشو (松尾芭蕉) كواحد من أهم أعمدة الشعر التقليدي الياباني المعروف باسم هايكو (俳句) انهيار نظام الشوغونية بعد وفاة ثالث الـشوغونات من أسرة الـتوكوغاوا، قادت البلاد حكومة وطنية مؤلفة من مجلس من نخبة رجال البلاط، كانت الروح الكونفوشيوسية تقودهم في عملهم. قامت هذه الحكومة بسن العديد من القوانين للحد من مظاهر العنف التي ميزت المجتمع الياباني، تم أولا تعطيل العديد من الحالات التي يتم فيها اللجوء إلى الانتحار أو الـسيبوكو، بعدها بعامين تم منع عادة قديمة يقوم فيها الجيران المتخاصمين باختطاف أفراد من العوائل الأخرى واستعمالها كالرهينة ثم المقايضة بها. أصبح العديد من المحاربين (على اختلاف رتبهم) ممن أعلنوا ولاء هم للنظام الـشوغوني مجرد موظفين في الدولة، تدفع لهم رواتب على قدر مرتبتهم في سلم الوظائف وليس على قدر رتبهم العسكرية. على الرغم من الجهود التي بذلتها القيادة الجديد للبلاد، والإصلاحات التي تم اتخاذها، كانت مجريات الأحداث تنذر بالأسوأ، فمنذ النصف الثاني من القرن الـ17 (1600 م) أخذت الثورات والانتفاضات الشعبية تزداد حدة وعنفا. أصبحت موارد البلاد تتضاءل، كان النظام يعتمد على صادرات البلاد من الفضة، وكانت المقايضة تتم على أساس سعر الأرز، الذي كان يتهاوى. تم اتخاذ إصلاحات اقتصادية جديد قام بوضع خطتها أحد ألمع رجال السياسة في عصره أرائي هاكوسيكي. إلا أن الأقدار أبت إلا أن تضاعف من حجم الخسارة، فتوالت الجوائح (الكوارث الطبيعية) على البلاد: الجفاف، الحرائق، الأوبئة، ثورات البراكين وأخيرا المجاعات. انفتاح البلاد القسري عام 1853 م يقوم أسطول من البحرية الأمريكية يقوده ماثيو بيري (Matthew Perry) بكسر طوق الحظر عندما دخل عنوة خليج إيدو (طوكيو اليوم). قام قائد البحرية الأمريكية بتقديم طلب رسمي يتضمن الموافقة على فتح موانئ ومنافذ البلاد الخارجية على التجارة مع الدول الخارجية. كان وضع النظام الـشوغوني هشاً، وقد ساهمت المصاعب الاقتصادية ثم الأزمات السياسية في تعقيد الوضع أكثر. بعد أخذ ورد وافق النظام الياباني على توقيع اتفاقية كاناغاوا في مارس 1854 م. تم بموجبها فتح مينائي شيمودا في شبه جزيرة إزو وهاكوداته في هوكايدو على المبادلات التجارية، كما تم ترخيص المراكب الأجنبية بالتزود في الموانئ اليابانية عند حاجتها لذلك. بعد توقيع الاتفاقية الأولى بسنتين، عرفت البلاد مقدم القنصل الأمريكي الجديد تاونزند هاريس، (Townsend Harris) قام الأخير بإعداد مشروع وثيقة جديدة تهدف إلى فتح مواني جديد أخرى وكذا تسهيل التجارة وتحريرها من القيود. تمت إعادة توقيع الاتفاقية من جديد في يوليو من سنة 1858 م، وقد وقع عليها من الطرف الأجنبي كل من الولايات المتحدة أولا ثم تلتها كل من إنجلترا، فرنسا وأخيرا روسيا. بعد وفاة الشوغون إيئه-سادا (徳川) ح(1853-1858 م)، دخلت البلاد أزمة سياسة عاصفة. كانت أطراف عديد تتنازع القرار السياسي، دخل كبار الزعماء من الـدائي-ميو والذي شكلوا ما يعرف بالمحافظين في صراع مع جماعة كانت ترى وجوب الدفع بالبلاد إلى الأمام ومحاربة الركود القائم، كما دار صراع آخر بين جماعة من الذين كانوا يرون وجوب طرد الأجانب من البلاد (الوطنيين) وجماعة أخرى كانت تؤيد عملية انفتاح البلاد على الخارج. قادت كل هذه الأزمات نظام الـشوغونية وببطء نحو الهاوية، كما عجلت بميلاد عهد جديد مع بداية ما عرف بفترة مييجي سنة 1868 م (سميت الفترة الانتقالية باسم استعراش مييجي نسبة إلى إعادة الإمبراطور إلى عرشه بعد أن كان يحكم البلاد صوريا). استعراش مييجي إصلاح ميجي أو استعراش مييجي (باليابانية: 明治維新): فترة انتقالية من تاريخ اليابان عرفت فيها البلاد تحولات واسعة بعد أكثر من قرنين من حكم سلالة التوكوغاوا عرف اليابان في الثلث الثاني من القرن الـ19 م (1800 م) وخلال هذه الفترة تحولات جذرية، سياسية واجتماعية، قادت هذه إلى إنهاء شوغونية أسرة الـ"توكوغاوا" و"فترة إيدو" التي صاحبتها، ودخلت البلاد بعدها الفترة المعاصرة من تاريخها. تم في الـ3 من يناير 1868 م إعادة الإمبراطور أو الـ"تينو" إلى مكانه على رأس هرم السلطة في البلاد، كان الأباطرة ورغم أنهم حكموا البلاد بصورة مستمرة، مجردين من السلطة الفعلية، كانت هذه بين أيدي الشوغونات (راجع "فترة كاماكورا" و"ميناموتو نو يوريتومو"). قام المؤرخون بتعميم هذه التسمية (استعراش مييجي) فأصبحت تطلق على الفترة التي سبقت ومهدت هذا الأحداث ثم فترة الحروب الأهلية التي تلتها. لم تكن الحركة التي حملت هذه التغيرات ثورة شعبية بالمعنى الذي نعرفه اليوم، اقتصر الصراع على أبناء طبقة واحدة (المحاربين). كرست هذه هيمنة المحافظين (قد يبدوا هذا اللفظ غريبا في يومنا) كان هؤلاء يدعون إلى إعادة النظام الإمبراطوري القديم. عرفت هذه الفترة الانتقالية بداية انفتاح اليابان على الخارج، وانطلاق عملية الإصلاحات. يتبع...
موضوع: رد: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الإثنين سبتمبر 12, 2011 5:33 pm
فترة مييجي (明治時代) سنوات (1868-1912 م.)
فترة مييجي (باليابانية: 明治時代 ميجي جيداي) هي الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصر (1868-1912 م). أطلق عليها اسم مييجي (明治) والذي يعني الحكومة المستنيرة، تلميحا للحكومة الجديد التي تولت شؤون البلاد ـ رسميا منذ يوم الـ8 أكتوبر 1868 م ـ، كان هذا الاسم أيضا اللقب الرسمي للإمبراطور موتسوهيتو (睦仁)، والمعروف بـمييجي تينو (明治天皇). اعتلى موتسوهيتو العرش الإمبراطوري بعد وفاة والده في يناير من سنة 1867 م. بعدها بأشهر- يوم 19 نوفمبر من سنة 1867 م - قدم يوشينوبو ع(1837-1913 م)، آخر الشوغونات من أسرة الـتوكوغاوا استقالته للإمبراطور، كان ذلك الحدث نهاية فترة إيدو. بعد وفاة الإمبراطور ميجي عام عام 1912 اعتلى الإمبراطور تايشو العرش وبدأت فترة تايشو من التاريخ الياباني. نهاية الشوغونية وإقرار النظام الجديد قاد رجال من المعاقل الغربية الحركة الداعية لاسترجاع الحق الإمبراطوري، من بينهم برز كل من كيدو تاكايوشي وإيتو هيروبومي من معقل تشيشو، وسائيغو تاكاموري وأوكوبو توشيميتشي من معقل ساتسوما، انضم إلى هذا التحالف إيواكورا توتومي ع(1825-1883 م) والذي كان يمثل رجال البلاط الإمبراطوري في كيوتو. جند هؤلاء قواتهم وبدؤوا حملتهم لإخضاع البلاد. استنفذ الشوغون كل الحلول المتاحة لإقناع الأطراف بإنهاء الصراع، وأمام إصرار القوات الموالية للإمبراطور على الزحف على العاصمة الشوغونية إيدو، لم يجد الأخير بد من الانسحاب من الساحة السياسية، فتخلى عن كل صلاحياته للإمبراطور. بعد استقالة الشوغون شكل أطراف التحالف المنتصر حكومة وطنية، أعلنت هذه في يوم الـ3 من يناير لسنة 1868 م استعراش الإمبراطور بصفة رسمية، وتقلده حكم البلاد. رغم هذا الإعلان بقي على هذه الحكومة إخضاع القوات المتمردة والتي لا زالت متمسكة بالنظام القديم (من أنصار التوكوغاوا)، خاضت قوات الطرفين معارك عرفت أحداثها باسم حرب بوشين، أفضت الأخيرة إلى انتصار قوات الإمبراطور وتعزيز موقفها. كرست عملية إعادة الإمبراطور إلى الحكم (الاستعراش) دوره الرمزي في أعلى هرم السلطة فيما كانت السلطات الفعلية بين يدي الحكومة والتي جاء أفرادها من طبقة (محاربون من عائلات متواضعة) لم تكن لتلعب هذا الدور القيادي أثناء النظام القديم. كان طموح هؤلاء أن يجعلوا من اليابان قوة اقتصادية وعسكرية، وأن تكون بلادهم ندا للقوى الغربية. حددوا من البداية أهدافهم، أولا تزويد اليابان بمؤسسات عصرية، بجيش قوي وصناعة متقدمة. ثانيا: تعديل كل الاتفاقيات الغير عادلة في نظرهم والتي وقعت مع مختلف القوى الغربية. ينحدر أغلب هؤلاء الإصلاحيين من معقلين اثنين: تشوشو (長州) وساتسوما (薩摩)، استحوذوا على أغلب المناصب الحساسة في الدولة. كان أغلبهم في العقد الثالث من العمر (تراوحت أعمارهم بين 27 و41 سنة) عند بداية الإصلاحات (1868 م). استمر هذان المعقلان في تزويد الحكومة والبلاد برجال السياسة والحكم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. الإصلاحات الإدارية وترسيم حدود البلاد قام الإمبراطور مييجي وحكومته سنة 1868 م بإعلان إلغاء مناصب الشوغون، الولي سيشو وكبير المستشارين كانباكو. سنة 1871 م تم إلغاء المعاقل الإقطاعية، وإعادة تقسيم البلاد إلى محافظات إدارية كين، تسلم إدارتها بعض من كبار الزعماء الإقطاعيين السابقين الـدائي-ميو وكذا بعض من رجال السامواري ممن علقت مهامهم السابقة. استقرت الحكومة في إيدو منذ 1868 م، كانت هذه المدينة مقر شوغونات التوكوغاوا منذ تولى إيئه-ياسو الحكم سنة 1603 م. في شهر مايو من سنة 1869 م قررت الحكومة تغيير اسمها إلى طوكيو أو العاصمة الشرقية، وأصبحت بذلك العاصمة الرسمية لليابان. أخذت الحكومة تولي اهتماما متزايدا لمسألة الحدود القطرية، وبالأخص تلك المشتركة مع روسيا والصين. سنة 1869 م بسطت اليابان ولأول مرة سيادتها على كامل جزيرة إزو (والتي عرفت لاحقا باسم هوكايدو)، ثم ضمت تشيشيما (أو جزر الكوريل) سنة 1875 م في مقابل التخلي عن ساخالين لصالح روسيا. في أقصى الجنوب تم ضم كل من جزر أوغاساوار (1876 م) ثم ريوكيو (أوكيناوا وملحقاتها) سنة 1879 م. القضاء على مظاهر النظام الإقطاعي في شهر أبريل من سنة 1868 م تم إصدار فرمان (مرسوم) إمبراطوري، قام بإعداد مجمل مواده كيدو تاكايوشي، نص على إعادة تنظيم عملية الحكم بطريقة ديمقراطية، ضمان الرخاء والسعادة للجميع، إبطال الأعراف والعادات القديمة، والعمل على نشر المعارف الغربية وتطبيقها في كل الميادين. كانت البداية الأولى في نهج هذه الإصلاحات هو الإعلان عن تشكيل حكومة مؤقتة موسعة. شملت أولى الإصلاحات بنية المجتمع الياباني، فتم سنة 1871 م إلغاء الطبقية (كان المجتمع مقسما إلى أربع طبقات)، أصبح المجال مفتوحا أمام الجميع للتقلد المناصب في الدولة واحتراف أي من المهن المعروفة بدون أية قيود. أبطلت المنحة التي كان يتقاضاها رجال الساموراي، كما تم تجريدهم من أسلحتهم. كان أغلب هؤلاء الرجال يحوزون على نصيب كبير من الثقافة، فتحولوا إلى مهن أخرى كالتعليم، الإدارة أو الصناعة. في مقابل ذلك تم إعفائهم من التزاماتهم العسكرية، ولسد الاحتياجات الجديد تم إعلان التجنيد الإلزامي في البلاد منذ سنة 1872 م. بعد القيام بعملية جرد للأراضي والممتلكات عبر كامل البلاد، تم تطبيق ضريبة عقارية في العام الموالي (1873 م). تبعت هذه الإصلاحات الاجتماعية موجة من الاستياءات، عمت هذه أوساط الفلاحين والذي أخذوا على الحكومة تسرعها في عملية تقييم الأراضي، كما شملت رجال الساموراي والذين لم يرق لهم فقدان المكاسب والمزايا التي كانوا يتمتعون بها. لاحقا قاد أحد الإصلاحيين وهو سائيغو تاكاموري إحدى الانتفاضات، جمع من حوله رجالات الساموراي من الناقمين على النظام، انتهت هذه الانتفاضة عام 1877 م على يد القوات الإمبراطورية. الإصلاحات للإسراع في الإصلاحات، قام إيواكورا تومومي (من كبار مستشاري الإمبراطور) بقيادة بعثة إلى الولايات المتحدة وأوروبا (عرفت بـبعثة إيواكورا). ما بين سنوات 1871 و1873 م زار زعماء الإصلاحيين العديد من البلدان الغربية فتفقدوا مؤسساتها واطلعوا على أحدث ما توصلت إليه في عالم التقنية. تركت هذه الرحلة عميق الأثر في نفوس هؤلاء اليابانيين. بدأت الحكومة في جلب العديد من الخبراء والمهندسين -بلغ عددهم حوالي الـ3000 حتى سنة 1890 م- من مختلف البلدان الغربية للمساعدة في تحديث البلاد. قام البريطانيين بالتكفل بتحديث القوات البحرية، فيما تولى الفرنسيين أمر القوات البرية. كما أسهم خبراء ألمان في وضع الأسس للنظام التعليمي الجديد. من بين الميادين التي شملتها الإصلاحات في المرحلة الأولى: التعليم، الحقوق، العلوم، والنظام السياسي. اتبع اليابانيون سياسة صارمة في التعامل مع هؤلاء الأجانب، فرغم أنه كان يُعمل بنصحائهم وإرشاداتهم إلا أنه كان يمنع عليهم تقلد أي منصب في الدوائر الحكومة أو غيرها، كانوا يعملون وأعين الحكومة ترصدهم. كانت بعثة 1871 م قد استبقت العديد من اليابانيين في البلدان الغربية لإكمال دراساتهم. مع بدء هؤلاء في العودة واستكمال تشييد وتحديث المنشآت والمؤسسات الوطنية استوفت اليابان حاجتها للخبرات فتوقف استقدامهم حوالي عام 1890 م. مع مطلع عام 1870 م، تم طرح وجهات نظر مختلفة حول التوجهات الكبرى التي يتوجب على السياسة اليابانية السير عليها. كان البعض (وأغلبهم من المعاقل الغربية، على غرار الساتسوما التشوشو) يرى وجوب الأخذ بالشعار المحلي: بلاد ثرية بجيشها القوي، بينما يرى آخرون ومن بينهم إيواكورا تومومي عدم خوض المغامرة العسكرية، والتركيز على قطاعي التعليم والصناعة. انتصر أصحاب الرأي الثاني، مما أغضب سائيغو تاكاموري، فقاد مجموعة من المتمردين على السلطة منذ سنة 1874 م، بينما فضل زعيم آخر وهو إيتاكاغي تائيسوكي (板垣 退助) ع(1837-1919 م) طرقا أكثر سلمية، فأسس حركة معارضة هي: الحركة من أجل حقوق وحريات الشعب والتي أصبحت فيما ومنذ 1881 م تعرف باسم الحزب الليبرالي (自由党). أصبح التعليم إجباريا على الجميع، صبيانا وبنات، ومنذ 1868 م. استحدث اليابانيون سنة 1872 م نظاما تعليميا جديدا مستوحى من النظامين الفرنسي والأمريكي، وفتحت أول جامعة أبوابها عام 1877 م.بالموازاة مع ذلك تم ترجمت العديد من الأعمال الأدبية العالمية (الفرنسية والإنكليزية) وتدريسها ضمن المناهج الرسمية. قامت الحكومة بتأميم جميع الشركات التي كانت تابعة للشوغون وأعوانه من الـدائي-ميو (الزعماء الكبار)، تم جلب العديد من المهندسين الأجانب، وبالأخص من بريطانيا (رائدة الصناعة في أوروبا)، ساعد هؤلاء في إنجاز أولى المنشآت الصناعية. جاءت نتائج هذه السياسية سريعة جدا: تم مد أول خط سكك حديدية سنة 1871 م بين طوكيو ويوكوهاما. منذ 1870 م بدأ استعمال التلغراف ينتشر عبر البلاد، تلته الإنارة بالغاز فيما بدأ الخطوط الحديدة تتمدد أكثر فأكثر؛ منذ 1880 م حلت الإنارة الكهرباء، خطوط الترام (عربات النقل الحضرية) والتصوير الضوئي؛ وأخير ومنذ 1890 الهاتف. نشطت الساحة الفكرية في اليابان، ساهم العديد من المثقفين في نقل الفكر الغربي ومداركه إلى أبناء البلد، فكان دورهم أساسيا في الدفع بالنظام التعليمي إلى الأمام. من بين أهم أعلام هذه الفترة: فوكوزاوا يوشيكي، فوتاباتيي شيميي، تسوأوبوشي شويو، موري أوغائي وغيرهم. الإصلاحات الاقتصادية مع ازدهار حركة الترجمة، برزت سنوات 1870-1880 م إلى الساحة السياسة مجموعة من المثقفين المتأثرين بالأفكار الغربية الداعية للحقوق المدنية للمواطن، استجابة لضغوطات هؤلاء وعدت الحكومة العمل على قيام بكتابة دستور وطني للبلاد بحلول عام 1875 م، يكفل حماية هذه الحقوق. قام أوكوما شيغه-نوبو (大隈重信) بالشروع في كتابة مسودة أولى، كانت النصوص التي قام بتحريرها مستوحاة من النظم والقوانين البريطانية.، إلا أن أزمة اقتصادية عرفتها البلاد أجبرته على الاستقالة من الحكومة. بعد استبعاده، قام الأخير سنة 1882 م بتأسيس حزبه الخاص: الحزب التقدمي. كانت الشركات الكبرى في البلاد تابعة للدولة، إلا أن الأزمة الاقتصادية أجبرت الحكومة على مراجعة سياسيتها، فقررت الأخيرة عام 1882 م خوصصة هذه الشركات، كما تم إنشاء أول بنك وطني ياباني على نمط كبرى المصارف الأوربية (كان قد تم اتخاذ أول عملية وطنية: الين عام 1870 م). بمساعدة الحكومة، تحولت العديد من العائلات التي كانت تمتهن التجارة إلى النشاطات الصناعية، على غرار ميتسوئي (三井)، أو البعض ممن كان من الرجال الساموراي السابقين كإيوازاكي والذي أسس شركة ميتسوبيشي. كانت تلك أولى الخطوات في طريق تحديث الاقتصاد الياباني. استغلت هذه العوائل الصناعية الكبيرة (ميتسوبيشي (三菱)، ميتسوئي (三井)، سوميتومو (住友)...) والمقربة من مراكز القرار فترة الخوصصة، فكونوا ثروات هائلة وأسسوا إمبراطوريات اقتصادية ومالية (بعضها لا زال قائما إلى يومنا هذا)، قامت بعد ذلك تجمعات اقتصادية كبرى (تحالف عدة عائلات كبرى) فريدة من نوعها في العالم أطلق عليها اسم زائي-باتسو (أو زاي-باتسو). كتابة الدستور عام 1885 م تم إنشاء مجلس وزاري، قام الإمبراطور بتسمية أعضائه. شرع المجلس برئاسة إيتو هيروبومي في التحضير لنص دستور جديد، كان مواده مستوحاة هذه المرة من الدستور الألماني. ترأس الأخير اللجنة الخاصة التي كانت تسهر على احترام النصوص الدستورية. وأخيرا تم في يوم الـ11 من فبراير من عام 1889 م، اعتماد أول دستور رسمي للبلاد. خول الدستور صلاحيات واسعة للإمبراطور (أو الجماعة التي تحكم فعليا وباسمه)، وأصبح مقامه مقدسا: يجمع عدة سلطات في آن واحد، رأس السلطة التنفيذية، يقود الجيوش الوطنية، يعلن عن الحرب أو يقرر السلام، يستطيع تعديل القوانين حتى بعد التصويت عليها كما يصدر مراسيم بدون مشورة أحد. تم استحداث غرفتين برلمانيتين، واحدة للنواب وعددهم 463 والأخرى للشيوخ وعددهم 363، يتمثل دورهم في مناقشة القوانين والتصويت على الميزانية التي يطرحها المجلس الوزاري. كان انتخاب نواب البرلمان مقصورا على فئة معينة من المواطنين: كل من يدفع ضريبة مباشرة سنوية لا تقل عن 15 ينا (العملة المحلية). كان عدد الناخبين المؤهلين حوالي 450.000 شخص. يضمن الدستور لليابانيين حرية التنقل، التفكير والانضمام في جمعيات، المساواة في الفرص عند التقدم للحصول على أي من الأعمال أو المناصب، وكذا الحق في أحكام عادلة عند المقاضاة. عام 1890 م تم إقرار مرسوم إمبراطوري، يتضمن إدماج عبادة الإمبراطور والآلهات الشنتوية ضمن المناهج الدراسية الوطنية. بداية التوسع والاستعمار بدأ العمل بالدستور وبدأت أولى المشاكل تظهر. كان على الحكومات المتعاقبة مواجهة معارضة نشطة وقوية، والتي تتكون في الأغلب من أعضاء سابقين من الحكومة، ثم تراكمت مشاكل داخلية متعددة. كل هذا حمل الحكومة على تغيير توجهاتها السياسية الكبرى، كان للعسكريين والذين شكلوا بدورهم جماعة مستقلة داخل دوائر الحكم دورا مهما في هذا التحول، من الآن فصاعدا وجهت اليابان نظرها إلى الخارج واختارت أن تنتهج سياسة توسعية واستعمارية الحرب الصينية-اليابانية متذرعة بالأحداث التي وقعت في كوريا، والتي أعقبتها إرسال الصين لقوات عسكرية، أرسلت اليابان بدورها ما يقرب من الـ80 ألف شخص إلى شبه الجزيرة الكورية، استطاعت هذه القوات وفي ظرف وجيز السيطرة على البلاد. اندلعت بعض الاشتباكات بين الجيشين الياباني والصيني، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى حرب حقيقية الحرب الصينية-اليابانية، رجحت أحداث هذه الحرب كفة اليابان وأكدت تفوقه العسكري، فكان أن طالبت الحكومة الصينية بإعلان الهدنة في شهر يناير من عام 1895 م. أفضت المحادثات إلى التوقيع على اتفاقية شيمونو-سه-كي يوم 17 أبريل 1895 م والتي كرست انتصار اليابان. ضمت الأخيرة على إثرها جزيرة فورموز (تايوان اليوم)، أرخبيل البيسكادوريس (بنتشو اليوم) وشبه جزيرة لياودونغ. إلا أنه وأمام تدخل القوى الغربية (روسيا ألمانيا وفرنسا) استعادت الصين هذه الأخيرة. الحرب الروسية -اليابانية كانت روسيا بدورها تتقدم على نفس الجبهة مع اليابان، وكانت لهما نفس المطامع. وقعت الدولتان في أول الأمر اتفاقا تم بموجبه إعلان كوريا منطقة محايدة، إلا أنه وبعد انتفاضة الأهالي في الصين (1898 م) أخذت روسيا تختلق الذرائع لتبرير احتلاها لمنشوريا وتقدم قواتها إلى كوريا. كانت اليابان قد قطعت شوطا كبيرا في تطوير صناعتها العسكرية وتحديث جيشها، عمل اليابانيون على الظهور بمظهر مخلص الشعوب الآسيوية من القوى الغربية. بعد توقيعها لاتفاقية تحالف مع بريطانيا عام 1902 م، رأت الحكومة اليابانية أن الفرصة مواتية للتحرك. قدمت اليابان طلبا رسميا لروسيا حتى تسحب قواتها المتمركزة في منشوريا، رغم طول المفاوضات وإصرار اليابانيين رفض الروس. بدأت القوات اليابانية بمهاجمة ميناء بورت آرثر في منشوريا، والذي كانت تحت سيطرة القوات الروسية، ثم أعلنت الحكومة اليابانية رسميا الحرب على روسيا يوم الـ10 من شهر فبراير من عام 1904 م. دحر الأسطول الياباني القوات البحرية الروسية في أول مواجهة بينها في تسوشيما. على البر رغم تقدمها إلا القوات اليابانية تكبدت خسائر فادحة. لم يتردد الطرفان المتصارعان في قبول عرض الوساطة التي طرحه الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، انتهت الحرب مع توقيع اتفاقية بورتسمث (في نيو هامبشير -الولايات المتحدة الأمريكية-). دامت الحرب أكثر مما كان مخططا له، وكانت حصيلة الخسائر المادية والإنسانية مرتفعة. خرج اليابان منتصرا من هذه الحرب. بموجب اتفاقية بورتسمث والتي تم توقيعها في الـ5 سبتمبر 1905 م، قامت روسيا بسحب قواتها المتواجدة في كوريا، ضمت اليابان جنوب شبه جزيرة ساخالين، كما أنتقلت إليها العديد من الحقوق الروسية في الصين على غرار الامتيازات التجارية في شبه جزيرة لياودونغ، مد خط سكة الحديد في جنوب منشوريا واستغلال مناجم الفحم في فوشون. رغم هذه التنازلات لم تتحصل اليابان على أية تعويضات عن الخسائر التي لحقتها، اعتبر بعض اليابانيين هذا الأمر بمثابة إهانة لهم، فقامت على إثر ذلك موجة من الاحتجاجات الشعبية. بعد الحرب الروسية-اليابانية، قام العسكريون في اليابان -والذين أصبحوا يسيطرون على الحكومة- بمنح إيتو هيروبومي (رئيس الحكومة) صلاحيات واسعة. بعد مقتله سنة 1909 م (على يد أحد القوميين الكوريين)، قرر هؤلاء العسكريين ضم شبه الجزيرة الكورية إلى اليابان، فأصبحت اليابان اللاعب الأول على الساحة الشرق آسيوي، ودام هذا الوضع حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. الحرب العالمية الثانية قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان، وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق. بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال دوجلاس مكارثر بالهجوم ومحاولة استرجاع غينيا الجديدة، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، [وإيرلندا الجديدة،] والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان. استيلاء الحلفاء على جزيرتي إيوجيما وأوكيناوا اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة منشوريا جاءت هزيمة اليابان في أغسطس 1945 بعد أن أسقطت قنبلة ذرية على هيروشيما أودت بحياة أكثر من 200 ألف نسمة، وفي قنبلة أخرى في 9 أغسطس على ناغاساكي، مما دفع اليابان بإعلان الاستسلام في 15 أغسطس. الهزيمة والاحتلال عند نهاية الحرب العالمية الثانية تم احتلال اليابان من قبل قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالاشتراك مع المملكة المتحدة و أستراليا. كانت تلك هي المرة الأولى في التاريخ الذي احتلت فيه اليابان من قبل دولة أجنبية. انتهى الاحتلال بتوقيع معاهدة السلام في سان فرانسيسكو في 8 سبتمبر 1951، وبتطبيق الاتفاقية في 28 أبريل 1952 رجعت اليابان دولة مستقلة من جديد. استسلام اليابان استسلمت اليابان لقوات الاحتلال في 14 أغسطس 1945 عندما أعلمت الحكومة اليابانية قوات الحلفاء قبول إعلان بوتسدام. وفي اليوم التالي أعلن الإمبراطور هيروهيتو استسلام اليابان الغير مشروط على المذياع لأول مرة يسمع فيه الشعب الياباني صوت إمبراطورهم وهو اليوم الذي يعتبر آخر يوم في الحرب العالمية الثانية. في ذات اليوم قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بتعيين الجنرال دوغلاس ماكارثر كقائد أعلى لقوات التحالف للإشراف على احتلال اليابان. كانت قوى التحالف قد اتفقت على تقسيم اليابان فيم بينها مثلما حدث في احتلال ألمانيا، إلا أنه في النهاية منح القائد الأعلى لقوات التحالف حكماً مباشرا على جزر اليابان الرئيسية (هونشو، هوكايدو، شيكوكو، كيوشو)، وتم تقسيم حكم الجزر المحيطة والمناطق الأخرى بين قوات الحلفاء على الشكل التالي: الاتحاد السوفيتي : كوريا الشمالية (احتلال غير كامل)، سخالين وجزر كوريل الولايات المتحدة: كوريا الجنوبية (احتلال غير كامل)، أوكيناوا، جزر أمامي، جزر أوغاساوارا، وممتلكات اليابان في مايكرونيزيا الصين : تايوان، وبسكادورز. وصل الجنرال ماكارثر إلى طوكيو في 30 أغسطس وقام بإقرار عدة قوانين فورية، عدم السماح لأي من جنود الحلفاء بإهانة أي مواطن ياباني منع رفع العلم الياباني (مع شعار الشمس) بشكل مؤقت حتى رفع المنع عام 1948. كانت من أهم مسؤوليات ماكارثر هي وضع شبكة لتوزيع الطعام وذلك بعد حل الحكومة وتدمير محلات البيع في المدن الرئيسية فقد كان الشعب يعاني الجوع، وعلى الرغم من جميع الجهود فإن الملايين من اليابانيين لم يتمكنوا من الحصول على الطعام بانتظام لعدة سنوات بعد الاستسلام. دوغلاس ماكارثر مع الإمبراطور هيروهيتو التقى ماكارثر مع الإمبراطور هيروهيتو في 27 سبتمبر والصورة التي تجمعهما تعتبر من أهم الصور في التاريخ الياباني على الرغم من ملابس الجنرال ماكارثر العسكرية دون أي ربطة عنق إلا أنه يعتقد أن الجنرال قد قام بذلك عن قصد لإرسال رسالة للإمبراطور بأن دولته هي تحت الاحتلال. رفض ماكارثر أي مطالبات من دول التحالف لمحاكمة الإمبراطور هيروهيتو كمجرم حرب، كما عمل على إقناع العائلة الإمبراطورية التي طالبت الإمبراطور بالتخلي عن سلطته بالبقاء عليها لعدم إشعال أي اضطراب في الشعب الياباني غير متوقعة. ومع نهاية 1945 كان قد دخل إلى اليابان أكثر من 350000 جندي أمريكي. ومع 1950 تم تخفيض أعداد الجنود بشكل كبير خاصة بعد غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية حيث أرسل الكثير من الجنود إلى كوريا الجنوبية لإيقاف الزحف الكوري الشمالي. أعمال الاحتلال نزع السلاح تم وضع الدستور الياباني لبعد الحرب تحت إشراف سلطة الاحتلال بما فيها الفقرة التاسعة (بند السلام). عملت هذه الفقرة على منع اليابان من التحول إلى قوة هجومية في المستقبل مرة أخرى، إلا أنه وبعد استقلال اليابان عملت الولايات المتحدة على الضغط على اليابان لبناء جيشها من جديد لإنشاء توازن أمام الشيوعية في آسيا بعد الثورة الصينية والحرب الكورية وبهذا أسست اليابان قوات الدفاع الذاتي. تحول ديمقراطي في 1946 صدق البرلمان على دستور اليابان الذي كان مشابها للنسخة التي حضرها الجنرال ماكارثر، وشرع كتحديث لدستور ميجي. عمل الدستور الجديد على تحويل السلطة من الإمبراطور إلى الشعب وعمل على نزع السلطة من العرش الإمبراطوري وتحويله إلى رمز من رموز الدولة. في 10 أبريل 1946، عقدت انتخابات شارك فيها 78.52% من الرجال، و 66.97% من النساء منتجة أول رئيس وزراء لليابان الحديثة، شيغه-رو يوشيدا. إصلاحات تعليمية قبل وأثناء الحرب كان النظام التعليمي في اليابان يعتمد على النظام الألماني القاضي بوجود مدرسة ثانوية تليها الجامعة. بعد الاحتلال تحول التعليم الثانوي الياباني إلى ثلاث سنوات، وأضيفت المرحلة الإعدادية بفترة ثلاث سنوات وفق النظام الأمريكي، وتحول التعليم الابتدائي والإعدادي إلى تعليم إلزامي بينما بقي التعليم الثانوي اختياريًا. آثار الاحتلال السلبية محاكمات مجرمي الحرب عقدت محاكمات لمجرمي الحرب وحكم على بعضهم بالموت أو السجن إلا أن بعضهم تسوجي ماسانوبه، نوبوسكه كيشي، يوشيو كوداما لم يحاكموا، بالإضافة إلى استثناء الإمبراطور هيروهيتو وكامل أعضاء الأسرة الإمبراطورية وجميع أعضاء الوحدة 731 الذين انخرطوا في الحرب. اغتصاب في أول 10 أيام من الاحتلال جرت أكثر من ألف حالة اغتصاب في محافظة كاناغاوا وحدها. وفي 4 أبريل 1946 اقتحم 50 جندي مستشفى في محافظة أوموري واغتصبوا 77 امرأة منهم نساء كانت قد وضعت حديثاً، رقابة قامت قوات الاحتلال بالتعتيم على جرائم جنود التحالف كالاغتصاب ومنع ذكرها في التقارير الصحافية أو ذكر أي شيء عن قرارات قوى التحالف في التعتيم الإعلامي. إيقاف الصناعة كجزء من عمليات منع اليابان من إعادة بناء جيشها قامت قوى التحالف بإيقاف الصناعة اليابانية، ولكن ومع ارتفاع أصوات دافعي الضرائب في الولايات المتحدة لإيقاف صرف أموالهم على إطعام الشعب الياباني أمرت قيادة قوات التحالف بعودة النشاط الاقتصادي إلى اليابان والتخفيف على القيود الاقتصادية ترحيل قامت القوات السوفيتية التي احتلت سخالين وجزر الكوريل بترحيل أكثر من 400 ألف ياباني من سخالين. نهاية الاحتلال في عام 1949 علم ماكارثر على تنحية قوة قوات التحالف وزيادة سيطرة القوة اليابانية على الدولة بالترافق مع توجه انتباهه للحرب الكورية مبشرا بانتهاء الاحتلال. وكان توقيع معاهدة سلام سان فرانسيسكو في 8 سبتمبر 1951 هو النهاية الرسمية للاحتلال الذي انتهى تأثيره في 28 أبريل 1952 ورجعت معه اليابان كدولة مستقلة من جديد باستثناء أوكيناوا التي بقيت تحت السيطرة الأمريكية حتى 1972، و إيو جيما التي بقيت تحت السيطرة الأمريكية حتى 1968. على الرغم من تواجد حوالي 47000 جندي أمريكي في اليابان اليوم إلا أنها لا تعتبر قوة احتلال بل هي قوات مدعوة رسمياً من الحكومة اليابانية تحت بنود اتفاقية التعاون الأمني المشترك بين اليابان والولايات المتحدة. يتبع....
موضوع: رد: أضخم تقرير عن اليابان بلد الأنمي و المنغا الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 6:41 pm
فترة تائيشو سنوات (1912-1926 م.)
فترة تايشو (باليابانية: 大正時代 تايشو جيداي) هي فترة قصيرة في تاريخ اليابان المعاصر، امتدت من عام 1912 إلى 1926 م وتوصف غالبا بالنسخة اليابانية للسنوات الحمقاء. تايشو (大正) تعني حرفيا "العدالة الكبيرة". هذه الفترة وافقت سيادة الإمبراطور تايشو (المعروف في الغرب لما كان حيا باسمه يوشيهيتو) وفي نطاق أوسع يمكننا أن نقول أن ثقافة تايشو تعيد إلى الأذهان مجتمعا في طفرة (في العشرينيات وخلال بداية الثلاثينيات)، عندما جاءت بعض الموضات الغربية، مثل موسيقى الجاز، لتشوش المبادئ التقليدية الأصيلة مثل الهدوء والانسجام. كانت صحة الإمبراطور الجديد ضعيفة مما دعا إلى نقل القوة السياسية من يد حكم القلة إلى يد البرلمان الياباني والأحزاب الديمقراطية، وبهذا تعد هذه الفترة فترة انفتاح ديمقراطي تحت اسم "ديمقراطية تايشو" وهي متميزة عن سابقتها فترة ميجي التي تميزت بالاضطراب المرافق للإصلاح والفترة اللاححقة فترة شووا التي تمحورت حول السياسة العسكرية. في 23 أغسطس 1914، أعلن اليابان الحرب على ألمانيا. في الفاتح من سبتمبر 1923 م، هز زلزال كبير منطقة كانتو. إرث ميجي في 30 يوليو 1912 توفي الإمبراطور ميجي، وأصبح الأمير يوشيهيتو إمبراطور اليابان واعتلى العرش معلنا ابتداء فترة تايشو. تابع التأثير الغربي الذي ابتدأ في فترة ميجي تأثيره في فترة تايشو، حيث قدم موري أوغاي وناتسومه صوسيكي اللذان درسا الأدب الغربي لونا جديدا في الأدب الياباني.
فترة شو-وا سنوات (1926-1989 م.)
فترة شووا أو عهد شووا (باليابانية: 昭和時代 شووا جيداي) وتعني حرفياً "فترة السلام المنير" هي فترة في التاريخ الياباني رافقت حكم الإمبراطور هيروهيتو من 25 ديسمبر 1926، حتى 7 يناير 1989. كانت فترة شووا هي الأطول بين فترات جميع أباطرة اليابان، حيث في هذه الفترة جرت في اليابان الكثير من الأحداث، حيث تحولت اليابان إلى الشمولية بعد انهيار الرأسمالية وتحت تهديد الشيوعية ظهرت نزعة قومية. في 1937 جرت الحرب الصينية اليابانية الثانية، وفي عام 1941 شنت هجوماً على الشرق الأقصى بشن هجوم على ميناء هاربر الأمريكي، وبهذا دخلت الحرب العالمية الثانية. وفي منتصف عام 1945 ضربت اليابان بالقنبلتين النوويتين الوحيدتين في التاريخ، وبعدها أعلنت استسلامها في الحرب العالمية الثانية واحتلت للمرة الأولى والوحيدة في التاريخ من قبل دولة أجنبية لمدة سبعة سنوات. في ستينات وسبعينات القرن العشرين حصلت معجزة اقتصادية في اليابان بما يعرف باسم اقتصاد الفقاعة وكانت على وشك التغلب على الولايات المتحدة الأمريكية من حيث القوة الاقتصادية التي انتهت بعد نهاية فترة شووا. اقتصاد الفقاعة اقتصاد الفقاعة أو اقتصاد البالون (بالإنجليزية:The Bubble Economy) هو وصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة على سلعة ما في تزايد سعرها، بطريقة تؤدي لتزايد المضاربة عليها. وقتها يبلغ سعر هذه السلعة مستويات خيالية، في تشبيه انتفاخ البالون، حتى يبلغ مرحلة ما يسمى بانفجار الفقاعة أو البالون (الانهيار) وحدوث هبوط حاد ومفاجئ في سعر هذه السلعة.كذلك يُقصد بهذا التعبير وصف بعض الاقتصادات التي تشهد رواجاً اقتصادياً كبيراً لفترات زمنية محدودة، دون أن تستند إلى قاعدة إنتاجية متينة قادرة على توليد الدخل المنتظم والاستمرار في الرفاهة والرواج على أسس دائمة ومتواصلة. يُنظر عامة إلى الفقاعات الاقتصادية على أنها ذات تأثير سلبي على حالة الاقتصاد، لأنها تسبب حدوث حالة التوزيع غير العادل للموارد، في اتجاه استخدامات غير مثلى. بالإضافة لذلك، الانهيار الذي يلي الفقاعة الاقتصادية يمكن له أن يدمر ويفني مقداراً كبيراً من الثروات، ويتسبب في حالة من السقم الاقتصادي مثل ما حدث في الكساد العظيم عام 1930 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي اليابان عام 1990. من ضمن السمات السلبية الأخرى للفقاعات الاقتصادية تتمثل في صورة التأثير السلبي على معدلات انفاق المستهلكين، إذ ينفقون المزيد من الأموال لشراء سلع بأسعار مغالاً فيها، مثل سوق العقارات في إنجلترا وأسبانيا وبعض أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ينفق المستهلكون هناك المزيد من الأموال فقط لأنهم يشعرون أنهم أغنى مادياً. خلال السنوات الأخيرة، ساعد علـى ظهور "الفقاعات الاقتصادية" وتفاقمها في الكثير من البلدان العربيــة، الميل نحو المضاربة في أسواق الأراضى والعقارات وبورصات الأوراق المالية، ما نتج منه حصاد ما يسمى "الأرباح القدرية" "Windfall Profits"، وهي الأرباح التي يتم جنيها من دون جهد مبذول أو إنتاج فعلي ملموس. وترتبط بذلك دورات انفاق إضافية تؤدي إلى حدوث المزيد من الرواج الاستهلاكى الترفي، الأمر الذي يغذي دورة جديدة من الانفاق تساهم في ازدهار اقتصاد الفقاعات. في النهاية يؤدي ذلك لتضخم أسعار بعــض الأصول الاقتصادية نتيجة المضاربات المحمومة والتي تؤدي بدورها لحدوث طفرات متوالية في أسعار الأسهم والأراضى والعقارات، دون الاستناد إلى أداء اقتصادى حقيقى. سبب حدوث مثل هذه الفقاعات محل خلاف كبير، فالبعض يرى أن الفقاعات الاقتصادية ذات صلة وثيقة بالتضخم وبالتالي فأسباب التضخم هي ذات أسباب الفقاعات بدورها. البعض الآخر يرى أن هناك ما يسمى "قيمة أساسية" لأي أصل من الأصول، وأن الفقاعات تمثل الزيادة في القيمة الحالية فوق هذه القيمة الأساسية، وأن القيمة الحالية يجب أن تنخفض في نهاية الأمر إلى القيمة الأساسية.
فترة هيسي
فترة هيسي (باليابانية: 平成時代 هيسي جيداي) هي الفترة التاريخية الحالية في اليابان. بدأت فترة هيسي في 8 يناير، 1989 وهو أول يوم بعد وفاة الإمبراطور هيروهيتو، حيث تسلم ابنه أكيهيتو العرش. ووفقاً للتقاليد اليابانية التي تقضي بتغيير تسمية الإمبراطور بعد وفاته على اسم الفترة التي حكم فيها فإنه تم إعادة تسمية الإمبراطور أكيهيتو إلى الإمبراطور شووا. وعليه فإن عام 1989 يقابل عام 64 من فترة شووا فقط حتى اليوم السابع من يناير، و العام 1 من فترة هيسي من 8 يناير. السنة الحالية 2009 تعتبر العام 21 من فترة هيسي. أسرع طريقة للحصول على عام هيسي الموافق للعام الحالي هو إضافة رقم 12 إلى آخر رقمين من العام، مثلاً، 2011: 11 + 12 = هيسي 23. تاريخ في يوم 7 يناير 1989 الساعة 7:55 صباحاً أعلن المضيف العام لوكالة القصر الإمبراطوري رسمياً عن وفاة الإمبراطور شووا وأفصح عن تفاصيل تتعلق بإصابته بالسرطان في آخر فترات حياته. بعد ذلك بفترة قصيرة، صرح الناطق الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء كيزو أوبوتشي (لاحقاً رئيس الوزراء الياباني) بانتهاء فترة شووا وبداية فترة هيسي. وفقاً لأوبوتشي، فإن كلمة هيسي جاءت من كتب التاريخ والفلسفة الصينية، من عبارة "内平外成" والتي تعني "سلام في الداخل ورخاء في الخارج"، بالإضافة إلى عبارة "地平天成" والتي تعني "سلام على الأرض ورخاء في السماء" وبدمج معنى الجملتين جاء اسم "平成" والتي تعني السلام والازدهار كاسم للفترة المعاصرة من التاريخ الياباني. أحداث شهد عام 1989 ذروة أحد أسرع فترات نمو الاقتصاد الياباني في التاريخ، وذلك مع رخص سعر الين بالنسبة للدولار فأبقى بنك اليابان على نسبة فوائد منخفضة لتشجيع الاستثمار مما رفع قيمة الممتلكات في طوكيو بمقدار 60% في عام واحد. وبنما أشار مؤشر نيكاي 225 إلى قيمة 39000 في نهاية 1989، فقد هبط إلى 15000 مع حلول 1991 وانهيار اقتصاد الفقاعة في اليابان. يتبع....
موضوع: جغرافيا اليابان السبت أكتوبر 08, 2011 9:56 pm
نعود بمجموعة أخرى من المعلومات عن اليابان
تتألف اليابان من أرخبيل كبير يضم عدة آلاف من الجزر تمتد في شكل قوس، وتواجه سواحل آسيا الشرقية، تقع اليابان شمال خط الاستواء بين دائرتي عرض 24 و46، أي تمتد الإمبراطورية في حوالي 22 دائرة عرضيّة، جعلها تتميز بالتنوع المناخي والبيئي، تبلغ مساحة جزر اليابان 377,835 كيلومتراً مربعاً، وأهم الجزر اليابانية أربعة: هوكايدو، هونشو، شيكوكو، وكيوشو.
المظاهر الطبيعية
تُشكل النطاقات الجبلية المرتفعة حوالي 85% من جملة مساحة جزر اليابان، وتضم النطاقات 250 قمة جبلية، يزيد ارتفاع كل منها على الألفي متر فوق منسوب سطح البحر، وأشهر هذه القمم وأعلاها هو جبل فوجي (باليابانية: 富士山)، ويقع هذا الجبل في جنوب جزيرة تشو، ويبلغ ارتفاعه 3776 متراً فوق منسوب سطح البحر، والجبل في أصله بركان، وكانت آخر ثوراته عام 1707م. توجد سلسلتين جبلتين متوازيتين في نطاق الجزر إحداهما تمتد بالقرب من السواحل الغربية للجزر، والأخرى تمتد بالقرب من الساحل الشرقي، ويفصل بين السلستين نطاق منخفض المنسوب يمتد في شكل وادي كبير، وتبدو الأجزاء الشمالية من السلسلتين في شكل هضاب عالية متوسط ارتفاعها 1800 متر فوق منسوب سطح البحر، وتتسم سطوحها بالتضرس الشديد لتقطعها بفعل المجاري المائية العديدة، مثل نهر اشيكارا يجاوا في الشمال، وهو أطول أنهار اليابان. كذلك توجد انهار أخرى مثل نوشيرو، شينانو، وكيتاكامي في جزيرة هونشو، ونهر يوشينو في جزيرة شيكوكو، ونهر تشيكو جو في جزيرة كيوشو.
(جبل فوجي، أعلى جبال اليابان.) يضم النطاق الشمالي أعلى القمم الجبلية في اليابان، أشهرها: فوجي (12388 قدم). كوفو (10470 قدم). أوماشي (10430 قدم). وتقع هذه المرتفعات في النطاق الأوسط من جزيرة هونشو. أما الأجزاء الجنوبية من السلستين تتسم بانخفاض منسوبها عن منسوب مثيلتها في الشمال، وتمتد من جنوب سهل ناجوبا بجزيرة هونشو، وحتى جزيرتي شيكوكو وكيوشو، كما تمتد صوب الأجزاء الداخلية من الجزر بعيداً عن خط الساحل، مما أسهم في اتساع نطاق السهول الساحلية في الجنوب بشكل واضح. ويتخلل السلاسل الجبلية المشار إليها عدد كبير من البحيرات التي تكون معظمها من ذوبان الثلوج. وتتمثل أهم النطاقات السهلية التي تُشكل أكثر جهات اليابان ازدحاماً بالسكان في: سهل كوانتو، ويمثل الظهير الطبيعي لمدينة طوكيو (باليابانية: 東京)، ويبلغ مساحته نحو 5000 ميل مربع. سهل نوبي، وهو ظهير مدينة ناغويا (باليابانية: 名古屋市)، يبلع مساحته 700 ميل مربع. سهل سيستو، وهو ظهير مدينة أوساكا (باليابانية: 大阪市) عند النهاية الشرقية للبحر الداخلي، ويبلغ مساحته 480 ميل مربع. سهل كيتاكامي، ويقع شمال سينديا على ساحل المحيط الهادي شمال جزيرة هونشو، وتبلغ مساحته 600 ميل مربع تقريباً. سهل إشيكاري، ويمتد جنوب غرب جزيرة هوكايدو، يبلغ مساحته نحو 800 ميل مربع. سهل تسو كوسي، ويحيط بمدينة كوروم غرب جزيرة كيوشو، ويبلغ مساحته 460 ميل مربع.
الجزر
تتكون اليابان من أرخبيل يتكون من آلاف الجزر، ويمثل حوالي 98.9% من مساحة الأرخبيل أربع جزر فقط هي: هوكايدو، هونشو، شيكوكو، وكيوشو هونشو
(منطقة هونشو في الخريطة هي المنطقة الملونة باللون البني) هونشو(باليابانية:本州) جزيرة يابانية تحمل الكثير من المحافظات منها العاصمة طوكيو. هونشو هي أكبر الجزر في اليابان، وتدعى الأرض الرئيسية؛ ومن جنوب هوكايدو عبر مضيق تسوغورو، إلى الشمال من منطقة شيكوكو عبر البحار الداخلية، والشمال الشرقي من منطقة كيوشو عبر مضيق كانمون. وهي سابع أكبر هذه الجزر، والجزيرة الثانية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم بعد جزيرة جاوة. المساحة طول الجزيرة يبلغ حوالي 1300 كيلومتر ويتراوح عرضها من 50 إلى 230 كيلومترا، والمساحة الإجمالية هي 230500 كيلومتر مربع، أي حوالي 60 ٪ من المساحة الكلية لليابان. وهي أكبر من جزيرة بريطانيا العظمى، وأكبر قليلا من ولاية مينيسوتا الأمريكية. تشرف هونشو على 5.450 كيلومتر من السواحل البحرية. جغرافيا جزيرة هونشو هي ذات طبيعة جبلية وبركانية وتعاني كثرة الزلازل (تسبب زلزال كانتو العظيم باضرار جسيمة في طوكيو في سبتمبر 1923). تمر سلاسل جبال عبر الجزيرة كاملة والتي من أشهرها جبل فوجي وجبال الألب اليابانية. وهناك العديد من الأنهار، منها نهر شينانو، أطول أنهار اليابان. والمناخ معتدل، ولكن هناك فارق ملحوظ بين الشرق أو الجنوب (المحيط الهادئ على ساحل البحر أو على اليابسة (الجانب، والغربي أو الشمالي (ساحل بحر اليابان) الجانب. السكان والاقتصاد ويبلغ عدد سكانها 98352000 (حسب تعداد سنة 1990 ؛ في عام 1975 كان 89101702)، ويتركز معظمهم في المناطق المنخفضة القابلة للسكن، ولا سيما في سهل كانتو kantō حيث يعيش 25 ٪ من مجموع السكان في منطقة طوكيو الكبرى، التي تشمل طوكيو ويوكوهاما، كاوازاكي، مدن سايتاما وتشيبا. معظم النشاط الاقتصادي في هونشو هو النشاط الصناعي ويقع على طول حزام يمتد من طوكيو على امتداد شريط المدن الساحلية الجنوبية في هونشو، وتشمل كيوتو، اوساكا، ناغويا، كوبي، وهيروشيما. يعتمد الاقتصاد على طول الساحل الشمالي الغربي من بحر اليابان إلى حد كبير الصيد والزراعة وتشتهر نيجاتا كأبرز منتج للارز. وتنتج سهول كانتو ونوبي الارز والخضار. وتعتبر ياماناشي المنتج الأول للفواكة، وتشتهر اوموري بزراعة التفاح. وتعتبر كيوتو، ونارا، وكاماكورا. مراكز مرموقه على المستوى التاريخي التقسيم الإداري الجزيرة رسمياً مقسمة إلى 5 مناطق وتشمل 34 محافظة، بما فيها العاصمة طوكيو. المناطق هي chūgoku (الغربية)، كانساي (جنوب شرق شوغوكو)، شوبو (وسط)، كانتو (الشرقية)، وتوهوكو (شمال). المناطق منطقة تشوغوكو -- هيروشيما - كين، اوكاياما - كين، شيماني - كين، توتوري - كين، ياماغوتشي - كين. منطقة كانساي -- هيوغو - كين، كيوتو - فو، ميه - كين، نارا - كين، أوساكا - فو، شيغا - كين، واكاياما - كين. منطقة تشوبو -- ايشي - كين، فوكوي - كين، جيفو - كين، ايشيكاوا - كين، ناغانو - كين، نييغاتا - كين، توياما - كين، شيزوكا - كين، ياماناشي - كين. منطقة كانتو -- تشيبا - كين، غونما - كين، إيباراكي - كين، كاناغاوا - كن، سايتاما - كين، توشيغي - كين، طوكيو - ل. منطقة توهوكو -- اكيتا - كين، اوموري - كين، فوكوشيما - كين، ايواتى - كين، مياجي - كين، ياماغاتا - كين. نظام الجسور ترتبط هونشو بجزر هوكايدو، وكيوشو وشيكوكو عن طريق أنفاق أو جسور. حيث تم بناء ثلاثة نظم جديدة للجسور عبر الجزر من البحر بين هونشو الداخلية ومنطقة شيكوكو والجسور هي : (أكاشي - كايكو أوناروتو ؛ شين - أنوميشي، إينوشيما، إيكوتشي، تاتارا، أوهميشيما، هاكاتا - أوهشيما، وكوروشيما - كايكيو ؛ شيموتسوي - سيتو، هيتسويشيجيما، إيواكروجيما، يوشيما كيتا بيسان - سيتو، ومينامي بيسان - سيتو)، ونفق شيكان يربط هونشو مع هوكايدو. هوكايدو
(منطقة هوكايدو في الخريطة هي المنطقة الملونة باللون البني) منطقة هوكّايْدو (باليابانية: 北海道) إحدى المحافظات في أقصى شمالي اليابان عاصمتها مدينة سابورو. عدد السكان: 5,702,131 نسمة، المساحة: 83,452.47 كلم²، وبذلك تكون ثان أكبر جزيرة في اليابان، من المدن الأخرى هاكوداته. جغرافيا تعتبر هوكايدو الجزيرة الشمالية اليابانية منطقة جديدة مفتوحة بالكامل منذ 140 سنة. تكون فيها درجة الحرارة منخفظة ومناخها قاسي حيث تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى الصفر تقريبا, إلا أن تلك البيئة القاسية تركت الكثير من المناطق غير مطورة ,مما يسمح للسائح الاحساس بالتحرر من الظغوط النفسية في المنطقة المفتوحة الفريدة في هوكايدو. تربة الجزيرة الخصبة تنتج مواد غذائية متنوعة. من مدن هوكايدو الرئيسية: سابورو التي تتسم بحركة مرور مزدحمة كما تعتبر المركز الرئيسي السياسي والاقتصادي والثقافي أوتارو وهاكوداته ويوجد بها موانئ وتعمل كمراكز اساسية للرائدين. توكاتشي وتعتبر أكبر منطقة لإنتاج الالبان والحبوب فورانو وهي مشهورة بمنظرها الساحر الجميل كقربها من سلسلة جبال دايسيتسوزان والتي تقع بالقرب من مركز هوكايدو. كوشيرو وهي مشهورة بالاهوار ومحاطة بالبحيرات. أباشيري وتطل على بحر اوخوتسكه. معالم سياحية
حديقة شيريتوكو الوطنية (باليابانية: 知床国立公園 شيريتوكو كوكوريتسو كوين) هي حديقة تغطي القسم الأكبر من شبه جزيرة شيروتوكو في أقصى شمال شرق جزيرة هوكايدو، اليابان. كلمة "شيريتوكو" هي كلمة بلغة الأينو تعني "نهاية العالم". تعتبر حديقة شيريتوكو واحدة من أكثر المناطق النائية في اليابان، حيث أن أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة لا يمكن الوصول إليه إلا سيرا على الأقدام أو بواسطة قارب. تشتهر الحديقة على أنها أكبر موطن للدببة البنية في اليابان وأيضا بسبب النزاعات القائمة حول جزيرة كوناشيري التي تطالب بها روسيا. كما يوجد في الحديقة شلال ينابيع ساخنة يدعى (カムイワッカの滝 كاومي واكا والتي تعني "مياه الآلهة" في لغة الأينو. غابات الحديقة هي غابات مختلطة من حيث درجة الحرارة، والنوع الرئيسي للأشجار تشمل تنوب سخالين (Abies sachalinensis) ، والبلوط المنغولي (Quercus mongolica). في ما أبعد من حدود الغابات يوجد أجمات من أشجار صنوبر سيبيريا القزمة (Pinus pumila). في عام 2005 أقرت اليونسكو المنطقة كأحد مواقع التراث العالمي وقدمت المشورة لتطوير الأراضي بالاشتراك مع جزر الكوريل الروسية لتصبح "حديقة التراث العالمي للسلام". كيوشو
(منطقة كيوشو في الخريطة هي المنطقة الملونة باللون البني) كيوشو (باليابانية: 九州) هي ثالث أكبر جزيرة في اليابان، تقع في جنوب الغرب من البلاد. عدد سكانها 13,197,326 نسمة في عام 2010 ومساحتها 42190.90 كم2. تسمية كيوشو يأتي اسم كيوشو والذي يعني المقاطعات التسعة من المقاطعات التسعة القديمة التي قسمت لها كيوشو في القديم وهي : تشيكوزن، تشكوغو، هيزين، هيغو، بوزين، بونغو، هيوغا، أوسومي، ساتسوما. جغرافيا الجزيرة ذات طبيعة بركانية وتضم الجزيرة جبل أسو وهو أنشط براكين اليابان بارتفاع 1591. كما تشتهر بالينابيع الحارة خاصة في منطقة مدينة بيبو في محافظة أويتا. منطقة كيوشو الإدارية تضم منطقة كيوشو الإدارية (九州地方) سبع محافظات على جزيرة كيوشو بالإضافة محافظة أوكيناوا في الجنوب هي: محافظة فوكوكا محافظة ساغا محافظة كوماماتو محافظة ناغاساكي محافظة أويتا محافظة كاغوشيما محافظة ميازاكي محافظة أوكيناوا التعليم يوجد في كيوشو العديد من الجامعات أهمها: جامعة كيوشو معهد كيوشو للتقنية جامعة ساغا جامعة ناغاساكي جامعة كوماموتو جامعة أويتا جامعة ميازاكي جامعة كاغوشيما شيكوكو
(منطقة شيكوكو في الخريطة هي المنطقة الملونة باللون البني) شيكوكو (باليابانية: 四国) وهي أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان وأقلها سكانًا، إذ يبلغ طولها 225 كم، وحوالي 50 إلى 150 كم عرضًا، ويبلغ عدد سكانها 4,086,457 (حسب الإحصائيات عام 2010). تقع شيكوكو جنوبي جزيرة هونشو وشرقي جزيرة كيوشو. تسمية شيكوكو تعني كلمة 四国 (شيكوكو) البلدان الأربع وهي تشير إلى المقاطعات الأربع التي كانت في الجزيرة سابقا وهي مقاطعة أوا، مقاطعة توسا، مقاطعة سانوكي، مقاطعة إيو. منطقة شيكوكو الإدارية تشكل جزيرة شيكوكو منطقة شيكوكو الإدارية (四国地方) والتي يتبع لها خمس محافظات هي: محافظة إهيمه محافظة كاغاوا محافظة كوتشي محافظة توكوشيما
الجزر الأخرى
من أهم مجموعات الجزر الصغرى الأخرى: جزر ريو كيو: تمتد بين جزيرة كيوشو في الشمال وجزيرة فرموزا (جمهورية الصين أو تايوان) في الجنوب في شكل أرخبيل طوله حوالي 1130 كيلومتراً، وتبلغ جملة مساحتها 2200 كم مربع، وأهم الجزر هي جزيرة أوكيناوا وأكبرها مساحة، إذ تبلغ 1176 كم مربع، وعاصمتها مدينة ناها. جزر تسوشيما: تقع بين جزيرة كيوشو في الشرق وساحل كوريا الجنوبية في الغرب، ويفصلها عن كيوشو مضيق تسوشيما، في حين يفصلها عن الساحل الكوري مضيق شوسين البالغ عرضه 60 كم، ويعتمد سكانها على حرفة صيد الأسماك. جزر بونين: وهي عبارة عن جزر بركانية تقع جنوب شرق جزر اليابان الرئيسية، وعلى بعد 960 كم من طوكيو العاصمة، وهي جزر صغيرة المساحة، حيث لا تتجاوز جملة مساحتها 104 كيلومتر مربع. جزر فولكانو: تمتد جنوب جزر بونين على بعد 1200 كم من طوكيو، وتتألف من ثلاث جزر بركانية المنشأ، وتبلغ مساحتهم 28 كيلومتراً مربعاً فقط، وسكانها يعتمدون على زراعة قصب السكر وتعدين الكبريت. يتبع...