إذا شرح الله صدرك للطاعة، وصدَّك عن المعصية؛ فاعلم أن لك مع الله حبل موصول، فلا تبرحه أبداً من يديك، ولو كانت الدنيا بأسرها هي الثمن!!
· تجارة الآخرة أيسر من تجارة الدنيا، حيث يعطي الله الأجر للعبد على النية؛ إذا صدق وبذل الجهد، أما تجَّار الدنيا فلا يعطون دون مقابل، فاعقل ذلك وفاضل، بأي التجارتين يجب أن تنشغل وتعمل؟!
· أحكم الناس عقلاً، وأشدهم حرصاً على النجاة، من وقف مع نفسه وقفة مصارحة؛ واتخذ قراراً حاسماً بتغيير مجرى حياته إلى الأفضل دنيا ودين!!
· سبحان من خلق هذه الأكوان كلها، وتفرد بسلطانه عليها!! فكم يحتقر العبد نفسه، حين يعلم أنه واحد من بين تلك المليارات التي خلقها الله، وأحصاها عدداً، بل وأحصى عليها كل صغير وكبير من العمل، ليحاسبها عليه حساباً دقيقاً بين يديه غداً، فما أعظمه من إله!! وما أدقه من حساب!! فاللهم إنَّا نعوذ بواسع رحمتك من شديد غضبك وعقابك يا أرحم الراحمين!!
· تقرب إلى الله ببغض أعداء هذا الدين، وموالاة مناصريه، فإنها عبادة قلبية، يرجى بها ترسيخ الولاء والبراء لله رب العالمين في مهج القلوب!!
· لست بملك من الملائكة، وبالتالي فمهما بلغ منك الصلاح مبلغه؛ فإن وقوعك في المعصية أمرٌ واردٌ، وعليه فكن أبعد الناس عن مشاعر الزهو والخيلاء بكثرة الطاعات، حيث أن هذا الشعور في حد ذاته، ليعتبر من أفسد أمراض القلوب داءً (عياذاً بالله)!!
· مَن استشّرف للفتنِ استُشرفت له!! فلا تستشرف لها ذهنياً؛ حتى لا تجد نفسك في نهاية المطاف متلطخاً في مستنقعات الاستشراف لها عملياً!!
· يسعد المرء في مسيرته إلى الله؛ كلما نظر إلى وقائع أيام حياته نظرة المتأمل لماضيه، والمتحسر على ما وقع فيه من المأثم، وكأنه يستعرض شريط أيام حياته من بين ثرى قبره، فإن ذلك أدعى والله للنفور من المعاصي، والإقبال على المزيد من الطاعات!!
· خبرتك مع معاصي الماضي؛ تحتم عليك (إن كنت صادقاً مع ربك) أن تجعلها نقاط تحذيرية، لضمان سلامة مسيرتك نحو الله والجنة، فيما تبقى من أيام عمرك!!
· فقير اليوم من أهل الدنيا؛ قد يكون بصلاحه من أثرياء الآخرة في الجنة، وغني اليوم من أهل الدنيا، قد يكون بفساده من أتعس أهل النار عذاباً في الآخرة، فاحرص على غنى الآخرة، يكفيك الله مؤونة الدنيا!!
· نحن نمثل ثوباً جديداً من أثواب هذه الدنيا الفانية، فقبل مائة عام لم يكن أحدٌ منَّا على ظهر هذه الحياة، وبعد مائة عام لن يكون أحدٌ منَّا كذلك على ظهرها، فهلا تمايزنا بصحائف أعمالنا عن غيرنا يوم تتطاير الكتب، ولا تسمع من القريب أو البعيد إلا الصراخ بقوله : يارب سلم سلم؟!
· الله . . كلمة تعني كل معاني الأمان، وبقدر ابتعادك عنه سبحانه، بقدر ما تنال نصيبك من ألوان الخوف والفزع وضيق النفس، وكرب عيش الحياة!! وكلما اقتربت منه، كلما نعمت بالسكينة والطمأنينة وكل مشاعر الأمان!! فارحم نفسك بالقرب من الله، ولا تشقها بالبعد عن رحابه!!
· كلما قلَّ استغفارك؛ كلما قسى قلبك؛وكلما قسى قلبك، كلما هانت عليك المعاصي، وكلما اقترفت المعاصي، كلما ضاقت عليك نفسك، وكلما شعرت بالضيق، كلما فقدت الحياة بريقها في عينك، فرطِّب لسانك بالاستغفار والذكر فما (كان الله معذبهم وهم يستغفرون)!!
· تخيل نفسك وعضلة لسانك تتحرك لأول مرة، لتجيب الله عن أول سؤال منه لك يوم القيامة!! فما أعظمه من موقف!! وما أشده من سؤال!! وما أثقله من لسان!! فاللهم إنَّا لا نرجو إلا واسع رحمتك، فليس منَّا عمل يؤهلنا لمثل هذا الموقف يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما!!
· تقرَّب إلى الله بحب كل مؤمن، وتحسر في نفس الوقت على كل ذكر خرج من غير لسانك، حيث أنها البضاعة الرابحة وحدها يوم القيامة!!
· بقدر ما تترصد للآخرين أخطاءهم؛ بقدر ما تغفل عن أخطاء نفسك!! فهلا سلَّطنا الضوء قليلاً على أخطائنا؛ لعلنا نسلم يوم الفزع الأكبر؟!
· حيرتك في أمر دنياك مردُّها ضعف علاقتك بالله تعالى، حيث تعهد الله بتهوين أمر دنياك عليك؛ كلَّما عظمت أمر آخرتك، وبذلت مهجتك لنصرة هذا الدين!! فهلا أعدت حساباتك من جديد؟!
· من أوكل أمره كله لله تعالى باستثناء (قدر يسير) أبقاه معلقاً بالمخلوقين؛ أوكل الله أمره لغيره!! حيث أن صدق التوكل عليه سبحانه؛ يعني أول ما يعني تعلق القلب كاملاً بالله وحده!!
· قيمتك في ثباتك على مبادئك الموافقة لرضا الله تعالى، وهوانك على الله وعلى الناس؛ بحسب تفريطك في تلك المبادئ!!
· جميع شؤون حياتك بيد الله وحده!! فإن أحسنت فلك الرضا، وإن أسأت فستواجهك حتماً بعض العوائق؛ لتطهيرك من تلك الإساءات، ومن ثم سيتم وضع قدمك من جديد على طريق الجادة!! هذا لو أراد الله بك الخير!!
· من رحمة الله بعبده؛ أن يُلقي في روعه استشعار دنو ساعة الفراق؛ كي يتجهز للسفر الطويل، ويسعد باللقاء!!
· حين تكون مخاوف الآخرة صدى القلوب، فإن ذلك يعني أنك تسير في الاتجاه الصحيح نحو الله والجنة!! فاثبت ثبتك الله برحمته؛ فإنك على صراط مستقيم!!
· كلما ازداد يقينك بقدرة الله على تسخير أمر دنياك، كلما ازدادت سرعة انطلاقتك في الطاعات، فهلا عرفنا المقصد من قوله تعالى : (وسارعوا)!!
· من يستعذب رغد العيش في آفاق الصدق مع الله تعالى؛ ينكر قلبه جميع ألوان الهوان من أجل الدنيا، فيحيا غنياً بربه، ويموت عزيزاً بدينه، حتى لو كان يعانى شظف الحياة!!